-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 33 - 1 - الخميس 14/12/2023

  

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الثالث والثلاثون

1

تم النشر يوم الخميس

14/12/2023

(اشتقت لك)



بابتسامة واسعة ولجت الغرفة ترحب بهم بحفاوة بعدما استدعتها والدتها سلمت على الجميع ثم جلست بجوار والدتها.

تأملتها والدة يوسف بتمعن فشعرت بعدم الراحة لتلك الفتاة لكنها لم تبوح بما يدور في خلدها

منحتها ابتسامة مجاملة ثم اندمجت في الحديث مع باقي الجالسين.

أما عن الحاج الرشيدي فلم يختلف شعوره عن شعور زوجته لكنه اقنع نفسه بأنه ليس هو من سيتزوج بل ابنه فتنحنح بحرج ثم هتف دون مقدمات: أحنا النهاردة جايين نطلب منكم ليوسف ابني الآنسة أروى وطبعا أنا مش محتاج أكلمكم عن يوسف لأن أكيد أروى قامت بالمهمة دي.


تبادل والد أروى النظرات مع والدتها ثم زفر باستسلام هاتفا بجدية: وأنا موافق يلا نقرا الفاتحة.


انصاع الجميع لطلبه ثم شرعوا في قراءة الفاتحة وسط سعادة أروى وحزن يوسف

وبعد أن انتهوا همس محمد في أذن شقيقه: بيقولوا عليك مغصوبة يا بيضا.


رمقه يوسف بتوعد ولم يعقب فتنحنح محمد بحرج ثم التزم الصمت.

وبعد وقت قليل انتهت تلك الزيارة بعد أن حددوا موعدا للخطبة وهي بعد أسبوعين من الآن.


❈-❈-❈


فتح عينيه بصعوبة وهو يشعر بألم في سائر أنحاء جـ سده كمن تعرض لضـ رب مبرح للتو.

تحامل على نفسه ثم استقام جالسا وسرعان ما تذكر ما حدث معه قبل أن يسقط مغشيا عليه فشعر بالخوف ورغما عنه دمعت عينيه فلأول مرة يشعر بالخوف والوحدة وكذلك القهر وما أصعب من قهر الرجال.


رفع يده ثم مسح دموعه لكنه شعر بحركة خفيفة فنظر باتجاه الصوت فانقبض قلبه عندما أبصرها تدنو منه وعلى وجهها يرتسم الغضب.


ابتلع ريقه بخوف ثم تساءل بصوت مرتجف: شهد إيه اللي جابك تاني؟


تطاير الغضب من مقلتيها ثم أجابته بصوت غليظ: ده بيتي فيه ايه يا محمود أنت مش عايزني آجي بيتي ولا إيه؟

وبعدين أزاي تشيل صورتي من الأوضة فورا تقوم ترجعها تاني وعلى الله تعمل حاجة من غير ما ترجع لي مفهوم؟


هز رأسه بهستيريا مغمغم: مفهوم مفهوم.


ابتسمت ابتسامة مرعبة ثم دنت منه على حين غرة مما جعله يرجع إلى الوراء فسقط من فوق الفـ راش بعنف مما جعله يتأوه بألم.


ابتسمت برضى على حالته تلك ثم هتفت بتوعد: هو أنت لسة شفت حاجة يا محمود يلا وقم رجع صورتي مكانها  ومش بس كده عايزاك تعلق لي في كل مكان في البيت صورة وأياك ارجع بكرة ما ألاقيش كلامي اتنفذ مفهوم.


وقبل أن يومئ بالموافقة اختفت من أمامه كالمرة السابقة.

أطرق رأسه أرضا وراح يبكي في صمت فما يحدث معه كثير لا يتحمله بشر لذا هب واقفا عازما على تنفيذ ما طلبته قبل أن يناله بطشها.


❈-❈-❈


عاونته في الاستلقاء فوق الفـ راش ثم دثرته واستلقت بجواره.

فدنى منها يحتـ ضنها بقوة سائلا إياها بحزن: هو أنت صحيح هتتجوزي يا فرحة؟


ضمته أكثر إلى قلبها مجيبة إياه بصدق خارج من جنبات قلبها: عمري ما هسيبك يا يونس أنا آه هتجوز بس هاخدك معايا ومش بس كده أنا كمان هاخليك تروح عند شمس عشان تلعب في حمام السباحة زي ما هي وعدتك وتقعد حبة عندي وحبة عندها وفي بنت كمان هناك عايزاك تلعب معاها إيه رأيك؟


أجابها بطفولية: موافق طبعا بس مش عايز العب مع بنات البنات وحشين.


رفعت حاجبيها بدهشة مصطنعة: البنات وحشين طب ما أنا بنت يا يونس مش أنت بتحبني برضو؟


هزة رأسه نفسيا مغمغم: أنا بحبك خالص بس أنت مش بنت.


اتسعت حدقتاها في صدمة مردفه بعدم تصديق: أنا مش بنت أخص عليك يا يونس كده برضو تشكك في انوستي عموما ماشي يا سيدي مقبولة منك.


وعلى الرغم من أنه لم يفهم معظم حديثها إلا أنه ابتسم لها مما جعلها تطبع قبـ لة طويلة فوق جبينه

وقبل أن تغفو استمعت إلى صوت أزيز هاتفها فالتقطته من فوق المنضدة زفرت بملل عندما أبصرت أن المتصل هو خطيبها فحسمت أمرها ثم ضغطت زر الإيجاب عازمة على التحدث معه وإعطائه الفرصة فهو بعد عدة أيام سيشاركها كل شيء في حياتها لذا عليها أن تتعود عليه وتعرف ولو جزء صغير من طباعه.


❈-❈-❈


فوق فـ راشها مستلقية تحدق في سقف الغرفة بشرود فهي علمت بأنه سيذهب لخطبة أروى اليوم مما جعلها تشعر بحزن شديد.

وعلى الرغم من أنها قررت أن تخرجه نهائيا من حياتها إلا أن قلبها اللعـ ين لم يستجب لها بسهولة

شعرت بشيء ساخن فوق وجنتها فأيقنت بأنها تبكي أحست بالغضب من نفسها ومن ضعفها لذا رفعت كلتا يديها تزيل دموعها بقوة وهي تعنف ذاتها: اتجننتي خلاص يا لارا من أمتى وأنتي ضعيفة كده اللي يبيعك بعيه ودوسي على قلبك بالجزمة فاهمة.



تساقطت دموعها مرة أخرى فأزالتها هي الأخرى مردفه بغضب: الظاهر ان ما فيش فايدة فيكي يا لارا.



قطع حديثها مع نفسها صوت جرس الباب الداخلي للفيلا فهبت واقفة عازمة على النزول إلى أسفل ومعرفة الزائر الذي جاء في وقت متأخر من الليل.

وقبل أن تسحب اسدالها لترتديه استمعت إلى صوت طرقات خفيفة فوق بابها يليها دخول الخادمة تهتف بسعادة: لارا هانم مراد بيه والست شمس وعشق هانم تحت.


تنهدت براحة ثم ابتسمت بسعادة وهرولت للخارج هابطة الدرج وهي تحمد الله لقدومهم فهم أتوا في الوقت المناسب بالنسبة لها.


استقبلتهم بترحاب شديد ثم دنت من شمس واحتـ ضنتها طابعة قبـ لات فوق وجنتيها بالتناوب ومن ثم انحنت مقبـ لة الصغيرة ثم استقامت واقفة وألقت بجـ سدها بداخل أحضـ ان شقيقها والذي ضمها إليه بحنان جارف مما جعلها تشعر براحة وأمان لا مثيل لهم.


ابتعدت عن أحضـ ان شقيقها فلاحظت الحزن والغضب متراكمين في عينيه فشعرت بأن خطبا ما قد حدث فتساءلت بترقب: هو فيه إيه بالظبط وما لكم عاملين كده ليه وإيه اللي خلاكم ترجعوا بدري من تركيا؟


مر أمام عينين شمس ما حدث معها كشريط سينمائي مما جعلها تنفجر في موجة من البكاء المرير الذي يمزق نياط القلوب.

فلم تجد لارا سبيلا سوى احتـ ضانها بقوة وتهدئتها غافلة عن النيران التي اشتعلت في عيني مراد والتي لو خرجت ستحرق الأخضر واليابس

فلأول مرة يشعر بالعجز وقلة الحيلة زوجته كانت على وشك الضياع فلو أنه تأخر قليلا لكانت هالكة لا محالة.

فصك على أسنانه بغضب حارق ثم جاهد في إخراج صوته طبيعيا مخاطبا شقيقته بهدوء: خديها طلعيها أوضتها ترتاح شوية يا لارا وخليكي جنبها وأنا هطلع أشم هو شوية عشان مخنوق.


على الرغم من فضولها لمعرفة ما حدث معهم إلا أنها كبحت فضولها واومأت له بالموافقة عازمة على تنفيذ أوامره بالحرف الواحد.


بعد أن عادت إلى المنزل استأذنت الجميع لأنها ترغب في الراحة.

وبالفعل اتجهت إلى غرفتها القديمة ووضعت ابنتها النائمة في فـ راشها ثم استلقت


ثواني وشعرت بالحزن الشديد فلقد اشتاقته كثيرا فلأول مرة تنام بعيدا عن أحضـ انه منذ وقت طويل لم تعتقد يوما بأنها ستتعلق به إلى هذه الدرجة لقد احتل أدهم صبري قلبها وانتهى الأمر.

لكن السؤال هنا كيف ستتحمل بعدها عنه وكيف ستتأقلم على حياتها الجديدة بدونه إنسابت دموعها في صمت ثم أمسكت بهاتفها عازمة على إرسال رسالة إليه

فتحت التطبيق الرسائل وكتبت

"أدهم وحشني أوي تصدق لو قلت لك إني مش قادرة أنام من غيرك معقولة أنا هنت عليك للدرجة دي طيب هو أنا ما وحشتكش!

هتيجي تاخدنا امتا بقي"


انفجرت في بكاء مرير فهي لا تستطيع إرسال تلك الرسالة إليه لذا أغلقت الهاتف دون أن ترسلها

وقضت ليلتها تنتحب وتبكي حظها العسر وحبها الضائع وسعادتها الناقصة.

لا تعرف بأنه يتعذب أكثر منها ويشتاقها حد الجنون.


❈-❈-❈


انقضت تلك الليلة والتي كانت حزينة لجميع أبطالنا وحل الصباح واستيقظت الطيور كعادتها قبل البشر الكسالى.


استيقظت وهي تشعر بسعادة وتلقائيا طلبت من الخادمة اعداد كوب القهوة الخاص بها ثم اتجهت إلى تلك الغرفة وابتسامة شيطانية ترتسم فوق وجهها


فتحت الباب ثم اتجهت باتجاه الكاميرا التي ما زالت مكانها ولحسن حظها غفل عنها مراد عواد.

سحبت كارت التخزين الخاص بها ثم دلفت به للخارج عازمة على مشاهدته واستخراج منه ما يجعل مراد عواد خادما في إصبعها


وبعد وقت ليس بالقصير انتهت من مشاهدة الفيديو وهي تهتف بسعادة: حلو اوي خلينا بقى نقص الحاجات المهمة ونبعتها لمراد باشا ونشوف رأيه ايه في فضايح مراته الحلوة عشان يعرف ان ما فيش حد احسن من حد.


لكن سرعان ما ارتسم الغضب على وجهها ولعـ نت صديقها هاتفة: ربنا ياخدك كان لازم تقضيها بوس واحضـ ان ما كنت خش في التقيل علطول يا زفت كان زمانا بنشوف فيديوهات مثـ يرة أكتر من كده

بس يلا مش مشكلة الحاجات دي كفاية وكفيلة انها تخلي مراد عواد يركع تحت رجلية.


الصفحة التالية