-->

رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 17 - 1 - الخميس 21/12/2023

  

رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي



رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل السابع عشر

1

تم النشر يوم الخميس

 21/12/2023

❈-❈-❈

 

حاولت نهال أن تتحرك من مكانها دون أن تصدر صوت حتى لا تيقظ سليم الغافي إلى جوارها، فرفعت الغطاء أولاً وتسللت إلى النافذة في هدوء شديد، كانت تحاول أن تتعرف هل السماء صافية أو لا؟ 

ومن ثم اتجهت مباشرة إلى الهاتف ورفعت السماعة عدة مرات ولكن الحرارة كانت مفقودة به، هزت السلك عدة مرات ثم أيقنت أن فكرة الاتصال بوالدها أو تلقى اتصال منه  مستحيلة، 

حين همت بالعودة إلى الغرفة كان سليم يقف على بابها قائلاً:

_صباح الخير 

وضعت نهال يد على قلبها وقالت: 

_افتكرتك نايم! 

ثم أشارت إلى الهاتف وقالت: 

_لسه الحرارة مقطوعة 

قال وهو يفرد يده على اتساعها: 

_طيب وبعدين!؟ 

نظرت له في عتاب ثم سارت في إتجاه المطبخ وهي تحاول أن تداري خجلها قائلة: 

_انا هعمل الفطار 

نظر لها في مكر ثم قال: 

_طيب ما اعمله أنا وآخد جايزة 

هتفت في عناد: 

_لا مافيش جوايز خالص العاصفة خلصت والدنيا اتغيرت 

سليم وهو يسير خلفها:

_يعني اي!؟

فتحت باب التلاجة ثم قالت: 

_سليم احنا مش مراهقين خدنا قرار امبارح أن لازم بابا يوافق على الجواز الحقيقي، خلاص نستنى 

هتف سليم وهو يجلس على مقعد في المطبخ: 

_طيب أنا عايز أفطر فطير بالجبنة 

نظرت له نهال في  دهشة  ثم  انتبهت فجأة أنه ينتظر إجابة منها :

_مبعرفش أعمله 

سليم في هدوء: 

_عارف انك مش بتعرفي، بس أنا بعرف ها اي رايك 

هزت نهال رأسها في عناد وهي تكتم ضحكة  


نهض سليم من المقعد ثم قال: 

_طيب كنت ناوية تعملي اي؟

نهال: 

_جبن وبس 

وضع سليم يده على كتفها وقال في مكر: 

_طيب أعمل لك أنا الفطار وزي ما اتفقنا 

نهال وهي تبعد يده في حذر: 

_لو عايز تعمل لنفسك مش هيكون في شروط أو جوايز، بس أنا:::: 

نظر لها في جزل ثم قال وهو يهمس في اذنها: 

_عينيك بتقول كلام تاني 

اخفضت عيناها في خجل وقالت: 

_والله أنت متعب 

قال وهو يحوم حولها في عناد: 

_قبل العاصفة ولا بعد؟! 

همت أن تنطق بكلمة ما ولكن سليم قال في سرعة: 

_كدابة  كدابة 

أخرجت عدد من علب الجبن وقالت وهي تداري ضحكة ظهرت على وجهها: 

_عايزة أفطر والله 

هز كتفيه في استسلام ثم قال: 

_طيب خلاص 

أسرع في الخروج من المطبخ في حين أخرجت نهال علب الجبن والمربى والخبز وبحثت عنه في الصالة ولكنها لم تجده فأسرعت في إتجاه المرسم وخطت داخله وهي تقول:

_اللوحات دي تستحق معرض 

نظر لها في عمق ثم قال: 

_تعرفي أنك اجمل لوحة لسه مترسمتش وخائف لو رسمتها متبقاش في جمالك

شعرت نهال بالخجل فقالت وهي تضع الافطار إلى جواره: 

_ليه مش بتفكر تعرض أعمالك للناس والجمهور؟  

سليم وهو يتجول  بين  اللوحات: 

_ أنا مهندس ومقتنع أن لازم انجازاتي تكون في المجال دا وبس الرسم دا هويتي ومش عايز اعرض لوحاتي على اي ناس غريبة لأن كل لوحة وليها قصة جوايا 

نهال: 

_بس اللوحات فعلاً تستحق المعارض وتستحق الشهرة 

سليم: 

_انا مش بحب الشهرة أنا بفضل أن أكون ناجح وبس دا كفاية عندي 

ثم نظر لها في لؤم وقال: 

_بس لو انت مصممة::

قالت نهال في دلال وهي تضع حد إلى العرض الذي يريده سليم: 

_لما يجي بابا ونشوف هنتفق ولا لا؟

فرغا من تناول الطعام وقال سليم وهو ينظر لها في إهتمام: 


_ انت مكلتيش كويس دماغك مشغولة

 بحاجة !؟  

نهال: 

_مشغولة على بابا اوي، وخايفة كمان يكون هو قلقان عليا 

سليم في عمق:

_بس!؟ هو دا اللي شغلك بس؟  

نهال: 

_مش فاهمة!

سليم وهو ينظر لها في هدوء شديد: 

_بتفكري في بابا ورد فعله ولا حاجة تانية اي حاجة تانية؟! 

نهال: 

_بفكر في بابا بس ورد فعله لما يعرف وموقفه مننا، مش قادرة  أحط وضع أو مستوى علشان أفهمو ايه العلاقة اللي بينك وبين بابا عمقها اي؟ شدتها ايى؟ ممكن يرفض؟ ممكن يوافق؟ ما هو ممكن يرفض علشان اللي كان قبل كدا رافض وانا موافقتي خليته وافق قصدي الخطوبة اللي قبل كدا 

نظر لها في إهتمام ثم شرد لحظات وقال: 

_انا قلت لك مش هسيب  سبب  للرفض  مع أن دا حق اي أب يرفض أو يقبل اي حد يتقدم ل بنته هنفد كل طلباته،

لأنه لما اختارني  اختارني علشان جوازة صورية تمثيلية بمعنى اصح لانه مكنش عايز حد يستغلك أو يستغله هو بالجواز دا

صمت ران بينهم في حين أعقب سليم: 

_قبل ما نكلم عم مراد أنا محتاج أعرف أنك موافقة  وواثقة من مشاعرك ناحيتي ومتأكدة أن احنا هنكمل سوا  

نظرت له نهال في حيرة وصدمة ثم فكرت هل يحتاج سليم برهان أكثر من مشاعرها التي تركتها تعبر عن ذاتها امامه؟ ماذا يريد أكثر من هذا إيضاح ودليل؟

 

رن جرس الهاتف في تلك اللحظة مما جعل نهال تنتفض من مكانها وهي تقول: 

_غريبة! الحرارة رجعت فجأة 

نهض سليم في سرعة ثم اتجه إلى الهاتف وهو يقول:

_دا أكيد عمي مراد 

فور أن وصل إلى الهاتف رفع السماعة واستمع إلى صوت ميادة وحاتم مختلطين معاً مما جعله يستدعى انتباهه كاملاً: 

_خير في اكيد حاجة مهمة 

حاتم: 

_التصميمات الهندسية الخاصة ب  المجمع التجاري اللي في التجمع فين!؟ 

سليم في هدوء: 

_في مكتبك يا حاتم 

ميادة:

_مش موجود ولازم يروح النهاردة نعرضها على رجال الأعمال 

سليم في عصبية بالغة: 

_في مكتب حاتم قلت 

ميادة: 

_مش موجودة بقولك مش موجودة

سليم في سخط: 

_ميادة دوري عليها تاني في هدوء في مكتب حاتم مش عايز جنان 

حاتم: 

_سليم مش هينفع اتاخر عن الناس أو أطلب منهم تأجيل انت عارف ان دا يضرنا

سليم:

_حاتم التصميمات في درج مكتبك الشمال، ولا انتم كمان محتاجين حد يعرفكم اليمين من الشمال  

اغلق سليم الهاتف في عصبية، ثم جلس إلى جوار نهال التي قالت: 

_من الاحسن انك تروح لهم

سليم نظر لها في عمق ثم قال:

_لا 

نهال:

_المكتب دا يخصكم انتم الاتنين مش يخص حاتم بس 

سليم: 

_أنا متأكد أن ميادة هي اللي نقلت الورق مافيش  غيرها بيدخل المكتب، لازم يكون في  سكرتيرة حقيقى بعد كدا، مش ربة منزل تقعد ساعتين في المكتب وبعد كدا تروح البيت 

نهال: 

_العتاب والقرار يكون بعدين بعد ما تلاقوا التصميمات ووجودك النهاردة هيخلي قرارك

هو اللي هيمشي، وومتنساش أن ليك فترة بعيد عن حاتم و متعرفش كانت الأمور ماشية ازاي؟ 

سليم في غضب: 

_الأيام اللي فاتت دي كان كل جهدي ووقتي في   التصميمات دي 

ازاي تضيع كدا؟ 

نهال في هدوء: 

_لازم تكون موجود في المكتب حالاً يا سليم لازم

أنا شايفة أن الجو اتحسن ولو رحت ساعة 

هيفرق كتير واليوم مش هيضيع 

نظر لها سليم في عمق ثم قال: 

_طيب تمام كلام مقنع ولما نرجع نكمل كلامنا 

سليم وهو يتجه إلى الدولاب: 

_ البيج يليق  على اي اكتر 

نهال وهي تخرج من المرسم:

_الأسود 

سليم بعد أن خرج من المرسم في سرعة واتجه نحو الباب وأشار إلى الحائط  أعلى :

،_أنا هعرفك أزرار التحكم في بوابات البيت، الزرار اللي ع اليمين دا ف الاول زر فتح البوابة من برا، والباب دا الزرار اللي جنبه

ثم نظر لها وقال: 

_أول ما تسمعي صوت كلاكس العربية افتحي البوابة والباب اتفقنا 

نهال:

_اتفقنا 

سليم:

_مش هتأخر

نهال:

_هاستناك



الصفحة التالية