رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 14 - 1 - الخميس 14/12/2023
رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
زوج مؤقت
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الرابع عشر
1
تم النشر يوم الخميس
14/12/2023
رن جرس الهاتف فجأة، شق سكون المنزل وأحدث به ضجيج وصخب، مما جعل نهال تشعر بالفزع قد يكون المتصل هو والدها؟ ما الوضع الآن؟ لا يمكنها أن تنهض من الفراش، لا يمكنها أن تتحرك أي حركة خاطئة، أين سليم؟ هل نام فجأة؟ فكرت أن تقوم بالنداء عليه، ولكنها شعرت بالخجل الشديد، صمت الهاتف انتهت دورة الاتصال الأولى ثم عاد الاتصال مرة ثانية مما جعلها تصرخ في صوت عالي:
_سليم سليم التليفون بيرن ودي تاني ممكن يكون بابا
صوتها جعله يفتح الباب في سرعة ثم أشار لها أن تصمت قائلاً:
_انا نمت فعلاً وممكن يكون هو اتصل واحنا برا، طيب ثواني مش عايز صوت
رفع سماعة الهاتف وهو يطلب منها أن لا تتحرك:
سليم:
اهلا عمي مراد
مراد:
انتم فين من الصبح عشر اتصالات ومافيش حد بيجيب
سليم:
أنا كنت برا وهي كانت نايمة لأنها كانت منمتش الليل اللي قبل كدا
مراد:
اهم حاجة انكم كويسين
سليم:
_الحمد الله متقلقش، ثواني بس هنادي على
نهال تكلمك
نظرت له نهال في صدمة وقد جعلها تفكيرها باحتمال أن يحملها سليم مرة ثانية فكرة مضجرة وغير سارة لها ولكنه حرك سلك الهاتف وسار به إلى حيث غرفتها ومن ثم وضعه أمامها وترك الغرفة ولكن باب الغرفة ظل مفتوح
مراد:
_اي الأحوال يا نهال؟
نهال:
_بخير بابا
مراد:
_الوضع هنا مش تمام في أمور ملخبطة بالجملة الحكاية مش حكاية اسم مع رجل اعمال غيري الازمة الحقيقة فعلاً أن حصل التباس ولخبطة البضاعة بتاعتي أنا تم حجزها على أساس أنها ملك رجل الأعمال التاني
والمحامي حالياً بيحاول
يرفع عنها الحجز الضريبي بس لازم الاقي الشخص التاني دا ممكن اغيب كمان أسيوع أو أكتر
نهال في هلع:
_لا بابا كدا كتير أوي
مراد في حيرة:
_ليه حبيبتي!؟ في مشاكل عندك؟ انت كويسة؟ عرفيني
نهال وهي تفكر في والدها الغارق في مشاكله فكرت عدم أخباره باي شيء يكفيه ما به، وبخت نفسها على تفكيرها الصبياني لا تستطيع تحمل الألم في بعد والدها، انها حقا طفلة مثلها مثل من يشتكي من غزة الحقنة، لهذا فضلت الصمت حين يعود والدها سوف يكون الألم قد انتهى وتلك الأيام قد ذهبت بلا رجعة لهذا اتخذت قرارها بأن تخبره أنها بخير
نهال:
_لا لا مافيش مشاكل ولا حاجة ، أنا كويسة يا بابا ترجع بالسلامة يا بابا، أنا بس كنت عايزة اشوفك واقعد معاك شوية مش متعودة على بعادك عني دا كله
مراد:
_أخلص بس شغلي وأوعدك نخرج يوم كامل سوا
نهال:
_ماشي بابا
انتهى الاتصال وضعت نهال السماعة، ثم رفعت الهاتف إلى جوارها، لم تشعر بخطوات سليم وهو يقف أمام باب الغرفة، كان يحمل بعض الأطعمة ذات الرائحة النفاذة، وضع الصينية على الفراش ثم قال وهو يشير إلى الطعام:
_اكل سريع بيض عيون،بيض مسلوق وجبنة قريش وجبنة رومي وسحلب
نظرت له في صمت فكرت أن تخبره أنها لا تريد ولكن معدتها كادت تفضحها لهذا التقطت السحلب لتسكت صوت المعدة،في حين قال هو:
_الاكل ضروري علشان العلاج السوايل الساخنة مش كفاية
لم تحاول أن تجادل التقطت البيض وقامت على اكله في بطء في حين كان هو يتأملها في هدوء شديد، كانت تريد أن تشكره على ما فعل معها ولكن الكلمات ماتت على الشفاة قبل أن تنطق بها، ربما نالت من عجرفته ما يؤلم ذاتها مرة ثانية لهذا آثرت الصمت وفضلت أن تلتقط الاقراص وكافة ادويتها بيدها، وقامت على وضع العلب كاملة إلى جوارها في رسالة منها له انها سوف تتبع المواعيد المحددة لهم ولا داعي لدخول الغرفة مرة ثانية
كانت الساعة قد أشارت إلى الثانية عشر ظهراً حين رن جرس الهاتف مرة ثانية، قبل أن تلتقط هي السماعة كانت يد سليم الأقرب والأعلى على يدها نظرت له في ضيق، كادت أن تصرخ بوجهه في حين فهم هو ماذا تريد ان تقول فهتف في صوت حاسم:
_باباك اتصل الصبح وهيتصل بليل التليفون دا ليا أنا أكيد
تنهدت في نفاذ صبر أنه يرمي إلى أن لديه اشياء كثيرة خاصة به يريد أن
تكون طي الكتمان، هل يظن أنها فضولية؟ هل يرمي إلى ذلك؟ العبارة تشير إلى هذا في وضوح
رفع سلك التليفون ثم غادر غرفتها مسرعاً
وسمعت صوته يهتف في لهفة:
_ميادة في حاجات كتير لازم أبلغك بيها
ومع كلماته أيقنت هي أن بعد قليل سوف تثور عاصفة بينهم، أنها الفتاة التي أخبرتها أنها زوجته،
وتذكرت كلماته إلى الطبيب نادر في المستشفى وعدم اهتمامه بالرد عليه حين خمن الطبيب أنه أخته ولكنه لم يجيب بأي إجابة عن هويتها ومن تكون له،
اكيد لا يريد أن يعلم أحد بزواجة خاصة الفتاة صاحبة الاتصال وهل هناك آخريات تحاول أن أظل على وفاق معه إلى تلك اللحظة، كأنها تستمد ود كاد يفقد وينتهي لهذا يحتاج إلى محاولاته المستميتة تفتقد الكرامة وعزة الذات والحياء
انتشلها من أفكارها صوت ضحكة سليم القادم من غرفة المرسم
ثم استمعت إلى صوته وهو يقول:
_لا مش هينفع اجي النهاردة ممكن بكرة أو بعد بكر، حسب الظروف، تمام كدا، هاتصل بليل يعني على الساعة تمانية كدا وأعرفك التفاصيل، سلام سلام
❈-❈-❈
ساد صمت ثقيل بعد المكالمة، سليم في الغرفة ثلاث ساعات كاملة لم يغادرها، إلى أن جاءت فترت الشفق و قبل الغروب بلحظات، فتح باب المرسم واتجه مباشرة إلى المطبخ وقام على الدندنة بصوت ما
أنها المرة الأولى التي تستمع له فيها يغني
هكذا فكرت نهال وكذلك المرة الأولى التي استمعت فيها إلى صوت ضحكته المرتفعة، لا ريب أنها تلك الفتاة التي يحمل الإطار في غرفة الطاووس صورتها،
قام سليم من المطبخ بالنداء عليها:
_نهال نهال
لم تجب عليه رغم أنها تسمعه في وضوح لقد اصبح سهل جداً أن ينطق اسمها بعد أن كان يكتفي بتوجيه الكلمات لها في مشقة و دون لفظ أسمها توقفت خطواته أمامها ثم قال في لهجة توبيخ:
_افتكرتك نايمة لما مردتيش
رفعت نظرها له ثم قالت وهي تنظر إلى النافذة:
_كنت سرحانة شوية
تنهد في عمق ثم تابع:
_طيب رقدة السرير دي هتجيب قرحة اكيد، علشان كدا لازم تقومي من هنا اقعدي برا شوية
هزت راسها علامة الموافقة في حين هو مد يده في سرعة والتقط جسدها دون عناء أو تعب وقد فهم موافقتها على الكلام هي موافقة على حمله لها في حين تفاجئت هي بهذا الأمر وقالت وهي تهز رأسها في اعتراض :
_أنا ممكن أمشي
تجاهل كل كلماتها ثم اجلسها على المقعد في نهاية المطبخ أمام الأشجار وهو يقول:
_القعدة هنا أفضل
نظرت له في غضب في حين تابع هو:
_ثواني وهجيب الأكل
ولكنها قالت في صوت غاضب:
_ لما ارجع أوضتي هرجع لوحدي
قال وهو يقترب منها في لهجة تحذير:
_مش هاسمح لك بانتكاسة، لازم تعرفي أن ورايا حاجات تانية محتاجة اعملها اكتر من::::
صمت دقيقة ثم أكمل:
_هجيب التليفون احطه هنا جنبك علشان بابا ممكن يتصل هنا
ادارات عينيها بعيد عنه، فكرت في طريقة ما تكيل له بها الأمر، انتظرت حتى أقترب بالطعام منها و فقالت في صوت مرتفع بعض الشيء:
_مش عايزة آكل ماليش مزاج
نظر لها دقيقة ثم وضع الطعام جانباً وتابع:
_لازم تأكلي علشان مواعيد علاجك وبكرة الصبح هاسيبك تمشي على رجلك التانية السليمة مرة او اتنين بس طول اليوم مفهوم ولا لأ؟
لم تجب مما جعله يضع صينية الطعام في يدها وهو يهتف:
_فاضل على ميعاد العلاج أقل من ربع ساعة يدوب تاكلي سندوتش البرجر دا
قام على جر مقعد خلفها تماماً ووضع قدميه على الحائط وهو ينظر لها من الخلف، أدارت وجهها له مما دفعه أن يقول في لهجة ساخرة:
_لازم تكون تصرفاتك في مصلحتك أنت بدل العناد اللي بيضرك انت قبل ما يضر حد تاني العلاج والأكل علشان صحتك أنت اللي تتحسن مش علشان صحتي أنا تتحسن