رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 16 - 2 - السبت 30/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل السادس عشر
2
تم النشر بتاريخ السبت
30/12/2023
دلفت غرفة ابنتها التي وجدتها جالسة على الفراش تضم ساقيها إلى صدرها وتنتحب بشدة
اغلقت الباب وتقدمت منها تجلس بجوارها وتقول بجدية
_ ممكن اعرف بتعيطي ليه
رفعت رأسها بانكسار وهي تشعر بالخزي من والدتها وغمغمت ببكاء
_ والله ما عملت حاجة ولا كان في بينا اي تعامل، انا اصلاً مكنتش بغيب عن عيونكم يبقى إزاي هيكون في علاقة بينا
_ اومال ايه الحكاية؟
رمشت بعينيها مرات قبل أن تقول بخجل
_ انا كنت بلاحظ نظراته ليا وأحياناً عيونا كانت بتتقابل وبصراحة أنا بحبه من زمان وهو كمان بيحبني
مفيش غير مرة واحدة بس كنت قاعدة في الجنينة وهو كان بيدور على سليم، ولما سألني عليه قلتله اكيد على النيل زي ما بيقعد على طول
اخفضت عينيها بخجل وهي تتابع بتردد
_ وقتها سألني إن كنت اوافق اتجوزه وأنا اتكسفت ارد عليه فهم إني موافقة وقالي أنه هيكلم عمي ويطلبني منه بس هياخد رأي سليم الأول وبعدها حصل اللي حصل.
تنهدت بتعب وربتت على ذراعها وقالت بهدوء
_ انا واثقة في بنتي اللي ربتها وعارفة كويس إن عمرها ما تعمل حاجة غلط، بس ليا عتب عليكي لإنك خبيتي عليا.
_ مكنش فيه حاجة عشان اقولها.
_ طيب ايه اللي خلاكي اتكلمتي دلوقت
رفعت عينيها بتوجس
_ بصراحة عايزة اكون جانبه في الوقت ده، أنا واثقة انه محتاجني معاه
قطبت جبينها بعدم استيعاب وسألتها
_ تقصدي ايه؟
_ اقصد يعني.. إن سليم يكلمه ويقوله أنه موافق
اتسعت عيناها بصدمة وحدثتها بحدة
_ انتي اتجننتي! عايزة اخوكي يعرضك عليه
ازدردت لعابها بصعوبة شديدة وقالت بنفي
_ انا مش بعرض نفسي انا حاولت اكلمه بعد ما رجع بس هو رافض، خايف ارفضه بعد اللي حصل، وبصراحة بقا هو ابن عمي وانا اولى بيه
ازدادت صدمتها في ابنتها والجرئة التي تتحدث بها
_ هو انتي كمان روحتى عرضتي نفسك عليه
أجابت مسرعة
_ لأ طبعًا انا دخلت عشان اسلم عليه بس هو رد عليا باسلوب مش حلو ولما سألته قالي ابعد عنه لمصلحتى
عادت للبكاء وتابعت
_ وانا مصلحتى معاه هو مش حد تاني، انا لو طاوعته ووافقت هكون بتخلى عنه في اكتر وقت محتاجني فيه.
امسكت يد والدتها وتحدثت برجاء
_ ارجوكي ياأمي ساعديني انا مقدرش ابعد عنه أكتر من كدة
اشاحت بوجهها بعيدًا عنها لا تريد الرد عليها الآن قبل أن تتحدث مع أخيها أولاً
نهضت من جوارها وردت بجدية
_ الموضوع مش سهل كدة هتكلم مع أخوكي الاول واعرف رأيه.
ثم تركتها وخرجت من غرفتها
❈-❈-❈
وقفت أمام المرآة بذلك الثوب الذي سيكون كفنها حتمًا، تعلم جيدًا بأنها تلعب بالنار لكن لن تترك فرصة إلا وتغضبه بها كي يمل منها، اختار الزفاف فليتحمل إذًا
انتهت من ارتداءه ثم وضعت الحجاب المناسب له والذي زادها جمالًا وفتنة تجذب القلوب قبل العيون إليها
دلفت سامية الغرفة لتتفاجئ بها وقد انتهت من الارتداء
تقدمت منها وهي منبهرة بها
_ بسم الله ماشاء الله طلعة زي القمر ياست مهرة
نظرت لها شزرًا وقالت بانفعال
_ انتي مش قلتي ستات العيلة جايين؟
_ جم تحت ومستنيين يشوفوا العروسة.
عادت تنظر للمرآة وعينيها تحمل توعد لا تعرف أضراره
_ طيب أنا نازلة حالًا
انتهت أخيرًا ونزلت لنساء العائلة الذين انبهروا بجمالها بين غيرة وحقد وبين عيون المها أن تسقط تلك البريئة في براثن حفيد الشيطان.
جلست في مقعدها والكل تقدم منها ليبارك تلك الزيجة والتي يعلمون نهايتها جيدًا، فما حدث مع والدته وحلم ستكون حتمًا نهايتها.
والده كان سببًا في موت والدته
وأما هو قاتل ابنة عمه وخطيبته، فأين لتلك الهادئة من ويلات ماضي تلك العائلة.
وقف بكل جبروت يستقبل كامل وباقي عائلته بتشفي واضح لم يخفى على أحد
تقدم منه كامل متظاهرًا بالهدوء لكن بداخله براكين ثائرة لو خرجت لأحرقت الجميع بحممها الهادرة
لكن لن يفعل ويجعل ذلك المعتوة يشعر بلذة الانتصار
_ أهلًا ياحاج، نورت القصر
قالها مهران بابتسامة عريضة تؤكد مدى شماتته به
رد من بين أسنانه كاظمًا غضبه منه
_ الله لا يبارك فيك ياابن الهواري، واوعدك إن اللي حصل ده مش هيعدي بالساهل
ضحك مهران بسعادة دوت في القصر بأكمله وظنه الجميع من شدة سعادته بلم شمله مع حبيبته
_ وماله معنديش مانع، انا لو مكانك مش هخليك عايش لحظة واحدة على وش الدنيا وخصوصًا لما تعرف أن بنتك اللي خبتها عن الدنيا كلها عشقت واحد غريب وسلمتله نفسها من غير جواز، بس لإني صعيدي ومقبلش الغلط قلت اصلح غلطي والم عارك.
علا تنفس كامل وكاد ان يخرج سلاحـ.ـه ويفرغه به وبها لكنه أحكم عقله كي لا ينفضح أكثر من ذلك وغمغم بتوعد
_ هيحصل متستعجلش على رزقك
اومأ له ومازالت ابتسامته الشامته مرتسمه على وجهه وتمتم بجوار أذنه
_ متقلقش سرك فـ بير، هي خلاص بقيت مراتي وهتكون ام ولدي ومقبلش إن سيرتها تلف النجوع اللي حوالينا فاهدى كدة واطمن
أراد كامل ان يستفز غيظه
_ كل ده عشان رفضت استر على أمك.
حافظ على هدوئه رغم النيران التي اشتعلت بقلبه وتحدث بهدوء
_ تؤ دي ليها حساب تاني لسة مجاش وقته متستعجلش انت بس على رزقك.
ربت على كتفه وتابع
_ يلا ياحمايا البيت بيتك ويبقى اقفل الباب برجلك وأنت ماشي.
وعادت ضحكته التي أشعلت النار أكتر بداخل كامل، الذي اهتز ثباته بتهديد مهران والذي يعلم جيدًا بأن تهديده هذا حق مادام توعد به.
❈-❈-❈
وضع رأسه بين يديه لا يعرف لما وافق عمه في ذلك الأمر
كم كان صعبًا عليه أن يفعل ذلك
يندهش حقًا كيف فعلها أبيه من قبل
يود أن يعرف منه كي يفعل مثله ويتخلص من ذلك الألم الذي يكاد يمزقه إربًا
تفاقم الألم بداخله ولا يعرف ماذا يفعل
امسك هاتفه كي يتحدث معه ويخبره بما عليه فعله
وعندما أجابه لم يستطيع التفوه بحرف.
رأف به عمه علمًا بمدى العذاب الذي يجثم عليه الآن
لكن هذا قدره وعليه تحمله
_ مش قادر ياعمي حقيقي مش قادر.
_ لو عايز تساعد أبوك هتقدر.
_ احنا بنضحك على نفسنا
نفى مصطفى
_ أهي محاولة أخيرة عشان يجرب إحساس أبوه يمكن ربنا يهديه.
أخذ مصطفى نفس عميق وعاد بظهره للوراء وغمغم بخفوت
_ اللي زي بابا مستحيل هيتغير، حبه لذاته أقوى من أي شئ، ده غير كمان انه عمره ما هيعترف بالخسارة
_ الشركة بتقع وانت عارف كدة كويس وهو رافض يعترف بده وقفها انت ودي هدية جدك ليك
أبوك للأسف مش عارف يقود حاجة لوحده سواء بيته أو شغله ولو هتلاحظ إن أمكم هي اللي متولية كل حاجة تخصحكم وانا اشهد لها بنجحها معاكم، وفي الشركة كانت هي وجدك وبعدهم الشركة سقطت
يدير انت الشركة ووقفها على رجلها من تاني ولو وافق يفضل معاك خليه بس أوعى تقوله أنها بقيت ملكك.
يدهشه حقًا ذلك الرجل الذي يؤكد لها كل مرة بأنه جدير بالاحترام والتقدير
_ انت ازاي كدة؟
ضحك جمال وتحدث بحكمة
_ صدقني انا انسان عادي زيك وزي أبوك وزي اي حد، بس الإنسان يامصطفى لو غلبه حب الدنيا والمال فقد إنسانيته واحترامه لذاته وفقد حكمته وكل اللي حواليه، وده اللي ربيت ولادي عليه
دي نصيحتي ليك ياابني.
اغلق مصطفى الهاتف ووضعه على الطاولة أمامه واخذ يفكر فيما ينتوي فعله.
❈-❈-❈
في المشفى
ظل في الغرفة وحيدًا لم يجد أحدًا بجواره
وعندما طلب منه الطبيب الاتصال بعائلته أصر على الرفض لم يعد لديه عائلة كي تقف بجواره
اضاعهم من يده بأنانيته وأصبح شخص منبوذ لا يجد من يقف بجواره في تلك المحنة
شعر بحنين جارف إلى والدته وأن يلتمس الحنان بحضنها لكنه اضعها ولا أمل له بالرجوع
أبيه الذي لم يبخل عليه يومًا منذ صغره ظل يتهمه بالباطل حتى كاد أن يخسروه بسببه هو
أخيه…
سنشد عضدك بأخيك
لكن لم يتجرئ على فعلها
سيكون هذا عقابه الذي سيفرضه على نفسه بأن يظل وحيدًا
❈-❈-❈
انتهى الزفاف وقد ملت من ثرثرة النساء من حولها ومن المهزلة التي تحدث
كيف طاوعته ووافقت على ذلك.
هل تعترف بوعده لها بأن يتركها ترحل بعد انتقامه من ابيها، اللعنة عليهم جميعًا.
ذهب الجميع لتتنفس أخيرًا بأريحية بعد إنتهاء هذا المسلسل الهابط وهمت بالصعود لولا صوته الذي اوقفها
_ رايحة فين؟
ابتسمت بخبث عندما سمعت صوته واستدارت ببطئ لترى مدى اتساع عينيه وهو يراها أمامه بهذا الشكل.
يتبع..