رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 35 - 1 - الأحد 3/12/2023
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل الخامس والثلاثون
1
تم النشر يوم الأحد
3/12/2023
كانت تجلس مكانها يتردد كلام زوجها الذي يدور في رأسها عدة مرات، وهي تفكر هل من الجيد أن تترك لابنها تلك المساحة؟ ينقاد للحب مرة أخرى، هل ما يشعر به لداليدا حبا خالصا؟ أم هو مجرد محاولة ليخرج من تلك الدوامة، محاولة ليجد من ينتمي إليه، هل تستحق داليدا ذلك؟ هل تستحق ان تكون زوجة لرجل لا تمتلك قلبه؟ وأن أمتلكت سيكون جزءا بسيطا منه! مجرد احترام ومودة وعشرة، هناك أشياء كثيرة يجب ان تكون بين الإثنين أهمها ذلك الاحساس الغريب الذي يتملكهم، يجعلهم يتجاوزوا عن اشياء كثيرة.
نظر لها أمير لتلك الحرب الدائرة بينها وبين نفسها، وهو يقول:
_ مالك يا سهام بتفكري في ايه؟
رفعت عينها عن اللاب توب الذي لم تفعل شيء فيه، منذ ان خرج ابنها من الغرفة وهي تقول:
_ ولا حاجه يا أمير
_ أحمد قال لك ايه بالضبط؟ خلاك ضاربه بوز كده!
_ما قالش حاجة بس انت ليه ما قلتليش؟
_ اقول لك ايه بالظبط؟
_ أنه قطع ورق التنازل اللي انا مضيت عليه.
_ ما كانش ينفع.
_ هو ايه اللي ما كانش ينفع؟
_ انا عارف كويس هو عمل كده ليه، هو كان عايزك تتمسكي بيه هو، وهو بس يكون عندك اهم من الدنيا وما عليها.
_ على اساس انك بتتعرف علي النهاردة ما انت عارف كويس، ان هو اغلى عندي من الدنيا وما عليها، وهو كمان عارف.
_خلاص يبقى مش هيفرق معاكي تنازل او غيره، وده ما يمنعش انك ترجعي لشغلك زي ما كان، ولا انت شايفة ايه؟
نهضت عن المقعد وهي تنظر له نظرة طويلة، تحركت لتخرجه من المكان، هو يعلم جيدا أن المال آخر شيء قد تفكر فيه، أمير دون عن الجميع صديقا مقربا منها، ومن أفكارها رغم انه يكبرها ب 11 عاما، تحركت إلى تلك القاعة التي يتدرب فيها ابنها، وقفت بالباب تنظر له ولتلك القوة المفرطة التي يخرجها في التمرين، ترى فيه صورة مصغرة من ذلك العشق الذي يسكن روحها، ترى ثمرة عمرها تنمو أمام عينيها لتجد انه من حقه ان يخوض التجربة مرة أخرى، ان يتمسك بالحياة ويعيش الحب ولكن على حساب من؟
هذا ما يشغل تفكيرها؟ تلك الابتسامة التي رسمت على شفتيها، جعلت الجميع ينظر لها بدهشة، يعلمون جيدا انها في العادة لا تقف لفترة طويلة دون ان تفعل شيء، لكن ما من أحد تسأل لمَ هي هنا أما من تجرأ واقترب كان ذلك الذي يدخل الجهاز بعد تلك الإجازة الطويلة التي قضاها ما أن انتهت تلك المهمة في قبرص، نظرت إلى ياسين وهو يقول:
_ صباح الخير يا أم رَحيم واقفه كده ليه؟
_صباح الخير، يا حضرة الرائد، الحمد لله على السلامة رجعتوا امتى؟
_ امبارح، بصراحة انا ما كنتش عاوز أرجع، بس الشغل اللي اهملته الفترة اللي فاتت.
_ عندك حق بس واضح انك كنت محتاج الاجازة دي
_ أوي، وجودي كمان كانت محتاجة تشوف والدتها وتغير جو بعيد عن الروتين.
هزت راسها بموافقه
_ بتبصي لرحيم كده ليه؟ لسه زعلانة منه؟
نظرت له بحاجب مرفوع، وهي تقول:
_ انا ازعل من رحيم؟ متهيأ لك.
_ انت هتقولي لي ده واخد حته من قلبك وروحك، أنا عمري ما حقدر انسى اللي كان بيحصل قبل ما اتجوز جودي، ازاي كان واقف وشى هو لسه 13 سنة، يقول لي أنا راجل البيت، ومدام الوحش مش موجود مش من حقك انك تيجي في اي وقت ومدام ما رضيتش توضح لنا اللي احنا كنا خايفين منه، و محاولتنا ان احنا نوصل لحاجة يبقى مش من حقك انك تتكلم دلوقتى..
ابتسمت وهي تستعيد تلك الذكر بكل ما تحمله من قلق وتوتر ممزوج بالخوف، من مجهول لم تكن تعرفه وقتها، لكنه أخرجها من افكارها وهو يقول:
_ بس كل واحد فينا بيغلط
_ مش فاهمة، تقصد ايه يا ياسين؟
_ الحب مش ذنب بس ممكن يجي في وقته غلط، ممكن يجي لشخص غلط، انتى عارفة كده.
نظرت له بدهشة وعينها تسأل بستفسر لكنها لم تستطيع ان تلتزم الصمت لفترة أكبر وهي تقول:
_ انت كنت عارف!
_مش بالظبط بس كنت حاسس
_ ها فهمت بعد اذنك.
❈-❈-❈
تصرفها لم يكن رفضا لان يعرف ياسين شئ فهو يعتبر رحيم أخ أصغر له، ولكنها لم تكن تريد لأحد ان يعرف ان هناك شيء كهذا حدث، وتسبب في خلاف كبير بين الوحش وابنه، لهذا ابتسمت برسمية وهي تتحرك لتتركه بعد ان كاد رحيم أن ينهي ذلك التمرين، الذي يقوم به..
في اللحظة التي وصلت فيها الى مكتب الوحش، فتحته دون ان تطرق الباب كالعاﮂة وهي تقول:
_انا فوزية يا وحش
ضحك بصوت مرتفع تردد صداقه في الغرفة وخارجها، مما جعل ياسين يبتسم ويتراجع عن تفكيره في الذهاب الى مكتب الوحش في هذه اللحظة، لهذا تحرك الى مكتبه..
بينما هناك كان احمد يشير لها لتقترب حتى يقابلها في منتصف الطريق، وضع يديه يحاوط وجهها ابتسامة تداعب وجهه، وهو يقول:
_ احلى فوزية
_ هو في ايه انا ما اعرفوش؟
_في كتير يا قلبي، في أني لو لفيت الدنيا مش هلاقى ليه أفضل من داليدا، ولما يجي هو يقول ليك، او يلمح توقفي الكلام على لسانه وتقفل الباب قبل ما يتفتح وتقولي انت لا وما تنفعش وتستاهل الحب
الدهشة على وجهها كانها تتساءل كيف اعرف او كيف وصل اليه وافكارها بهذا الوضوح مما جعله يسند جبهته على خاصتها، وهو ينظر في عينها ويقول:
_ بلاش التساؤل اللي في عينك ده، انت حافظاني أكثر من نفسي، عارفة كويس أني من بصة واحدة اعرف انت بتفكري في ايه وعايزة ايه بالظبط.
_ أنت كده عارف انا بفكر في إيه؟
رفع حاجب واحد وهو ينظر لها بطريقة عابثة لا تمت للمكان الذي هم فيه بصله، لا تمت لذلك القطاع الذي يتسم بالقوة والصلابة والحدة والذكاء والعنف في بعض الأحيان، اقتربت منهي تمس شفتيه في قبلة كانها الهمس، وتحركت لتبتعد بينما هو جذبها لترتطم بصدره وهو يقبلها بطريقة التي تليق لذلك العشق التي يتدفق فيه شرايينهم..
في اليوم التالي كانت تجلس بجوار أمها على مائدة الإفطار، تتحدث معها في بعض الاشياء، ولكنها لم تستطيع ان تبوح بما يدور في رأسها، وما اخبرها به زوجها اخرجتها أمها من شرودها وهي تقول
اسماء: انا هرجع بيتي النهاردة
التفتت لها سهام برفض وهي تقول:
_ ليه، لا طبعا انت هنا في بيتك ولا حصل حاجة ضايقتك، حد زعلك لو قالك حاجة
اته الرد من زوجها وهو يقول:
_ على اساس ان في حد يقدر يقول ثلث الثلاثة كام لست الكل، ده انا كنت امحيه من على وش الارض.
ابتسمت أسماء وهي تربت على يده وتقول:
_ ربنا يبارك فيك يا ابني بس بيتي وحشني
أدم: واحنا مش بنوحشك يا تيتا.
التفتت إلى ادم الذي يحاول استمالتها، وهو يكمل كلامه ويقول:
_ وبعدين مش هنا كمان بيتك ولا ايه، وبعدين هلاقي مين تقعد معايا بعد ما ارجع من المدرسة، انت عارفه الناس دي بتيجي البيت للضيوف، انت هنا مونساني فاتحة نفسي على الدنيا.