-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 26 - 1 - الجمعة 15/11/2023

  

    قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل السادس والعشرون 

1

تم النشر يوم الجمعة

15/11/2023



جَمِيلة كما لِو انِك تم اقتطافِك مِنْ شجرة الوُرد


دخل " بيجاد " الغرفة وجدها تنظر له بخوف وتقف كالصنم ، ليس خوف منه، بلا خوف على الفتاة التي ليس لها أي ذنب، اقترب منها وهو يهتف بعصبيه  :  


ـ هو انا مش بنادي عليكي يا هانم مش بتردي ليه؟؟  . 


هتفت هي بارتباك وهي تضع خصلات شعرها خلف أذنيها من كثر التوتر والخوف الذي تشعر به  :  


ـ  مسمعتش، كنت، كنت سرحانه  . 


اقترب منها بهدوء وكل خطوة يقترب منها كانت تخفق قلبها كالطبول وتشعر انه لا تعرف التنفس من اقترابه هذا الذي يعصف كيانها وقلبها  . 


كل خطوه يخطيها تجاهها قلبها يخفق أكثر ،  تريد الهروب من أمام عينيه التي يمتلؤن بالشك ليس إلا  ، تشعر بالخوف أنه قد كشف امرها وانها فعلت ذلك بـ " جميله "  ، ظلت تبتعد عنه خطوة وهو يقترب منه خطوة تراجعت إلى الخلف وهي تهرب من عينيه التي تخرج منها الشك ليس إلا  . 


وبعد دقائق التصق ظهرها نحو الحائط، لعنت نفسها، في لا يوجد مهرب للهروب الأن، اقترب منها ورفع يـ ـده نحو الحائط وحصرها، اقترب وجهه من وجهها حتى شعرت بأنـ ـفاسه الساخـ ـنه  نحو وجهها البارد، رفع يـ ـده وهو يمسك ذقنها يجعلها أن تنظر له رغم عنها  ، ومازالت تلك الـ ـيـد الأيسر تستند نحو الحائط  .



ـ لما اكلم معاكي تبصي عليا فاهمه. 


هزت رأسها ومازالت يـ ـده تمسك ذقنها يرغمها أن تنظر له رغم عنها، ظلت تنظر نحو عينيه ولا تعرف ماذا تقول او عساها أن تفعل الأن، فهو إذا قد كشف أمرها وأنها فعلت ذلك بـ "جميله"  سوف يجن جنونه عليها، اين كان عقلها حين فعلت هذه الفعلة مع " جميلة " يا إلهي عساها أن تكون بخير ولا يصيبها مكروه، فهي إذا اصابها شئ لم تسامح نفسها ابداً  . 


ظل هو ينظر لها يريد أن يدخل بعقلها حتى يعرف ما الذي تفكر به  ، نعم هي تنظر له ولكن عقلها ليس معه ابداّ  . 


يراقب توتر وجهها ويراقب تحرك عينيها بسرعه، ويراقب شحوب وجهها الذي يزادد أكثر، قلبه خفق من القلق الذي يشعر به تجاهه، بدأ غضبه يختفي رويداً رويداً، ويحل محله القلق، عانـ ـق وجهها بيـ ـده الاثنين وهو يهتف بقلق  :  


ـ سلا انتِ كويسه؟؟  .


لم ترد عليه بلا تسمعه، كانت غارقة بافكارها بتلك الفتاة وما هي إلا " جميله " افاقت علي نبرته العالية والتي كانت ممتلئة بالخوف ومازالت يـ ـده تعانـ ـق وجهها، نظرت له بهدوء وهي تهتف بنبرتها الهادئة مثل ملامحها  :  


ـ كويسه، كويسه بس سرحت شويه  . 


بينما اكملت بالابتعاد عنه وهي تهرب من هذا الحصار الذي يوتر جـ ـسدها وقلبها معاً  :  


ـ كنت جاي في حاجه؟  . 


نظر لها نظره لم تفهمها جيداً وهو يهتف ببرود كعادته  :  


ـ كنت عايزك تتصلى بالدكتور عشان جميله، بس خلاص عمتي اتصلت وزمان الدكتورة  جايه  . 


هتفت هي بخوف وتقترب منه بتوتر خوفاً ان أصابها مكروه بسببها هي  :   


ـ الدكتورة؟  ، هو حصلها حاجه  . 


راقب خوفها بحيرة وشك وهو يهتف بنبرة باردة ولكن ليس مثل نظراته التي تخرج منها الشك  :  


ـ كويسه بس كلت شطه وهي عندها حساسيه منها، مع اني الخدم عارفين انها عندها حساسيه وعارفين نوع اكلها ايه، غريبه فعلا مش كده!   .  


ابتعدت عنه حين ادركت انه يشك بها حاولت أن تبدو طبيعية قدر الإمكان حتى لا تثير الشك أكثر من ذلك وهي تهتف بخفوت وهدوء ولكن بداخلها عكس ذلك  :  


ـ مش عارفه، اهم حاجه تكون جميله كويسه. 


نظر لها نفس النظرة التي كانت من قبل وهو يبتسم بسخرية  :  


ـ حنينه اوي انتِ يا سلا بتهتمي بـ  " جميلة "، ومن شويه كنتِ بتتخانق معايا عشان جميلة، فعلا حنينه  . 


اعطته ظهرها وهي تغمض عينيها وهي تهتف بنبرة هادئة  :  


ـ أنت جاي هنا عشان تحقق معايا!، وبعدان انا مش فاهمه انت جاي هنا ليه وخطيبتك محتاجلك دلوقتي  . 


كانت سوف تغادر ولكن امسك معصمها بقوة جعلها أن تقترب منها وظـ ـهرها ملتصق بصـ ـدره  ، قلبه خفق بجنون حين شعرت بأنفـ ـاسه السـ ـاخـنه تضرب عنقها بقوة، اقترب من أذنـ ـها  وهو يهتف بتملك مجنون  :  



ـ هي عمرها ولا هتكون خطيبتي، انتِ بس اللي خطيبتي ومراتي وحبيبتي  . 


اغمضت عينيها وهي تستمتع بلذه كلماته التي تعصف كيانها وقلبها الذي يدق بجنون، واقترابه الذي يجعل جـ ـسدها يرواغ لها رغم عنها  . 


ما الذي يحدث لها وهي قريبه منه؟  .


شعر بـ تنفسها السريع الذي كان واضحاً، اقترب منها أكثر وهو يلثم عنـ ـقها بحُب وشغف، ابعد خصلات شعرها وظل يلثم عنـ ـقها عدة قبـ ـلات من الخلف، لا يعرف الإبتعاد عنها  . 


فهي شراسة ويعترف بذلك، وعنيدة لا تراوغ لامره و لكنه يحبها  ، لا يعرف التوقف عن حبها ابداً  . 


فهو ظل أسبوع كاملاً مكملاً لم ينعم في احـ ـضانها، ولا يشـ ـم رائحتها التي كانت برائحة الياسمين تسكره وبقوة، ظل أسبوع كاملاً مكملاً لم يتحدث معها وبعيداً عنها  . 


فهو كان مضطراً أن يبتعد عنها، فهو لم ينام الا ساعة او ساعتين في اليوم فقط، يفكر فيها دائما ولم ينساها ولو لحظه واحده  . 


فهو كان يراقبها وينظر لها عن طريق الكاميرات التي كانت في القصر، وكان يعرف اخبارها عن طريق " ملك " صديقتها، هو لن يغفي عنها ولم ينساها ابدا، فهي روحه وقلبه الذي يحيي من جديد بسببها هي  . 


هي السبب الوحيد الذي يجعله علي قيد الحياة، ياليتها تفهم كم انا احبها ومتيم بحبها  . 



افاقت حين احتلت تلك الذكره اللعينة من عقلها وهي تتذكر كيف صرخ بوجهه الاطباء وقال لهم أن " جميله " خطيبته، تذكرت ذلك الفيديوه الذي رأئته علي التواصل الاجتماعي من جهاز حاسوب " ياسمين "  . 


كيف استجاب لجسـ ـدها له بكل تلك السهوله والبساطة، ابتعدت عنه وهي تحاول أن تبدو قوية ليس ضعيفه كما يظن هو  :  


ـ بيجاد، انا عندي شغل مهم النهارده، رايحه البس عشان اجهز  . 


ختمت جملتها وابتعدت عنه وهو سمح لها بالإبتعاد عنه وكانت هي اول مره يسمح لها بأن تبتعد بأرداتها، فهو يعرف كيف تفكر به، وكيف تراها بنظرها، ولكن يقسم أنه سوف يعيدها لاحـ ـضانه من جديد  . 


خرج من الغرفة وهو يحاول أن يفكر في حل، حتي يحل سؤء الفهم هذا  . 


اما هي دخلت الي الغرفة وهي تلعن نفسها الف مره أنها سمحت له بالاقتراب، ماذا يحدث حينما تكون امامه وبين يـ ـده؟؟  . 


فهي لن تسمح بأن تكون ضعيفه امامه، لن تسمح بذلك  . 


هو كان يظن أنها سوف تستجيب له، وظنه كان صحيحاً، فهي سوف تحاول أن لا تجعل " بيجاد " يقترب منها، هي لم تسمح لها بالاقتراب، ولم تسمح له بأن يلعب علي اوتار قلبها وجـ ـسدها، فقد يكفي حد الأن ، فهي اتخذت قرار انها سوف تندمه علي افعاله معها ليس احد أخر، بحثت عن شئ ترتديه، وجدت بلوزه محتشمه باللون الازرق يظهر عنقها فقط  وبنطلون اسود، وبالفعل ارتدتهم بعد دقائق وهي تصفف شعرها، وتضع بعض المساحيق التجميل نحو وجهها، جعلتها تبدو كـ فاتنه، نظرت الي تلك القـ ـبله التي التي وضعها "بيجاد"  نحو عنقها فهي واضحه تماما، مما غضبت أكثر من نفسها وهي تحاول أن تداري تلك القبـ ـله وبالفعل نجحت بالأمر   . 


خرجت وهي تستعد للمواجهه " بيجاد "، فهي مهما حدث لن تخسر ابداً  . 


لن تعرف انها ليست محاربة وإذا حدثت ذلك الحرب، فـ قلبها لن يستطيع أن يؤذي حبيبه مهما فعل به  . 


غريب هذا القلب حقاً  .

تابع قراءة الفصل