رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 15 - 1 - الأحد 17/12/2023
رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت
من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية جديدة
زوج مؤقت
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل الخامس عشر
1
تم النشر يوم الأحد
17/12/2023
الفصل الخامس عشر
اقتربت نهال من باب المطبخ المغلق وألصقت اذنها عليه صوت الجلبة في الخارج لا يزال مستمر وسليم لم يعد بعد ، فكرت أن تخرج وتكتشف الأمر وتعرف مصدر الضجيج في الخارج ولكن قد يكون الأمر خطر هل من الممكن أن تكون هناك أحد في الخارج؟ صوت الجلبة توضح أن الشخص يكتشف المكان، هذا يعني أنه بريد الاختباء كيف دخل؟ ومتى ولماذا؟ كادت يداها أن تقوم على فتح الباب ولكن صوت خطوات سليم وهي تعبر إلى الصالة جعلها تتوقف عن الفعل، اتجه سليم نحوها وهو يقول:
_جبت كشاف كهربي علشان الضلمة في الليل
أشارت بيدها إلى الباب المغلق، مما جعله يقترب منه ويلصق أذنه بها، استمع الى صوت الجلبة، كان صوت الخطوات قد صمت واصبح صوت تكسير اخشاب ثم قال:
_متخافيش، دا اكيد حيوان برا
قالت في فزع:
_حيوان!! واضح أنه شرس لانه مش مبطل تكسير في فروع الشجر
ممكن يكون ديب أو تعلب أو كلب شرس
هز كتفيه بلا مبالاة ثم قال:
_ممكن جايز ليه لأ؟!
هتفت في صوت مضطرب:
_طيب والحل؟
فرد يده في إشارة إلى قضاء الأمر وقال:
_لازم اطلع له
قالت في لهجة فزع:
_أيوا بس ممكن يكون حيوان شرس فعلاً ممكن يكون حيوان مسعور
نظر لها في هدوء ثم قال:
_انا مهتم اكتر اعرف هو دخل البيت ازاي؟ سور البيت عالي جداً، والأبواب مقفولة, نوع الحيوان بقا مش مهم هو اي
قالت في لهجة اعتراض:
_ممكن يكون هنا من فترة، مش معقول يعني هو أكون أنا اللي فتحت له الباب
تجاهل كلماتها ثم اتجه إلى المرسم وغاب لحظة ثم عاد وهو يحمل بندقية صيد وقال:
_أول ما اخرج اقفلي الباب ورايا كويس
قالها في لهجة آمرة قبل أن تحاول أن تعترض، وأسكت تفكيرها كله بكلمته:
_خليني أنا اللي افاجئه واخلص من شره
بعد أن أغلق سليم الباب، وضعت نهال يدها على قلبها وهي تشعر بالخوف، الخوف الحقيقي على سليم، أنها تريد أن يكون ءامن، قلبها وعقلها يريدون هذا بقوة،
وعنفت ذاتها على نكرانها له بعد تحمله مرضها، وإصراره على الذهاب لها بالمستشفى، وتمنت أن ينتهي الأمر سريع ودعت ربها أن يكون الشاب بخير فهو رغم قسوته و عناده و عجرفته ولسانه اللاذع في الرد يحمل صفات النبل وتستطيع
أن تعتمد عليه في احلك الظروف واصعبها واشدها تعقيد وقسوة
مرت دقائق خمس شعرت معها نهال أن الزمن قد توقف، ليس هناك أي أصوات، اين اختفى سليم؟ والحيوان أيضاً لماذا صمتت حركته؟ هل ينتظر هجوم مباغت على سليم؟ أو أن العكس هو الصحيح؟ إلى متى عليها الانتظار؟ نفذ صبرها وعي تستمع إلى صوت أخيراً يصدر من الخارج
صوت تكسير أغصان أيضاً وصوت جلبة تزداد
ثم صوت حيوان جريح
وحين فتحت نهال فجأة
كان سليم يقف وهو يضع بندقية الصيد جانباً وقال في لهجة توبيخ:
_الفضول ق_تل القطة
عقدت نهال حاجبيها من الغضب وقالت:
_اي الاصوات دي؟
دلف سليم إلى المطبخ ثم أغلق الباب وقال وهو يضع البندقية جانباً:
_دي قطة بس حجمها كبير بتحاول تخبى عيالها ف مكان ءامن
نظرت نهال الى يد سليم وقالت:
_ايدك بتنزف
نظر سليم إلى يده وقال:
_دي خربشتني علشان كانت فاكراني هأذيها
قالت نهال وهي تتجه إلى غرفتها:
_مكان الخربشة دا لازم مطهر
لم يعبأ سليم بكلماتها كثير ولكنها أحضرت البارفان ومنديل ورقي ثم قامت على رش يده ووضعت المنديل عليه وقالت:
_القطط نفسها بتنقل امراض مجرد الاختلاط معاهم بيعمل إصابات معوية وخصوصاً اللي مش متربين ف البيت وخربشتها دي ممكن تعمل لك عدوى من أي نوع
ضغطت في رفق على يده حتى توقف الدم في حين ظل هو صامتاً مستسلم لما تفعله، لم يعترض أو يحرك يده وحين رفعت بصرها له وقالت:
_كدا أضمن أن مافيش اي ضرر و جرحك كمان مش هيتلوث
كانت نظراته لها هادئة عميقة وكأنه يشاهد وجهها لأول مرة كان يتأمل وجهها في إهتمام شديد وبدا كأنه غير مدرك تماماً لما يظهر على وجهه مما جعلها تشعر بالخجل والارتباك الشديد
وقبل أن تحاول أن تنزع يدها من يده، لف يده الأخرى حول وسطها
وضمها في قوة له، ماتت المسافات وصمتت لغة الكلام وتحدثت ابجديات المشاعر، كانت لمسته حنونة دافئة مما جعل فؤادها وعقلها يستكين له، أنفاسه القريبة منها ودفات قلبه التي تسمعها في وضوح
جعلها تنتفض وهي تحاول أن تفيق من تلك اللحظة كل منهم لا يصلح إلى الآخر الشاب سوف يتزوج من أخرى هكذا حدثت ذاتها
قالت في لهجة اعتراض وتوسل وبصوت منخفض وهي تحاول أن توقف تدفق مشاعره التي تلمسها بكل جوارحها :
_سليم اسمعني لو سمحت
ولكنه لم يستمع لنداءها، كانت مشاعره تبوح بما تريد، بعد أن فشل في سجنها أو التظاهر بعكس
ما يريد، وضع رأسه في عنقها وشعرت بأنفاسه الساخنة على جلدها تبث في سرعة، وداعب شعرها بيده في بطء شديد،
ومع دهشتها من عدم نفورها من لمسته، أو رفضها له، وكأنها تكتشف مشاعر مخبئة داخلها
استجابت له مرر القلب سريعاً إلى العقل عبارة
ترددت في وجدانها كله
أنه زوجي هو زوجي وهي مجرد لمسات فقط و عناق بريء سوف تكون مجرد عناق هي مجرد لحظة واحدة وترجمة غير مسئولة ولن يعتمد عليها بعدها أي شيء
مرت لحظات عديدة
كان كل منهم متشبث بالآخر بطريقة ما، نهال اكتفت بترك يده تضمها له، وهي لم يحرر قبضته
عنها أبداً وكأنه تناسى كل شيء وكل ما يحيط بهم
فقط كل منهم يمنح قلبه
نداءه ونداء القلب أن أستمر
انقطع التيار الكهربائي
عم الظلام في المكان
همست نهال في صوت به إلحاح :
_سليم
رفع رأسه عن شعرها وقال وهو يرفض أن يحررها بعيد عنه:
_متخافيش
قالت في لهجة اعتراض:
_إيڤا ادتك فكرة غلطة عني
همس في صوت منخفض:
_شش
حملها في هدوء ثم وضعها على الأريكة في منتصف الصالة وقال:
_ثواني هاجيب مصباح يدوي هينور المكان
قالت في لهجة تبريء التهم عنها:
_ممكن اقعد في الضلمة عادي مافيش مشاكل عندي
أقترب منها ثم قال:
_عارف بس انا عايز النور
استمعت إلى صوت خطواته وهو يذهب في إتجاه المرسم، كان قلبها يدق في عنف بعد أن تركها وشعرت بساقيها ترتجف، حدثت ذاتها في عدم تصديق هل يعقل هذا؟ هل من الممكن أن أقع في غرامه في هذا الوقت الضيق؟
الحب يولد في أصعب الأوقات وأعقد الأزمات؟
لا ينتظر ترجمة حرفية له
حتى يسيطر على القلوب
أنه غازي ومحتل ومتملك أيضاً لا يخضع إلى قانون
ولا تعيقه حواجز أو أعراف، ولكن يجب أن تجد حدود فاصلة لهذا الأمر فالشاب متورط في قصة أخرى وهي الدخيلة على الأخرى وليس العكس يجب أن توقف هذا الجنون والانفلات في مشاعرها
انتزعها من أفكارها صوت خطواته وهي تعود، يا الله
كم أصبح كل شيء في وجوده اجمل وأچمل
حتى خطواته ذاتها
أزالت بعض الارتباك من وجدانها وجعلت فوضى المشاعر و الأفكار تهدأ قليلاً في حضرته
عاد وهو يحمل المصباح الذي أنار جزء من الصالة وقال وهو يفرد جسده إلى جوارها:
_إيڤا قالت انك بتخافي من الضلمة والليل والكوابيس
تنهدت نهال في عمق وقالت:
_ايڤا قالت كدا علشان أنت كنت بتخرج بليل كتير، وهي بتخاف عليا، بس انا حقيقي مش بخاف من الضلمة ومش بيجيلي كوابيس
نظر لها في مكر ثم قال:
_أنا اللي بخاف من الكوابيس،
علشان كدا عايزك هنا
نهض من مكانه فجأة ثم أحضر بطانية كبيرة ووضعها فوقها ودس ج _سده داخلها وقال:
_نهال:::
حركت نهال جسد ها بعيد عنه وقد تذكرت الاتصالات المتكررة من ميادة والرسالة والإطار والصورة التي بالغرفة وقالت وهي تنظر إلى يدها:
_سليم أنا عارفة أن بحكم أن احنا في بيت واحد ولوحدنا ممكن تكون مشاعرنا اتحركت في لحظة وعبرت عن نفسها، يعني حصل نوع من التجاوب بس أنا عارفة كويس أوي أن كل دا غلط ومش لازم نستمر فيها اكتر من كدا، أنا عارفة انك مرتبط بواحدة وأنا::::
تجمد وجه لحظات ثم قال في صوت متسائل:
_مرتبط بواحدة؟!
قالت وهي تشير إلى حيث الهاتف:
_ميادة، أيوا أنا كلمتها على فكرة و قلت لها اني مراتك، بس كنت عايزة اضايقك بس، مش قصدي حاجة تانية مش عايزة أفرقكم عن بعض
نظر لها في عدم فهم ثم قال:
_ميادة!؟ انت قلت ل ميادة انك مراتي؟!
قالت وهي تحاول أن تنهض من الأريكة:
_ايوا، وأنا مش قصدي افرق بينكم، أنا عارفة انك بتحبها وبينكم وعد وأنا::::
وضع يده على يدها وقال:
_مين اللي قالك أن بيني وبينها وعد؟ ومين اللي قالك أن أنا بحبها؟
قالت في صوت خجول:
_عرفت وخلاص
همس في اذنها
ميادة دي تبقى مرات حاتم صحبي و شريكي
في المكتب الهندسي الخاص بينا، وهي بتخلص شوية حاجات في المكتب لأنها رافضة أن أي سكرتيرة تدخل المكتب علشان هي غيورة على جوزها أوي أوي
وضعت يد على شعرها ثم قالت في عدم تصديق وقالت:
_يعني مش هي دي اللي هترتبط بيها؟
هز رأسه في جذل وتابع:
_لا أنا متجوز
ابتسمت نهال مما جعله يهتف في صوت منخفض بعض الشيء:
_عندك خيال واسع أوي أوي
ظلا متجاورين في الصالة بلا كلام فقط كل منهم يستمع إلى أنفاس الآخر، غريب أن نكون في رفقة الأحبة يشملنا الرضى رغم قلة الجود ولكنه يعمر الأفئدة يزيح عنها مرارة الحرمان الذي عانت منه ويسكب بين أوردتها السعادة والفرح
فتحلق في سموات سبع
رغم أنها لا تزال عل أرض الواقع تقف