-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 22 - 1 الجمعة 29/12/20234

  قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل الثاني والعشرون

1

تم النشر يوم الجمعة


29/12/20234


 ❈-❈-❈

صاح فـاروق بعنف مقتربًا من مديحة يرمقها بنظرات حادة غاضبة تعكس مدى الغضب المتواجد بداخله


:- مـديـحـة!! انتي عارفة أنها كانت غلطة وعارفة كويس أوي مين سببها لكن أنا عمري ما أخون جليلة ولا عمري هشوف غيرها.. 


شهقت بطريقة مقززة ووقفت أمامه تبادله نظراته بحقد وغيرة لجليلة المتمسك بها بتلك الطريقة القوية وردت عليه بغضب 


:- ولما أنت عاوزها أوي كدة قربتلي زمان ليه طالما بتحبها ومش بتشوف غيرها شوفت ليه، ومش بس كدة أنا حملت منك أنت عارف كويس أوي عصام يبقى ابن مين بس أنت جبان مقدرتش تعترف بيه. 


ازدادت ملامحه غضبًا لاعنًا تلك الفكرة النادم عليها يود التخلص منها واخفاءها دومًا، كل ذلك حدث نتيجة خطأ واحد لا يعلم كيف ارتكبه هو حقًا يحب زوجته بصدق لا يعلم ماذا حدث حينها ليرتكب ذلك الخطأ الذي دام معه طوال حياته؟! كان دومًا يريد إخفاءه عن الجميع، صاح بها بنبرة جنونية هزت أرجاء الغرفة لتتوقف عن حديثها


:- أنتي عارفة كويس أنها كانت غلطة أنا لحد دلوقتي مش فاكر ولا عارف حصلت ازاي لكن أنا عمري ما شوفتك ولا بصيتلك يامرات أخويا، وعصام كنتي عاوزاني اعترف بيه ازاي انتي اتجنيتي شكلك لكن أنا عمري ما سيبته دايما واقف معاه في غلطاته  بعدين أنا عوضتك عن كل دة، طول حياتك وأنا بعوضك.


ضحكت بسخرية تخفي خلفها غضبها من حديثه عنها بتلك الطريقة وتمتمت بتهكم ساخرة وهي تقف قبالته 


:- مبصتليش ولا عمرك شوفتني بس قربت مني وخونت أخوك، وفين التعويض دة أنت بنفسك اتفقت أن بنتي هتتجوز ابنك مش قادر عليه دي بقى مش مشكلتي مش بعد كل دة هتسيبني وتخلع ايدك وهو يقعد مع السنيورة اللي عاوزها، رنيم أنت جبتها لعصام عشان يسكت بيها لكن مش عشان تاخد حق بنتي، وجليلة اللي أنت ماسك فيها دي أول ما تعرف الحقيقة هتسيبك عمرها ماهتكمل معاك. 


دفع المنضدة بقوة غاضبة مغمغمًا بلهجة مشددة حادة محذر إياها 


:- سيرة جليلة متتجابش على لسانك مرة تانية، تيجي عندها وتحطي ألف خط أنتي عارفة أنها عندي غير الكل.


غمغمت بغيرة تعميها وهي ترى أنها مَن تستحق كل ما تتمتع به جليلة التي تنعم بكل شئ بينما هي تخسر كل ذلك واحدة تلو الأخرى 


:- وأنتَ فاكر أنك بتحبها بجد لا الكلام دة تضحك بيه عليها هي مش أنا، أنت عمرك ماحبيت جليلة أنت بس عاجبك أنها مستحملاك بعد كل اللي بتعمله دة كله واحدة غيرها كانت سابتك من زمان. 


لم يهتم بحديثها الخاطئ لأنه يحبها بالفعل بل تطلع مسرعًا بقلق نحو أعتاب الباب الخاص بالمكتب بعدما وصل إليه صوت آنينها الخافت تفاجأ بها تقف بالفعل ومن الواضح أنها استمعت إلى كل شئ دار.. 


كانت تقف تبكي واضعة يدها فوق فمها لتمنع صوت بكاءها، لأول مرة تراه بتلك الهيئة لا تصدق أنه فعل بها هكذا، كيف استطاع أن يفعلها؟! 


همس باسمها بنبرة خافتة وبدا الخوف فوق ملامحه بعد اتيان اللحظة التي يخشاها دومًا، قلبه يرتجف ولا يعلم ماذا سيفعل؟! دومًا كان يفكر فيما سيفعله عند معرفتها للحقيقة ولم يتوصل لشئ 


:- جــلــيـلــة!! 


تطلعت مديحة نحو الخلف مسرعة بابتسامة واضحة لتراها وترى هيئتها كم تمنت رؤيتها بتلك الهيئة كانت تتراجع عن إخبارها بالحقيقة خوفًا من رد فعل فاروق الذي سيقلب الدنيا بأكملها رأسًا على عقب، لكنها الآن علمت الحقيقة وعلمت مكانة مديحة الحقيقية، حاولت أن تخفي سعادتها وبدأت ابتسامتها تتلاشى مدعية الصدمة.. 


أسرع فاروق يقترب منها مغمغمًا بتوتر وخوف 


:- جليلة انتي فاهمة غلط صدقيني أنا هفهمك بس اهدي. 


كاد يحتضنها لتهدأ قليلًا بعدما رأى جسدها الذي يرتعش وملامحها المصدومة يخشى أن يحدث لها شئ سئ، لكنها باغتته بدفعتها القوية التي جعلته يرتد إلى الخلف مبتعدًا عنها بعض الخطوات وغمغمت بضعف من بين دموعها 


:- طـلـقـنـي يا فاروق طلقني كفاية كدة. 


سارت من أمامه متوجهة نحو غرفتها، لم تستطع أن تظل أمامه تتطلع إليه بعد كل ما فعله بها، هي اليوم وفي تلك اللحظة اكتشفت حقيقة أخرى لزوجها، جميع حياتها معه السابقة كانت كذب استطاع أن يخدعها بحبه الغير المتواجد، كيف تتطلع نحوه وهو مَن قام بفعل كل ذلك بها؟! هو اليوم سبب تدمير قلبها وحياتها تمامًا بعد علمها بالحقيقة التي أخفاها طيلة السنوات الماضية استطاع أن يخدعها بمهارة دون الإهتمام بمشاعرها.. 


بدأت تلملم اشياءها مقررة الرحيل من ذلك المنزل التي كانت تبنيه بسعادة وابتسامة وهو في نفس الوقت كان يدمره دون النظر لكل ما تفعله، تود الذهاب من المكان الذي تحطم به قلبها.. 


وقف فاروق تحت تأثير الصدمة بعد استماعه لحديثها ونبرة صوتها التي آلمت قلبه، تطلع نحو مديحة بنظرات حادة تعكس مدي الغضب الذي يشعر به بسببها يسبها بداخله ولا يعلم ماذا سيفعل مع جليلة، لأول مرة يراها بتلك الهيئة ولأول مرة تقرر الإبتعاد والإنفصال.. 


سار خلفها متوجه نحو غرفته ليستطع التحدث معها وإقناعها بالبقاء معه، يود أن يخبرها انه يحبها حقًا، كل ما حدث... حدت بالخطأ دون إدراك منه. 


تفاجأ بها عندما رآها تضع ثيابها في الحقيبة وتعد ذاتها للرحيل أسرع مقتربًا منها يمسكها من ذراعها بحنان لتتوقف عما تفعل مغمغمًا بتوتر


:- جليلة انتي فاهمة غلط والله الموضوع مش زي ما سمعتي اديني فرصة افهمك. 


تحاشت النظر نحوه لأول مرة لم تطيق رؤيته، وتمتمت بجدية تلك المرة


:- لا أنا دي المرة الوحيدة اللي أنا فاهمة فيها صح بقى، مش هسمحلك تضحك عليا المرة دي خلاص يا فاروق كل حاجة اتعرفت ابعد عني وطلقني اللي بتعمله دلوقتي مش هيفيد بحاجة بعد اللي عرفته. 


ظل ممسكًا بها وغمغم بتوتر خوفًا من فكرة ذهابها وابتعادها عنه 


:- جليلة طب اسمعيني الأول نتفاهم الأول وبعدها هسيبك تعملي اللي عاوزاه اللي سمعتيه دة مش الحقيقة والله اسمعيني.. 


دفعته بعيد عنها وصاحت به بغضب مبتعدة عنه عدة خطوات إلى الخلف 


:- ابعد عني يا فاروق كفاية اللي عرفته مش عاوزة اسمع حاجة كفاية لغاية كدة كفاية اوي وابعد عني كل اللي عيشته معاك دة كان كدب. 


لم تستطع منع ذاتها من البكاء مرة أخرى اجهشت في دوامة بكاء مريرة شاعرة بالشفقة على حالها وحياتها، فقد عاشت عمرها بأكمله في حياة كاذبة يخدعها طوال الوقت كيف فعلها؟! ماذا فعلت هي لتتلقى منه ذلك!!..

الصفحة التالية