-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 17 - 1 - الخميس 14/12/2023

  

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل السابع عشر

1

تم النشر يوم الخميس

14/12/2023


ماما


قالها الصغير و هو يضع رأسه على كتف أمه و الإبتسامة تنير وجهه الملائكي، ربتت على ظهره و قالت بنبرة حانية


- حبيبي اللي واحشني من بدري و هتجنن عليه يا ناس .


 اقتربت من اختها و قالت بتردد 


- نبيلة عاوزة اقولك حاجة 


- قولي 


- رقية بنتك 


- مالها رقية ؟! 


- تعبانة و اتحجزت في المستشفى النهاردا


- أنتِ بتقولي إيه ؟! 


- متزعليش مني يا نبيلة بس عبد الكريم مش عارف يربي البنت لوحده و البنت اللي تعبانة منرقلة الاهتمام بدل ما أنتِ قاعدة تربي ابني ربي بنتك ومش لازم يكون بينك وبينه حب و الكلام الأهبل دا عيشي عشان بنتك يا نبيلة .


ردت " نبيلة" من بين دموعها قائلة:


-ماهو أنا اتجـ ـوزته و مكنش في بينه و بيني  حب  وحصل إيه تفتكري لو رجعت له بعد اللي حصل  هيعمل فيا إيه ؟! 


ردت " دعاء" بنبرة حائرة قائلة:


- معرفش والله يا نبيلة بس أيًا كان اللي هايعمله يا نبيلة كفاسة وجودك جنب بنتك مش كدا ولا إيه ؟! 


تنهدت " نبيلة" بعمق و هي تنظر لأختها لا تعرف ماذا تفعل هل تقبل العودة لز و جها أم تبقى كما هي صامدة على قرارها الأمر كله أصبح حملًا ثقيلًا على عاتقها إن رفضت آخر فرصة أمامها مع " عبد الكريم"


 هذا يُعني أنها تنازلت عن ابنتها قولًا و فعل،  تركتها أختها تفكر في الأمر جيدًا..


 ❈-❈-❈


بعد مرور  أسبوع 


داخل منزل " شهاب" 

كان يحتسي قهوته في هدوء ظاهري،  كلمات والدها تتردد على مسامعه ود لو يذهب لها و يُجبرها على الاستماع له لكنها اوصدت أي بابٍ يحاول الدخول لها من خلاله،  طرقات خفيفة وولج بعده " فضل"  القى التحية ثم جلس لعدة دقائق و الصمت سيد الموقف حينها،  كان " شهاب" جالسًا على حافة المكتب يطالعه في صمت بدأ صديقه ينظر لنفسه. ربما به شئ غير مألوف لذلك ينظر له بهذه النظرات عاد ببصره له و قال:

- طب ما أنا زي الفل اهو يا شهاب اومال إيه بقى النظرات دي ؟! 


رد " شهاب" بنبرة معاتبة و قال :

- أنا راضي ضميرك اللي وصلتوني لي دا حلو ؟! عجبكم ؟! 

- مين اللي وصلك بس يا شهاب ؟! أنت اللي وصلت نفسك مش احنا ؟! 

- و هو لما اروح اتقدم لها و ابويا اللي المفروض يكون سندي و ضهري يقف في وشي و ميرضاش يروح معايا  يبقى دا إيه ؟! 

-  يبقى هو مش راضي عن الجوازة. و مش عاوز يمشي فيها 

- ايوة ليه بقى مش راضي عنها ؟! 


رد " فضل" ببساطة شديدة و قال:

- عشان بصراحة ربنا يا شهاب الحوازة من اولها لاخرها غلط في غلط 

- يعني إيه ؟! 

- يعني إمتى و ازاي حبيت نبيلة  و معلش يعني إيه اللي لفت نظرك ليها فجأة كدا !! 


زفر ما برئتيه و هو يشيح ببصره للجهة الأخرى عاد و قال بضيق 

- تاني هيقولي إيه اللي لفت نظرك ليها تاني 

- تاني و تالت و مليون يا شهاب،  معلش يعني أنا م مقتنع إنك نمت و صحيت لاقيت نفسك بتحبها و معلش في اللي هاقوله بردو و خطيبتك فجاة كدا نسيتها نسيت كريمان كدا بالسهولة دي ؟! 


سكت " شهاب" مليًا ثم قال بهدوء 

- طيب أنا عارف يا فضل إنك من الناس المتحكمة في قلبها لأبعد الحدود. و جايز دا لأنك مجربتش تحب قبل كدا أنا بقى عكس تماما أنا واحد حب من أول نظرة  و فضل يقاوم الحب دا عشان عارف إنه مايفنعش من كل النواحي 


سأله " فضل" بإبتسامة جانبية و قال:

- و إيه اللي خلاه فجأة كدا بقى ينفع ؟! 


أجابه " شهاب" بنفاذ صبر و قال:

- عشان هي اتطلقت من جـ ـوزها  يا فضل عشان هي نفسها قالت استحالة ارجع له 


ابتسم " فضل" ملء شدقيه و قال:

- طب يا شهاب اللي قالت مستحيل ترجع دي قررت ترجع لجو زها و امبارح كان قعدة صُلح بينها و بين جو زها و قرروا يقفلوا على القديم كله 


انتفض " شهاب" من جلسته و قال بتساؤل 

- أنت بتقول إيه ؟! 

- اللي سمعته 

-  أنت عرفت الكلام دا منين ؟! 

- أنا امبارح كنت هناك بنحل الموضوع  عشان يرجعه لبعض 


خطى " شهاب" بخطواته الواسعة و السريعة  قبض على تلابيب صديقه و قال:

- بتقف مع عبد الكريم ضد صاحب عمرك يا فضل ؟! 


حاول " فضل" فك قبـ ـضته و هو يقول بهدوء 

- أنا بقف مع الحق يا شهاب 

- انهي حق دا يا فضل ؟!  انهي حق  اللي  يخليك تبيع العيش و الملح اللي بينا و تقف معاه 


نجح " فضل" في فك قبـ تضه و هو يقول بعصبية 

- ما تفوق بقى يا عم الحبيب  البت رجعت لجو زها عشان بنتها اللي أنت رحت و خطفتها منه و الواد مش راحم الغلبانة و كل شوية يضغط عليها ببنتها و بيساومها يا ترجع له يا تتنازل عن بنتها و المحاكم حبالها طويلة  ابوها و اختها  طـ..


قاطعه " شهاب" بتفهم حين قال صديقه ما حدث. ابتسم و قال بهدوء

- اختها مش تقول إن الموضوع في اختها  و أنا التاني بقول إيه الحمقة اللي فضل فيها ياواد اتاري بيعمل كل دا عشان ينول الرضا من  اختها 


رد " فضل" بحدة و قال:

- ما تحترم نفسك يا متخلف أنت رضا إيه اللي هنوله من اختها  دعاء ما أنت عارفاها بتدخل في الحوار حتى لو ميخصهاش  ابوها اللي كلمني و بعدها هي كلمتني  عشان اوفق بين نبيلة و عبد الكريم 


رد " شهاب" بنبرة ساخرة قائلًا:

- و أنت حبيت تعمل فيها  شهم و جدع و قلبك حنين عشان كدا قررت تساعدها 


تابع بنبرة عالية و قال بغضبٍ جم 

-  مش عشان سواد عيون عبد الكريم لا عشان تكسب بونط عند دعاء مش كدا ؟! 


رد " فضل " بنبرة ذاهلة و قال:

- اقسم بالله أنت ما طبيعي و اكيد في حاجة في عقلك المتخلف دا .


حرك " شهاب" رأسه علامة الإيجاب و قال بهدوء عكس ما يدور بداخله 

- عقلي أنا اللي متخلف فعلًا معاك حق،  خُد بقى من هنا و رايح ضرب و بهدلة فيها يمين و شمال و كل دا ليه ؟! عشان الهانم داست على كرامتها 


رد " فضل" بعقلانية و قال:

- نبيلة  مستعدة تعمل أي حاجة أي حاجة بس بنتها ترجع لها من تاني يا شهاب و لو بدلنا الأدوار و روحها كانت في ايـ ـدك  صدقني كانت فضلت معاك عشان بس بنتها مش حبًا فيك  زي ما هي عملت دلوقتي مع عبد الكريم 


 ❈-❈-❈


داخل شقة " عبد الكريم  و نبيلة" عادت من جديد له عادت بدون أدنى تفكير في أي شئ عادت و ندمت أنها عادت لكنها مُجبرة على ذلك ليس لديها أي خيارات أخرى،  ابنتها التي لم تُكمل شهرها الرابع بعد لا تريدها تشعر بأنها غريبة عنها و هذا أكثر ما يدمرها هذه الفترة 

لقد نجح في أن يؤلمها "عبد الكريم " ولج غرفة نومهما التي تركها منذ فترة ليست بالطويلة لكنها كانت فارقة في حياة كلاهما 

ابتسم لها بسخرية و قال :

- نورتي بيتك يا عروسة 


ابتسمت له إبتسامة شديدة التكلف ثم قالت:

- بنورك يا عبده، عبده أنا عاوزة اقولك على حاجة 

- لا يا نبيلة سيبي لي أنا الطلعة دي 

- يعني إيه ؟! 

- يعني هعرفك كل حاجة أنتِ عاوزة تعرفيها 


جلس مقابلتها و قال بهدوء كأنه لم يفعل بها شئ 

- مش أنتِ عاوزة تعرفي أنا كتبت لك الدكان و الشقة و لالا ؟! 

- لا ما هو أنا عارفة إنك كاتبهم لي أيام الخطوبة بسـ..


رد مقاطعًا إياها و قال :

- تصدقي إن دي أول مرة اعرف إنك فعلا على نياتك 


حركت رأسها بتساؤل و قالت:

- قصدك إيه ؟! 

- قصدي إني أنا لا كتبت لك نصيبي و لا هكتبه لك 


طالعته بدهشة و ذهول بينما نفث سحابة دخان كثيفة من لفافة التبغ في سقف الغرفة 

عاد برأسه لها و قال بهدوء

- أنتِ عشان طماعة  فرحتي بحتة  ورقة ملهاش لازمة 


تابع بنبرة موضحة عبارته السابقة و قال:

- أنا فعلا كتبت لك نصيبي في الشقة و الدكان 

بس عقد ابتدائي مش متوثق في الشهر العقاري 


ردت " نبيلة" بنبرة متسائلة قائلة:

- اومال ازاي أنا اتنازلت عن بنتي في الشهر العقاري ؟! 


نفث سحابة الدخان في وجهها هذه المرة ليرد بنبرة اهدأ من ذي قبل و قال ساخرًا:

- مزورة يا بلبلة 


ردت بنبرة مغتاظة  و هي تقبض على تلابيه  بقوةً شديدةً قائلة :

- اه يا واطي يا ابن الكـ...


نزع يـ ـدها من على ياقة قمصيه ثم قال بنبرة آمرة

- فوقي يا نبيلة  عبد الكريم اللي تعرفي راح خلاص 


ردت بنبرة ساخرة و هي تقول:

- راح و لا رجع ما هو دا اصلك يا قليل الأصل ضحكت عليا عشان اوفق في الاولانية و في التانية  عشان ارجع لك  طول عمرك كداب وواطي 


صفعها  " عبد الكريم "  ثم قبض على خصلات شعرها بقوة  همس بتحذير و قال:

- كلمة كمان و همسح بكرامتك الأرض فوقي و اعرفي مقامك كويس  بدل ما اعرفه لك أنا.


تابع قراءة الفصل