قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 18 - 1 - الجمعة 15/12/2023
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل الثامن عشر
1
تم النشر يوم الجمعة
15/12/2023
فرغ فاه" شهاب " ليرد لكنه قاطعه دخول المساعدة الخاصة به. و هي تقول بعتذار
- بعتذر يا شهاب بيه بس في حد برا بيقول إن محتاج حضرتك ضروري
سأله بفضول قائلًا:
- مين دا يا سهى ؟!
أجابته وهي تلج ابتسم " فضل" ما إن رأها
بينما أشار " شهاب" للمساعدة و قال:
- روحي أنتِ يا سهى
عاد ببصره لتلك الماثلة أمامه و قال:
- أهلًا يا دعاء اتفضلي .
سارت " دعاء" تجاه مكتب " شهاب" صافحته ثم جلست متعمدة تجاهل " فضل"
الذي لم يفهم لِمَ هذا التجاهل لكنه قرر أنا يتابع في صمت، نظر لها و قال بهدوء
- تشربي إيه يا دعاء ؟!
ردت "دعاء" قائلة بلباقة
- متشكرة يا شهاب مش حاية اضايف، أنا جاية اطلب منك طلب و مهم كمان
عقد ما بين حاجبيه و قال بفضول
- خير يا دعاء
ردت بإبتسامة بشوشة ثم قالت بعتذار
- معلش ناديني بأم جاسر
بادلها ذات الابتسامة و قالت بتفهم
- حاضر يا أم جاسر
سحبت نفسًا عميقًا قبل أن تقول بهدوء
- نبيلة أختي
مالها ؟!
قالها "شهاب" بهدوءٍ مريب على الرغم من سيطرته المستميتة بأعصابه لكن عندما نطقت بإسم شقيقتها جعلت ذاك الحجر الصوان يتحرك و اللعنة على كل من حوله يريدونه إبعاده عنها و لكن القدر يقربه منها، كرر سؤاله هذه المرة بحكمة و هدوء عكس ما يدور داخله فأجابته قائلة:
- نبيلة أختي رمت نفسها في النار بايـ ـدها للأسف
تابعت بنبرة مختنقة إثر الدموع و قالت:
- لا الظلم حرام بايـ ـدي أنا للأسف
سألها " فضل " و قال:
- ازاي يعني ؟!
اجابته بجدية موضحة مقصدها قائلة:
- انا لما شفت رقية بنتها متبهدلة مع ابوها و محتاس بيها صعبت عليا، قلت هو راجل و مهما كان مش هايعرف يراعي بنته و هو كمان بيحبها لو رجعت له أميد هاينسى اللي فات و يفتح صفحة جديدة عشان خاطر بنتهم على الأقل .
رد " شهاب" و قال:
- طب يا أم جاسر أنا مطلوب مني إيه مش فاهم ؟!
ردت " دعاء" قائلة بعتذار
- مش مطلوب منك حاجة أنا آسفة إني جيت هنا
رد "فضل" بسرعة و قال:
- لا مش القصد يا دعاء قصدي يا أم جاسر الموضوع و ما في إن شهاب حاليا أي تدخل منه هيعقد الأمور أكتر
ردت " دعاء " بتساؤل و قالت:
- أنا مش عاوزة أستاذ شهاب يتدخل كل اللي محتاجاه منه إنه يعرفنا على محامي شاطر يتولى قضية نبيلة و يحاول يطلقها من عبد الكريم دا بقى خلاص عقله فوت و مش عارف هو بيعمل إيه و لا بيتعامل مع مين !!
رد "شهاب"بمرارة و قال:
- سبق و حذرتكم من الرجوع له تاني و سبق بردو ووعدتكم إني كفيل اقف قصاده و محدش منكم صدقني، حتى باباكي رفض تدخلي دا و اتهمني بالبرود أنا مش زعلان منه بالعكس أنا لو مكانه هبص على مصلحة بنتي و احافظ على سُمعتها
- افهم من كدا إنك مش هتساعد نبيلة ؟!
طالعها في صمتٍ قبل أن يحسم قرارهُ، تنهد ثم قال بجدية
- هساعدك بس بشرط
- شرط إيه ؟!
- توعديني إن محدش يعرف إني تدخلت في الموضوع حتى نبيلة نفسها
تابع بهدوء و قال:
- بابا لو عرف هيخرب الدنيا و كمان الأمور هتتقعد بزيادة مع نبيلة و عشان كدا هاخلي حد هو اللي يدخل في الموضوع مكاني
حركت رأسها علامة الإيجاب ثم قالت بتساؤل
- تمام بس ممكن اعرف مين الحد دا ؟!
نظر لها عاد ببصره لصديقه و قال:
- فضل هو اللي هايتولى المهمة دي
تابع بنبرة ذات مغزى و قال:
- عنده محامية شاطرة اوي و بتحب تخدمه دايما مش كدا و لا إيه يا فضل ؟!
تنحنح " فضل" و هو يعتدل في جلسته ثم قال:
- احم اه فعلًا اعرف محامية شاطرة
بينما ردت " دعاء" بعدم امتراث لتوتره الشديد ما أن ذكر "شهاب" عن تلك المرأة الغامضة و قالت:
- طب تمام ياريت نشوف المحامية دي بس بسرعة عشان هي حاليا في بيتنا و رافضة تمشي بسبب جوازته التانية .
عقد "شهاب" مابين حاجبيه متسائلًا بعدم فهم
- هي نبيلة مش المفروض إنها رجعت له ؟! و لا بدران لسه مجاش ؟!
- و أنت عرفت منين إن بدران جاي ؟!
- مش هخبي عبيكي و اخترع حجج أنا متابع الأخبار أول بأول و عارف إن بدران جاي يوفق بينهم
ردت " دعاء" بتفهم و قالت:
- في الحقيقة هو كان المفروض يجي بس اللي منه لله عبد الكريم نزل زن عليه عشان يأجل القعدة البيه بيكسب وقت و يضغط على نبيلة
سألها " فضل" بفضول و قال:
- يضغط عليها ازاي ؟!
- عبد المريم واخد رقية و مانعها عن أمها و كل ما نحدد قعدة عشان نحط النقط على الحروف و نقوله يطلق مراته التانية يتحجج و يقول أصل بنتي تعبانة أصل الوقت اتأخر طب بكرا طب بعده و فضل على كدا عشر أيام و طبعًا كل دا عشان يجنن نبيلة ببعدها عن بنتها
و ترضى ترجع له و يذل فيها من تاني
ابتسم " شهاب" إبتسامة جانبية و قال:
- و هو كل دا و مذلهاش ؟! دا بيموتها بالبطئ
ردت " دعاء" قائلة:
- اتقي شر الحليم إذا غضب ! بس عبد الكريم عمره ما كان حليم اللي يطلع منه كل دا أكيد شخص ضعيف و بيطلع عقده على الناس واحد مريض .
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
لم يحدث أي شيئًا جديد يذكر سوى، موافقة "عبد الكريم" أخيرًا على اتمام الجلسة و لكن لسوء حظ "نبيلة" كان هذا اليوم لا يوافق "بدران" بسبب سفره، فقررت أن تعود لبيتها دون اللجوء لأحد و يحدث ما يحدث لا يهم المهم هو أن تبقى جوار ابنتها، هذا ما كان يريده ز و جها عبد الكريم، أن تعود معتذرة نادمة على ما بدر منها، نصحتها أختها مرارًا لكن لا فائدة من هذه النصائح الآن.
كانت" نبيلة" تتواصل مع " تولين" بإعتبارها
ز وجة " بدران" قاضِ جلساتها تحديدًا كانت العلاقة بينهما في بادئ الأمر مجرد علاقة سطحية توطدت بعد ذلك، ما إن علمت أنها عادت إلى منزلها عاتبتها كثيرًا و قررت أن تزورها لتطمئن على ابنتها.
جلست " تولين" حاملة الصغيرة بين يـ ـدها ثم نظرت لصديقتها و قالت:
- تعبها دا طبيعي يا نبيلة بنتك داخلة على مرحلة التسنين خلاص و اللي عمله عبد الكريم دا خُبث منه هو عارف كويس إن بدران مسافر يبقى ازاي يروح و يعمل قعدت الصُلح كدا من دماغه
ردت " نبيلة" قائلة بنفاذ صبر
- و الله يا تولين ما عاوزة من خلقته حاجة أنا مش عاوزة غير بنتي و بس يروح يشـ....
لم تُكمل تلك المسكينة حديثها بسبب هجومه عليهما فتح باب الغرفة عليهما دون أن تأذن له انتفضت على إثر هرجلته "تولين" بينما ردت " نبيلة" قائلة:
- أنت اتجننت تدخل عليا أنا و صاحبتي بالشكل دا يا عبد الكر يم ؟!
رد "عبد الكريم" بعصبية و قال:
- هو أنتِ لسه شوفتي جنان
اندفعت "تولين" نحو صديقتها ظنًا منها أنه سيتراجع عند تتدخلها لكنه لا يُبالي من التي تقف أمامه الآن، قام بضر ب كلاهما دون أن يفرق بينهما حملت " تولين" و خرجت من البيت متوعدة له بالعودة و لكن عودتها لن تكون إلا بزو جها الذي لن يتركه حيا بعد هذا التصرف .
❈-❈-❈
في مساء نفس اليوم
كانت جالسة داخل بيتها حاملة ذراعها داخل الجص الأبيض و نيران الغيظ و الغضب تأكلها من الداخل ما أن ولج " بدران" بهدوئه المريب
و الذي يُبشر بالخير أبدًا اتجهت حيث واقفًا
تأملها جيدًا ثم قال:
- إيه اللي كسر إيـ ـدك ؟!
ردت بتلعثم قائلة:
- مافيش أصل أنا كنت بلعب مع سليم ووقـ.
كادت أن تُكمل كذبتها لكنه هدر بصوته و قال:
-أنتِ ازاي تخلي الكلب اللي اسمه عبد الكريم يمد ايـ ـده عليكي؟!
ردت بضيق قائلة:
- دا إنسان عديم الرباية و الله دخل عليا أنا و مراته و نزل فيها ضر ب و لما وقفت امنعه ضر بني معاها
ولج" بدران" غرفته ثم بحث عن عصاه التي يتستخدمها في المشاجرات، خرج من الغرفة متجهًا حيث باب الشقة استوقفته " تولين" قائلة:
- أنت رايح فين ؟! دا واحد مش متربي و
قاطعها قائلًا:
-لو كان أبوه وأمه معرفوش يربوه بدران المُر هيعرف يربي و يعرف يعني إيه يمد ايـ ـده على مرات بدران المُر .
دفعها برفق بعيدًا عن باب الشقة، هتفت عدة مرات لكنه لم يستجيب، استقل سيارته و اتجه حيث منطقة " عبد الكريم" .
❈-❈-❈
بدران المُر بنفسه عندي في بيتي و الله ما مصدق عينا
قالها " عبد الكريم" بعد أن فتح باب شقته لم يُمهله " بدران" فرصة لأي شيئًا بعد جملته تلك. دفع للداخل و هو يلكمه في وجهه قائلًا بغضبٍ جم
- لا صدق يا عبده عشان أنا بنفسي ها فقع لك عينك دي
- أنت اتجننت با بدران بتضربني
- و هكـ ـسر عضم و شك دا بقى تمد ايـ ـدك على واحدة ست و الست دي تبقى مين مراتي أنا يا عبد الكريم
- مكنش قصدي يا بدران كنت اقصد نبيلة و هي اللي اتدخلت في الموضوع فـ خدت اللي في النصيب
- طب يا حبيبي تعال بقى أنت كمان و خد نصيبك مني عشان تعرف يعني إيه مرات بدران المُر تضرب من واحد عرة زيك .
❈-❈-❈
خرجت " نبيلة " على إثر صوت ز و جها وقفت تُشاهد ما يحدث بأعين تملؤها الشماتة
لم يترك " بدران" قيد أنملة إلا و دمرها لذاك المختل الذي تجرأ و رفع يـ ـده على ز و جته حتى و إن كان عن طريق الخطأ، وقف نظم أنفاسه اللهاثة ثم هدر بصوته و قال:
- يلا أم رقية لمي هدومك و هدوم بنتك و لو راجل يبقى يتعرض لك و أنتِ معايا .
ظن " بدران" أنها ستنفذ كلماته لكنها ردت بما لا يتوقعه و قالت:
- أنا مش هخرب بيتي يا أستاذ بدران البيوت ياما فيها مشاكل
صقع مما سمعه للتو لكن تمالك أعصابه لأقصى درجةٍ يُحسد عليها حقا، حرك رأسه و قال بتفهم
- عندك حق البيوت فيها مشاكل
تابع بنبرة مغتاظة
- و فيها ستات معندهاش كرامة و لا دم
مال بجذعه ليلتقط عصاه ثم رفع بصره لها و قال:
- من اللحظة دي لا هتدخل في مشاكلك و لا هتتدخلي بيتي نهائي .