رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 22 - 3 الجمعة 29/12/20234
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل الثاني والعشرون
3
تم النشر يوم الجمعة
29/12/20234
مسك كتفيها بقوة يهزها بعنف وصاح مزمجرًا بغضب حاد ويريد الوصول من خلالها إلى الحقيقة بالضغط عليها لتعترف له
:- إيه اللي حصلك اتكلمي وقولي انتي ساكتة ليه حصلك ايه على ايد العيلة دي ولا هتفضلي ضعيفة وساكتة..
لأول مرة لم تصمت أغمضت عينيها بقوة وتمتمت بانهيار باكية بعنف متذكرة جميع وجعها وحياتها المسلوبة كيف كانت تُعامل وكأنها نكرة ليس لها الحق لفعل أي شئ وهو من كل عقله يسألها عما حدث لها على يد تلك العائلة، كيف يتحدث هو بتلك السهولة دون النظر لكل ما مرت به
:- هقولك يا جواد شوفت كل وجع وقهر وذل شوفت أن انا مش انسانة مجرد لعبة البيه بيتسلى بيها مليش حق اتكلم شوفت ابني اللي ملحقتش افرح واحس بوجوده وهو بيتقتل بطريقة بشعة محدش بستحملها شوفت حاجات كتيرة هتفضل موجودة جوايا مش هقدر انساها عاوزة تعرف إيه ولا إيه كل ندبة موجودة على جسمي ليها قصة طويلة ودموع ووجع وأنت اخرهم مكافهمش أن قلبي يبقى سليم لا جيت تكسره عشان أنت ابن العيلة دي أنت بتثبت كل لحظة ليا أنك جواد الهواري ابن فاروق الهواري مش الشخص اللي أنا حبيته جيت تدمر الحاجة الوحيدة اللي باقيالي بس اتطمن.... اتطمن يا باشا دمرتها وعملت اللي أنت عاوزه كفاية كدة بقى طلقني وارحمني..
سقطت أرضًا بضعف شاعرة أن قدميها لم تعد تتحملها بعدما استطاعت أن تحول جميع أفكارها وذكرياتها إلى حديث تعبر به عن مشاعرها المتواجدة وكادت الفتك بروحها وتوقف قلبها تمامًا كانت تكرر كلماتها الأخيرة دون وعي منها
:- طـ.... طلقني طلقني وارحمني يا جواد... كفاية كدة.
ظل هو واقف مكانه متسمرًا بعد رؤيته لكم الوجع والحزن المتواجد بها والتي تخفيه دومًا تلك المرة الأولى التي تتحدث فيها، ظل عقله يكرر كل كلمة تفوهتها محاولًا فهم معناها وما سببها، عالمًا أنها صادقة في حديثها هو ليس ابله كان يعلم بطريقة زوجة عمه وابنتها القاسية معها عندما كان يذهب بصحبة والدته، كما أنه يرى آثار الجروح القوية وندباتها المتواجدة على جسدها إلى الآن، اقترب منها جالسًا بجانبها أرضًا وغمغم بحنان هادئ لتهدأ قليلًا محتضن جسدها المرتعش
:- اهدي طيب عشان خاطري اهدي وأنا هتصرف وهحل كل حاجة هعرف كل حاجة والله ما حد هيئذيكي طول ما أنا موجود صدقيني.
تخبره بعينيها أنه قد فعلها بها دون أن يمنع أحد، هو الآن من تسبب في آذاها ووجعها، هو ليس غيره، فهم جيدًا مغزي نظراتها شاعرًا بالغضب من ذاته مقررًا تعويضها وحل الأمر بطريقة جيدة ترضيها هي أولًا
:-أنا آسف صدقيني كل حاجة هتتحل عمري ما هسيبك ولا اقدر اعملها مفيش حد بيسيب روحه يا رنيم وانتي روحي وحياتي أنا آسف هصلح كل غلطي.
بدأت تهدأ قليلًا بين يديه مغمغمة بخفوت نافية الأمر عنها
:- أ... أنا معملتهاش ومقتلتش عصام ولا كنت السبب في موته مش أنا اللي علمتها روح دور على اللي عملها بعيد عني والله ما كملت في حاجة ولا عملتها..
رمقها بعدم فهم متسائلًا بجدية هادئة حتى لا يزعجها بعدما هدأت قليلًا وعينيه مثبتة عليها بدقة جيدًا ليكتشف الأمر بمهارة
:- أمال ايه اللي حصل!.. فهميني وانا هتصرف صدقيني بس احكيلي اللي حصل خليكي واثقة فيا مش هسيبك بس محتاجك تساعديني واعرف اللي حصل منك الأول..
اومأت برأسها أمامًا مقررة أن تخبره بالحقيقة كاملة ليستطع البحث عن القاتل الحقيقي متمنية أن يصدق حديثها وقبل أن تتمتم وتتحدث بشئ استمع كل منهما بصوت دقات هادئة فوق الباب وصدح صوت سما الهادئ الذي قطع جلستهما الهامة
:- جواد أنت موجود يا حبيبي.
نهض مسرعًا وسار نحو الباب يفتحه ليرى ماذا تريد شقيقته التي ارتمت مسرعة داخل حضنه فشعر بالقلق عليها وسألها بخوف
:- في ايه يا سما مالك ياحبيبتي حصل حاجة؟!
أومأت برأسها أمامًا خوفًا على حالة والدتها الحزينة ولم تخبرها شئ، فأجابته بتوتر وقلق
:- ايوة يا جواد ماما شكلها زعلانة مع بابا من الصبح وكانت عاوزة تمشي لولا أنا منعتها عشان تفضل تعالى شوفها واتكلم معاها.
قطب جبينه بدهشة متعجبًا من حديثها الذي لأول مرة يستمع إليه وغمغم بعدم تصديق
:- ماما كانت عاوزة تمشي!! للدرجة دي شكله عمل حاجة كبيرة تعالي أنا جاي اتكلم معاها واشوفها.
استحسنت حديثه فأيدته متمتمة بهدوء ولازالت قلقة على حالة والدتها الصامتة التي تبكي فقط منذُ أن دلفت معها ولازالت لم تفهم هي سبب لكل ما حدث
:- ياريت يا جواد عشان هي لسة بتعيط وأنا خايفة عليها تتعب.
سار معها متوجه نحو والدته شاعرًا بالقلق عليها يود أن يطمئن عليها ويعلم ما حدث لها اليوم وما فعله والده ليجعلها تتخذ ذلك القرار التي لم تفكر به من قبل بالرغم من كل ما حدث.
بينما رنيم فجلست فوق الفراش بضعف تفكر فيما دار بينهما ولا تعلم ماذا فعلت؟! هل كانت ستخبره بالحقيقة؟! هي تود أن تخبره بها منذ البداية لكنها تخشى أن يحدث له شئ لازالت تتذكر حديث فاروق القاسي الصارم تتذكر هيئته القوية وهو يقف يهددها ويمنعها من إخباره بالحقيقة..
ظلت تفكر في حيرة ولازالت لم تتخذ قرارها تلعن ذاتها وضعفها الكبير الذي يدفعها لفعل كل ذلك، التقطت أنفاسها بصعداء محاولة تهدئة ذاتها لأجل الحفاظ على حياة طفلها الذي ينمو بداخلها، ستفعل المستحيل للتمسك به عنوة عن الجميع، لن تتنازل عنه تلك المرة..
❈-❈-❈
دلف جواد بصحبة سما لوالدتهما وجدها لازالت تجلس باكية في صمت شعر بالقلق عليها فاقترب محتضنها بحنان وسألها بهدوء
:- في ايه يا حبيبتي مالك مين مزعلك كدة وانا اجيبلك حقك منه انتي عارفة كله الا انتي عندي.
لم تستطع منع بكاءها أمام حديثه، تشعر بصدمة قوية ضربت عقلها بضراوة كالصاعقة، انهارت أمامه باكية متمتمة بضعف خافت
:- مـ.... مفيش يا حبيبي شوية مشاكل بيني أنا وفاروق وزعلني وأنت عارف مش متعودة منه على كدة.
لم يقتنع بحديثها التي تتفوهه فهيئتها تدل أن الأمر أكبر من ذلك، حاول أن يتحدث بهدوء لتهدأ أولًا
:- انتي عارفة هو على طول كدة، اهدي بس وبلاش تعيطي وأنا هتصرف.
حركت رأسها نافية مسرعًا وتمتمت بنبرة مرتعشة بقلق خوفًا من أن يعلم شئ
:- لأ لأ يا جواد متدخلش أنت في الموضوع.
شعر بالتعجب من حديثها ورفضها بتلك الطريقة القاطعة عالمًا بمدى جدية الأمر الذي تمّ بينهما لكن قبل أن يتحدث تمتمت هي بعدما تداركت الأمر وعللت سبب حديثها بتوتر
:- أنا بقول كدة عشان ميسيبش الموضوع كله ويمسك فيك أنت مش عاوزة ده يحصل
اومأ برأسه أمامًا ولم يعقب على حديثها بالرغم من علمه أنها تخفي الحقيقة لكنه لم يود أن يضغط عليها احتضنها بحنان وأردف بهدوء
:- خلاص يا حبيبتي محصلش حاجة مش هتدخل زي ما انتي عاوزة.
استحسنت حديثه مبتسمة بضعف من بين دموعها وحزنها الكبير بعدما تلقت أكبر صدمة شاعرة أن حياتها السابقة بأكملها كذبة لم تستطع السيطرة على ذاتها أمامه وتمتمت بخفوت
:- جـ.... جواد أنا عاوزة امشي عاوزة ابعد شوية اريح جو مش قادرة أفضل هنا.