-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 22 - 2 الجمعة 29/12/20234

  قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل الثاني والعشرون

2

تم النشر يوم الجمعة


29/12/20234


أجابها نافيًا بجدية مغمغمًا بصدق وحزن عالمًا أنه قد جرحها بشدة 


:- لأ والله يا جليلة أنا بحبك بجد والله محبتش قدك اللي حصل دة كان زمان غلطة وللله وندمان عليها من زمان انا عمري ما بصيت لواحدة غيرك صدقيني يا جليلة والله ما بكدب عليكي


ابتسمت من بين دموعها ابتسامة مريرة بحزن تبدي مدى القهر والحزن المتواجد داخلها وتمتمت بنبرة خافتة حزينة لكنها تحاول أن تتماسك وتدعي القوة لترد على حديثه التي لم تصدقه


:- عشان كدة روحت خونتني، بس ازاي ازاي قدرك تعملها مع مرات أخوك، طب سيبك مني أنا مش مهم محبتنيش لكن أخوك أنت خونته ازاي، وكمان عصام يبقى ابنك أنت ايه؟! 


صمتت لوهلة ملتقطة أنفاسها بصعداء وتابعت حديثها مستنكرة بدهشة


:- ازاي قدرت تعمل دة كله، تكتب ابنك باسم اخوك عملتها ازاي أنت استحالة تكون فاروق جوزي اللي حبيته واستحملت كل حاجة عشانك.. 


حركت رأسها نافية عدة مرات وبكت بعنف متمتمة بنبرة خافتة بضعف


:- مستحيل... مستحيل تكون نفس الشخص اللي اتجوزته وحبيته مستحيل.. 


حاول تهدئتها خوفًا من أن يحدث شئ لها، أسرع يحتضنها مربتًا فوق ظهرها بحنان مغمغمًا بهدوء 


:- طب اهدي بس عشان خاطر العيال بلاش أنا اهدي أحسن يحصلك حاجة. 


رمقته باستهزاء ساخرة منه مغمغمة بتهكم غاضبة نادمة على كل يوم في حياتها مرّ وهو معه


:- وانت بتهمك أوي مصلحة العيال سيبني امشي يا فاروق وابعد عني أنت طول عمرك بتتعامل معاهم غلط ولا اهتميت لمصلحة حد منهم دايما بسكت وبحاول اطلعك عكس كدة بس في الحقيقة أنت مش بتحب غير نفسك ومصلحتك أنا ظلمت نفسي وظلمت العيال دول معايا لما خليتك أب ليهم. 


رمقها بذهول متعجبة لأول مرة يشعر أنها تراه بتلك النظرة، هل هو حقًا يفعل هكذا؟! لم يهتم سوى بذاته هذا نفس الحديث الذي يردفه جواد دومًا وهو لم يعطيه اهتمام ها هي الآن تخبره نفس الحديث، غمغم بعدم تصديق وذهول


:- جليلة انتي بتقولي ايه أنا بحبك انتي وهما وانتي عارفة  أنكم اهم حاجة عندي أنا بعمل كل دة عشانكم.. 


ضحكت بسخرية مستهزءة حديثه الغير صحيح، مغمغمة بضيق حاد


:- بلاش الكلام دة خلاص عشان عرفته لأ يا فاروق أنت لو بتعمل حاجة فبتعملها عشان نفسك زي ما كنت بتيجي على ابنك عشان نفسك وعاوز تجوزه غصب أنت أناني متستاهلش ولا حد من العيال دول ولا حتى أنا سيبني امشي وطلقني.. 


وقف في ذهول تام بعد استماعه لحديثها لا يعلم هل هذا صحيح بالفعل، هو فعل بهم كل ذلك لأجل ذاته ليس لأجلهم لأول مرة يرى الحقيقة في أعينهم لكن كيف سينفذ طلبها هو لم يقوى على فكرة الإبتعاد عنها حاول التأثير عليها بهدوء وتعقل


:- جليلة مينفعش تمشي عشانهم هيقولوا ايه انتي عارفة أنهم مش هيسكتوا.. 


طالعته بحزن تام أنهك عينيها الباكية شاعرة بالوهن، وتمتمت بضعف خافت


:- لا متقلقش مش هفضحك قدامهم ودة مش عشانك دة عشان عيالي ملهمش حق يشوفوا ابوهم بالنظرة دي بسبب اختياري الغلط.. 


رمقها ينظرات حزينة يملأها الندم مقتربًا منها بحزن لاعنًا ذاته على كل أفعاله ممسكًا يدها بحنان مغمغمًا بصدق وصوت أجش نادم 


:- جليلة أنتي عارفة أنتي ايه عندي، والله يا جليلة ما بحب قدك. 


جذبت يدها منه بعنف تزجره بغضب وتمتمت بسخرية تحمل بين طياتها حزن وقهر متواجد في قلبها ينهكه بعدما تلقت أكبر صدمة دمرت قلبها 


:- كنت فاكرة إنك بتحبني بس خلاص اللي حصل خلاني اكتشف الحقيقة كلها وعرفت قيمتي كويس عندك. 


نفى حديثها مسرعًا وتحدث بصدق ولوعة بالرغم من غضبه لرؤيتها بتلك الهيئة وجهها الشاحب كشحوب الموتى وعينيها المتورمة من فرط البكاء لتلك الحقيقة الشديدة عليها التي علمتها اليوم 


:- والله ابدا مفيش اغلى منك عندي كل اللي حصل زمان كانت غلطة والله غلطة وندمت عليها 


تمتمت بغضب مبتعدة عنه محركة رأسها بنفي 


:- عشان كدة عاوز ابنك يشيل غلطتك ويصلحها هو لما يتجوز أروى غصب عنه أنت قاسي وظالم أنا غلطت لما كملت معاك كل اللي حصل كان غلط ولازم تتصلح.


وقف لعدة لحظات متطلع أرضًا بخجل من أفعاله الخاطئة، لكنه كيف سيتركها تذهب هو لن يقوى على تركها، حاول التأثير عليها بجدية وتعقل محاولًا استمالة عقلها 


:- جليلة مينفعش خالص عشانهم حتى مش عشان هيقولوا ايه، انتي عارفة لو عرفوا حاجة هيحصل إيه وقتها. 


رمقته بخذلان وضعف شاعرة بتخاذله معها وتمتمت بجدية مقررة تنفيذ ما تريده والتوقف مع ذاتها تلك المرة بدلًا من تفكيرها في الجميع 


:- ياما فكرت فيهم واستحملت كتير عشانك وعشانهم فالآخر أنت عملت إيه ولا عملت اعتبار لدة كله المرة دي لأ بقى. 


دفعته بقوة إلى الخلف وحملت حقائبها متجهة نحو الخارج مقررة الذهاب وترك المنزل الذي سلب منها روحها وحياتها وفي النهاية تلقت الخيانة والحزن والقهر منه.. 


تفاجأت سما بهيئة والدتها فأسرعت مقتربة منها معترضة طريقها بقلق خوفًا من أن يصيب والدتها شئ وتمتمت متسائلة بعدم فهم 


:- في إيه يا ماما مالك؟! انتي رايحة فين هو ايه اللي حصل هاتي الشنط دي. 


تناولت منها الحقائب وهى ترمق والدها منتظرة منه التحدث فأجابتها جليلة بإصرار بنبرة حزينة ضعيفة 


:- هاتي يا سما أنا ماشية خلاص اوعي كفاية لغاية كدة. 


رمقتها بذهول متعجبة طريقة والدتها لكنها علمت أن بالطبع والدها قد فعل شئ كما يفعل دومًا فاحتضنتها بحنان وتمتمت بتوتر


:- تمشي فين ياحبيبتي عاوزة تسيبيني أنا وجواد ده هو بيمشي ومتطمن على مراته عشان أنتي موجودة ياحبيبتي هو إيه اللي حصل بس. 


انهارت باكية في أحضان ابنتها شاعرة بالتشتت كيف تخبرها بما يوجد بداخلها بالطبع لن تشوه صورة والدها أمامها مهما حدث لكنها لا تعلم كيف ستتركها هي وجواد وتذهب مبتعدة عنهما، ظلت سما تحاول تهدئتها مردفة بحنان


:- اهدي طيب عشان خاطري تعالي معايا في اوضتي خليكي معايا ومتعيطيش عشان خاطري خلاص محصلش حاجة. 


سارت معها بضعف وهي لازالت مشتتة لا تعلم ماذا تفعل بالطبع هما لن يتركونها تذهب دون معرفة سبب مفسر لكل ما يحدث وهي لن تقوى على إخبارهم الحقيقة لن تدع الأمر يصل إلى هنا فماذا يجب عليها أن تفعل؟! لكنها أيضًا لن تتحمل كل ذلك بمفردها، لن تستطع أن تكمل مع فاروق بعد معرفتها بالحقيقة... 


❈-❈-❈


صعدت مديحة نحو غرفتها بخطى واسعة مرتسم فوق وجهها ابتسامة واسعة لم تصدق أن حدث ما تتمناه تستمع إلى صياح جليلة وبكاءها بعد أن حدثت الفرصة التي كانت تتمناها وآتى اليوم التي ظهرت به الحقيقة التي تتمناها منذُ أن حدث ذلك اليوم تشعر بتراقص قلبها فرحةً بكل ماحدث شامتة لما فعلته في ذلك المنزل الذي تكرهه بشدة. 


دلفت أروى لوالدتها وهي تشعر بالدهشة لسعادة والدتها المرتسمة فوق وجهها سألتها بعدم فهم 


:- في ايه يا ماما وايه اللي بيحصل بين أونكل فاروق وطنط جليلة؟ 


اتسعت ابتسامتها وضحكت بغرور ثم تمتمت بمكر غامض


:- مفيش كل اللي عملاه جليلة ده عشان عرفت الحقيقة اللي كان مسيرها هتبان، كان لازم تفوق وتعرف مكانها الحقيقي هنا وفي حياته. 


ظلت أروى تطالعها ولم تفهم حديث والدتها فسألتها مرة أخرى 


:- حقيقة ايه!؟ وايه اللي عرفته طنط جليلة خلاها تقلب كدة في ايه يا ماما مش فاهمة؟ 


لم تجيبها مديحة وتشرح لها الأمر كما تريد فتمتمت ببرود ولا مبالاه


:- مش مهم سيبك من ده كله المهم أن حصل اللي أنا عاوزاه في الآخر.. 


طالعتها بعدم رضا وتمتمت بغضب حاد فهي الأخرى مثلها تشبهها في جميع صفاتها الخبيثة السيئة فامرأه مثل مديحة لن يوجد بها صفات حميدة بعد كل ما تفعله هي كل ما يقودها مطامعها وتحقيق أهدافها وجعلت ابنتها مثلها كل منهما لم يريد سوى مصلحته فقط


:- طيب يا ماما فين بقى اللي أنا عاوزاه انتي مش قولتي هتتصرفي وتظبطي الموضوع بتاعي في ايه دلوقتي بقى.


رمقتها بنظرات حادة وتمتمت بحدة غاضبة مشددة فوق حديثها


:- مين قال اني سيباه ولا مش عارفة اتصرف أنا عاوزة الموضوع دة يتم قبلك وأكتر منك بكتير. 


سألتها أروى مرة أخرى وهي تبادلها نظراتها الغاضبة بغضب أكبر 


:- يعني إيه ياماما هتعملي إيه في الآخر؟! 


صمتت لبرهة وتابعت حديثها بغضب حاد ماكر متوعدة لرنيم والشر يتطاير من عينيها 


:- يعني اللي جاي دور رنيم وهتشوفي عاوزاكي تتفرجي على اللي مجهزاه ليها. 


التمعت بعض الأفكار الخبيثة التي تأتي في عقلها مقررة تنفيذها للتخلص من رنيم ووجودها في ذلك المنزل حتى تستطع التخلص منها في حياة جواد تمامًا ثم التخطيط بعد ذلك لحياة ابنتها معه كما كانت ترسم من البداية.. 


❈-❈-❈


تجلس رنيم بمفردها في الغرفة منتظرة عودة جواد بعدما رتبت أفكارها واتخذت قرارها بعد تفكير طويل مقررة الإبتعاد عنه وعن تلك العائلة، ستذهب وتعيش مع طفلها دون الإحتياج إلى أحد، ستفعل كل شئ حتى توفر له حياة آمنة هادئة بعيدة عن تلك العائلة القاسية، فقد سلبوا منها كل شئ عنوة عنها متلذذين بعذابها لن تدع ما حدث لها يحدث لطفلها لن تكرر خطأها مرة أخرى وتجازف به فتخسره مثلما فعلت من قبل. 


لم يمر عليها وقت طويلًا وعاد جواد قبل أن يجلس تفاجأ بها تقف قبالته مغمغمة بجدية وقوة زائفة بعدما التقطت أنفاسها بصعداء لتحث ذاتها على التحدث مبتعدة عن عينيه حتى لا تضعف أمامه


:- جواد أنا عاوزة اتطلق كفاية لغاية كده. 


شعر بالصدمة من حديثها المباغت لكنه حاول السيطرة على إنفعالاته بمهارة لا يريد أن يجعلها تشعر به، وغمغم متسائلًا بتعقل هادئ مندهش


:- هو إيه اللي كفاية بالظبط؟! 


رمقته بضعف شاعرة بتخاذله معها وعدم تمسكه بها فتمتمت بخفوت 


:- يعني كفاية اللي حصل ليا لحد كدة خلاص كفاية أنا عاوزة اتطلق وابعد أنا وابني اللي مش عاوزه. 


رمقها بحدة وقد احمرت عينيه بغضب وسار ملتفًا نحوها بطريقة ادهشتها وجعلتها تنكمش على ذاتها  بخوف وغمغم بنبرة حادة مشددة


:- والمفروض اطلقك واسيبك تبعدي وأنا مش متأكد أنتي اللي ورا موت عصام ولا لأ مفيش أي خطوة هتخطيها غير لما اتأكد أنك ملكيش دعوة واعرف مين اللي عملها حق عصام الهواري مش هيروح.. 


ضحكت بسخرية من بين وجعها وهي ترى حقيقة أخرى له لم تكن تراها منه، لم تصدق أنه نفس الشخص الذي أحبته، التقطت أنفاسها بصعداء محاولة إخفاء الوجع والقهر المتواجد في قلبها كيف تحول هكذا أم أن هذه هي حقيقته ويخفيها عنها؟! تمتمت بتوتر وضعف


:- أنا قولتلك معملتش حاجة مش عاوز تصدق براحتك بس ابعد عني أنا عاوزة اتطلق وابعد عنك وعن العيلة دي كلها كفاية اللي شوفته لغاية كدة على ايدكم.


الصفحة التالية