رواية جديدة ذكرى مكسورة مكتملة لإيمي عبده - الفصل 1 - 1 - الأربعاء 20/12/2023
قراءة رواية ذكرى مكسورة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية ذكرى مكسورة
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة إيمي عبده
تم النشر يوم الأربعاء
20/12/2023
الفصل الأول
1
العين مرآة الروح والوجه مرآة القلب فلا تصدق ضحكة تخفي ألما أو بكاءً يخفي سعادة.
تألم (زياد) كثيراً لوفاة جدته لقد مر شهر كامل وهو كالضائع لا يدرى بما حوله لم يظن لحظه أنها سترحل كما لم يظن أن رحيلها سيؤلمه هكذا وها هو يجلس بجوار قبرها يبكى فراقها ويشكو لها آلامه التى تركته يعانيها وحده
زياد: كنتى بتخففى عنى كتير دلوقتى هشكى لمين لا بابا بيسمعنى ولا ماما بتهتم بيا كل واحد ف وادى هو أنا مش إبنهم زى رائف وزينب
❈-❈-❈
تنهد بحزن وكاد أن يفيض لها بشكواه كما إعتاد لكنه صمت حين صدرت شهقه خافته من بين شواهد القبور فنظر حوله فوجد الشمس قد غابت والليل أسدل ستاره ولا يوجد غيره هنا فإبتلع ريقه بخوف هل يكون شبحاً أم أسوأ وبدلاً من أن يركض هرباً غلبه فضوله وتوجه إلى مصدر الصوت فوجد فتاه صغيره منكبه على وجهها أمام قبر غارق بين الزهور المتنوعه وظنها متشرده بلا مأوى فمن غير المعقول أن تكون ذات صله بصاحبة القبر التى يزينه هذا الكم الهائل من الزهور والشجيرات الجميله التى تؤكد أن هناك من يرعى القبر بإهتمام شديد فكيف له أن يرعى قبراً يبدو أنه هام عشقاً بصاحبته ويهمل طفله تذكره بمعشوقته لابد أن تلك الصغيره البائسه إختارت هذا القبر فقط لكى يجدها من يهتم به عله يرأف بحالها ويأويها
أحس بالشفقه تجاهها فإقترب منها بهدوء لكنها أحست بوطئ قدميه على التراب فرفعت رأسها فجأه تحدق به هل هذا ملاكاً أرسلته والدتها ليأخذها إليها أم عابر سبيل بائس كحالها قذفته الأقدار للقاء بها
❈-❈-❈
حاول (زياد) تهدئة روعها : متخافيش أنا بنى آدم زيك
أومأت له بهدوء على خلاف ما توقعه من خوف قد أصابها لرؤيته له فجأه هنا أم تراها مرتعبه حتى فقدت النطق فجلس على مقربةً منها يحاول إمتصاص قلقها
- أنا كنت بزور قبر جدتى والوقت سرقنى وبقينا بالليل وسمعت صوتك متخافيش
- أنا مش خايفه أنا باجى هنا كل يوم فلو فى حاجه تخوف كنت شوفتها
ذُهِلَ وإتسعت عيناه مما تقول : كل يوم ومحدش رضى يساعدك
- ومين هيساعد اللى نايمين ف قبورهم إذا كانو اللى عايشين غمو عينيهم
إزداد ذهوله من هدوئها وحديثها الذى لا يليق بطفله مثلها رغم أنها محقه فلم يجد ما يواسيها به لذا حاول تغيير مجرى الحديث
- تصدقى أنا باجى هنا من شهر تقريبا كل يوم ومشوفتكيش ولا مره
- بتيجى إمتى؟
- مليش معاد محدد بس غالباً بيبقى يا العصر يا الصبح
- طبيعى منتقالبش أصلى باجى بالليل
نظر لها كأنها فضائيه وبدأ يرتاب بأمرها هل هى طفله حقا؟ أم شئ آخر يتمثل بهيئة طفله فتزحزح مبتعداً عنها قليلا يبتلع ريقه خوفاً منها فأدركت ما يفكر به فإبتسمت ساخره
- متخافش أنا باجى بالليل لأنى مبعرفش أهرب منهم بالنهار وأما بغيب بالليل مبيحسوش بيا أو تقدر تقول مبيهتموش لأنى خلصت تنفيذ أوامرهم
حاول عقله إستيعاب كلماتها فصوتها البارد يبديها كعجوز فقدت رغبتها بالحياه وتعبيراتها تجعلها مريبه أكثر فعجز لسانه عن متابعة الإستفسار عما يحدث معها
أدركت ما يفكر به فقد إعتادت ذلك من الجميع الذين يتعاملون معها كأنها مخلوق غريب عن البشر فى حين أنهم من أوصلوها إلى هذا
تنهد (زياد) وفكر أن يخفف عنها مأسآتها بذكر قصته علها تجد السلوى بها فحين ترى أن غيرها يعانى ستدرك أن الحياه لا تؤذيها وحدها لكنها بعد أن إستمعت له عقب بهدوء
- يعنى إنت مشكلتك ف حياتك إنك مش عارف تدخل الكليه اللى إنت عاوزها وتحقق حلمك وتغنى
- أيوه
صمتت ثم نظرت إلى القبر ومسحت بيدها عليه بهدوء فأحس أنها تستهين بمشكلته فسألها
- إنتى إيه حكايتك
فأجابته بهدوء بارد بأنها إبنة صاحبة القبر
فإتسعت عيناه متفاجئاً : إزاى ده مش معقول بقى اللى يهتم بالقبر بالشكل ده يسيب بنت صاحبته بحالتك دى
إزداد ذهوله حين أخبرته أن والدها هو السبب فيما تعانيه وهو نفسه من يهتم بهذا القبر كل هذا الإهتمام