رواية جديدة طغيان امرأة لسارة شريف - الفصل 3 - 2 - السبت 16/12/2023
قراءة رواية طغيان امرأة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية طغيان امرأة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سارة شريف
الفصل الثالث
2
تم النشر السبت
16/12/2023
دلفت إلى المنزل في وقت متأخر من الليل فقد قاربت الساعة على الواحدة بعد منتصف الليل
اتجهت إلى غرفتها على الفور لتأخذ حماماً دافئ يُريح جسدها من ذلك اليوم الشاق، لم تتخيل أن يحدث كل هذا بأول يوم لها بمصر بعد كل تلك السنوات التي مضت
جلست بحوض الاستحمام الذي أمتلئ بالماء الدافئ وهي ترخي به جسدها من عناء اليوم لـ تبدء بتذكر ما حدث مع سايمون منذ عدة ساعات
قبل عدة ساعات من الآن
تحديداً "بمشفى R.K"
دلفت بثقة طاغية إلى مكتبها الذي كان يجلس به سايمون يفرك يديه بارتباك واضح
نظرت له نظرة لم يفهمها ولكنها كانت كفيلة بارباكه أكثر من ذي قبل
ـ Cosa ti porta qui, Simone?
"ما الذي أتى بك إلى هنا سايمون؟"
قالتها وهي تُشدد على حروف أسمه، ليجيبها الأخر بتلعثم
ـ È stato Andrea a costringermi a venire, signora, per poter scoprire l'identità della ragazza tigre
"أندريا من أجبرني على المجئ سيدتي، حتى يستطيع معرفة هوية فتاة النمر "
أنهى كلماته منتظراً رد فعلها على ما أخبرها به والذي لن يكون خيراً ابداً
ولكنها فاجئته بـ ابتسامتها الغير معهودة عليها قائلة بتساؤل: E allora qual è il suo piano?
"حسناً وما خطته إذاً ؟ "
تعجب كثيراً من هدوئها ولكنه أجابها على الفور و بدء أخبرها كل شئ قاله له أندريا
ـ Ok, sono d'accordo, ma ci sarà un leggero cambiamento Il mio gruppo non interferirà in questa faccenda e la Compagnia Qadri prenderà il suo posto
"حسناً أوافق ولكن سوف يحدث تغيير بسيط
مجموعتي لن تتدخل في هذا الأمر، وستحل محلها شركة قَدري"
فاجئته للمرة المئة بهذا اليوم : هل هي بهذا الهدوء حقاَ بعد كل ما أخبرها به ووضع أندريا لها بالأمر الواقع ، لابد من وجود خطب ما
ولكن ما يهمة الأن أن يذهب من أمام تلك المرأة
هز رأسه بتفهم قائلاً: Come desidera, signorina Jacqueline
"كما تريدين سيدة جاكلين "
ـ Dottor Rehan Il mio nome è Dottor Rehan, capisci Simon?
"دكتور ريحان أسمي دكتور ريحان هل فهمت سايمون "
قالتها بنبرة جعلت جسده يرتجف أثر حدتها فى الحديث
هز رأسه دلالة على فهمه قبل أن يفر هارباً من أمامها
عودة للوقت الحالي
كانت قد أنهت حمامها وخرجت من المرحاض وهي تلف جسدها بمنشفة وبيدها أخرى صغيرة تجفف بها خصلاتها الذهبية
نظرت لانعكاسها بالمرأة متمتمة ببعض الكلمات التي لم يفهمها سواها: القوا بأنفسهم إلى جـ.ـحيم جاكلين.
❈-❈-❈
كلما حاولت نسيان الماضي يعود ليطاردها من جديد ما الذي عليها فعله للتخلص من هذا العناء
أمتلئت عينيها بالدموع
هي تشعر بالوحدة وعدم الأمان كيف لها أن تشعر بالامان والجميع قد تخلى علنها الجميع ظـ ـلمها و لم يسمحوا لها بالدفاع عن نفسها، ما جاهدت لنسيانه عاد ليغزو عقلها من جديد بمجرد رؤيتها فقط
شردت قليلاً ببعض الذكريات التي تُـ ـمزق قلبها إرباً
مُنذ سبع سنوات وثمانية أشهر و يومان
إذداد مـ ـرضها كثيراً بالأيام الأخيرة وخاصتاً بعد أمتناعها عن الطعام و مُلازمتها لغرفتها بالشهرين الماضيين بدأ والداها بالقلـ ـق على حالها فقررت والدتها اصطحابها إلى الطبيب ليفحصها و يعلم ما سبب غثيانها الدائم هذا وذبول وجهها بهذا الشكل
ذهب بها للطبيب الذي قام بفحصها بعناية قبل أن يعود لمكتبة وهو يكتب بعض الأدوية لها
ـ في أي يا دكتور طمني بنتي كويسة
كان ذلك صوت والدتها القلـ ـق قبل أن يُجيبها الطبيب بابتسامتة البشوشة
ـ متقلقيش هي زي الفل بس هي ضعيفة شوية أنا كتبتلها فيتامينات تلتزم بيهم عشان صحتها و صحة الجنين
نظرت له بعدم تصديق وهي تحاول أقناع نفسها أن ما استمعت له للتو ليس صحيحاً
رددت كلمتة الأخيرة مرة أخرى بصدمة
_ جنين
ابتسم الطبيب قائلاً: أيوه المدام حامل في شهرين
أما تلك المسكينة التي تجلس بالمقعد المقابل لها توقفت عن التنفس وكأن الساعة قد توقفت عند تلك اللحظة لحظة سماعها لتلك الكلمة "جنين "هل ما استمعت له الأن صحيح هل بداخل أحشائها طفل لم تتوقع بأسوء كوابيسها حدوث هذا الشئ معها، هل هذا نتيجة ما حدث معها بتلك الليلة المشؤمة و التي لم تستطع التحدث عنها مع أي شخص إلى الأن، ماذا عن والداها كيف عليها أن تشرح الأمر، كيف يمكنها التبرير عن صمتها بكل تلك الفترة هل سوف يصدقونها أم سون يلقوا باللوم عليها
كل هذا وجسدها متصنم كـ التمثال لم تعرف كيف ومتى خرجت هي ووالدتها من عند الطبيب ولا كيف وصلا إلى المنزل حتى لم يوقظها من حالتها تلك سوى صفعة قوية على وجنتها من يد والدها العاضب أدت إلى أختلال توازنها وسقوطها
ـ يا حقيـ ـرة أنتِ ازاي تعملي كدا
بدأت بذرف الدموع مُتمتمة بعض الكلام الغير مفهومة من بين دموعها: مـ .. معملتش .. حاجة والله
صفعة أخرى ذادت من نحيبها وهو لا يعطيها فرضة للدفاع عن نفسها في حين ذاد هو من و سُبابهـ ـا بأفظع الكلمات و ضربهـ ـا بغضب أعمى قلبة عن النظر لأبنته ببعض الشفقة فمن يراها يعلم أن هناك خطب ما منذ الولهه الأولى
فاق من غفلته عندما سَكن جسدها و وقعت على الأرض جـ ـثة هـ ـامدة وأسفلها بؤرة من الدمـ ـاء
عودة للوقت الحالي
فاقت من شرودها علي صوت جدتها الحنون من خلف الباب قائلة: جيجي حبيبتي أنتِ كويسة أتاخرتي في الحمام ليه كدا
قامت بمسح دموعها وهي تجيبها بصوت جاهدت لجعلة طبيعياً
ـ أيوة يا تيته متقلقيش باخد "Shower" وجاية علي طول
ـ ماشي يا حبيبتي هحط الأكل على ما تخلصي أغنتي مكلتيش حاجة قبل ما تمشي ومفيش أعذار هتاكلي يعني هتاكلي
ـ حاضر يا تيتة هاكل
ذهبت الجدة لتجهيز الطعام بينما نهضت هي من مكانها نافضة لكل تلك الذكريات السيئـ ـة وبدأت بأخذ حمامها الدافئ حتى تُعيد نشاط جسدها وحيويتة
❈-❈-❈
في منزل "ريحان قَدري"
رن صوت الجرس الباب
نظرت للساعة و جدتها تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل انتظرت بترقب حتى أتت إليها الخادمة قائلة بأحترام: ريحان هانم في واحد بره وطالب يشوف حضرتك
عقبت بأستنكار: في الوقت دا
صمتت قليلاً ثم أكملت قائلة: ومقالش هو مين
ـ لا يا هانم
ـ تمام دخلية المكتب و أنا جاية
بدلت ملابسها و هبطت لاسفل متجهة للمكتب
صدمة شلت اطرافها للولهة الأولى ولكن سُرعان ما تحولت صدمتها لابتسامة غامضة قائلة بسخرية : أهلاً بيك أمير باشا
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سارة شريف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية