-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 36 - 1 - الجمعة 29/12/2023

  قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل السادس والثلاثون

1

تم النشر يوم الجمعة

29/12/202

الفصل السادس والثلاثون

(انكسار)



أرهقه التفكير فمنذ أن عاد من عمله وهو يفكر في حديث أروى وكذلك لارا التي قالتها صراحة بأنها لا تريده ولم تعد تحبه مما جعله يشعر بالألم فامسك بهاتفه الذي كان موضوعا بإهمال فوق فـ راشه وبحث عن رقمها ثم ضغط زر الاتصال.

دقائق واستمع إلى صوتها الناعم على الطرف الآخر: خير يا باش مهندس فيه حاجة خاصة بالشغل؟


تنهد بحرارة ثم أجابها باشتياق: وحشتيني اوي يا لارا مش ناوية تنسي اللي فات بقى أنا والله ندمان ومش قادر أعيش من غيرك صدقيني.


أغمضت عينيها بألم ثم قبضت على يدها بقوة وتنحنحت كي تستعيد رباط أجاشها هاتفة بجدية: والله الكلام اللي عندي قلته الصبح غير كده ما عنديش حاجة تانية يا باش مهندس يا ريت تنسى كل اللي فات وتتقبل الموضوع بشياكة زي ما انا تقبلته كده ويا ريت اللي حصل النهاردة ما يتكررش

يعني اروى ما تجيش الشركة فهمني؟


اومأ لها بالموافقة وكانها تراه ثم تمتم بكلمة واحدة مفهوم.


اغلق الهاتف وألقاه جانبا ثم وضع رأسه بين راحتي يده يفكر وايقن بأنه خسرها للأبد لذا عليه ان يفعل كما اخبرته خطيبته فهو ليس له خيار سواها هي فقط لذا رفع رأسه بكبرياء ثم امسك بهاتفه مرة تانية عازما على التحدث معها وإخبارها بأنه سيبقى معها إلى الأبد.



❈-❈-❈


وعلى الجانب الآخر

تابعها حتى أغلقت الهاتف ثم تساءل بجدية: هو مش كده؟


أومأت له بالموافقة.

فشعر بالحزن عندما لمح عينيها اللامعة بالدموع فقرر أن يخرجها مما هي فيه بمرحه المعتاد: جرى إيه يا لارا هانم حضرتك معايا من الضهر وقلتي لي غدا ودلوقتي بقى غدا وعشا وهيبقى سحور كمان مين اللي هيحاسب على الخسارة الفظيعة دي؟


ابتسمت باتساع ثم هتفت بنعومة: اللي أنت عايزه يا دكتور آدم ما كنتش اعرف أنك بخيل كده.


التقطت حقيبتها التي كانت فوق المنضدة أمامها وشرعت في إخراج النقود مما جعله يرمقها بغضب هاتفا بحدة مصطنعة: إيه ده أنتي صدقتي ولا إيه!

مفكرة نفسك قاعدة مع سوسن لا خدي بالك أنا آدم آه بس راجل برضو.


أطلقت ضحكة عالية مما جعلته يتأملها بوله فلا ينكر أن تلك الجميلة استحوذت على مكانة كبيرة في قلبه لكن ما يجعله متردد في أخبارها بما يعتمر في قلبه علمه بأنها عاشقة لرجل غيره حتى وإن كانت انفصلت عنه

لذا قرر أن يتروى حتى تنتهي تلك العلاقة الفاشلة وبعدها لكل حادث حديث.


لاحظت تأمله لها فتنحنحت بإحراج وهبت واقفة تهتف بجدية: يا نهار أبيض اتأخرنا اوي يلا عشان مراد ما يعلقناش.


هب واقفا ثم وضع المال فوق المنضدة ودلف بصحبتها إلى الخارج وهو يسترق النظرات إليها من وقت إلى آخر.




❈-❈-❈


احتدت عينيه وهو يدنو من والدته التي التزمت الصمت فقرر سؤالها ولكن بصوت غاضب جعلها ترتجف في مكانها: ردي عليا يا فيروز هانم صحيح الكلام اللي قالته فريدة ده؟


نكست رأسها أرضا ولم تعقب

مما جعل أدهم يصرخ بغضب حارق: أزاي ؟ أزاي تعملي كده أزاي ده أنا ابنك الوحيد تخلي واحد يعـ تدي على عرضي وشـ رفي طيب هنت عليك يا أمي وكمان اتجرأتي وجبتيهولي لحد بيتي كنتي عايزة توصلي لأيه ها فهميني؟


رفعت عينيها وهتفت بحقد اختزنته بداخلها سنوات طويلة: أيوة عملت كده أنا بكرهها وعمري ما كرهت في حياتي قدها هي السبب في موت أخوك وما اكتفتش بكده لا خدتك أنت كمان مني عشان كده كان لازم أبعدها عنك بأي طريقة

أنا ما عنديش استعداد أخسرك أنت كمان.


قبض على يده بقوة حتى ابيضت مفاصله فلو كانت تلك المرأة غريبة عنه لاتخذ معها تصرفا آخر

لكن للأسف هي والدته ولم يستطع حتى أن يهينها بكلمة لذا هتف بانكسار وخذلان: تمام يا فيروز هانم عشان كده أنا هريحك من فريدة خالص وهنسيب لك البيت عيشي فيه براحتك واعملي فيه اللي أنتي عيزاه لكن فريدة هي حياتي وروحي والهوا اللي أنا بتنفسه وما عنديش استعداد أني أخسرها فهماني يا فيروز هانم.


اتسعت حدقتاها من هول ما سمعت فهي فعلت كل هذا كي لا يبتعد ابنها الوحيد عنها ليأتي هو بكل سهولة ويخبرها ببرود جليدي بأنه سيتركها ويذهب

فدنت منه تستعطفه ودموعها تنساب فوق وجنتيها: أنا آسفة يا ابني بس ما تسبنيش أبـ وس أيدك ما تسيبش البيت يا أدهم خلاص هاعمل لك اللي أنت عايزة.


رقى قلبه لها لكنه سرعان ما تذكر حازم وجرأته على زوجته فتراجع خطوتين للخلف قبل أن يضعف أمام دموعها واستدار يرمق فريدة باعتذار هاتفا بجدية: أنت لسة واقفة مكانك يا فريدة اتفضلي ادخلي لمي هدومك وهدومي وهدوم تالين مش هنبات في البيت ده النهاردة.


❈-❈-❈


بعد مرور اسبوع.


وقفت قبالتها تتأملها بحزن وهي ترتدي فستانها الابيض فلقد كانت حورية جميلة

رغما عنها دمعت عينيها واقتربت منها تحتـ ضنها بقوة وتهتف بسعادة ممزوجة بالبكاء: أخيرا شفتك عروسة يا فرحة ربنا يفرح قلبك يا حبيبتي.


تشبست فرحة باحضـ ان والدتها وهي تحارب دموعها المهددة بالهطول لكنها سرعان ما انتفضت من احضـ ان والدتها عندما استمعت إلى صوت شمس المرتفع: خيااانة بقى توزعوني وتقولوا لي روحي لبسي يونس ارجع الاقي احضـ ان  وبـ وس ومسخرة وقلة أدب.


هزت والدتها رأسها باستياء من تلك الحمقاء التي لن ولم تتغير أبدا فبرمت شفـ تيها بعدم رضا ثم هتفت باستياء: ما فيش فايدة فيكي يا بت بطني هتكبري وتفضلي هبلة كده.


وضعت يدها فوق قلبها تهتف بمرح: آه يا قلبي طول عمري منبوزة في البيت ده اتجوزت وقلت هاوحشكم وما فيش فايدة بس يلا زي مامتي برضو ومضطرة استحملك مش كده يا يونس؟


أومأ لها وهو لا يفهم معظم حديثها.

فانحنت تطبع قبـ لة طويلة فوق وجنته ثم خاطبته بلطف: بعد ما فرحة تتجوز هاخدك ونرجع على الفيلا بتاعتنا هتتبسط اوي عندنا يا يونس.


أجابها ببراءة: وهلعب في الجنينة.


اومأت له بالموافقة

فقفز يصفق بسعادة: طب يلا بينا نروح دلوقتي.


شهقت فرحة بقوة: شفتو الولا بعني في ثواني اش حال ما كان عمال يعيط ويقول لي انتي هتمشي وتسيبيني يا فرحة باعني عند أول محطة ماشي يا يونس.


قطع حديثهم صوت شقيقها الجاد: يلا يا فرحة عريسك مستنيكي برة.


اومأت له بالموافقة

فولج والدها عازما على الخروج معها وتسليمها لزوجها بنفسه.


بينما فرحة فقد كانت تتمنى أن تكون تلك الليلة برفقة الشخص الذي أحبته ولكن كالعادة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.



الصفحة التالية