رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - الفصل 28 - 1 - الجمعة 15/12/2023
قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني
الإنتقال من الظلمة الى النور
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظلمات حصونه
الجزء الثاني
الإنتقال من الظلمة الى النور
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة منة أيمن
الفصل الثامن والعشرون
1
تم النشر يوم الجمعة
15/12/2023
ويظل ما يُعطى بمشاعر صادقة وحب خالص يكون له مذاقًا مختلفًا تمامًا عمَ يؤخذ بالقسوة والجفاء، هذه ليست المرة الأولى لهما معًا بلقاء جسدي وجنـسي، ولكنها المرة الأولى لهما بلقاء حسي يتشارك فيه الجسد والعاطفة، لذا هذه المرة مختلفة فى كل شيء.
تبادل القُبل له مذاق فريد من نوعه جعل كلاهما يتصارعًا لتذوق المزيد والمزيد، حركة يده على سائر جسدها تمنحها شعورًا رائع مُعاكس لشعور الغضب والإستباحة لجسدها التي كانت تشعر بهم فى المرات السابقة، بل الأن تشعر وتستمتع بكل لمسة منه.
جسدها لا يستطيع مواكبة ما يفعله بها، لما تشعر بإنها تريد الصراخ وطلب المزيد مما يفعله، فتحت عينيها قليلًا لتجده لايزال قريبًا منها ويعبث بها بمداعبة مفاتنها بشفتيه وعينيه لا تفارقها، لتُغمض عينيها مرة أخرى وتستسلم له وليفعل ما يحلو له.
وهكذا بقى ينتقل لكل إنشٍ فى جسدها مُداعبًا إياه وتاركًا لها شعور لا يُنسى من المتعة واللذة، حتى إنها حصلت على رجفتها مرتين خلال مداعبته لها وبعد كل مرة كان يعود ليُشعل جسدها مرة أخرى، لتعود لها رغبتها فى المزيد، إلى أن خارت قواه فى الإحتمال أكثر من ذلك.
ليصعد لها مجددًا ورأى ملامحها الغارقة فى اللذة والإستمتاع الذي لم يراهما على وجهها من قبل، لتشعر بلهيب أنفاسه وفتحت عينيها ولاتزال تشعر بالحاجة الشديدة له لكي يطفئ لهيب جسدها، بعد أن أشعله للمرة الثالثة، ليفاجئها بسؤاله الغير متوقعٍ مُعقبًا:
- موافقة على اللي بعمله ده؟
شعرت بالدهشة من سؤاله هذا، ولكن حاجتها له كانت أكبر من دهشتها، فأومأت له بالموافقة لكي يُكمل ما بدأه، فـ أبتسم هو لموافقتها ورغبتها الواضحة جدًا بالنسبة له وأضاف مُعقبًا بثقة:
- أنا عارف إن دي مش أول مرة أنام معاكي فيها، بس أوعدك إنها هتكون مختلفة تمامًا عن أي مرة حصلت قبل كده، أعتبري دي أول ليلة لينا وأنا هخليها ليلة متتنساش.
أنهى جملته وهو يقتحمها بهدوء وتأني وكأنها لاتزال عذراء وهو يخشى عليها من حدوث نزيفًا أو ألمًا ما، وبالفعل إنه كان مٌحق، لقد شعر بضيق فرجها وهذا بسبب عدم ممارستها للعلاقة منذ فترة طويلة جدًا، ولذلك تقلص حجم فتحة مهبلها، ولولا ما فعله لكانت شعرت بألم شديد حقًا.
بينما شهقت هي بمفاجأة ممَ يفعله ومن تأنيه فى إقتحامها، فى البداية شعرت بوخزات بسيطة بفرجها، ولكن بمرور الثواني اعتادت على تواجوده بداخلها، وبمجرد أن شعر هو بذلك بدأ فى الحركة لتبدأ متعة كلًا منهما.
بمرور الثواني لم تعد تُسيطر على تأوهاتها، ومن حسن حظهم أن غرفة "جواد" فى طابق آخر بعيدًا عن غرفة والديهما، لذلك لم يُحاول أن يمنعها من التعبير عن مدى إستمتاعها، بينما هي لم تكن تدري بما تفعله، لم تكن تشعر سوى بإنها تُحلق فى السماء، أو جسدها يطفو فوق سطح مُحيطًا ما.
شعور لا يوصف من اللذة والاستمتاع، شعور يجعلها تصرخ تارة، وتعض على شفتيها تارة، وتصرخ بطلب المزيد والإسراع تارة أخرى، حتى إنها لم تُلاحظ إنهم قاموا بتجربة أكثر من وضع والأن أصبح وجهها مُقابل للوسائد وهو يعتليها من الخلف.
لقد مر ما يقارب على عشر دقائق من تواجده بداخلها وهي لم تلاحظ ذلك، إنها مُستسلمة له تمامًا وكأنها تثق تمام الثقة إنه سيفعل كل ما تريده ولكن بطريقته هو، عشر دقائق كان لهم مفعول السحر على كلاهما، وللمرة الثالثة لم يعد جسدها يحتمل ما يفعله بها، لترتجف بشدة وهي تعض الوسادة أسفل وجهها وتصرخ وكأنها لم تفعل من قبل.
ليرتجف هو الأخرى على ما يحدث لها أسفل منه وصراختها المكتومة، وكأنها قطة صغيرة تُجرب التزاوج لأول مرة، ألقى بجسده فوق جسدها بعد أن أنتهى كلاهما من تلك الجولة الطويلة والممتعة وأخذا يُحاولان تنظيم أنفاسهم.
❈-❈-❈
بعضًا من الدقائق أستغرقها كلاهما لكي تعود لهم وتيرة أنفاسهم بعد جولة من التشابك الجسدي الجامح ولم تكن هينة على الاطلاق، أخذ "جواد" شهيقًا عميقًا وأخرجة على مهلًا وهو يوجه أنظاره تجاه "ديانة" الممددة بجانبه وأضاف مُستفسرًا بهيام:
- أنا صاحي مش بحلم صح؟
ابتسمت بخفة وأجابتة بتأكيد:
- أيوه صاحي.
أمتدت يده ليتلمس وجنتها وأضاف بمزيد من الهيام والعشق الطاغي:
- يعني أنتي فعلًا دلوقتي جوا حضني بإرادتك!
أومأت له بالموافقة ولم تستطيع منع عينيها من إظهار نظرات العشق التي كانت تخفيها منذ فترة طويلة، وهتفت بإستفادة:
- أيوه يا جواد، وكل اللي حصل بينا مكنش حلم، أنا جمبك عشان أكتشفت إني مش قادرة أعيش من غيرك.
لم يكن من السهل عليه الإستماع إلى تلك الكلامات التي ظن إنه لن يسمعها أبدًا فى حياته، ألتمعت عينيه رغمًا عنه مُتذكرًا ما كان يفعله بها وإنه هو من حرم نفسه من الاستمتاع بتلك اللذة منذ البداية، فعقب بندم شديد:
- أنا أسف، أسف على كل لحظة وحشه عشتيها معايا وأوعدك إني هعوضك.
أمتدت يدها ممسكة بيده مُحاولة أن تخفف عنه شعوره بالندم مُردفة بتسامح:
- أنا نسيت كل حاجة وعايزه نبدأ من جديد، أنا وأنت ونور.
كانت الظُلمة مُسيطرة للغاية على حياته لدرجة إنه لم يتصور فى يوم من الأيام إنه سيكون زوجًا مُحبًا لزوجته أو أبًا لطفلًا وقدوة له، ليزداد حزنة وإستيائة على ما ضاع من عمره فى وهم الإنتقام هاتفًا بيأس:
- عمري ما تخيلت أبدًا إن ممكن حياتي تبقى كده فى يوم من الأيام.
ربطت على كتفه مُحسة إياه على عدم الأنغماس فى تلك المشاعر السلبية وعقبت بحسم:
- كفاية حزن يا جواد، اللي حصل خلاص عدا، اللي جي هو الأهم، وأنا عايزة كل اللي جي يبقى سعادة وفرح.
أحاط وجهها بين كفيه وأطال النظر داخل زرقاوتيها مُضيفًا بصدق:
- مش هخليكي تندمي يا ديانة، والله لخليكي أسعد واحدة فى الدنيا.
أنهى جملته ومن ثم قبل شفتيها بخفوت ورقة بالغة، لتحاول هي تغير مجرى الحديث كي لا ينغمسا فى جولة أخرى، فهتفت بمشاكسة:
- بس مقولتليش بردو عملت إيه مع أدهم!
تبدلت ملامحه من الهدوء والسكينة إلى الغضب والإنزعاج مُردفًا بتأفف:
- تاني زفت الطين؟
حاولت أن تُخرج من عقله تلك الغيرة التى لا داعي لها وأضافت بتوضيح:
- جواد متبقاش غبي، أنا عمري ما حبيت أدهم، هو كان مجرد زميلي ولما قربنا من بعض وطلبني للجواز، لقيته مناسب وبس، حتى فى الفترة اللي ظهر فيها فى الشركة عَرفته إن أنا وهو إستحاله يبقى فيه بينا حاجة، هو مجرد صديق وخلاص.
على الرغم من شعوره بالراحة لسماع هذا الكلام منها شخصيًا، إلا إنه لم يستطيع التخلص من تلك الغيرة القاتلة وهتف بنبرة يملئها التملك:
- حتى مفيش صداقة، أنتي بتاعتي أنا بس، أنا بس اللي صاحبك وحبيبك وجوزك وكل حاجة.
ابتسمت بخفة وهي تومأ برأسها موافقة على حديثه مُرددة:
- حاضر..
لكنها لم تستطيع السيطرة على فضوبها وأعادت سؤالها مرة أخرى مُستفسرة:
- بس بردو عايزة أعرف عملت فيه إيه؟
أجابها بإقتضاب كي لا يشعرها بالحرج إذا تطرق لتفاصيل:
- قرصت ودنه.
ضيقت ما بين حاجبيها بعدم فهم مُردفة بمزيد من الإستفسار:
- إزاي!
لا مفر، يبدو إنها مُصممة على معرفة تفاصيل ما حدث، لها هذا إذا، قص عليها ما فعله بالتفاصيل وذلك الحوار الذي دار بينه وبين "أدهم" وكلما أخبرها بالمزيد كانت تتباعد شفتيها أكثر عن بعضهم وتتسع عينيها بصدمة مما تستمع إليه، لتضيف بصدمة ودهشة مُتعجبة:
- أنت عملت كده بجد؟
رفع كلتا كتفيه بلا مبلاه وعقب بثقة:
- ده كان مجرد تهديد، بس حبيت أخليه يعتمد على نفسه ويوريني هيروح إزاي وهو بالمنظر ده!
شعرت بالخجل الشديد لتخيلها لما حدث وذلك الوضع الذي تركة عليه، لتعزم على النهوض من جانبة مُضيفة بإستياء:
- أنت وقح يا جواد.
كادت أن تنجح فى النهوض ولكنه منعها وأعتلها مرة أخرى عازمًا على تكرار ما حدص منذ قليل مرة أخرى مُردفًا بكلمات ذات مغذى:
- طب تعالي أوريكي باقي وقاحتي يمكن تعجبك.
❈-❈-❈
مُستلقًا فى فراشه ولم يشعر بالراحة حتى بعد تنفيذ أمره بأن ينام كلا منهما فى غرفة بمفرده، ألم تكن هذه هي رغبته! لما يشعر بعدم الراحة الأن؟ ولا يظن إنه سيشعر بأية راحة إلا عندما يتذكر الشيء الذي فعله بها وأصلها لتلك الحالة التي يتذكرها، لا يعلم إنه سيعاني أكثر عندما يتذكر.
ترى ما الذي فعله؟ هل ضربها! أم خانها! ولكن لو كان فعل مثل هذه الأشياء، لماذا كانت ستوافق أن تتزوجه؟ أم إنه فعلها بعد الزواج! ولكن لما إذا كانت حزينة فى حفل زفافهم؟ عقله سينفجر من كثرة التفكير ولا يستطيع أن يصل إلى إيجابة محددة.
حتى عندما يسألها لا تُجيبه وتتهرب منه بكل السُبل الممكنة، هو يعلم جيدًا أن ما تفعله هو مؤكدًا أوامر من الطبيب الخاص به، هو قرأ عن حالته وعلم أن ما يمر به هذا هو نوع من أنواع فقدان الذاكرة المؤقت وإنه حتمًا سيتذكر ما حدث، ولكنه لا يستطيع الإنتظار وعقله لا يرأف به.
يشعر إنه إرتكب إثمًا كبيرًا فى حقها ولكنه لا يريد السماح لعقله بتأليف السيناريوهات الذي إذا صدق واحدًا منهم سيقتل نفسه خجلًا عما صنعت يداه، يُرعبه كون أن هذا هو التفسير الوحيد لكل ما يتذكرة من معاملتها له ومن هيئتها وملامحها الحزينة يوم زواجهم.
كلا بتأكيد هو لم يفعل أيًا من تلك الأفكار التي راوضته، ولكن كيف سيتأكد من ذلك؟ عليه أن يعلم ما الذي حدث بالضبط بعد ذلك اليوم؟ إنه أخر يوم يتذكره بوضوح، يوم خطبة شقيقته، عندما أرغمها على دخول غرفته وتطور الأمر فيما بينهم، ولولا مقاطعة العاملة لهم، لا يعلم ما الذي كان يمكن أن يحدث؟
هل يمكن أن يكون تكرر الأمر وخان ثقتها به ولهذا أُرغمت على الزواج منه؟ نعم إلى الأن هذا هو التفسير الوحيد المنطقي لكل ما حدث، ولكن كيف تجرأ على فعل هذا! سيقتل نفسه بالتأكيد إذا كان فعل مثل هذا الشيء الحقير، ولكن عليه أن يتأكد.
ولكن إذا سألها لن تُجيبه، من يستطيع أن يسأله إذا؟ "ديانة" نعم، إنه لا يثق فى أحدًا مثلها وبالتأكيد ستُجيبه على أسئلته التي من المؤكد إنها لن تكون واضحة للغاية، سيسألها عما يريد معرفته ولكن بطريقة مستترة، وسيصل إلى الحقيقة.
ألتقت هاتفة من فوق الكومود الموجود بجانب فراشة وطبع أسم "ديانة" فى خانة البحث وبسرعة كان يتصل بها، ثوانًا من الإنتظار مرت وكأنها ساعات، لدرجة إنه فقد الأمل من كونها ستجيب الإتصال، ولكنها أجابت فى النهاية بهمس وخفوت:
- إيه يا مالك، حصل حاجة ولا إيه؟
من نبرة صوتها المستفسرة والبادي عليها القلق، وخفوت المُفسر إنها كانت نائمة شعر بكثير من الإحراج يسبب تسرعه فى الإتصال بها، ليُجيبها بحرج:
- لا يا حبيبتي مفيش حاجة، أنا بس كنت عايزك فى موضوع.
تعجبت من قوله وأضافت مُستفسرة:
- خير يا حبيبي؟
يعلم إنه لن يصل لأي شيء إذا تحدث معها على الهاتف، لذا قرر إنه سيتحدث معها وجهًا لوجه، ليُضيف بحزم:
- مش هينفع على التليفون يا ديانة، معلش تعليلي بكرة البيت.
أرتابت من حديثه ولكنها لم تُجادله ووأفقته على طلبه حتى تشعره بشيء وأضافت بمرح:
- ولو إني عندي حاجات كتير بكرة، بس أنت أهم، حاضر يا حبيبي هجيلك بكرة على الضهر كده.
أبتسم بخفة على حديثها وعقب بإمتنان:
- شكرًا يا ديدا، تصبحي على خير.
- وأنت من أهله.