-->

رواية جديدة واحترق العشق لسعاد محمد سلامة - الفصل 31 - 1 - الأربعاء 20/12/2023

 


   قراءة رواية واحترق العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية واحترق العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الواحد والثلاثون

1

تم النشر يوم الأربعاء

20/12/2023

(الأخيرة) 



بـمنزل هاني 

وقف مذهولًا من رد فداء عليه، وعاود السؤال بإستغباء: 

قولتى مين اللى حامل؟.


زمت شفتيها بإستهزاء قائله: 

أنا اللى حامل. 


-إزاي

نطقها هانى مندهشًا، إستهزأت به قائله: 

إسأل نفسك مالك مذهول كده ليه. 


حاول تقبل ذلك قائلًا: 

مش حكاية مذهول، انا مستغرب إن حصل حمل بالسرعه دي. 


تهكمت قائله: معليش أمر الله هتعرض عليه، وعادي جدًا يحصل، ليه حاسه إنك مكنش نفسك أنى أبقى حامل. 


بلا وعي جاوبها: 

فعلًا 


اخطأ وحاول التبرير: 

قصدي كان لازم نستني شوية وقت الأول مش بالسرعه دى. 


غص قلب فداء وبقصد قالت: 

عادي بسيطة إحنا لسه فيها... 


قاطعها بتسرع دون وعي ولا إدراك: 

قصدك إيه هتنزليه. 


نظرت له بإحتقان ملامح وضعت يديها حول بطنها قائله: 

لاء طبعًا، بس سهل نطلق. 


صُدم من قولها وإتسعت عينيه وصمت لوقت، كادت فداء أن تتحدث بآصرار، لكن سبقها قائلًا: 

مستحيل طبعًا ده يحصل. 


تهكمت على ردوده الغبيه، قائله: 

أنا مش فهماك يا هاني، عاوز إيه. 


أجابها بتسرع: 

عاوزك طبعًا. 


-والجنين اللى فى بطني مش عاوزه.


صمت للحظه ثم أجابها:

لاء،مش حكاية مش عاوزه،بس شايف إن الوقت لسه بدري.


-بدري لإيه يا هاني،إنت عاوز إيه،عاوز تبقى متجوز بس للمتعة،مش فى دماغك إن الجواز 

إستقرار وعيلة.


نظر لها بصدمه،عادت تقول بمواجهه:

وده يمكن اللى خلاك تتحمل جوازك من هيلدا،وكنت هتفضل متحمله لوقت أطول لو مش هى اللى نهت حياتها،رتبت حياتك إن الاستقرار بس فى المتعة،زي ما سيبتني وسافرت مع هيلدا،ومفكرتش فى جرح مشاعري حتى إنك تقولى سبب أتحجج بيه وانا بقول جوزي سافر بعد جوازنا بأسبوعين 

جوزي اللى كان بيتسحب وهو داخل أوضتي،عشان طبعًا متجرحش قلب هيلدا،؛انا هنا عادي هفضل مستنيه إتصال جنابك  انا مش برضي بالفتافيت يا هاني،ولا أنا زي سميرة هقبل بالتهميش فى حياتك أبقى فى الظل يا هاني،لما إتجوزتك كان فى دماغي بيت وعيله،رغم إنى كنت عارفه إنك متجوز بره،بس زى ما بنقول معظم اللى بيتجوزا من أجنبيات ببقى جواز مصلحه،رغم إنى أشك فى ده معاك لأنك مكنتش محتاج لمصلحة من ناحية هيلدا، أنا مش متعة وقت،او ماعون أخلف لك وأعوض الناقص عند هيلدا زى ما كانت بتقولى،حتى يوم سفرك معاها بعتت لى رساله إنها قادره تسيطر عليك زي ما هى عاوزه واني مجرد ما هخلف منك....


ذُهل هاني للحظات قبل أن يفيق من مواجهة فداء،فهم الآن لما لم تكن ترد على إتصالته بداخلها آلم كبير هو تسبب فيه،ربما الآن لا يهتم بذلك الآلم مثلما يهتم بتلك المفاجأة التى سحبت عقله وضعته بتلك المواجهه التى كان فى غنى عنها،فضل الصمت،قبل أن يفكر قائلًا:

إنتِ كنتِ عارفه إنى متجوز ومع ذلك...


قاطعته  بتأكيد:

مع ذلك أصريت أتجوزك،عارف ليه،عشان بحبك من زمان كنت بتلكك لأي عريس يتقدملى عشان أرفضه،وإنت لما طنط إنصاف كلمتني قلبي رفرف وقولت ربنا رايد يجبر بخاطري،وهعرف أخليك تحبني،لكن واضح إنك شخص آناني،مُستغل،إنت كنت بتستغل هوس هيلدا بيك ومبسوط بيه و....


تعصب من مفاجأة ما يسمعه منها قائلًا:

هيلدا...هيلدا...كل اللى على لسانك هي،محسساني إنى أنا اللى كنت سعيد فى حياتي،أنا لو كنت زي ما بتقولى،مكنتش هرفض أتجوز هنا من زمان،حياتي مع هيلدا كانت كفيله تكرهني فى الستات كلهم،وكل الحكايه إنى متفاجئ من حملك بسرعة،والموضوع مكنش يستاهل اللى قولتيه ده كله،أنا لو مكنتش بحس ناحيتك بمشاعر مكنتش فكرت أرجع من فرنسا من قبل ما هيلدا تنتحر،كنت عملت زيك وطنشت أتصل عليكِ أو أبعتلك رسايل،مكنتش أبقى بكلم ماما أو بسنت عشان نفسي أسمع صوتك وتردي عليا،وعالعموم....


توقف للحظه ثم حضنها بمباغته قائلًا: 

مبروك الحمل...

مش ده اللى كنتِ عاوزنى أقوله وأعمله. 


حضنها ثم غادر سريعًا دون الإنتباة الى دمعة عينيها التى سالت،ربما كانت مواجهتها معه حادة لكن أفضت ما شعرت به،كذالك فهمته أنها عاشقه بكبرياء.



غادر هانى الغرفة لكن لم يُغادر المنزل،ذهب الى تلك الحديقه جلس على مقعد،ثواني شعر بحرارة إحتراق فى جسده  ثم شعر ببرودة الطقس الخريقي الذى يقترب لشتوي،ضم ساعديه،وزفر نفسه،عاود عقله إدراك ما قالته فداء،لما شعر بذاك الشعور حين أخبرته أنها حامل،شعور قديم باليُتم الذى عاشه،هل من الممكن أن يأتي بطفل يعيش مثل حياته القاسيه،هذا كان هاجس خوف لازمه بحياته وكان دافع لعدم موافقته على الزواج بغير هيلدا،هنالك من يقولون أن الأقدار قد تورث.  


❈-❈-❈

#

بشقة سميرة 

إحتدت قبضة عماد على يد سميرة قائلًا: 

واضح إن المدام عشان سكتت على إنها تشتغل قبل كده وبفوت بمزاجي فكرت إنى قابل الدلع ده وكمان عشان سكتت على منظرك اللى جيتي به الحفله،ولا إختفائك فين الله أعلم يبقى خلاص... لاء يا سميرة أمري انا اللى هيتنفذ.


قال عماد هذا وبمباغته أخذ يمنى من بين يديها ونظر نحو عايدة قائلًا:

طنط عايدة حضرتك عارفه مكانتك عندي نفس مكانة ماما بالظبط على راسي من فوق،وأكيد مفيش أم هترفض تعيش مع إبنها فى مكان واحد. 


ذُهلت سميرة من رد فعل عماد، كذالك من بسمة والدتها، ورد فعل يمنى التى ودت الرجوع إليها قائله: 

أنا عاوزه مامي. 


ضمها عماد لحضنه قائلًا: 

وأنا كمان عاوز مامي، وهي هتيجي معانا نعيش فى الڤيلا فى مفاجأة هناك عاملها عشان وردتي الجميلة. 


تبسمت يمنى، كذالك عايدة التى رحبت بذلك بينما سميرة قبل أن تنطق سحبها عماد من يدها قائلًا: 

كويس إن الشنط لسه زي ما هي، يلا بينا. 


بخفوت نظرت نحو والدتها تتمنى ان ترفض عرض عماد لكن بسمتها معناها موافقة على ما قاله، تحشرج صوتها سائله: 

يلا على فين، أنا هـ... 


قاطعها وترك يدها قائلًا: 

براحتك، يلا ياطنط هى حره. 


نظرت لها يمنى بترجي قائله: 

يلا يا مامي عاوزه أشوف المفاجأة اللى بابي بيقول عليها. 


رُغم عنها إمتثلت وسارت خلفه، بينما تبسم عماد يود ان يجذبها لحضنه يضمها إلية إشتياقًا، بعدما كاد أن يفقد قلبه الذى إحترق لساعات وهي غائيه، يود نقبيلها كي يُطفئ ذاك اللهيب الذي كاد ينخر.


بعد وقت قليل،بالڤيلا التى يعيش بها مع والدته،دخلت عايدة وخلفها سميرة وهو خلفهن يحمل يُمني التى يزداد فضولها لمعرفة مفاجأته،رحب بـ عايدة قائلًا:

مش محتاجه ترحيب يا طنط إنتِ صاحبة مكان ومكانة كبيرة.


تبسمت له،تعلم أن سميرة لاحقًا ستلومها على ذلك،لكن هي ليست آنانيه،وتعلم انها تخشي من أن يكون لاحد فضلًا عليها،لكن عماد دائمًا رغم ما كان بينه وبين سميرة كان ودود معها،كذالك لم تنسي حين كانت مريضه وجلوسه جوارها،وقبل ذلك حين أخبرته بحمل سميرة كان بداخل رأسها تخشي من رد فعله أن ينكر ذلك ويضعهن بمأزق ويشكك فى أخلاق سميرة،أو ابسط شئ كان قال لها ألافضل ان تجهض ذاك الحمل،لكن هو عاشق مثل سميرة لكن تحكم الغباء،وظنه كبرياء يحاول إظهار عكس ما بقلبه من لهفة وشوق لإقتراب سميرة منه.


بينما تجاهل وجود سميرة وهو يسمع لفضول يمنى:

فين المفاجأة يا بابي.


تبسم عماد وقبل وجنتها قائلًا:

المفاجأة فوق يلا خلينا نشوفها سوا.


أومأت ببسمه وأشارت لـ عايدة وسميرة قائله:

تعالي يا ناناه نشوف مفاجأة بابي،وإنتِ كمان يا مامي.


بمضض وافقت سميرة ربما لديها فضول هى الأخري معرفة تلك المفاجأة صعدت خلفهم حتى دخلت لتلك الغرفة تفاجىت وشعرت بسعادة مثل تلك الصغيرة التى لمعت عينيها بسعادة وهى ترا غرفة خاصه بطفلة صغيرة ملونه بألوان زاهيه ورسومات من فتيات الكارتون التى تشاهدهُ عبر التلفاز، كذالك ركن خاص به سلة ألعاب بها الكثير من الألعاب التى تناسبها كطفلة،سريعًا ارادت أن يضعها أرضًا،ذهبت نحو تلك السله الخاصه بالالعاب وبدات فى إمساكها لعبه خلف أخري تقول:

تعالي يا ناناه شوفي لعبي الجديده اللى بابي جابها لى،الأوضه دى حلوة أوي يا بابي،هنام فيها أنا ومامي.


تبسم وهو يقترب منها وجثي على ساقيه امامها قائلًا:

يمنى كبرت والمفروض تتعود تنام فى أوضه لوحدها.


أومأت ببسمة موافقه وهي ترفع يدها بتسأول   بعقل طفلة:

أه انا مش هخاف نام وحدي بالاوضة بس مامي تنام فين. 


رفع عماد وجهه ونظر نحو سميرة التى تلمع عينيها بسعادة،لكن احادت النظر له، عاد بنظره الى يمنى قائلًا: 

مامي هتنام فى الأوضه اللى جنب الأوضه دي، كمان ناناه فى الأوضة اللى جنبك، كمان ناناه حسنية لما ترجع هتنام فى الاوضه اللى قصادك، يعني كلنا هنبقى جنب يمنى الوردة الجميلة. 


تبسمت يمنى وحضتنه وقبلت وجنتيه قائله: 

أنا بحبك أوي يا بابي وسامحتك عشان إنت كنت مزعل مامي وهي عيط لـ ناناه. 



الصفحة التالية