-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 31 - 3 الأربعاء 20/12/2023

  قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الواحد والثلاثون

3

تم النشر يوم الأربعاء

20/12/2023 

داخل المندرة الفسيحة بمنزل يامن، حيث جلسة السهر والسمر مع شقيقه، وبعض من رجال وشباب العائلة التي تاتي وتحضر احيانًا، لتنضم اليهم في الحديث عن شئون العائلة والضحك والمزاح أحيانًا ، دلف اليهم يفاجئهم بحضوره بعد فترة طويلة من الانقطاع، ليقابل بالترحيب والتهليل من عمه والحاضرين، قبل ان. ب

يدعوه للمشاركة:.


- اجعد يا ولدي، هتفصل واجف كدة كتير، جعمز وجضي السهرة معانا،  وحشنا هريجك وهزارك يا واد .

عقب عبد البر الابن الأكبر يشاكسه:

- سيبه يا بوي، دا تلاجيه جاي بالصدفة كان معدي جصاد البيت وطالع تاني، هو مدام صاحبه مش جاعد، هتجيه مرارة يجعد مع ناس غلابة زينا.


تبسم غازي استجابة للمزاح، ليرد بكلماته المقصودة :

- ليه بس يا عم عبده؟ ايه اللي يخليني استكبر بس عن الجعدة معاكم ، الا اذا نفسي غمت تشارك الهوا 

مع اشباه الرجال .


ارتفعت رؤوس الجميع بإجفال جعل سعيد يهتف مهاجمًا صفاقته، وقد ذهب ظنه انه هو المقصود بالعبارة،


- احترم نفسك يا واد، انت جاي تهزجنا في مطرحنا ولا ايه؟

- لا مش جاي اهزجكم يا عم ، ومش انت المجصود من أساسه، 

اردف بها حازمة قبل ان ينقل بنظره نحو الذي اصفر وجهه وانسحبت الدماء منه برعب فضح فعله، 


- انا اللي اجصده عارف نفسه زبن يا عم، ما هو اللي يتعرض لحرمة في الطريج، وبوجفها بفعله الناجص عشان يعرض عليها الجواز من تاني، بعد ما اكدنا انها اتخطبت........، أكيد يعني مش هفضحه واجول اسمه كدة جدامكم، وازيد على خزاه سواد الوش كمان.


انا بس جاي أشهدكم،  ان الفعل دا لو اتكرر تاني محدش يلومني في رد فعلي، المرة ادي كان الطين من نصيب الجلبية يزبطها، اما المرة الجاية، هدفس راسه نفسها فيه.


كان واضحًا بقوله امامهم، حتى لم يعد هناك شك عن هوية المقصود، رغم عدم علمهم بما حدث، حتى اغلق فم سعيد عن الجدال، امام هيئة ابنه الذي تعرق وتجمد عن الدفاع عن نفسه امام نظرات الاتهام الموجهة له من الجميع،  ليبادر يامن بالتلطيف كالعادة، بعد أن حدج المكشوف بنظرة نارية، كباقي الافراد:


- طب اجعد يا غازي وفهمنا اللي حصل بالظبط،  وان كان معاك حج احنا نجيبهولك، وبعدها نتراضى، بلاش منه الكلام المرسل ده، من غير ما تحدد الغلطان .


افتر فاهها بابتسامة، يردد خلفه بسخرية:

- لا بلاش احدد الغلطان يا عم ، انا كفاية عليا الكلام المرسل، عشان المرة الجاية لما احدد مش يبجى له وجود اساسًا.


تغضنت ملامحه بشراسة، ليُنهي محذرا بسبابته والابهام

- انا دلوك شهدت وحذرت، وخلص الكلام على كدة، المرة الجاية بجى............ اظن مهيبجاش فيه مرة جاية، انا كدة وضحت، ومش محتاجة شرح تاني، سلام عليكم بجى 


ختم والتف مغادرًا على الفور لتلتف رؤوس الجميع نحوه باستفهام اختلط بازدرائهم،  فخرج صوت ناجي اخيرًا بادعاء عدم الفهم، واستهبال مفضوح:


- ايه مالكم بتبصولي كدة ليه؟ هو جال اسمي .


- والنبي يا عين امك، أنت مستنيه يجول اسمك كمان؟

غمغم بها سعيد داخله، يحدجه بناريتيه، قبل ان يتمتم له بحركة الشفاه، بكتنفه الحرج الشديد من مواجهة الحضور:

- اسفخس عليك وع اللي رباك، عيل زوبط، دايما جايبلي الكلام والحديت .


❈-❈-❈


بعد مرور عدة ابام.


رايحة فين يا سليمة؟

اوقفها الصوت المتحشرج، لتلتف نحو صاحبه، والذي كان واقفًا مستندًا بذراعه على الاَريكة الخشبية، خارج المنزل، اسفل شجرة المانجو العتيقة، يطالعها بنظرة متفحصة كالعادة لتزيد من حنقها، فقال ساخرًا حينما حدجته بنظرة كاشفة فهمها 


- معناتها ايه النظرة دي يا بت عمي؟ لا هو انا مش من حجي اسأل برضوا؟.

- لاه مش من حجك. 

خرجت منها بحدة تزيد عليه:

- ولا من حجك تجف كدة تلصص كيف الحرامية خشم الباب وتخلعني؟


- استقام يردد خلفها باستنكار:

- وه اخلعك كمان ، ليه يا بوي؟ هو انا عفريت؟ ولا كمان حكاية ان مش من حجي دي، انتي مش شايفة انها مش في محلها ، انا جوزك ومن حجي ان أسألك ، ولا انتي بتقري في القراَن، ومعارفاش احكامه؟


- لاه يا فايز، انا بقرا وعارفة احكامه زين، انت بجى اللي مش واخد بالك، انك جاي تنفخ في جربة جطعتها انت بنفسك، جاي متأخر جوي تسأل على حاجة عفى عنها الزمن، من كتير جوي.


تمتم بها، ثم افتر فاهه بنصف ضحكة وهو يزيد من اقترابه حتى أصبح مقابلًا لها:

- بس برضك لساتني جوزك، دا معناه ان ليا كل الحجوج عليكي، من اول سؤالك راحة فين؟ ولا جايا منبن؟ لحد ا......

توقف يرمقها بنظرة شاملة طافت عليها من أعلى لأسفل فهمت عليها لتعقب بتجهم كسى ملامحها فجأة؛


- المرة دي مش هجولك جاي متأخر، انا بس هسألك سؤال وعايزة اجابتك عليه:


- اشمعنا دلوك يا فايز؟ افتكرت ان ليك مرة، وعرفت حجوجك عليها بس بعد ابوك اللي جوزهالك ما راح؟ سليمة اللي كنت بتزيع في الدنيا كلها عن كهرهك ليها، محليتش في عينك غير دلوك بس بعد ولدها ما مات؟

ولا انت استريحت بموته؟


- إيه اللي بتجوليه دا يا ولية؟

نهرها بحمائية غاضبة ولكنها كانت مصرة، وقد وجدت فرصتها اخيرًا:


- انا بجول الحجيجة يا فايز، انت فعلا استريحت بموت الغالي، حتى لو انكرت من هنا للصبح، انا بجولها في وشك، انت مشميتش نفسك غير بموت اللي كنت شايفه واخد حظك من الدنيا، محبة واخلاق وزاد عليه كتابة البيت باسمه..... صح ولا انا غلطانة؟


- لاه غلطانة، عشان مفيش حد بيكره ولده؟

هدر بها حازمًا، وقد ذهب عنه الهزل وحل محله غضب اظلم وجهه، وكلماتها المباشرة كانت أكثر من قاسية بالنسبة له، ليتبع بما اوغر به صدره:


- انتي اللي استغنيتي بيه، زي ما عمل ابويا وكبره عليا من وهو عيل صغير، كان بيفر ويفتخر به، كانه هو اللي خلفه، مش انا، وخلاه خد مكاني في مجلس العيلة،  وكأني اني مليش وجود او مت، جبل ما يتمها بكتابة البيت باسمه كمان.


اربد وجهها بسحابة من يأس، فاقدة الأمل من استفاقته، لتردف ردًا له:


- وانا كنت هتوقع ايه منك يعني؟ ما دا فكرك من زمان، يعني مش جديد عليك، ع العموم كل واحد حر في تفكيره.


همت لتستدير مغادرة ولكنه أوقفها:

- طب بالمرة كمان مدام سألتي، يبجى الدور عليكي   تجاوبي على سؤالي انا كمان..... مطلبتيش الطلاج مني لحد دلوك ليه يا سليمة؟ رغم اني في ايدك تخلعيني كمان؟


فاجئته برد فعلها، ان بزغت على فمها ابتسامة لتعقب باستدراك:

- اه بجى، ودا اللي مخلي الأمل مشعشع في جلبك.


زاد اتساع ابتسامتها قبل ان تجيبه بتسلية ليست مفهومة على الإطلاق:

- تجدر تعتبره مزاج يا فايز، ان ابجى على زمتك وجاعدة كدة زي البيت الوجف، استحليتها!


قالت بالاَخيرة والتفت تغادر بعدم اكتراث، تزيد من تشتت عقله في المغزى من خلف الإجابة الغريبة، ليوقفها للمرة الثانية هاتفًا بغرض الرد على كل تفوهت به:


- طب اتا كنت عايزة ابلغك بس جبل ما تروحي للمحروسة هي وولدها، في بيت الدهشان، ما تنسيش تباركيلها ، اصلها هتتجوز الكبير اللي خدها بيته بحجة انه يحطها تحت حمايته ورعايته.


اردف يزيد بخبثه مستمعتًا بامتقاع وجهها:

- الخبر مالي البلد، ع السهونة اللي دخلت بالحنجل والمنجل وخلت الراجل يطلج مرته ويرمي بناته لاجل ما يتجوزها....... عشان بس تعرفي ان الدنيا ماشية، مش عايزاها تبجى واجفة زيك.



الصفحة التالية