-->

رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - الفصل 29 - 1 - السبت 30/12/2023

 

قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني 

الإنتقال من الظلمة الى النور

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ظلمات حصونه

الجزء الثاني

الإنتقال من الظلمة الى النور

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن



الفصل التاسع والعشرون

1

تم النشر يوم السبت

30/12/2023




ضيقت ما بين حاجبيها بتعجب من تفاجئ "زينة" بها وكأنها لا تعلم بماجئها اليوم وعقبت ببسمة مُستنكرة:


- إيه يا بنتي اتقاجئتي كده ليه؟


أفصحت الأخرى عن قلقها الذي تسلل إلى قلبها وهتفت بإستفسار:


- فيه حاجة حصلت ولا إيه؟


رأت "ديانة" الخوف والقلق يتضفقان من مُقلتي "زينة" فأمسكت بيديها مُحاولة تطمئنها مُردفة بهدوء:


- أهدي يا زينة مفيش حاجة يا حبيبتي، دا مالك كلمني إمبارح وقالي إنه عايز يشوفني النهاردة.


تبدلت ملامح الأخرى من القلق إلى الاستنكار وهتفت بتعجب:


- غريبة! أصله مقاليش أي حاجة؟ ده حتى باعتني أجبله حاجات من بيت باباه!


فى البداية تعجبت "ديانة" من تصرف "مالك" ولكن بعد لحظات أدركت ما يريد فعله، لتؤمأ برأسها وأضافت بتفهم:


- أنا كده فهمت هو مقالكيش ليه.


ضيقت ما بين حاجبيها بعدم إدرام وأضافت بإستنكار:


- ليه؟


أجابتها "ديانة" موضحة لها ما توصلت له فى عقلها مُردفة بهدوء:


- الظاهر كده عايز يسألني فى حاجة ومش عايزك تكوني موجوده عشان يستدرجني فى الكلام.


أقطنعت الأخرى بتخمينها ووجد أن هذه إجابة منطقيه لما يفعله منذ الصباح وأضافت بتأكيد:


- عشان كده قالي أسيب الباب مفتوح وقالي إن هيكلم البوب يجبله حاجات هو عايزها.


تفهمت "ديانة" الوضع وإصراره على معرفة حقيقة ما حدث فى الشهور الأخيره، ولكن عليها أن تتخذ حديث الطبيب فى الحسبان، لتوجه حديها نحو "زينة" مُردفة بحزم:


- خلاص شوفي أنتي رايحة فين وأنا هدخله.


هي لا تُشكك فى ذكاء "ديانة" ولكنها تخشى عليه من أن يحدث له شيء أخر يجعلها تخسره مدى الحياة، لتحاول تحذيرها مما أخبرهم به الطبيب:


- طب خدي بالك يا ديانة ليوقعك فى الكلام.


طمئنتها "ديانة" مُعقبة بكثير من الثقة:


- متقلقيش أنا هاخد بالي، خدي أنتي بالك من نفسك.


وافقتها الأخرى مُضيفة بقليل من القلق التي لم تستطيع التخلص منه بعد:


- حاضر وأنتي كلميني أول ما تنزلي.


أومأت لها بالموافقة مُرددة بإنصياغ:


- حاضر.


دلفت "زينة" المصعد وهبطت مستعدة لذهاب إلى منزل أسرته لإحضار ما طلبه منها، بينما تحركت "ديانة" ووقفت أمام باب الشقة وكأنها لا تعلم أن الباب ليس مغلقًا، رنت الجرس ليأتيها إتصالًا على هاتفها وكان المتصل هو "مالك".


ردت "ديانة" على الأتصال مُصطنعة الجدية:


- إيه يا أبني أنا برن الجرس أهو محدش بيفتح ليه؟


أجابها "مالك" مُردفًا بتوضيح:


- الباب مفتوح يا ديانة زوقيه وأدخلي، أنا فى الأوضة.


أغلقت "ديانة" المكالمة ودفعت الباب برفق ودلفت إلى الداخل ولكنه لم تغلق الباب بالكامل، بل تركته كما كان، ليس لأنها تُشكك فى "مالك" فهي عاشت معه عشرون عامًا وكلاهما يعلمان إنهم ليس أشقاء ولم تجد منه فى يومًا من الأيام أية فعلًا سيء يدل على إنهم ليسوا أشقاء حققين.


ولكنهم الأن متزوجان وكلا منهما يملك زوجًا له عليه حق إحترامه فى غيابه قبل وجوده ومراعة مشاعرهم، فإن كان كلاهما يثق بالأخر وبالأخوة بينهم، فأزوجهن لا ليس لديهم الرصيد الكافي من الثقة فى كلًا منهما، فـ "جواد" لا يعرف "مالك" جيدًا حتى يثق فيه وخصوصًا بعد ما فعله، وأيضا "زينة" لا تعلم جيدًا كيف تكون العلاقة بينهما، لذلك عليها مراعة مشاعر كلاهما.


دلفت إلى الغرغة الموجود هو بها وعلى وجهها إبتسامة ودودة وهتفت بمحبة:


- صباح الخير يا مالك.


أجالها بإقتضاب وملامح مستأة جامدة:


- صباح الخير.


لاحظت ذلك الجمود والإقتضاب فى رده، ولكنها لم تُعلق على الأمر، وسحبت كرسي وجلست بجانب الفراش وهتفت بإهتمام:


- عامل إيه دلوقتي يا حبيبي؟


أجابها وهو بالكاد يمنع نفسه من البكاء والإنهيار أمامها مثلما كان يفعل بالسابق، لتضمه هي فى صدرها وتخبره بأن كل شيء سيكون على ما يرام، ولكن حتى الأن ليس من حقه، ليهتف يثقل شديد:


- مش كويس خالص يا ديانة.


أمسكت هي بيده مُحاولة أن تواسيه مُردفة بإستفسار:


- فيه إيه يا مالك!


تنهد بتعب وأطال النظر إليها مُستعدًا لما سيقوله بعد قليل وهتف بحدة:


- أنا هسألك سؤال وتردي عليا بصراحة.


لا تعلم لماذا شعرت بالخوف من كلماته تلك ولكنها حاولت أن تصمد ولا يظهر عليها شيء، وهتفت مُدعية عدم الفهم:


- سؤال إيه!


لم يأحذ لحظة واحدة فى التفكير مرة أخرى حتى لا يتراجع عما يريد الأستفسار عنه، وأنفجر مُستفسرًا:


- هو أنا عملت علاقة مع زينة قبل الجواز؟


❈-❈-❈


أسرع فى الذهاب له بمجرد أن علم بمجيئة، وهو يشعر بكثير من الفضول لمعرفة ما حدث بينه وبين "ديانة" ليلة أمس خصيصا وإنها لم تأتي اليوم، هل يمكن أن يكون ذلك الأحمق أفسد الأمر مرة أخرى.


دلف إلى مكتبه ويبدو عليه يملك اليوم مزاج رائق للغاية لأن يشاكسه، ليهتف بتهكم:


- نموسيتك كُحلي أنت النهاردة.


لاحظ "جواد" مزاجه الرائق ورغبته فى مشاكسته ولكنه لم يكن مُستعدًا أبدًا لذلك الأمر، ليقابله بتحذير:


- بقولك إيه أنزل من على ودني أحسنلك عشان أنا منمتش كويس إمبارح.


أنحنى "إياد" بنصفة العلوي على المكتب ساندًا رأسه على كف يديه مُحملا كلاهما على مفصل منصف ذراعيه وأستفسر بسخرية:


- ومنمتش كويس ليه بقى إن شاء الله!


رمقة "جواد" بحنق ولم يعرف بماذا يرد على هذا الأحمق الغبي الوقح، ليدير وجهه قبل أن يلكمة فى عينيه ليتوقف عن تلك الأسئلة، بينما أدرك "إياد" ما تعنيه نظرة "جواد" ليضحك بصوت عالي رغمًا عنه وهلل بتهنئة:


- آآآه مش تقول كده يا عريس، طب وشهر العسل أمتى؟


شعر "جواد" بالحرج من أن يستمع أحدًا لصوت ذلك الوقح، وزجره مُحثًا إياه على خفض صوته:


- وطي صوتك شويه يا مفضوح أنت وبطل نبر.


ضحك "إياد" مرة أخرى على إحراج صديقه، وأضاف مُحذرًا إياه من أمرًا سيتمنى لو لم يفهله:


- لا يا عم الله يسهلوا، بس أعمل حسابك إنك تبقى موجود فى الأجازة بتاعتي عشان منبقاش إحنا الأتنين مش موجودين.


أبتسم "جواد" بمكر وأطال النظر نحو صديقه وأضاف بكلمات ذات مغزى:


- طب تصدق والله فكرة.


ضيق الأخر ما بين حاجبيه بعد فهم، ولكنه أرتاب من نظرة "جواد" الماكرة، وأضاف بإستفسار:


- فكرة إيه؟


أجابه "جواد" بكثير من التشفي ويحترق شوقًا لمعرفة ردة فعله:


- إحنا نعمل شهر عسل مع بعض، ده ديانة وملك هيفرحوا أوي.


لم يستطيع "إياد" أن يتحكم فى ردة فعله المُغتاظة والذي جعلته رغمًا عنه ينهض بإنفعال وهو يتفوه بلفظ بذئ مُصاحبًا لنظرة وتعبير وجه لا تدل سوا على الغضب وإندفاع الدماء فى عروقة.


ليضحك "جواد" على ما تفوه به صديقه وعلى تلك الملامح التى يراها على وجهه، وهو مستمتع كثيرًا برؤيته هكذا، ليُذوق إذا القليل مما عايشه هو طوال الفترة الماضية.


صاح "إياد" فى وجهه رافضًا ذلك الأقتراح السخيف من وجهة نظره وهتف بتزمر:


- لا يا جواد متستهبلش، حتى فى دي مش هعرف أخد راحتي يا جدعان.


حاول "جواد" الدفاع عن إقتراحة، ليلدو مُستميتًا على تفيذه، وإفساد تلك الأجازة على صديقه، وأضاف بتحليل:


- هو أحنا هنام فى أوضة واحدة يلا؟ ما تاخد راحتك براحتك.


قال جملته الأخيرة وهو يرفع كتفه بلا مبلاه، ليزداد غضب "إياد" ونظر له بحقد شديد وهو يهتف بغيظ:


- أنت عارف يا جواد، أنا بفكر أقطع علاقتي بيك.


ضيق "جواد" عينيه وكأنه يفكر فى شيء مهم، ونظر إلى صديقه بجدية مُضيفًا بإستفسار:


- تفتكر نسافر فين؟


ضرب "إياد" حاملة الأقلام الموضوعة أمام "جواد" ليُطيح بها أرضًا، وأدار ظهره وأتجه نحو الباب، صارخًًا بغضب شديد:


- حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا جدع.


كاد "جواد" أن يسقط أرضًا من شدة الضحك على منظر صديقه وحاول أن يمنعة عن الذهاب، ولكن الأخر لم يتوقف حتى عندما يمعه وهو يردف بضحكات مُجلجلة:


- طب خد بس أقولك.

الصفحة التالية