-->

رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 22 - 1 - الأحد 31/12/2023

  

رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي



رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل الثاني والعشرون

1

تم النشر يوم الجمعة

 31/12/2023


(أن تغفري 

فتز هر صحرائي 

شتلات ورد 

أن تغفري 

فيعود الفرح 

إلى قلبي الكهل 

أن تغفري 

فيلون قوس قزح 

عتمة أيامي 

ويعود القمر 

يضيء طرقاتي 

ويبتسم لي الصخر 

والرمل وسائر من في الكون 

أن تغفري 

لعقل  تشتت إدراكه 

في غيابك  فلم يعد 

يدرك هل اليوم هو اليوم 

أو أنه في الأمس يحيا

ولا طوق نجاة لديه

اختل الكون 

في غيابك أختل 

أن تغفري 

يا حبيبة القلب 

حتى تشرق أيامي 

وتندرج من جديد الأماني

ويكتب أسم سليم  

في من نال السعادة من كفوف نهال أميرة الكون 

سليم) 

❈-❈-❈

مشطت ايڤا شعر نهال في رفق وحنان ثم قالت وهي تضع المشط جانباً:

_أيوا كدا ارجعي ونوري الدنيا كلها 

لم تجب نهال في حين أعقبت إيفا:

_خير أن شاء الله ساكتة ليه!؟ 

نهال:

_مافيش

إيفا في مكر:

_مافيش، مافيش بجد  ولا الساعة عدت على ميعاده اربع دقائق 

نهال في حزن:

_على أد ما نفسي يجي واقعد معاه على أد حزني وزعلي منه، غريبة أوي أن جوايا صراع في الحكاية دي

إيڤا وهي تتنهد:

_صح محدش بيقدر يجرحنا  و يوجع قلبنا غير اللي حبناهم بجد 

دلف سليم في تلك اللحظة إلى الغرفة وهو يحمل باقة ورد:

_صباح الخير 

إيڤا وهي تنهض إلى أقصى الغرفة وتضع المشط في أحد الإدراج:

_صباح النور يا  بشمهندس سليم 

نهال في صوت منخفض :

_صباح الخير 

ولكن سليم نظر في إتجاه إيڤا وهو يقول في لهجة حماس:

_عايز زهرية احط فيها الورد 

ابتسمت إيڤا في مكر وأشارت إلى الخارج  وقالت:

_هطلع اجيب واحدة من برا 

أمسك سليم وردة بيضاء ثم قال وهو يضعها بين يد نهال:

_الورد دا من البيت عندي 

هزت نهال رأسها علامة الموافقة ولم تجب في حين أكمل هو:

_بيقولوا الورد له لغة والوردة البيضا طالبة السماح 

نهال لم تجب فقط نظرت إلى الورد في صمت في حين قال سليم:

_غريب أن الورد  مافيش شوك 

نظرت نهال الى الوردة البيضاء ثم مررت يدها عليه وتابعت:

_فيه شوك صغير لأنه أول انتاج الشجر دا 

سليم في حذر وهو ينظر إلى وجهها:

_أنت لسه:::

لم يكن في حاجة أن يكمل فهو يعلم جيداً أن هناك حاجز ما بينه وبين نهال حاجز يكاد يحيل العلاقة برمتها إلى نقطة اللاعودة وهو ما يخشاه سليم كثير فقال في صوت منخفض:

_نهال أنت مشاعرك اتغيرت من ناحيتي!؟ 

نهال وهي تتجنب أن  تنظر له:

_أنا حاسة اني تعبانة اوي، تعبانة من كل حاجة  و موجوعة من كل حاجة، اتهامك ليا 

لسه بيألمنى لحد اللحظة دي،  وأنك متدنيش دقايق بس من وقتك علشان تسمعني  مخليني أفكر في كل حاجة بطريقة تانية بطريقة على أد ما بتتعبني على أد ما بشوف أن الألم كبير ومافيش حاجة توقف الألم دا غير::: 

تنهد سليم ثم قال وهو يسير بضع خطوات في إتجاه النافذة:

_قلبك لسه مسامحنيش 


رفعت نهال  رأسها له في بطء ثم قالت:

_تقدر تقول إن جرحي آلمني اوي  

همس سليم في حزن:

_طيب ليه مش ندي لنفسنا فرصة تانية!؟ علشان خاطر  اللحظات الحلوة اللي عشناها، واللي سبب الجرح هو اللي يقدر يداويه،  بس أديه فرصة تانية 

نهال وهي تنظر له في حزن:

_أيوا بس 

سليم وهو يقترب منها في خطوات سريعة حتى يقتل تفكيرها الجاف والمجحف  عليه:

_الايام هتثبت لك أن حبي ليك يستاهل فرصة تانية مش طالب غير فرصة تانية  ولو ضيعتها يبقى استاهل كل اللي تحكمي بيه، الوقت اللي فات كان محكوم بكل حاجة  زي ما يكون قوانين ولازم امشي عليها  كان أسرع من أنه يترجم اللي جوايا  بس الأيام الجاية هخليها كلها تترجم لك صدق كلامي  

نهال نظرت له في حزن ثم تابعت:

_الوقت مكنش اسرع يا سليم المشكلة مش ف الوقت المشكلة أن في لحظة ما بدأت احسن بالأمان كل حاجة ضاعت من تاني 

سليم وهو يجلس أمامها في رفق على الفراش:

_كان في موقف حصل وخاني التفكير والإدراك والوعي فيه، كنت مش قادر اتحمل غيرتي عليك 

النار وقفت تفكيري الموقف كان كبير اوي لدرجة اني مكنتش واعي لرد فعلي أنا، بس أوعدك 

إن الأيام الجاية مش هيكون فيها غير الأمان 

نهال أنا مش عايزك بس تحكمي عليا حكم تعسفي 

أو تحكمي علي بالاعدام، أنت كدا بتحكمي عليا بالاعدام  

تمتمت نهال:

_اعدام! 

نظرت لها سليم في عتاب وتابع:

_ايوا أعدام وأنا عايز فرصة تانية قبل ما يصدر القرار دا، مش بيسألوا المحكوم عليه بالاعدام بطلب واحد قبل الموت؟ ويلبوا طلبه، خلاص هو طلب واحد 

نهال وقد اتبعها الكلام:

_اي هو الطلب!؟ 

سليم في عناد:

_فرصة تانية، تدي ل قلبك وعقلك ومشاعرك و روحك فرصة تانية بلاش تبصي ل سليم أنه جاني بصي له أنه مجني عليه هو كمان ويستاهل فرصة صغيرة مش هقول فرص لا فرصة منحة كمان من منح نهال 

نظر سليم في عينيها ثم قال:

_مش هتديها ل سليم اللي خوفه عليك في لحظة كان أكبر منه أن يعقل أو يفهم اي شي  ويدور في مستشفيات البلد كلها بليل، طيب فرصة تانية ل سليم 

اللي بيحبك حب حقيقي،  

واللي لو خرجت من حياته هو هيرجع للعزلة و العدم تاني ويمكن يموت 

نظرت له نهال في حزن في حين أكمل هو:

_فراقك والموت واحد صدقيني يا نهال 

سادت لحظة صمت بينهم كل منهم ينظر إلى الآخر سليم يستجديها في استماتة أن تقبل ويلين قلبها وهي بين ال بين 

تخشي أن تعطي فرصة ثانية فتنال منه جرح آخر يقضي عليها، وتخاف أن تتركه ويخسر كل منهم الآخر المشاعر لا زالت في القلب تئن، منتصف الطريق المنتصف المميت حيث تنقصك خطوة واحدة فقط حتى تنهي  القرار أما أن تتقدم خطوة إلى الأمام وتكمل السير في الطريق ، أو تعود خطوة إلى الوراء وتنهى مشوار بدأته وتعود من حيث ءاتيت 


دلفت إيڤا إلى الغرفة وهي تحمل زهرية خزف تحمل اللون الأبيض ونظرت إلى كل من نهال وسليم وتابعت:

_الزهرية اهي لفيت المستشفى كلها على واحدة  لحد ما لقيتها في اوضة الممرضات فاضية  قلت لهم لا في اوض تانية محتاجة يتحط فيها الورد وانتم كدا كدا مش فاضين ليها تملوها أو لا 

ثم نظرت إلى سليم وقالت وهي تنسق وضع الورد المتعدد الالوان في الزهرية في اهتمام بالغ:

_ أنا بحب الورد البلدي أوي والورد دا حلو اوي اوي، وريحته جميلة اوي،  واخترت التلات الوان كمان يعني مكتفتش بلون واحد يا بشمهندس سليم  

سليم وهو ينظر في عين نهال:

_لقيتهم على سور البلكونة ساعة الفجر  قلت لازم دي رسالة ولازم توصل ل صاحبتها

 

ابتسمت إيڤا في مكر ثم نظرت إلى نهال  وتابعت:

_طيب 

انتهت إيفا من وضع الورد ثم حملها سليم في هدوء  ووضعها إلى جوار نهال وقال:

_خليها هنا جنب الوردة  علشان تسمع رسالتي ليها كل يوم و قلبها يرق و  تسامح وعقلها يوافق

الصفحة التالية