رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 19 - 1 الثلاثاء 5/12/2023
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل التاسع عشر
1
تم النشر يوم الثلاثاء
5/12/20234
❈-❈-❈
وقفت رنيم متطلعة نحو جواد بأعين متّسعة من هول الصدمة وضربات قلبها تتسارع وكأنه سيتوقف تاركة هاتفها الذي سقط فوق الفراش كرر سؤاله لها مرة أخرى بنبرة تزداد غضب
:- مقولتليش مين ده يا رنيم اللي عاوزة تقابليه من ورايا انطقي
تخلت عن صمتها الذي طال وأجابته بنبرة ضعيفة خافتة لا تعلم كيف خرجت من شفتيها بعد هذا الضغط الشاعرة به متحاشية النظر في عينيه التي تود إفتراسها بغضب عارم
:- مـ... مفيش ياجواد د... ده.
قطعها صائحًا بغضب حاد مُشددًا فوق حديثه الذي يعكس مدى الغضب الذي يعصف بداخله بعد استماعه لحديثها الذي أكد ظنونه حولها
:- ده إيه ما تتكلمي يا رنيم مين دة؟
التقطت أنفاسها بصعداء محاولة السيطرة على ذاتها قليلًا لتستطع الرد عليه وإيجاد حل للهروب من ذلك المأزق التي سقطت فيه، فتمتمت بتوتر بعدما وجدت حل لا تعلم كيف توصل عقلها إليه حتى تتخلص من سؤاله
:- د... ده صاحب أخويا محمد كـ... كان جاي يقولي أنه محتاج فلوس وباعته ليا وأنا مش عـ... عارفة أعمل إيه معاه.
طالت نظراته نحوها ثم أسرع يحتضنها بحنان عندما شعر حرجها وخجلها مغمغمًا بحنان رافعًا وجهها إلى أعلى ليجعلها تنظر داخل عينيه يود إخبارها أنه لا يجعلها تخجل منه هي زوجته وجميع طلباتها واجب عليه
:- أنتي زعلانة عشان كده بقالك يومين وعاملة ده كله.
أيدت حديثه مسرعة بعدما علمت أنه صدق ما تفوهت به فتمتمت بحزن لكذبها عليه
:- أ... أيوة يا جواد كنت م... مكسوفة عشان اللي حصل ومش عارفة أعمل إيه ولا أساعده إزاي.
أسرع مربتًا فوق ظهرها بحنان ليقلل من توترها الشديد الذي شعر به، وعقّب مغمغمًا بتعقل هادئًا
:- أنتي غلطانة كان المفروض تقوليلي طبعا يا رنيم أنا جوزك يا حبيبتي وأي حاجة محتاجاها هتبقى عندك طبعًا.
اومأت برأسها أمامًا بصمت غير راضية لكذبها عليه لم تعتاد على فعل هكذا معه، تود إنهاء الأمر تمامًا وتخبره بكل شيء يحدث معها وتبتعد عنه تاركة حياتها تمامًا، وجدته يحضر حفنة من المال يعطيها لها معقبًا بجدية
:- تعالي يلا ننزل عشان نديله الفلوس دي ولينا كلام تاني بعدين.
شعرت بالخوف عندما أخبرها أنه سينزل معها لمقابلة محسن، تشعر أن قلبها سيهوى داخلها من ضراوة الخوف، لا تعلم هل سيصمت محسن أو يكشف كذبها أم سيقص له الأمر بأكمله، كانت تتمنى لو أنها تمتلك بعض الشجاعة لتقص له الامر منذُ البداية لكنها تخشى رد فعله عندما يعلم، فأردفت بتوتر
:- أ... أنت هتنزل معايا ليه؟ خليك وأنا هنزل لوحدي.
رمقها بنظرات حادة أخرستها تمامًا عن ذلك الحديث الأبله مردفًا بحدة حازمة
:- يلا يا رنيم ننزل أو ممكن أنزل انا لوحدي وخليكي أنتي.
حركت رأسها نافية برعب وغمغمت بخوف بدا في نبرة صوتها بوضوح
:- لـ... لأ لأ طبعا يا جواد لازم أنزل معاك مينفعش تنزل لوحدك يلا ننزل.
رمقها بعدم ارتياح لكنه سار معها إلى أسفل ظلت تلتف حولها حتى تراه وتستطع الوصول إلى مكانه لكنها فشلت ظنت أنه ذهب فعادت مرة أخرى بجانب جواد وأردفت بتوتر
:- ش... شكله مشي يا جواد خلاص سيبه يلا نطلع.
لم يهتم لحديثها فظل كما هو كأنه لم يستمع إليها وتحدث بنبرة آمرة جادة
:- هاتي موبايلك أتصل بيه نشوف هو فين.
تمسكت بقوة فوق هاتفها كأنه سيأخذه عنوة عنها وأسرعت تتصل هي على محسن داعية ربها أن تجده ذهب سرعان ما رأته يرد عليها بسخرية لاذعة
:- ايه ياست رنيم فكرتي في كلامي كويس واتعقل بالسرعة دي كان لازمته ايه من الأول تعمل كـ..
تمتمت هي مسرعة تقاطع حديثه ليصمت خوفًا من استماع جواد لشيء من ذلك الأحمق
:- أ... أنت فين قرب شوية على البيت أنا وجواد مستنينك عشان تاخد الفلوس.
شعر محسن بالذهول متعجبًا من حديثها بعد ذكر اسم جواد فيه هل قامت بسرد الأمر له ليساعدها، ظل يفكر في حديثها شاعرًا بعدم الاطمئنان فتمتم متسائلًا بعدم فهم متبجحًا بها كعادته
:- أنتي عملتي ايه يا رنيم بقولك ايه أنتي لو اتكلمتي أنا هقلب جامد وهتزعلي فالآخر بلاش تجربيني مانتي مش هتخرجي منها والبس أنا الحوار كله اللي أنتي السبب فيه..
لا تعلم كيف تشرح له الأمر فهو الذي سيكشف الأمر بأكمله بحديثه المندفع دون جدوى حاولت أن توصل له الأمر بذكاء
:- أنا اتصرفت في مبلغ بسيط مش زي ما محمد أخويا عاوز ابعتهوله ومعلش تاعبينك معانا.
تتحدث بالألغاز معنى ذلك أنها لم تخبر جواد الهواري بشئ بدأ يفكر في الأمر بذكاء محاولًا ربط الأمور ليفهم معنى حديثها ثم غمغم بمكر بعدما نجح في استجماع خيوط حديثها ليتضح له الأمر كاملًا
:- لا إذا كان كده ماشي يا ست رنيم بس باقي المبلغ يوصل على طول عشان أنا خلقي ضيق أوي ومش بسكت كتير.
أغلقت الهاتف بضيق دون أن ترد عليه متطلعة بطرف عينيها نحو جواد والخوف مسيطر عليها تود أن تجهش في بكاء دون توقف لكن كيف ستفعلها في وجوده؟ تشعر أنها محاطة من جميع الجهات لا تجد حل سوى الخضوع والإستسلام مثلما اعتادت دومًا، تلعن ذاتها عن فعلتها الحمقاء التي فعلتها دون حساب لحياتها القادمة، ظلت صامتة هكذا تفكر بشرود بملامح منهكة فقد مضى عليها أسوأ أسبوع في حياتها منذُ بداية زواجها، هي تعتبر زواجها من جواد بداية حياتها الفعلية لكنها عالمة أنه لن يسامحها بسهولة حين يعلم أمر هكذا.
قطعت شرودها مسرعة زاجرة ذاتها بعنف عندما رأت محسن اقتربت منه بصحبة جواد التي كانت متشبتة في ذراعه بقوة خوفًا من نظرات محسن السيئة التي شعرت أنها تفترسها تود أن تحتمي بجواد كما اعتادت.
اعطى جواد لمحسن المال مغمغمًا بجدية وخشونة تامة وعينيه ترمقه بغضب ملاحظًا نظراته نحو رنيم وخوفها هي الأخرى منه
:- خد المبلغ ده وصله، وبعد كدهولو أخوها عاوز حاجة قوله يكلمها هو وهتبعتهاله.
ارتسم فوق ثغر محسن ابتسامة ماكرة خبيثة متطلعًا نحو رنيم موزعًا عليها نظراته المليئة بالمكر لكنها تفهمها جيدًا وأجاب على جواد بجدية هو الآخر
:- أكيد طبعًا ياباشا هبقى أقوله عاوزة حاجة يارورو.
جخظت عينيها من هول الصدمة لفعلته الحمقاء التي ستتسبب لها في العديد، شاعرة بغضب جواد الشديد بجانبها فرفع وجه محسن بغضب ليجبره على النظر نحوه بدلًا من رنيم ضاغطًا فوق فكه بين يديه بقوة مغمغمًا بضيق غاضب
:- قولت ايه يا بابا سمعني صوتك تاني كده عشان قسمًا بالله أنا ما ليا خلق.
اعتدل محسن سريعًا وتراجع عن حديثه مردفًا بتوتر
:- مفيش يا باشا مبقولش حاجة عن اذنك عشان الحق أمشي.
سار من أمامه بسرعة هاربًا من نظراته الغاضبة تارك رنيم تقابلها بمفردها وضعت يدها فوق كتفه بهدوء تحدثت به أيضًا مدعية عدم الفهم
:- في إيه يا جواد مالك شكلك متضايق؟
نفض يدها بعيدًا وصاح بها بحدة والشرر يتطاير من عينيه نحوها فانكمشت على ذاتها بخوف وصمتت أسرع يتحدث هو بحدة ونبرة مشددة صارمة
:- اطلعي فوق يلا عشان نعرف نتكلم كويس.
سارت تنفذ ما قاله بالرغم من خوفها من حديثها معه، لأول مرة تود الهروب منه ومن الحديث معه مثلما تفضل دومًا، تخشى أن يجعلها تعترف بما تخفيه تحت تأثيره عليها، كانت غير مطمئنة خاصة لحديثه الأخير الصارم معها وتحوله بعد ذهاب محسن الذي سيحول حياتها إلى جحيم بسبب عودته الآن وإصراره لمقابلتها وتناول حقه كما أخبرته من قبل..
جلست في صمت تام منتظرة ما سيقوله لها محاولة تهدئة ذاتها حتى تجعل الأمر يمرئ بسلام، وجدته لم يتحدث هو الآخر فقطبت جبينها متعجبة من صمته وتمتمت بتوتر محاولة تخطي الخوف المتواجد بداخلها
:- جـ....جواد كنت عاوز تقول حاجة قولتلي هنتكلم فوق.
اومأ برأسه أمامًا مؤكدًا حديثها ثم صاح بغضب حاد منفجرًا بها لأول مرة
:- اه يا رنيم عاوز أتكلم عاوز أقولك أن تعبت من طريقتك، أنتي إزاي بتتعاملي كده ساكتة ومش عاوزة تقوليلي ليه ساكتة أسألك مالك مترديش، في ايه لكل دة الطريقة دي غلط أنا جوزك يعني أول واحد تجري تحكيله اللي عندك مش تسكتي وتخليني ألف حوالين نفسي محدش هيخاف عليكي قدي هو أنا هضرك يعني.
شحب وجهها بشدة ما أن استمعت إلى حديثه القاسي عليها، ظلت تفكر في كل كلمة تفوه بها، وعقلها يردد حديثه هل حقًا تعب منها ومن صمتها الزائد كما أخبرها، والأهم هل سيظل بجانبها عندما يعلم ما اتفقت عليه مع محسن لكن كيف سيظل معها وهو لم يعلم ما الذي حدث لها، لا يعلم كيف كان عصام يفعل بها، كيف سلب منها حياتها هو وعائلته بأكملها، يطلب منها التخلي عن صمتها والتحدث وهي عاشت طوال حياتها ممتنعة عن الحديث لم تفعل شيء سوى الصمت، عندما كانت تتخلى عنه كانت تُعاقب بأبشع الطرق المتجردة من الرحمة، هل يود منها نسيان كل ذلك في لحظة كيف ستفعلها؟!..
ظلت تطالعه بصمت كما هي لكنه لم يتحمل صمتها الذي طال فأسرع مغمغمًا بحدة
:- ما تردي عليا أنا هضرك لو حكيتي ليا حاجة بدل ما تتعاملي مع الواد ال*** ده لوحدك.
حركت رأسها نافية وتحدثت أخيرًا متخلية عن صمتها تجيبه بخوف ورهبة كبيرة تملأ قلبها وازدادت خاصة بعد رؤيتها لمحسن
:- لـ... لأ ياجواد مش هتضرني أنا بس كنت مكسوفة أقولك مش خايفة منك.
لم يود أن يضغط عليها بحديثه بعدما تطلع نحو حالتها فغمغم بنبرة جادة صارمة بشدة تعكس مدى رفضه وغضبه مما حدث
:- بعد كده متقابليش الواد ده تاني مهما حصل ومتخبيش حاجة عليا يا رنيم تقوليلي كل حاجة مضايقاكي لازم تتعودي على كده وتشاركيني كل حاجة تخصك.
اومأت برأسها أمامًا وتمتمت بنبرة خافتة
:- مـ...ماشي يا جواد.
شعر باحتياجها إليه وخوفها فأسرع يضمها داخل حضنه بحنان محتضن إياها بضراوة يود أن يجعلها تشعر بالأمان في وجوده حتى تهدأ بعدما شعر بخوفها الضاري عليها الذي سبب ارتجاف جسدها الخائف.