رواية جديدة ذكرى مكسورة مكتملة لإيمي عبده - الفصل 2 -1 - الجمعة 22/12/2023
قراءة رواية ذكرى مكسورة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية ذكرى مكسورة
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة إيمي عبده
تم النشر يوم الجمعة
22/12/2023
الفصل الثاني
1
أخبر زياد رائف بقصة حياه وتأثر لحالها كذلك شمس التى إستضافتها لديها لكن رائف إعترض
- والدك ووالدتك لو رجعم ولقوها هتبقى مشكله
- ولا مشكله ولا حاجه لو رجعو دلوقتى دا لو رجعو يعنى هقولهم صحبتى وبايته معايا
- آه بايته ليله ماشى يوم معلش لكن مش كل يوم
- انت بتعقدها ليه
- انتى اللى مستهتره عارفه وجودها معاكى بدون علم اهلها دا معناه ايه
- اهلها اللى رموها وبهدلوها
- رموها علقوها القانون ف صفهم
- قانون ظالم
- وانتى بأفعالك دى اللى هترفعي عنها الظلم دا انتى هتغرقيها زياده تفتكرى لما مترجعش ويبلغوا البوليس هيبقى الوضع ايه هاه
- هتقول انهم كدابين اكيد هتشهد ضدهم
- دى طفله قاصر اتربت وسطهم عالخوف ساعتها هتسكت وسيادتك هتلبسى ف الحيط
- انت محبط
- وانتى مستفزه
تدخل زياد صارخاً يستوقف نزاعهما : وأنا صدعت إرحموا أمى
تأفف رائف بينما زمت شمس شفتيها وعقدت ساعديها على صدرها بغضب وجلس ثلاثتهم صامتين لعدة دقائق حتى تحدث رائف
- فى حل
إنتبه إليه زياد وشمس فتنهد يضيق : لازم نثبت تعرضها للعنف من أهلها ونعمل محضر ليهم بعدم التعرض لها
- طيب وهتروح فين مش معقول هتفضل معاهم ف البيت
تنهد بضيق : فى حل تانى
- ابهرنى
- لو سكتى ثانيتين على بعض هتموتى
- موته لما تبقى تشيلك وتريحنا منك
نظر إلى زياد : مشي البت دى خلينى اعرف افكر
- وانت عندك مخ عشان تفكر
توسلها زياد : وغلاوتى عندك ياشيخه تسكتى دقيقتين لحد ما نرسى على بر وبعدها ابقى ولعي فيه
صمتت مرغمه بينما برقت عينا رائف بغضب فلم تستمع له ونفذت طلب زياد بلا تفكير ولولا أنه على يقين بأن زياد يعتبرها أخت وصديقه فقط كما تعده هى كذلك لقتل كلاهما
أخرجه زياد من تفكيره حين هتف بحماس : هاه إيه الحل التانى
- هه آه الحل التانى إننا نهدد والدها يا نعمله محضر ونسجنه لسوء معاملتها يا يتنازل عن وصايتها
- حلو الحل ده بس تفتكر هينفع
- ف حاله واحده
- ايه هى
- لو كان اللى بيهدده بابا
تجمد وجه زياد للحظه ثم قهقه بصوت عالٍ : نكته حلوه أوى
تنهد رائف وعقب ببرود : بس أنا مبنكتش
توقف زياد عن الضحك وحاول إستيعاب إقتراح رائف لكن شمس لم تعد تستطع الصمت أكثر
زوت شمس جانب فمها ساخره: بذكاء أهلك الخارق أبوك هيعمل كده ليه
قضم شفته السفليه بغيظ : لمى لسانك دا لأحشهولك حش
- يحشو رقبتك بسكينه تلمه
تدخل زياد مجدداً: يا جدعان إرحمونى بقى مش كده اوووف فهمنى يا رائف ايه اللى ف دماغك
- بابا مركزه كبير ويخوف ولما يهدد مش هيبقى كلام ف الهوا وأبوها هيستسلم بسهوله
حينها تذكر زياد شيئاً : لحظه إنت قولت هيتنازل عن وصايتها لكن لمين
- لبابا طبعا انت لسه قاصر وانا متخرجتش ولا اشتغلت ولا اقدر على مسؤليه زى دى دلوقت يبقى مفيش غير بابا
- ومين هيخلى ابوك يعمل دا كله يافالح
- يا بت ليميها بدل ما اعملك كيس ملاكمه واشلفط خلقتك اكتر ماهيا مشلفطه
- سيبك منها وقولى أنا هتقنع بابا ازاى
- بابا صحيح صعب لكن موته وسمه ظلم الضعيف
- اومال ممرمطني ليه
- بطل تعانده وتوهم نفسك بخزعبلات ملهاش اساس من الصحه مش معنى انه عاوز يمشيك ف سكه مش على هواك انه ظالم
- اومال معناها ايه
- معناها انه بيدور على مصلحتك اللى منتش شايفها
- لا والله مكنشى دا رأيك لما دخلك الجيش وانت عاوز تبقى مدرس
- صراحه لأنى من يومين كنت بزور واحد زميلى من أيام المدرسه وكان عمال يقر عليا لأنى دخلت الجيش ومبقتش مدرس لا طايل تعيين ولا شغل زى أخوه الكبير اللى حتى لما اشتغل الماهيه مبتكفيش وطلعان عينه دروس عشان يكفى بيته واما قولتله ان شغلى مش سهل قالى جرب شغله ولا جرب يأسى وانا عارف إنى هتخرج مش هلاقى شغل يناسبنى وعشان اثبتله انه غلطان قررت أدى حصة درس بدل أخوه لأ ولجل البخت كانت حصة مراجعه ومجمع الطلبه كلها خلونى أشد ف شعرى ومستحملتش ربع ساعه على بعض وسيبتهم لأخوه دا إيه ده لا يا عم أنا مليش خلق على بس يا ابنى وجاوبى يابنتى والواجب والتسميع وكل شويه يعملوا كارثه شكل ومهما كانوا أغبيه أهاليهم عاوزينهم من أوائل الطلبه إزاى متفهمش دا اللى معاه عيل مجننه فمبالك باللى معاه فصل مسؤل عنه الله يعينه عليهم أنا لقيت نفسى ف اللى أنا فيه هدوء وتركيز وبتعامل مع رجاله بجد
سخر من كلماته : ابقى قول الكلمتين دول لماما لما تعرف انك ف المفرقعات
- مفرقعاااات
لم تواتيه الفرصه لتحذير هذا الأبله وصرختها المستنكره فقط من أنبهته لخطئه
- وكنت ناوى تقولى امتى اما تستشهد ولا تقولى ليه هو انا أهمك ف حاجه
نهضت ترتجف من الغضب ثم ركضت مبتعده ودمعاتها تغرق وجهها بينما صرخ فى وجه زياد
- انبسطت دلوقت
- الله وانا مالي
لم يعقب بل تركه وركض خلفها حتى امسك بذراعها ليوقفها فصرخت بحسره
- سيبنى عاوز منى ايه
- اهدى بس واسمعينى
- واسمعك ليه أنا ولا حاجه بالنسبه ليك
تهدج صوته : روحى اسألى النجوم اللى بتسهر معايا من شوقى ليكى تبقيلى ايه اسألى الشمس اللى بحسها مطفيه جنب ضحكة عينيكى
تلون وجهها بألوان الخجل وهمست بإرتباك : بجد يا رائف
إقترب منها أكثر : منتش مضايقه
- بالعكس
- يعنى
أومأت مؤكده ما وصله من تصرفاتها فإبتسم بسعاده وكاد يحملها بين ذراعيه لكن زياد قاطعهما
- ويجى عسكرى يقفشكم إنتو الإتنين وشهر العسل تقضوه ف لومان طره
ابتعد رائف عنها مرغمه وصر أسنانه بغيظ : تصدق انك رزل
- عارف ابقو حبوا بعض بعدين المهم البت الغلبانه دى هنقنع بابا يساعدها ازاى
- انا هكلمه
- ياريت ف اسرع وقت ممكن عشان اعرف راسى من رجليا
❈-❈-❈
أخبر رائف والده عن حياه لكنه لم يذكر زياد مطلقاً فقد إدعى أنها معرفة شمس وهى من تريد مساعدتها فوالده يعتبر شمس كإبنه ثانيه له وسيساعدها بترحاب فعلى رغم ما قاله لزياد لكنه يعلم أن والده يقسو عليه أكثر منه فمنذ باح زياد برغبته بألا يجارى والده ليصبح رجلاً عسكرياً مثله ووالده ساخط عليه وحين علم زياد بفعلة رائف تذمر بضيق
- ممكن أفهم دخلت شمس ف الحكايه دى ليه
- انت ليك أكل ولا بحلقه مش المهم انه وافق وهيساعد البنت
- اسمها حياه
- انعم واكرم المهم إن بابا بدأ يبحث ف الموضوع وباباها والحمد لله طلع راجل جبان ومش عاوزها ومراته نفس الحكايه وحط فوق ده انها عندها مشاكل مع اهل جوزها الأولانى يعنى لو رجلها جت ف أى قضيه هيسحبوا منها وصاية إبنها ويطالبوها بمراثه اللى فرتكته أصلا
تهلل وجه زياد : حلو يبقى هنعرف نخلع حياه منهم
أكد عليه محذراً : آه بس إياك لسانك يقع بكلمه قودام حد ويعرفوا إنك انت اللى جبتها مش شمس
- المهم انها هتفلت من أذى أهلها
أصر رائف : يا ابنى افهم لو ابوك خد خبر هيعملها حكايه لانى كدبت عليه وهيفتكر انك معجب بيها وهيغير خطته وساعتها هيكتفى بس بتهديد ابوها ميضايقهاش وهتفضل عندهم ومضمنلكش يجرالها ايه
- ايه التخريف ده معجب ايه دى البت عندها بتاع عشر سنين
- وانت تمنتاشر سنه مفرقتش كتير وحتى لو فضلت زينب هتقرفها ف عيشتها لو عرفت
- ومال زينب بيها
- يعنى منتش عارف اختك بتغير من دبان وشها وبتكره اى مؤنث تحت الستين
- طب ماهى كده كده هتضايقها
- لو الموضوع تم زى ما خططتله هتبقى ف حما شمس وانت عارف زينب لسانها طويل آه لكن جبانه وشمس بتديها على دماغها
أومأ بصمت ووافقه على كل شئ فالأهم أن تنجو حياه من براثنهم
❈-❈-❈
بمجرد أن وصل والد حياه إستدعاء من الشرطه وهو يرتجف ظناً منه أن حياه لقيت حدفها وسيعاقب على إهماله لكنه تفاجئ برئيس الشرطه يخبره بأن هناك من حرر محضراً ضده بسوء معاملة إبنته
فإعترض بغضب: دى بنتى وأنا حر فيها
- مش معنى إنها بنتك إنك تعذبها
- أنا مبعذبهاش أنا بربيها
زوى جانب فمه بسخريه: ومن ضمن بنود تربيتك ليها إنها تبات ف التُرب
- هيا اللى بتهرب
- مهو لو عندك شوية ضمير وبتعاملها كأب مش جلاد مكنتش هربت والقانون يمنعك من ده
تلعثم قليلاً حين لم يجد كلمات تخرجه من موقفه السئ فأدرك الآخر أنه لم يكن مجرد محضراً كيدياً
- زيد على كده ان المدام بتاعتك كانت بتعنفها بإستمرار وانت ساكت يعنى حتى العيش والحلاوه مش هتلاقى اللى يجيبهملك بعد ما تشرفوا ف السجن دا غير سمعتك اللى هتبقى ف الأرض ومش هتفرق تهمتك إيه مجرد إنك رد سجون دى لوحدها هتخلى كل المصانع والشركات ترفض تشغلك
إنتشر العرق البارد على جبينه وبدأ يترنح قليلاً ثم سأل بصوت بالكاد يسمع
- طب ينفع أشوف اللى عمل المحضر
لم يبالى بضعفه فما علمه من قسوته على إبنته جعله لا يشفق على حاله
أشار له بالجلوس وطلب من الجندى الذى يقف بباب مكتبه بأن يأتى بالآخر حيث تفاجئ والد حياة بدخول رجل لم يره من قبل ينظر نحوه بشراسه مرعبه
حاول إستعطافه بلا فائده وبعد أن كاد ييأس وافق الآخر على التنازل عن حياة مقابل إقرار موثق منه بترك تربيتها والعنايه بها له فوافق دون جدال ونفذ طلبه وغادر مسرعاً فعقب (كارم) بضيق
- الغبي مفكرش حتى يسأل عن بنته بقى دا أب دا ميستهلش ضفرها
- لازم انت كمان تتعهد برعايتها
- لو مش هرعاها مكنتش من الاول لجأت لسيادتك