رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 31 - 2 - الجمعة 8/12/2023
قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية كما لو تمنيت
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الواحد والثلاثون
2
تم النشر يوم الجمعة
7/12/2023
في أحد المتاجر الكبرى الخاصة بالملابس كانت تتجول وتبتاع الكثير من الأشياء بصحبته فلقد هاتفته صباحا وأخبرته بأنها تريده معها
وعلى الرغم من كثرة الأعمال لديه إلا أنه لم يستطع الرفض خاصة أمام رجائها إليه
كانت تأخذ رأيه في الكثير والكثير من الثياب وهو كان يجيبها بصـ در رحب وهو يشعر بسعادتها.
وبعد وقت طويل قضته في التسوق عاونها في حمل الأكياس ثم وضعها في السيارة وفتح لها الباب لتركب ثم استدار يستقل مقعد القيادة.
أدار محرك السيارة ثم سألها باهتمام: أنتي هتغيري من لبسك ومن نفسك عن اقتناع يا لارا ولا عشان حد؟
أجابته باندفاع؛ والله يا آدم أنا قريت كتير جدا عن الحجاب واقتنعت بالكلام جدا عشان كده ما فكرتش ولا اترددت وطلبت منك أنك تيجي معايا عشان تشجعني ومش عارفة ليه كلمتك أنت بالذات ما كلمتش حد من أصحابي مثلا!
ممكن عشان أنت بقيت أقرب حد ليا دلوقتي خصوصا أن مراد انشغل بحياته الجديدة.
منحها ابتسامة كبيرة ولم يعقب.
فتابعت: طيب بقول لك إيه مش ناوي تفطرنا بقا يا دكتور ولا أنت بخيل ولا إيه بالظبط؟
أجابها بمرحط: لا مش بخيل نحاسب أمريكاني يعني أنتي تدفعي لنفسك وأنا أدفع لنفسي.
ضحكت بنعومة جعلته يرمقها بنظرات غامضة ثم أشاح ببصره عنها جاعلا كل تركيزه في القيادة.
❈-❈-❈
بعد أن أنهت كوب العصير على آخره شعرت بدوار خفيف في رأسها جعلت الصغيرة تسألها في اهتمام: مالك يا ثمس في ايه؟
رسمت ابتسامة صغيرة على شفـ تيها ثم داعبت وجنت عشق مجيبة إياها بصوت هادئ: ما فيش حاجة صداع بسيط كده وراح خلاص.
ليمر بهم بعض الوقت وهما تلعبان حتى انفتحا الباب وطلت من خلفه ناريمان مخاطبة شمس بابتسامة: شمس تعالي عايزاكي في كلمتين.
أومأت لها شمس بعد أن قبـ لت وجنة عشق ثم تقدمتها للخارج.
وما هي إلا ثواني حتى شعرت شمس بأنها غير قادرة أن تسيطر على جسـ دها فلقد كانت تسير مع ناريمان وكأنها مسلوبة الإرادة وفي كل خطوة تخطوها نحو المجهول تتسع ابتسامة ناريمان الخبيثة رويدا رويدا والتي غفلت عنها شمس تماما بسبب حالة التيه التي تعتريها.
فتحت باب غرفة ثم أشارت لها لتلج.
وبعد أن ولجت شمس أغلقت ناريمان الباب بالمفتاح من الخارج.
شعرت شمس بالدهشة حيال ما يحدث إلا أنها سرعان ما شهقت بذعر عندما أبصرت ذلك البغيض يقف أمامها يرمقها بتلك النظرات المقززة الشهـ وانية.
حاولت التحرك إلا أن ساقيها لم تستجيبا لها وكأنها فقدت السيطرة تماما على جسـ دها
اتسعت حدقتاها في ذعر وهي تراه يتقدم منها حتى التصق بها وأنفاسه البغيضة لفحت صفحة وجهها مما جعلها تشعر بالاشمئزاز
رفعت يدها لتبعده إلا أن يداها أيضا لم تستجيب فانسابت دموعها على وجنتيها قهرا وخوفا.
جذبها إلى صـ دره وراح يقـ بل كل إنش في وجهها بلهفة وجنون وهو يشعر بالانتشاء من سكونها بين يديه.
وهنا استسلمت شمس لقدرها المحتوم وكأن جسـ دها انفصل تماما عن عقلها وكأنه لم يستطع استقبال أي إشارات منه على الإطلاق.
حتى لسانها فقض النطق فلقد حاولت استعطافه ببعض الكلمات إلا أن الكلمات لم يكتب لها الخروج من فمها
وهنا شعرت شمس بأنها في كابوس ولن تستيقظ منه أبدا.
❈-❈-❈
كنجمة براقة انطفأ نورها تلك باتت حالتها بعدما حدث بينهم. لا تصدق بأنه تخلى عنها بهذه السهولة ألم يقل بأنه يعشقها وأنها هي حلم حياة الذي انتظره طويلا
إذا ما الذي حدث؟
كل هذا لأنها أخفت عليه أمرا على الرغم من أنها كانت ستخبره بكل شيء حدث معها
لكنه تسرع بالحكم عليها هو أخبرها صراحة بأنه سينفصل عنها نهائيا وإذا أرادت المكوث في المنزل فالأمر يعود إليها.
لكن هي لن تتحمل بأن تبقى معه تحت سقف واحد وهو يبغضها لذا عزمت أمرها على أن تأخذ ابنتها وتعود إلى منزل أبيها فيكفيها ما عانته طوال الخمس سنوات المنصرمة والتي ظنت بأنها أخيرا ستحظى بالسعادة التي تستحقها لكنها قالت سابقا بأن السعادة لا تليق بها.
لذا شرعت في حزم أمتعتها وحملت ابنتها دالفة للخارج دون رجعة غافلة عن نظرات الشماتة التي تخلفها.
تابعتها بعينيها حتى اختفت ثم ركضت لتخبر حليفتها.
وها هي ذي تقف أمامها تزف إليها الخبر السعيد هاتفة بسعادة لم تستطع إخفائها: خلاص يا مرام كابوس فريدة بنت الفران انتهى للأبد وأدهم هيبقى لك أنتي لوحدك من دلوقتي.
سألتها بلا مبالاة: وإيه اللي حصل يعني يا طنط؟
جلست بجوارها وراحت تقص عليها ما حدث بين فريدة وأدهم بالأمس.
والأخرى تستمع إليها بعدم اهتمام وكأنها هي الأخرى زهدت حب أدهم صبري الذي ترعرع في قلبها منذ الصغر وكأن التجاهل وعدم الاهتمام جعلوها تفقد الأمل في هذا الحب.
❈-❈-❈
غضب شديد يجتاحها من ذلك الأبلة فكلما تقدمت بيونس خطوة للأمام وجعله يتناسى كل شيء جاء هو ليخرب ما تفعله مما جعلها تبغضه أكثر وأكثر.
تركت الصغير يلهو بألعابه ثم دلفت للخارج فأبصرت والدتها تنظف المنزل سألتها بفتور: أساعدك في حاجة يا اما؟
هزت رأسها نفيا ثم تركت ما بيدها وأشارت لها لتتقدم.
انصاعت لرغبة والدتها ودنت منها فاصطحبتها وجلست بجوارها على إحدى الأرائك سائلة إياها باهتمام: قولي لي يا ضنايا في حاجة نفسك تجيبيها في شوارك وكده احن ما جبنهاش؟
هزات رأسها نفيا
فلاحظت والدتها عدم السعادة بذلك الخبر فخاطبتها باهتمام: بصي يا حبيبتي الحب حلو وكل حاجة بس لما يبقى الحب من غير مقابل ما يبقاش حب ده حتى ما كلفش نفسه يا ضنايا وجه يطلبك مننا
عشان كده أنسي وفكري في عريسك والنبي ده شكله طيب وابن حلال يا حبيبتي جربي تديله فرصة والله هو يستاهل وأنتي كمان تستاهلي أنك تعيشي مبسوطة يا فرحة يا بتي فهماني؟
أومأت لها بالموافقة فهي تعلم علم اليقين بأن والدتها محقة في كل ما تفوهت به لكن القلب ليس لأحد سلطان عليه كما نعرف فماذا عساها أن تفعل؟
ارتمت بداخل أحضـ ان والدتها والتي استقبلتها وراحت تمسد فوق ظهرها صعودا وهبوطا والأخرى تسبح في أفكارها الغير مترابطة وتدعو الله بداخلها بأن يمنحها الصبر ويجعلها تتقبل حياتها الجديدة التي ستقبل عليها في القريب العاجل.
❈-❈-❈
وقفت أمام مرآتها تتأمل مظهرها الجديد بإعجاب سافر فلقد ارتدت فستان من اللون البنفسجي وحجاب يليق به مما جعلها غايات الجمال والاحتشام
راحت تدور حول نفسها بسعادة وهي تشعر وكأنها خفيفة مثل الفراشة
لم تعتقد يوما بأنها ستكون سعيدة هكذا عندما سترتدي الحجاب لكن ما حدث معها كان غير المتوقع تماما فلقد أحبت ذلك الثوب والأغرب من ذلك بأنه كان يليق بها وكأنه صنع خصيصا لها.
انتعلت حذاء ذو كعب مرتفع ثم دلفت للخارج هابطة الدرج بثقة غافلة عن عينيه التي راحت تتأملها بافتتان شديد.
وقبل أن تفتح فاتها وتسأله برأيه باغتها هو بقوله: ما شاء الله تبارك الخلاق.
لمعت فيروزيتيها بسعادة عارمة وغمغمت بكلمة واحدة: ميرسي.
كاد أن يمد لها يده إلا أنه تراجع هاتفا بمرح: لا خلاص اللمسات دي بقة لا تجوز يا لارا هانم ودلوقتي اتفضلي قدامي يله عشان أوصلك للشركة.
منحته ابتسامة رائعة جعلتها أجمل من ذي قبل ثم تقدمته وهي تحلق من فرط سعادتها.
❈-❈-❈
حالة من الضعف استولت عليه عندما أبصر دموعها التي غرقت وجهها وكذلك سقطت على جبينه وهو يقبل شفـ تيها مما جعله يبتعد عنها على الفور وشعور بالغضب يجتاحه.
فهو لم يغصب أي امرأة عليه من قبل لطالما كانو هنا تأتينا إليه بمحض إرادتهن لكن تلك الفتاة مختلفة عنهن لقد كانت بريئة لدرجة جعلته يكره نفسه ويلـ عن ناريمان التي وضعت تلك الصغيرة في طريقه ويلـ عن انتقامه من مراد عواد.
فوجد نفسه لا إراديا يتنحى جانبا ملقيا بجـ سده فوق أحد المقاعد الموجودة بالغرفة واضعا وجهه بين كفيه يزفر بقوة كي يطرد تلك الشهـ وة التي سيطرت عليه في حضور تلك الصغيرة وكأن الله -عز وجل- أراد حمايتها من هذا الشيطان.
أما عنها فقد بقيت مكانها ساكنة دون حراك فقط دموعها تهطل دون توقف.
راح يتأملها في صمت عاجزا عن إيجاد الكلمة المناسبة للتخفيف عنها.
وقبل أن يتفوه ببنت شفا انفتح الباب بعنف ويطل هو من خلفه بوجه شديد الاحتقان وعيون مظلمة وعروقه نافرة يهدر بصوت رعدي: وديني لأقتلك أنت وهي
إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية