-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 31 - 2 الأربعاء 20/12/2023

  قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الواحد والثلاثون

2

تم النشر يوم الأربعاء

20/12/2023 

امال الواد معتز فين؟ مش شايفه يعني؟

تكفلت فاطمة بالرد:

- معتز بيلعب برا مع بسيوني، دا كمان عجله أصغر منه، اللي يشوف الجتة الكبيرة ما يشوف المخ الصغير .


- وماله يا جدة، ياريت بس كل اللي عجلهم صغير، طيبين زيه.

عقب بها ضاحكًا خلفها، قبل ان ينتبه على مطلب اكبر صغيراته:

- انا كمان ضوافري كبيرة يا ابوي ، وعايزة اجصها


تطلع نحو كفي صغيرته التي فردتهم امامه، ليعلق بمكر:

- خلاص شوفي خالتك ناادية ان كانت ترضى، ولو مجبلتش اجصهم انااا.


استفزها بقوله، لتردد باستهجان من خلفه:

- كيف مجبلش يعني؟ تعالي يا اَية اجصهم ولو عايزة منكير امكرهم كمان.


هللت الأخيرة لتركض نحوها على الفور، مما اثار الغيرة بقلب الوسطى ، لتردف هي الأخرى:


- طب وانا يا خالة نادية 

- تعالي انتي كمان يا شروق

قالتها بترحيب جعل الطفلة تتبع شقيقتها، ليتابعهم هو برضا، ثم همس لأصغرهم لتلحق بهما، حتى يأخذ راحته في تأملها، قبل ان ترحل وتترك الجلسة بحضوره كالعادة،  ولكن صوت الهاتف قطع عليه،  والذي ما أن نظر برقم الطالب، حتى تذكر ما ينتظره، لينسحب مضطر من امامهم، ذاهبًا نحو ركن ما بعيدًا عنهم، حتى لا يفضحه الشجار المتوقع مع الاَخر:


❈-❈-❈


- الووو... ايوة يا يوسف. 

- يوسف مين يا حبيبي؟ توك ما افتكرت ترد على يوسف؟ انت تعرف حد أساسًا اسمه يوسف؟ من امبارح ارن، ومتعبرنيش، لدرجة اني روحتلك شقتك وملاقتكش،  اختفيت فين يا غازي؟ ها، رد عليا


صوت صياحه العالي اجبر غازي لإبعاد الهاتف عن أسماعه قليلًا قبل ان يعود لمهادنة العاصفة الهوجاء لهذا الأحمق عليه:


- يا بني اديني فرصة ارد عليك، انا عارف اني اختفيت،  واكيد جلجتلك لما مردتش ع التليفون، اللي انا اساسًا مكنتش واخد بالي انه على وضع الصامت، لما نزلت من الشغل على مشمي، وركبت عربيتي ونزلت البلد......


- يا نهارك اسود ، يعني انت نزلت البلد من غيري؟ نزلت البلد من غيري يا غازي؟

صرخ بها مرددًا بمقاطعة،  ليجبر الاَخر على الرد بعدم انتباه:


- يا يوسف انا نزلت على حاجة مهمة، يعني نسيت ما ابلغك، فيها ايه يعني؟!

- طبعا يا حبيبي تنساني، ما انا لو في دايرة اهتمامك، مكنتش نستني، مكنتش نستني يا غازي.


- يخرب مطنك هو انت مرتي، خبر ايه يا جزين؟ ما تعجل كدة 


- هو انت خليت فيها عقل يا غازي؟ انا مش منبه عليك تديني فكرة عشان انزل معاك، المشروع والحاجات اللي منتظرين نحققها في جناين الفاكهة ، كل ده مالوش قيمة عندك؟ كل ده.


- يخرب بيتك، انا مش فاكر أساسًا اي شيء من اللي جولتها....


- كمان نسيت؟ كمان نسيت يا غازي؟ طب اقفل السكة، اقفل السكة عشان منخسرش بعض، او اقفل انا احسن، سلام يا  غازي..


قالها ينهي المكالمة على الفور، ليغمغم غازي بذهول:

- يخرب بيت جنانك يا شيخ، كل الصراخ والزعيج ده وبرضوا مفهمتش حاجة، رابح جاي يجولي اللي اتفقنا عليه، طب انا نفسي مش فاكر اللي اتفقنا، ولا فاكر

كان جالي ايه بالظبط؟


❈-❈-❈


صدح صوت زغروطة الفرح الكبيرة من إجلال، فور ان اطمأنت من ابنتها ورأت بعينيها ، ما أثلج صدرها، لتضمها اليها بعد ذلك بفخر، مرددة بعبارات التهليل والابتهاج:


- يا الف هنا يا الف نهار مبروك، ايوة كدة ريحتي جلبي، دا ابوكي هيفرح جوي لما يعرف.


- ابويا كمان هيعرف؟

قالتها بازبهلال اضحك والدتها والتي أكدت لها بضرورة اخباره ، من أجل أن يرفع رأسه بحسن تربيته لها، وقد ظهر دليل عفتها، كانت تردد بلهفة قبل ان تنتبه على التغير الذي بدا واضحًا لحال ابنتها، لتشاكسها بالمزاح كالعادة:


- انت مالك كدة يا به؟ لحجتي تسرحي ومخك يروح لبعيد؟ بس ليك عذرك برضوا. 

قالتها ثم انطلقت بالضحك وحدها، وقد شاركتها الأخرى بابتسامة بسيطة، لفتت انتباه الام، لتعقب بمرح ما ذهب به عقلها:


- لاه دا انتي مش معايا خالص، ايه العجل اللي هب عليكي فجأة كدة؟ لا دا باين عمر سره باتع. 


- مين اللي جاب سيرة عمر؟

تفوه يقتحم الغرفة على الاثنتان، لترد إجلال بمزاحها:

- بتشكر فيك يا سيدي، لحست عجل البت من يوم واحد؟ 


تبسم بزهو يرد بالمزاح هو الأخر، ينقل بأنظاره كل لحظة نحو تلك التي ظلت على وجومها، رغم مشاركتها الابتسام على تعليقانهم، تدعي الاندماج، حتى دلفت جميلة تسحب جارتها مغادرتان، ويخلو المكان الا منهما:


- ايه؟ انت لسة واجفة مكانك متسمرة؟

هتف بها يخاطبها، فور ان دلف الغرفة معها، بعد توصيله للمرأتان حتى باب المنزل، واقترب حتى حاوطها بذراعه، وقد ارتفعت يده الأخرى ليداعب الوجنتين الناعمتين، يخاطبها بمزاج رائق:


- ايييه؟ فوجي كدة وصحصحي معايا، حتى امك خدت بالها.

ختم ضاحكا، فخرج صوتها في الرد له:

- انت جولتلي امبارح خافي مني، وانا فعلا خايفة منك دلوك؟


اطلق ضحكة جلجلت في قلب الغرفة ليعقب بمرح :

- وانتي بتسمعي الكلام جوي يا هدير، اما شغل عيال صح زي ما بيجولوا.....، دا انا شكل ايامي معاكي فل.

تفوه الأخيرة بصوت متحشرج، قبل يأخذها اليه، وينهل منها،  ما يخدر به عقله، ويطفئ رغبته بها.


❈-❈-❈


خرجت من غرفة السيدة فاطمة، بعدما ساعدتها ختى وصلت لتختها لتتسطح عليه، لتشعل لها التلفاز، حتى تغفى لاستراحة القيلولة.


قطعت طريقها بالطرقة المؤدية للمخرج،  وقبل ام تنتهي منها، تنبهت عليه يسير  بالاتجاه المعاكس أمامها، كانت تظنه سوف يمر بجوارها قاصد غرفة جدته، ولكنها تفاجأت به يقف متصدر بجسده الضخم امامها ، 


حركت قدميها لتتخطاه متجنبة النظر اليه، فتحركت قدميه يرافق خطواتها حتى اجبرها لرفع ابصارها اليه ، بتسأؤل لا يخلو من حدة، ف التقط نظرتها بانتصار غارقًا في بحر سواداوتيها الصافيتان بابتسامة خبيثة يسألها ببرائة 


- هو انتي زعلانة مني يا نادية؟


- وه، ايه شغل العيال الصغيرين ده؟!

غمغمت بها داخلها،  قبل ان يخرج ردها اليه بحنق مرددة:

- وانت متصدر جدامي عشان تسألني زعلانة ولا لأ؟


بقدر سعادته بحديثها المباشر اليه بعد أن اجبرها باستفزازه على الرد اخيرًا، لكنه لا ينكر سلطتها عليه، 

بعد ما محاولات يائسة للفت انتباهاها، فقال يجيبها بمكر ، يكبت ابتسامته بصعوبة:


- طب وفيها ايه؟ ما انتي بصراحة متباعدة ومبيناها جوي يا ناادية، وطبعًا السبب انا عارفه من غير توضيح، بس حتى لو فاكراني بتحكم يعني؟ مش عشان مصلحتك برضوا؟


- مصلحتي! مصلحتي كيف ان شاء الله؟

هتفت بها حادة بشراسة اجبرته على الابتسام بوجهها ليواصل التوضيح بمراوغته:


- انا جصدي على أمان معتز يا ناادية، هو انتي فهمتي ايه بالظبط؟


ردت بحدة:

- لاه مفهمتش حاجة، وبصراحة بجى، مش عارفة ايه لزوم الجلج الزايد عن اللزوم ده منك ومن امي سليمة،  انا شايفة الدنيا هديت وكل واحد راح في طريجه، وانا بجى عايزة ارجع بيتي.


على قدر ما اوجعه رغبتها في الرحيل وتركه،  على قدر ما زاد عليه هو همها الدائم في الابتعاد، ورفضها لفتح باب قلبها او مواربته ولو قليلًا له، طريقه طويل وهو ابدًا لن ييأس.


- طب انتي جولتي بنفسك اها ، ان حماتك المرة العاجلة اللي بعدتكم  عن البيت، هي نفسها اللي رافضة رجوعك وجلجانة زينا وأكتر، يعني شايفة اللي انتي مش واخده بالك منه، او يمكن مش شايفاه من الأساس. 


جذب انتباهاها بحديثه، فتابع يواصل اقناعها :

- انا مش عايز افتح ولا اعيد ولا ازيد في كلام انتي عارفاه، بس رفضك للواقع مخليكي بتعاندي حتى وانتي عارفة بالخطر المحاوط ولدك الصغير، من مجهول لسة متكشفش،  ياريت يا ناادية، تغلبي تفكير العجل عن العاطفة، دا غير اني بسببك دلوك كان ممكن ارتكب جريمة.


تحولت تعابيرها لهلع امتزج باستنكارها، تريدها تفسيرًا 

لم يتأخر هو عنه، ليوضح:

- ايوة يا نادية، حركة الواد ناجي انه اتعرضلك لما كنتي ماشية لوحدك،  لما عرفت بيها الدم غلي في نفوخي، لدرجة اني جيت من سفري عليه، وكنت ناوي اربيه عليها، بس حظه نجده اني ملحجتهوش. 


- بس هو مل.......

- جفلي ع السيرة دي الله يخليكي. 


هتف بمقاطعة حادة يوقف جدالها من البداية، ثم

استئنف مخففًا:.

- اطمني انا هديت شوية عن امبارح، يعني هجدر اشغل عجلي دلوك، واتصرف بحكمة في موضوعه، بس طبعا لا يمكن اعديها من غير حساب. 


سألته باهتمام وتفهم:

- يعني هتعمل ايه؟

اعجبه التعاطي معه في الاخذ والرد، ثقيل هو رفع الحواجز بينهما، ولكنه ليس مستحيلًا،  وهو اقسم على اقتحام حصونها.


- انا جولتلك اطمني عاد، خدي كلامي عن ثقة



الصفحة التالية