رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 30 - 2 السبت 16/12/2023
قراءة رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثلاثون
2
تم النشر يوم السبت
16/12/2023
العيب ان طلع من اهل العيب ميبقاش عيب،، وانت ابو العيب، لو عندك ذرة احترام لنفسك مكنش لسانك اتجرأ يغلط في اللي راح، حصلت بيك جلة الحيا توجف ولية في نص الطريج عشان عايز تفرض نفسك عليها،
طب غازي الدهشان يخطبني ولا ميخطبنيش، اجبل بيه ولا ارفضه، انت مالك؟.... في جميع الحالات يا ناجي انا عندي الموت أهون من اني اتجوز واحد زيك..
كانت حازمة ، كانت قاسمة بقولها حتى اهتز في وقفته، لا يستوعب ان القطة الوديعة، تبصق بوجهه كم هذا الكره والمقت، ليردد بسخرية ردًا لها:
- واحد زيي! ليكون مش عاجبك ولا مالي عينك كمااان؟ إيه يا بت هريدي انتي هتشوفي نفسك عليا ولا ايه........
قطع مجفلًا على اثر الكف اللي حطت على ساعده، قبل ان يفاجأ بالذراع الضخم يلتف حول كتفيه، يضمه الى محيط الصدر العريض، انتفض يحاول الفكاك من القبضة الحديدية، وقد صعق بهوية الشخص، امام صدمة الأخرى أيضًا:
- بعد يدك دي عني ياد، ولا انت هتتجرأ على أسيادك يا كلب؟
سمع منه ليزيد بالضغط عليه متوجهًا بالحديث نحوها:
- امشي خدي طريجك عدل يا ست نادية.
أومأت بهزا رأسها له، ممتنة لحضوره المفاجئ، و
بنجدتها من هذا الغليظ، لتعود لنفس اتجاه البداية، متخذة طريقها المستقيم نحو منزلها الاَمن هناك،
أما ناجي فقد باشر السباب والشتائم بأقبح الالفاظ، نحو هذا الذي احكم شل حركته، بجمود يثير الرعب بقلب خصمه، ليخرج صوته بعد فترة من الوقت
- شد حيلك في الشتيمة على كد ما تجدر، بس نصيحة مني ، بلاش تتعرضلها تاني، عشان انت كدة بتلعب في عداد عمرك، بت هريدي وولدها، عند غازي الدهشان خط احمر زي عياله بالظبط.
تركه يدفعه عنه بعنف جعله يسقط بثقلة في الارض المزروعة على الجانب القريب، ليصرخ عليه بهياج المهان في كرامته:
- يا بن ال....... يا بسيوني الكلب، انت كدها دي؟ دا انا هربيك واعرفك تمنها غالي دي، يا...... يا.......
طالعه من علو يعدل ياقة جلبابه، بنظرة متعالية، كرد طبيعي على كم السباب والالفاظ البذيئة التي يتفوه بها عليه، ليردف قبل ان يتحرك ويتركه:
- صدجت والله لما جالت انك ابو العيب.
❈-❈-❈
اعطى العامل عدد من الأوراق النقدية، موجهًا بكلمات الشكر والامتنان له، بعدما اسند الحقائب داخل الغرفة، لينصرف بعدها، ويغلق خلفه الباب، يدلف داخل الجناح الفاخر يبحث عمن اختفت فجأة، ليجدها بعد قليل من البحث، مبصرًا طيفها من خلف الستائر البيضاء داخل الشرفة الشاسعة،
اتخذ طريقه نحوها، حتى إذا وصل اجفلها بلف ذراعيه حول خصرها ليضمها اليه من الخلف، يتطلع نحو الجهة المقابلة لهم، وهذا البحر الهائج بأمواجه أمامهما، دافنًا انفه خلف حجابها، يرى ويشعر بجمال الاشياء معها ، فخرجت صوتها بفرح يغمرها:
- الله يا عارف انا حاسة وكأني في حلم، المنظر هنا يجنن،، مش هتصدج لما اجولك، انا من زمان ونفسي فيها دي، اصحي من النوم على منظر البحر، يعني انا مستعدة دلوك اجضي كل ايامنا هنا مكاني، لا اروح ولا اجي، كفاية عليا الجمال ده .
صدرت منه ضحكة عابثة، ليعلق ساخرًا
- والله يا حبيتي انا احب ما عليا ، ان اجعد طول الشهر دا معاكي في مكان مجفول علينا، مش في البلكونة المفتوحة دي.
نصف شهقة صدرت منها، وقد انتبهت على مغزى كلماته، لتلكره بمرفقها:
- بطل جلة حيا، انا بتكلم بجد .
- اااه
تأوه بها ليردد متوجعًا:
- براحة يا بت، انا جعان اساسا،، يعني مش حملك.
التفت ضاحكة تردد بعدم تصديق:
- اول مرة اشوف واحد ميتوجعش غير وهو جعان.
شاركها الضحك، يشبع عيناه من الوجه الفاتن، والضحك بدون تكلف، تذكره بأيام طفولتها، قبل النصوج وحسابات الكبار في الزواج والارتباط الملزم لأبناء العمومة، الذي كانت تجاهد بضراوة للتنصل منه، على عكسه تمامًا، وقد كان محددًا هدفه، بأنها نصيبه السعيد.
- انا بجول كفاية كدة، ونكمل بص ع البحر بعدين .
هتف بها، ليسحبها داخل الغرفة، ثم اغلق نوافذها قبل ان يضمها بدون مقدمات وينهل من شهد شفتيها، ولكنها انتزعت نفسها فجأة توقفه بمطلبها:
- طب ثواني بس، جبل اي حاجة، سؤال خطرلي دلوك وعايزة اجابته،
التوي ثغره بهيئة اضحكتها، قبل ان يعطيها موافقته على امتتعاض:
- مع انه مش وجته خالص، بس اتفضلي يا ستي وخلصيني.
ردت بلهفة شديدة:
- حلو خالص، انا اللي عايزة افهمه، كيف جدرت تستناني رغم ان تجريبًا مكنش في حتى ولو أمل ضعيف؟
سمع منها لتلوح بثغره ابتسامة لم تفهما الا حينما سمعت اجابته:
- بصراحة كنت بدعي دايمًا، انك تموتي ولا تبجي من نصيب حد غيري.
شهقت وتوسعت عينيها بصدمة، لتضربه بقبضتيها على صدره، تعبر عن سخطها من دعوته:
- كنت بتدعي عليا بالموت، بالموت يا عارف ،وجالك جلب جالك جلب.
قهقه يسيطر على قبضتيها بتسلية، ليضيف بعد ذلك موضحًا:
- بهزر معاكي يا مجنونة، الدعوة كانت العكس، ودي بجيت ادعيها بعد ما طلجت مراتي الاولى
جذب انتباهاها لتهدأ، ثم تابع بصدقه:
- مجدرتش اتحمل العيشة مع واحدة غيرك، بعد ما غصبت نفسي وكنت فاكر ان بيها هنساكي.
طلجت بنت الناس في شهور جليلة عشان مظلمهاش، وبجيت الدعوة دي ملازمة لكل صلاة بصليها، اني يارب اموت جبل ما اشوفك من نصيب حد غيري.
تلجمت ولم تعد لديها اي قدرة على الكلمات بعد ذلك، فلم يتبقى لها سوى ان تلقي بنفسها داخل حضنه، وكان هذا ابلغ ردًا منها اليه،
❈-❈-❈
كالعادة تدخل كل منزل بمزاحها وأحاديثها المتنوعة في عدة اشياء تجذب انتباه السامع ، فلانة فعلت هذا ويالها من بائسة، والأخرى التي اغضبها زوجها، أما الثانية فتلك التي سارت مع ابن فلان حتى غذر بها ولم يعد يسأل عنها.
تلك المرأة التي تحتاجها النساء، وتدخل كل بيت فتكشف أسراره، ثم تذيع بها في باقي المنازل ، كتسلية في تقضية الوقت وكأنهم في مأمن عن لسانها،
ورغم علم فتنة بشخصيتها الكريهة، الا انها لا تستطيع الاستغناء عن خدماتها ، ولذلك دائما ما تتغاضى عن هفواتها:
- تحبي نبتدي بإيه يا ست الناس؟ بصبغة الشعر ولا تظبيط الوش والحواجب؟
- لا دي ولا دي، اجعدي اعملي مناكير لرجلي الاول .
قالت فتنة وهي تشير لها للجلوس على الارض، ازعنت الأخرى لتجلس مكان ما أمرت واتخذت هي مقعدها على الفراش ، لتتحفها الأخرى بالتغزل في حسنها وجمال قدميها، قبل البدء في حديثها اللئيم، اثناء ما تعمل:
- بجالي يومين مطحونة شغل في فرح اللي اسمه عمر ده، اشي صبغة ولا رسم حنة وحفافة لاخواته وبناتهم ، وكأنهم ما صدجواا، النعمة بانت عليهم.
مصمصت الأخرى بتقليل:
- مهما يعملوا، برضوا مش هينضفوا الرك ع الأصل
ضحكت لها بمكر، قبل ان تدخل بها في الجهة التي تريدها:
- هو صح زي ما بتجولي كدة، بس اللي اسمه عمر عامل جلبان وصارف ياما، ولا اكنه ورث، هيتجوز بت إجلال، صغيرة جوي عليه، حتى مكملتش سنها، بصراحة مكدبش عليكي انا كنت ناوية اشور على الست الوالدة بيها، لناجي بيه بس هي اتخطفت، عجباله هو كمان، انا مش عارفه ايه اللي موجف حاله، ما تشوفوا ريحته يا ست فتنة ، ليكون حد كدة ولا كدة عمله عمل، الناس مش مضمونة.
- لا يا اختي من غير ما نشوف احنا عارفين مشكلته، منها لله اللي كانت السبب.
تحفزت نفيسة واستبد بها الفضول، لتردف لها بغرض كشف المزبد:
- واحدة ست يعني هي السبب في وجف حاله، بصراحة يا ست فتنة، انا جبل ما اجيلك هنا، شوفته بيشد في الحديت مع الست نادية، مرة المرحوم حجازي، وغصب عني، غصب عني والله سمعت شوية حاجات كدة وانا بعدي الطريج جمبيهم، اصله كان واجف بيتحدت معاها....
- حاجات ايه يا بت؟
وجهت لها السؤال بغضب، قابلته الأخرى بادعاء الخوف:
- مش حاجة عفشة لا سمح الله، انا بس سمعته كيف تتخطبي لغازي الدهشان وترفضيني، يا مري، ليكون الكلام ده صح يا ست فتنة؟
خرج الرد من الأخيرة بسرعة البرق، وكأنها تنفي عنها تهمة ان زوجها تركها من اجل أخرى:
- صح يا ختي، عشان تعرفي بس بكهن الحريم اللي بتدخل البيوت تخربها وتخطف رجالتها،
- ااااه
تمتمت تتطقطق بفمها صوت استهجان، وكانها تدعمها في الرأي:
- ما انا برضك استعجبت يا ست فتنة، كيف يعني راجل زي جوزك ده، جدر كدة يستغني عن واحدة زيك؟ دا عمل زي اللي مصدج ولجى حجة!
أمتقع وجه الأخيرة، حتى صار الدخان يخرج من اذنيها وفتحتي أنفها، وهي تراقب الملعونة تتحدث بما يشبه الشماتة، رغم ادعائها الخنوع:
- انتي جولتيها بنفسك، واحدة زبيي، يعني انا يتمناني سيد سيده، لكن بجى الرمرمة تجولي فيها؟
بلؤم لا تخفيه، رددت تدعي مجارتها:
- فعلا عندك حج، رجالة مايملاش عينها غير التراب، وحتى الحريم كمان، بس الحظ بجى، انا مش جادرة اصدج والله من ساعة ما شوفت بعيني، بجى مضروبة الدم دي، ترفض ناجي بيه اللي نص حريم البلد تتمناه، وترمي حبالها على راجل متجوز، اخص على دي ربابة اخص
- فعلا يا نفيسة، هي جلة رباية صح
سخرت بها فتنة رغم علمها التام بنفاق الأخرى وتملقها لها، ولكنها لا تكترث، يكفي ما سيأتي من خلف الحديث من نتائج، قد تثلج صدرها عن قريب
هذا اللسان الذي يستحق قطعه، لن يصمت أبدًا على خبر مهم مثل هذا، حتى وبرغم علمها التام بخطورة ما تغعله، لن تغلبها الحيلة.