-->

رواية جديدة واحترق العشق لسعاد محمد سلامة - الفصل 31 - 2 - الأربعاء 20/12/2023

 


   قراءة رواية واحترق العشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية واحترق العشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الواحد والثلاثون

2

تم النشر يوم الأربعاء

20/12/2023


غص قلب عماد وتنهد بندم، زالت الغشاوة عن عينيه حين كاد يشعر بفقدان سميرة، هو غير قادر على ذلك يكفي حدث هذا مره وعاش بمرارة لم يشعر بزهو أي نجاح وصل له فى حياته، رغم انها كانت جواره، عاد عقله يستوعب أن ربما كان للقدر شآن لابد من حدوثه، كان من الممكن أن يتبدل القدر ويظل يشعر بإحتراق وسميرة تعيش بعيدة عنه، او حتى كانا تزوجا ولم يتفقا وعاني معها أكثر، عليه تقبُل أن ما حدث بالماضي كان قدرًا مرسوم. 


لمعت عينية بسعادة وهو يرا إنشغال يمنى مع عايدة التى تبتسم وهى تراها سعيدة بتلك الالعاب التى كان لديها  بالشقة ألعابًا مُشابهه لها لكن بطفولتها مُقتنعه أن هذه الأفضل، بعد قليل من اللهو مالت يمنى الى النوم، تبسمت عايدة قائله: 

هنام مع يمنى الليله هنا فى الأوضة، عشان بس المكان جديد عليها. 


كادت سميرة أن تعترض وتقترح أن تظل هي كالعادة مع يمنى، لكن عماد تصرف بجرآة وجذب سميرة قائلًا: 

تمام براحتك يا طنط الڤيلا كلها تحت أمرك، يلا لو فضلنا هنا يمنى مش هتنام للصبح. 


شعرت سميرة بالحرج  بينما تبسمت عايدة قائله: 

تسلم يا عماد، تصبحوا على خير.


أومأ لها ببسمه وجذب سميرة معه سارت معه حرجًا من والدتها التى تومئ لـ عماد ببسمة كآنه عاد مثلما كان سابقًا لديه مكانه كبيرة عندها.


لكن بمجرد أن خرجا من الغرفة نفضت سميرة يده عنها بعنف قائله بغضب:

عايز توصل لأيه يا عماد،أنا مش هتراجع عن اللى طلبته منك قبل كده فى الاوتيل.


زفر عماد نفسه وحاول الهدوء حتى لا يُثير إشتعال غضبه هو مازال غاضب من إختفائها،لكن جذبها وفتح باب الغرفة وأشار لها بالدخول،دخلت،ثم إستدارت تنظر له بعد أن أغلق باب الغرفه عليهما،ثم قالت بتمثيل:

  الصبح هاخد ماما ونسافر البلد. 


كز على أسنانه يحاول تهدئة غضبه كى لا يتعصب، وخلع نظارتة وفرك عينية يشعر بحرقان بهما بسبب عدم نومه كذالك يشعر بإرهاق بدني، لم يرد عليها وذهب يضع النظارى فوق تلك الطاولة المجاوره للفراش، تحدث وهو يُعطيها ظهره: 

أنا خليت الشغاله تفصي ليك جزء كبير من الدولاب، بكره إبقى حطي هدومك فيه. 


تنهدت قائله بعند: 

شكرًا مش محتاجه  أنا الصبح.... 


قبل أن تُكمل عِنادها المقصود، قبض على عضديها وجذبها عليه وبلا إنتظار قبلها بإشتياق يود الشعور أنها عادت، كادت سميرة أن تمتثل ويتحكم قلبها، لكن تذكرت بعد نصائح عِفت كذالك فداء التى أخبرتها أن هاني أخطأ وأخبرها عن سوء حالة عماد فى غيابها عليها أن تستغل ذلك وتلعب على وتر الإشتياق لها، بالفعل دفعته  بيديها كى يبتعد عنها، إمتثل غصبً، لكن تلك القبله أطفأت  الكثير من ذاك الاحتراق الذى كان يشتعل به قبل ساعات وهى غاىبة لا يعلم مكانها، نظرت له بإدعاء إستهجان قائله: 

أنا قولت كفاية خلاص قصتنا إنتهت و... 


قاطعها بغضب قائلًا  بتحذير: 

سميرة أنا مش ناقص إرهاق بقالي كم يوم مبنمش ساعتين فى اليوم خلي الليلة تعدي وكفاية أنا ماسك نفسي بالغصب، المدام إختفت وكانت بايته فين. 


أجابته ببرود: 

ويفرق معاك فى إيه أبات فى اي مكان من إمتي كنت بتهتم. 


تنهد بندم قائلًا: 

من النهارده ههتم ومش هتباتي غير فى المكان اللى أكون فيه... هجيبلك بيجامة من عندي تنامي فيها. 


كادت تعترض بعناد، لكن شعرت ببوادر غثيان  دوخه  اغمضت عينيها وفتحتها تقاوم لكن لوهله كاد أن يختل توازنها، لاحظ عماد ذلك سندها سريعًا وجذبها للسير معه الى أن أجلسها على الفراش، جلس على ساقيه أمامها يضع يديها بين كفيه،يُربت عليها، ينظر لها بحنان قائلًا: 

طبعًا زي عادتك آخر حاجه تفكرى فيها، إنك تاكلي، هنزل أجيبلك عشا خفيف. 


إستغربت سميرة ذاك اللُطف من عماد، حين نهض تمسكت بيده قائله: 

أنا مش جعانه يا عماد، هاخد شاور هفوق. 


تبسم لها قائلًا: 

تمام براحتك قدامك الدولاب خدي لك بيجامة من عندي بس بلاش تاخدي بيجامة كبيرة أوي. 


غصبً تبسمت وهى مازالت تمسك بيده حتى نهضت واقفه، تركت يده وتوجهت نحو خزانة الثياب إلتقطت منامه من عنده وذهبت نحو الحمام، وقفت قليلًا تحاول السيطرة على تلك المشاعر الثائرة بقلبها، تبسمت وهى تتذكر فرحة يمنى بتلك الغرفه رغم بساطتها كذالك والدتها التى تعلم أنها لا تود أن تكون سببً بقلة سعادتها وأنها ثُقلًا عليها...

بينما عماد كعادته يعلم ان والدته لا تهوا السهر لكن يأمل أن ترد على مهاتفته لها،لكن كالعادة رنين ولا رد،زفر نفسه وحسم أمره يكفى لابد أن يجتمع شمل عائلته الصغيرة... 

بعد قليل خرجت من الحمام،كان عماد قد أبدل ثيابه الى منامه منزليه،نظرت نحوه،كذالك هو تبسم لها بتلقائيه،لكن سميرة ظلت جامده بلا رد فعل،نظرت نحو الفراش تشعر حقًا بالارهاق،كذالك حملها يُضعفها،إبتلع عماد عبوسها وإقترب منها قائلًا:

بقيتي أفضل أن طلبت من الشغاله تجيب لك عشا خفيف. 


نظرت نحو الفراش قائله: 

سبق وقولتلك مش جعانه، أنا محتاجه أنام، هنام فين. 


تبسم عماد بقبول قائلًا: 

هتنامي فين يعني عالسرير طبعًا. 


نظرت سميرة نحو الفراش قائله: 

وإنت هتنام فين؟. 


أجابها ببساطه: 

عالسرير، السرير واسع جدًا. 


تهكمت بقصد منها قالت: 

بس إنت مش بتحب حد ينام جنبك بتضايق. 


تننهد وهو يقترب منها قائلًا:

اعتقد إني نمت جنبك عالسرير قبل كده ومكنتش ببقى مضايق،وبلاش رغي كتير فى الفاضي،أنا مُرهق ومحتاج أنام عندى سفر بكرة.


بفضول سائلته:

ومسافر فين بقى؟.


تبسم وهو يقبض على يدها ويسحبها نحو الفراش قائلًا:

الصبح هقولك،إنما دلوقتي إحنا محتاجين للراحه.


كادت أن تسحب يدها من قبضته لكن إستسلمت بسبب الارهاق،صعدت على الفراش كذالك عماد صعد على الطرف الآخر وتمدد ينظر نحوها مُبتسمًا مد يده يمسد على وجنتها  أغمضت سميرة عينيها لوهله لكن فتحتهما بإتساع حين شعرت بانفاسه وتلك القُبله،رفعت يدها وضعتها على كتفه تدفعه قائله بتحذير:

عماد.


رفع وجهه ونظر لها مُبتسمًا يقول:

تصبحي على خير يا سميرة. 


لم ترد عليهم أغمضت عينيها سُرعان ما ذهبت بغفوة،ظل عماد مُستيقظًا لوقت مُتكئًا يتآملها،ثم قبل وجنتها مره أخري وإعتدل نائمًا بالفراش،سرعان ما ذهب الى غفوة مُطمئن.    

❈-❈-❈


ظهيرة اليوم التالى بمنزل حسنيه بالبلده فتحت باب المنزل لم تندهش حين رأت عماد امامها يبتسم، رغم فرحة قلبها وإشتياقها له لكن رسمت الجمود قائله: 

خير إيه اللى جابك. 


ألقي بنفسه يحتضنها بإشتياق قائلًا برجاء: 

وحشتيني يا ماما، كفايه بقى تعاقبيني،انا مكنش قصدي إنى هتجوز غير سميرة،كمان سميرة ويمنى فى الڤيلا زي رغبتك،ماما أنا حاسس إنى ماليش سند من غيرك.


قلبها يشتاق له لكن لابد من تعليمه درسًا مهمت كان قاسيًا،هى علمت من عايدة ما حدث وانها هى وسميرة ويمنى أصبحن بالڤيلا  كما أردت لكن رسمت الجمود قائله:

ومن إمتى كنت بتسمع كلامي.


عاد براسه للخلف ونظر لها قائلًا برجاء:

ماما إنت عارفه مكانتك عندي كفاية بقي عشان خاطري،يمكن كنت غلطان.


قاطعته قائله بتاكيد:

أيوا كنت غلطان وياما حذرتك بس عندك غباء وراثي وارثه من...


قاطعها وهو ينحني يُقبل يديها الإثنين،حن قلبها له قائله:

ليا شرط لازم تنفذه قبل ما ارجع معاك القاهرة.


رفع راسه وتبسم بقبول قائلًا:

موافق مهما كان طلبك.


تبسمت له وتقبلت إحتضانه لها تضمه بأمومه. 

❈-❈-❈

مساءً 

بمنزل هاني 

لم يتفاجئ حين وجد والدته تجلس مع فداء تتسامران،نهضت إنصاف مُبتسمة تقول:

يعني انا جايه عشان أشوفك وإنت تفضل فى الشغل للوقت ده،انا لما حسنية كلمتني وقالتلى عماد هناك فى البلد قولت لها قلبي متاخد من ناحية فداء كانت متغيرة الايام اللى فاتت وعاوزه أطمن عليها،قولت أجي مكالمات الموبايل مش بطمن،وإنت أكيد عماد قالك ومع ذلك معبرتش ولسه جاي،الغربه قست قلبك.


نظر نحو فداء التى أحادت بصرها عنه ونظرت لـ إنصاف قائله بإبحاء :

معليشي يا طنط إنتِ عارفه مشاغل هاني كتير ربنا يكون فى عونه. 


تبسمت إنصاف قائله: 

ولو الشغل مش هيطير لازم يهتم بمراته شويه، أنا إتبسطت أوي لما إتأكدت من شكي إنك حامل مكنش داخل عليا شكلك وإتبسطت لما الدكتورة اكدت لينا، ربنا يرزقها بالخير سميرة هى اللى وصلتنا للدكتورة، تتابعي معاها الحمل، أنا حبيتها أوي، دي أكتر فرحة دخلت قلبي فى عمري كله، ربنا يكملك وتقومى بالسلامه يارب مجبورة الخاطر، وإنت يا هاني ياما إشتغلت، إهتم بمراتك شويه، اللى يشوفك يقول مش مبسوط إن مراتك حامل. 


رسم بسمه وهو يضم إنصاف، ينظر نحو فداء غص قلبه من تجاهلها له. 


بعد قليل 

نهضت إنصاف قائله: 

هقوم انام انا مش قد السهر كمان راجعه البلد تانى بكرة، بسنت بتحتاج ليا، ولو فضلت مع حامد هيفرجوا على بعض البلد الإتنين ناقر ونقير. 


تبسم هاني قائلًا: 

والله الكل بيستجار من حامد. 


تبسمت إنصاف له تومئ رأسها بموافقة قائله: 

تصبحوا على خير. 


-وإنتِ من اهله. 


قالها هانى وفداء بنفس الوقت... غادرت إنصاف لم تنتظر فداء بعدها وذهبت الى غرفة النوم، بدلت ثيابها بأخري وتسطحت فوق الفراش، ظل هاني قليلًا قبل ان يذهب الى الغرفه دخل نظر نحو الفراش، شعر بالغيظ من تجاهل فداء المتعمد منها، ذهب نحو حمام الغرفه، وصفعه بقصد منه، ضحكت فداء على ذلك، وعادت تغمض عينيها غير مهتمه به... ذهبت لغفوه قبل ان يخرج من الحمام، نظر نحوها وزفر نفسه بغيظ قائلًا: 

صدق اللى قال عليكِ فتاااء، تمدد على الناحيه الأخري للفراش، وضع يده فوق رأسه ينظر نحوها، رغم إرهاقه لكن لا يعلم لما حين أخبرته أنها حاملاً شعر بالارتباك، وجملة واحده سمعها من زوج والدته، قبل أيام حين تمنت إنصاف أن يُرزق بأطفال قال تلك الجمله بتعسف وغلول

"إبن الشيبة يتيم" وانه قد إقترب من الحاديه والأربعون، تلك الجمله هى ما صدمته بالحقيقة، وأفسدت عليه زهوة ذاك الخبر، لما وقتها تحكمت البلاهه برأسه، هل احد يعلم المستقبل ماذا يُخفي فى طياته، لو أخبره أحدًا ان ذاك الصبي اليتيم الذي كان بلا أي أهميه سيصبح أحد رجال الاعمال ويبزغ نجمه فى لحظات ما كان صدق ذلك، الصدمة التى أساء رد الفعل عليها.. وها هو يدفع الثمن. 

الصفحة التالية