رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 13 - 1 - الثلاثاء 12/12/2023
رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
زوج مؤقت
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الثالث عشر
1
تم النشر يوم الثلاثاء
12/12/2023
تأمل سليم وجه نهال وقد غطت خصلة من الشعر عينيها، في نعومة وكأنها توشوشها بسر ما، فبدت مثل آلهة آغريقية قديمة في ملابسها الحريرية التي كشفت عن ساقيها، تنهد سليم وهو يراقب وجهها الطفولي
العابس رغم غرقها في النوم يعلن في وضوح ودون وعي أن هناك جرح ما في الأعماق
وتصرخ التعاسة في صمت في ملامحها الغافية، اتخذ قراره
بالتحرك في اتجاهها بعد أن بدأت أشعة الشمس تغزو الغرفة في اصرار
وكأنها منافس له يخبره
بكل وقاحة أنها تشاهده
ولا يخفي عليها نظرته لها
مما دفعه أن يحاول إيقاظها في لطف قائلاً:
_نهال نهال الضهر قرب يأدن
ولكن النداء الأول لم يأت بنتيجة مما دفعه أن يقترب أكثر من الفراش وهو ينظر إلى قدمها ويتفحصها في عمق شديد ثم نطق في همس:
_نهال
ودون أن ينتظر أن تنهض أو تجيب رفع قدمها إلى أعلى حتى ينظر في كثب عن مكان الالتواء
لمسه يده جعلتها تجفل وتحاول أن تفلت قدمها منه دون وعي حتى تعود الى النوم مرة ثانية ولكنه قال في لهجة آمرة:
_أهدي علشان مش يحصل مزق
صوته جعل الكري يهرب سريعاً من عينيها ولكن نظرة صارمة من عينيه
جعلتها تتخشب مكانها
وهو يمرر يده على القدم
ثم قال وهو يعدل الوسادة تحت قدميها:
_الوجع خف شوية صح؟
لم تجب مما دفعه أن يقول في حيرة:
_مبترديش ليه!؟ الوجع خف ولا لأ
شعرت بالحزن يتسلل إلى أعماقها، شعور الحسرة لا النفس لا يضاهي شعور أنه الممر الضيق السريع الذي يلقي بك في محيط التعاسة،
هي هنا وحيدة منعزلة عن الأحبة ومريضة أيضاً عاجزة عن الحركة وشعور العجز مميت نظراته وكلماته لها خنجر
يخترق قلبها صوته الذي لا يكف عن نعتها بالفوضى والخطأ
قال في صوت به نفاذ صبر:
_معرفتش الوضع بتاع الألم
رفعت رأسه له في تحدي ثم قالت:
_انا بخير وممكن أنك تخرج وتسبني بجد هاكون كويسة
نظرته لها كانت قاسية عقب كلماتها ومحذرة لها أيضاً في حين قال هو:
_الوضغ الحالي مش انك تقولي انك كويسة بلسانك، لازم فعلاً تكوني كويسة جسدياً فعلاً أنت تقلبت في الليل رجلك اتحركت من على المخدة واحتمال كبير يكون حصل حاجة اكبر مافيش بديل عن أن نروح المستشفى لأن الوضع مش مريح
قالت في عصبية ولهجة قاطعة:
_لا قلت لك هكون كويسة
قال وهو يقف في مواجهتها:
_عناد الأطفال دا مش بحبه، احنا مش في حضانة و مختلفين
على كيس شيكولاتة احنا هنا في وضع صحي خاص بيك ولازم يتحل مينفعش تفضلي مريضة هنا
سادت لحظات صمت بينهم قبل أن يقول:
_وضع لازم نتعامل معاه بالمنطق علشان تستردي صحتك
نظرت إلى قدمها في حزن ثم تابعت:
_أنا بس هاخد اامسكن وهاكون بخير
تنهد في نفاذ صبر ثم قال:
_وبعدين بقا!؟ مش فاهم اي سر مخالفة الرأي دي، زي ما يكون عقاب ليا اني أنا السبب
هتفت في صوت به نفاذ صبر:
_انا مقلتش انك السبب أنا اللي عملت في نفسي كدا، أنا اللي سقيت الشجر بعد ما مات وأنا اللي رجعت تاني له في الليل تبص عليه مفهوم جدا وواضح كمان سبب المشاكل والأزمة من أول الموضوع مين، صدقتي مافيش داعي تردد على ودني أن أنا اللي عملت كدا في نفسي وانك المنقذ طول الوقت لاني عارفة كل دا
ادارات وجهها الجهة الأخرى مما دفعه أن يقول:
_نهال الزرع اللي مات دا وأنت سقيته كنت عايزه يموت ل سبب في دماغي وكونك رجعتيه تاني للحياة مفكرتيش لحظة بعد ما تسيبي البيت وتمشي اي الوضع؟ هيرجع يموت تاني، الوضع مش زي ما انت فاهمة، بس اللي اقدر اقوله لك دلوقت أن وجود الشجر دا مرتبط ب مرحلة عدت وخلصت علشان كدا لما شفته حسيت أن:::
توقف عن الكلام فجأة حين شاهد الدموع تنزلق من عينيها وهي تنظر في شرود عبر النافذة، لم تكن تستمع إلى كلماته، كانت تشعر بألم لا تستطيع تحمله ولا تريد أن تخبره بهذا الأمر، كل شيء كان يبدو في نظرها متآمر عليها
جلس إلى جوارها في هدوء ثم أدار وجهها حتى تنظر له وقال في صوت منخفض:
_نهال
ولكن صوته كان دافع اكتر لأن تبكي وترثى إلى حالها، مما دفعه أن يضع يد على كتفها ثم ضمها له في حنان وهو يقول:
_العياط دا كله بسبب التعب؟ ولا في سبب تاني؟
كانت الدموع ترفض أن تنتهي وهي لا تستطيع الكلام ولم تكن في وعي كامل أن تدرك أنها بين ذراعيه، ظلت دقائق عشر كاملة وهو يحيطها بذراعه إلى أن انتبهت إلى حرارة جسده تصل لها وكذلك حرارة أنفاسه
على وجهها، وعطره يتسلل في قوى إلى أنفها
مما جعلها تضع يدها على صدره حتى تدفعه بعيداً
عنها، وقد منعها وضع قدمها أن تنهض من الفراش تماماً فقالت في صوت به لهجة توسل:
_عايزة أروح البيت
حين لم يجب قالت في تصميم:
_عايزة اروح البيت
نظر لها سليم في عمق وقال وهو يمسك يدها تلك التي تضعها على صدره في هدوء:
_نهال اسمعيني مافيش حد في البيت وأنت تعبانة ومينفعش تقعدي لوحدك، بابا مسافر والوضع كله متلخبط
قالت في سرعة:
_خلاص وديني عند إيڤا
تنهد في عمق ثم قال وهو يربت على كتفها:
_إيڤا مش هتقدر تخدمك أو تخدم نفسها
قالت في حدة وهي تمسح دموعها:
_عايزة امشي من هنا عايزة اسيب البيت دا، وديني عند إيڤا وأنا هقول ل بابا اللي أنا اللي مشيت ووقعت هناك وهتفق مع إيڤا على الكلام دا هقول اني هربت متخفش مش هيلوم في حاجة بس انا عايزة امشي من هنا، أنا تعبت تعبت
نهض سليم من جوارها ثم وقف أمامها وهو ينظر لها في تفكير عميق مما جعلها تردد مرة أخرى:
_مش عايزة اقعد في البيت دا تاني، وديني لإيڤا
قال في صوت حاسم:
_كفاية
ثم استدار وخرج من الغرفة وصوت خطواته يدب في البيت في عصبية شديدة، استمعت له وهو يتحدث عبر الهاتف:
_حاتم تعال دلوقت على البيت بالعربية وأعمل حسابك انك مش هترجع بيها تاني
انتهت المكالمة ثم عاد سليم مرة ثانية إلى الغرفة حيث تجلس نهال نظر لها ثم فتح خزانة الملابس وقال:
_مش هينفع تخرجي كدا
حمدت الله أنه استجاب إلى رغبتها واخيراً سوف تغادر المنزل، مما جعلها تؤكد له:
_أنا هقول ل بابا اني مشيت من البيت لاني حسيت أن أيڤا حالتها خطر ووقعت عند سلم إيڤا
ولكنه تجاهل كلماتها وقال:
_هتلبسي اي ؟ لازم البنطلون يكون واسع وخصوصاً من تحت ، علشان وضع رجلك ميكنش متأذي
قالت وهي تشير إلى طقم معلق في خزانة الملابس:
_دا كويس أنا هعرف البسه
التقط الملابس ثم نزعها في عصبية وغضب شديد عن السماعة التقط السترة الزرقاء اولاً ثم اقترب من نهال ولكنها قالت في لهجة تحذير:
_انا هعرف ألبس أخرج برا الاوضة
نظر لها في نفاذ صبر ثم قال:
_البنطلون هتلبسية ازاي؟
تنهدت في حزن ثم قالت:
_هاشوف واكيد في طريقة
قال في لهجة اعتراض:
_أي حركة غلط معناها أزمة مافيش مجال المحاولات، سيبيني اتصرف
قالت في فزع وهي تشاهده يجلس على الفراش:
_لا لا أنا هعرف اتصرف
ولكنه تجاهل كل كلماتها متعمداً ورفع الساق المصابة اولا إلى أعلى وترك البنطال ينساب داخلها ثم رفع الساق الآخرى وكرر الفعل قبل أن يحمل نهال من وسطها تماماً وهو يقول:
_يا لا ضبطي البنطلون على وسطك بسرعة مش هنزلك على السرير غير لما تخلصي
نظرت في المرآة ومع شعورها بالاحراج التام والخجل من نفسها من وضعهم وهو يرفعها إلى أعلى قامت على ضبط البنطال في سرعة وخفة ثم قالت:
_خلاص كدا
وضعها في رفق على الفراش ثم أحضر السترة وهو يقول:
_تعرفي تلبسيها صح كدا
وضعها على كتفها بعد أن فك ازرارها، مما جعلها تهز رأسها علامة الموافقة، خرج من الغرفة ثم اتجه مرة ثانية إلى الهاتف وأدار الارقام في عصبية قبل أن يضع السماعة في عنف مرة ثانية حين لم يجيبه أحد