-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 30 - 1 - الثلاثاء 5/12/2023

  قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الثلاثون

1

تم النشر يوم الثلاثاء

5/12/2023



(جنون)



تطاير الشر من مقلتيه عندما تفوهت بذلك الحديث فلم يشعر بنفسه إلا وهو يدفعها من فوق قدميه لتسقط أرضا وهب واقفا يدور في الغرفة كالأسد الجريح وهو يجذب خصلاته بعنف صارخا بكل ما يعتمر في قلبه من غضب: تاني حازم الفيومي تاني يا فريدة.


انسابت عبراتها من مقلتيها فوق وجنتيها ولم تعقب.

فدنا منها جالسا أمامها فوق عقبيه وهو يمسك بمنكبيها ويهزها بعنف مستطردا حديثه الغاضب: ما فيش فايدة فيكي كم مرة حذرتك ووعدتيني أنك مش هتخبي عليا حاجة بس الظاهر أني كنت غلطان لما صدقتك ووثقت فيكي.


نظرت إليه بعينين دامعتين وحاولت الحديث لكنها فشلت في إيجاد الكلمات المناسبة التي ستجعله يهدأ ففضلت الصمت لتستمع إلى باقي حديثه الذي قسم قلبها إلى شطرين: أنا تعبت منك يا فريدة أديتك فرصة واتنين وتلاته وأنتي ما استغلتيهاش عشان كده من دلوقتي أنتي من طريق وأنا من طريق ومن بكرة الصبح ترجعي لجناحك تاني.


تعالت شهقاتها فور ما استمعت إلى حديثه ذاك فحاولت أن تقترب منه وتحتـ ضنه إلا أنه لم يسمح لها إذ دفعها مرة ثانية وهب واقفا يصرخ بجنون: كفاية عايزة تعملي فيا إيه أكتر من كده كل مرة بتغليطي فيها بسامحك من غير ما أفكر وبأقل مجهود منك بتخليني زي الخاتم في صباعك بس لا يا فريدة هانم مش أدهم صبري اللي يبقى شخشيخة في أيد واحدة ست.


رمقها بغضب حارق واستدار وهو يغمغم بكلمات غاضبة لم تستطع فريدة فهمها فانخرطت في وصلة جديدة من البكاء.

فلأول مرة يتخلى أدهم بهذه الطريقة تعلم أنه محق وأنها وعدته من ذي قبل بأنها ستخبره بكل شيء يحدث معها وها هي للمرة التي لا تعرف عددها تخلف عهدها وتضرب بوعودها عرض الحائط.


❈-❈-❈

.


لأ طبعا مش موافق يا شمس.


تلك الكلمات هدر بها مراد بعدما أخبرته بأن ابنته تريدها أن تذهب لقضاء اليوم معها غدا

فرمقته بخيبة أمل وهتفت بحزن: طيب ليه؟

عشان خاطر عشق واهو بالمرة أغير جو بدل قعدة البيت دي.


زفرت بإحباط عندما أبصرت نظرة الرفض القطعي في عينيه فصمتط قليلا تفكر في حل يغير رأيه.

فابتسمت بمكر عندما أتتها الفكرة فدنت منه بغتة طابعة قبـ لة عميقة فوق تفاحة آدم خاصته مما جعلت كل خلية في جسـ ده ترتجف وهمست بدلال أطاح بعقله: ولو قلت لك عشان خاطر شمس.


ابتهجت عندما رأت تأثيرها القوي عليه فقررت فعلتها مرة ثانية لكن بطريقة حميـ مية أكثر مما جعله يحملها بين ذراعيه

فحاولت الرفض إلا أنه لم يسمح لها فقررت أن تأخذ منه الموافقة فأعادت حديثها مرة ثانية: طيب أروح لعشق بكرة؟


أومأ لها بالموافقة ثم أخذ شفـ تيها في قبـ لة عاصفة متطلبة جعلتها سرعان ما اندمجت معه وتبادله قبـ لته بجنون وشغف

ليذهبا سويا إلى عالمهما الخاص الذي لا يحركه سوى المشاعر فقط وليس شيئا آخر.


❈-❈-❈


حاول التغلب على حالة الذعر التي اعترضته في حضرتها وراحا يهز رأسه يمينا ويسارا بعنف وكأنه يطرد صورتها من عقله وأغمض عينيه بقوة يعتصرها لوقت طويل ثم فتحهما ليراها ما زالت واقفة أمامه مباشرة ترمقه بتلك النظرات القاسية.

ثغر فاهه بقوة عندما أبصرها تضحك بجنون وتهتف من وسط ضحكاتها: أنت خايف مني يا محمود؟


أومأ لها بالموافقة

فضحكت بصخب حتى اهتز جسـ دها بالكامل ثم تابعت حديثها: والله كويس طول عمرك كنت بتخوفني وبتستقوى عليا عمري ما كنت أتصور ان هيجي اليوم تخاف مني بس عموما يعني أنا هكون صريحة معاك هو أنت لازم تخاف مني لأني زي ما قلت لك مش هسيبك غير لما اخدم معايا.


ابتلع لعابه الجاف بصعوبة وغمغم بتلعثم حتى خرجت الكلمات من فاهه متقطعة: تخ ديني معاكي فين؟


ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجهها مما جعلها مخيفة لدرجة لا توصف وأجابته بصوت يشبه صوت الأشباح: أنت ما تسألش عشان هتعرف كل حاجة في وقتها.


أغمض عينيه في خوف وعندما فتحهما لم يبصرها أمامه مما جعله يشعر بالجنون فراح يركض في أنحاء المنزل يناديها بكل الرعب الذي اجتاحه منذ قليل إلا أنه لم يجد منها ردا.

فألقى بجـ سده أرضا واحتـ ضن نفسه وهو يهز رأسه بضياع مغمغم: شهد ما ماتتش شهد رجعت عشان تنتقم مني شهد ما ماتتش انا لازم اروح اقول ليونس ان مامته ما ماتتش عشان يسامحني لازم.


ظل يردد تلك الكلمات حتى غفي مكانه من شدة الخوف والحزن.


❈-❈-❈


في أحد المطاعم الراقية التي تمتاز بالفخامة يجلسان يتناولان عشائهما في صمت قطعه آدم يسألها مباغتا: ليه نظرة الحزن اللي في عينيكي دي يا لارا ما شفتهاش من ساعة وفاة Uncle يوسف الله يرحمه في حاجة جدت أنا ما اعرفهاش؟


أومأت له في صمت.

فتابع: طيب ما تحكي لي مش جايز أقدر أهون عليكي.


صمتط مليا تفكر فهي حقا تحتاج أن تخبر أحدا عما يدور بداخلها والمعركة الطاحنة التي تجتاحها لذا من دون تردد راحت تقص عليه كل شيء بالتفصيل حدث بينها وبين يوسف الرشيدي منذ أول لقاء لهما في الشركة وحتى إنهاء علاقتهما

والآخر ينصت إليها بتركيز شديد


الصفحة التالية