-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 1 - 1 - السبت 2/12/2023

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الأول

1

تم النشر السبت

2/12/2023



"غريب أنت يا ابن أدم تصدر الأحكام وتنفذها كأنك أنت الحاكم والمسؤول ، كيف لك أن تحاسب أدمي مثلك بدون وجه حق ، وليس هذا فحسب تحكم عليه دون أن تراه من الأساس ، هل هذا هو العدل من وجهة نظرك ، فإذا كان هذا هو حكمك وعدلك فأعلم أنك غير عادلا و ستلقى حتفك إذا لم يكن اليوم المؤكد بالغد"


في منزل عريق يتميز بالذوق الرفيع والرقي يركض شاب في منتصف عقده الثالث ويقذ الدرج وهو يحمل بين ذراعيه طفلا صغيراً عمره عامين وتركض خلفه فتاتين في بداية عقدهم الثالث يصرخون بشده ويحاولون الإمساك به.

وعلي سفرة طعام مستديرة يترأس رب البيت الطاولة رجلاً علي مشارف عقده السابع يظهر علي ملامحه الوقار وطيبة القلب وعلي يمينه تجلس زوجته التي تصغره بخمس سنوات وعلي يساره يجلس إبنه البكر أدهم وإلي جواره زوجته وإبنة خالته الحبيبة تمارا.

قطع إندامجهم علو الأصوات حولهم ممزوجة بأصوات الضحك والصراخ والمزاح ظهر أسر وهو يحمل إبن أخيه وخلفه شقيقته الصغري أسيل وإبنه خالته تقي وملابسهم مبتلة كالعادة أفرغ عليهم أسر زجاجات الماء المثلجة.

ألتفت لهم الأب سراج ضاحكاً:

-بردو يا أسر عملت الي في دماغك وخدت عمر وروحت تغرقهم مياه وهما نيمين  ؟

ابتسم أسر بإستفزاز:

-يا بابا ما أنت عارف أنهم مش بيصحوا  غير كده أعمل أيه فأنا غرقت سارة وموري غرق تقي وبعدين ماما الي قالتل اصحيهم صح يا أمي صح يا موري ؟ 

رد عمر بطفولة:

-صح يا عمو صح يا تيته.

إبتسمت عليا بحنان:

-صح يا قلب ماما وأنت يا قلب تيته.

أتسعت عين أسيل وصاحت بجنون :

-عجبك إلي عملوه فينا يا ست ماما فرحانة فينا عجبك كده يا سي بابا وأنت يا أبيه عجبك عمايل إبنك دي أسر هيجننه ؟

ضحك سراج بخفة وعقب:

-بصراحة تستاهلوا مكنتوش هتصحوا غير كده. 

رمقهم أدهم ساخراً وعقب:

-طبعا عاجبني مش أحسن ما تفضلوا نايمين للظهر اديكو صحيتوا نفطر سوا.

ردت أسيل بضجر :

-ماشي بس خليك فاكرين أنكم أنتم إلي صحتوني بدري.

غمزت لها تقي بمزاح :

-أيوة يا سوسو مش هنسكت لهم عشان يحرموا يصحونا بدري تاني هههههههه.

ألتفت أدهم إلي والده وتحدث بجدية:

-بابا إحنا محتاجين سكرتير جديد بدل استاذ رفعت.

أومأ سراج بهدوء وقال:

-تمام يا أدهم شوف سكرتير كويس يناسبك.

إبتسم أسر بحالمية وقال:

-ياريت تبقي سكرتيرة عشان تطري علي القاعدة.

تطلعت له تقي بشر وصاحت:

-أسر أحترم نفسك.

رفع أسر يده لأعلي بإستسلام:

-بهزر يا رمضان مبتهزرش ههههه .

أنتهي الإفطار العائلي في جو يسوده الحب والألفة وذهب كل منهم إلي عمله…..

❈-❈-❈

تجلس في غرفتها وبين يديها صورة صغيرة تضمها داخل أحضانها بإشتياق أبعدتها عن أحضانها وهتفت بحزن:

-يا تري هنتجمع تاني ؟

دمعة شاردة سقطت من عينيها مسحتها سريعاً وهي تستمع إلي طرق الباب خبت الصورة جيداً أسفل وسادتها وأذنت لمن بالخارج بالدخول:

-أدخل.

فتح باب الغرفة ودلفت اسيل بمرح:

-صبح صبح يا ست الكل.

إقتربت من والدتها بحب وقبلة أعلي رأسها ربتت والدتها على ظهرها وتسألت:

-خير يا قلبي محتاجة حاجة ؟

ضمت شفتيها بعبوث وقالت:

-زهقانة يا ماما أحنا مش هنسافر مصيف السنادي ولا ايه ؟

ابتسمت عليا بحب وقالت:

-لأ هنسافر بس أنتي شايفة ظروف شغل أبوكي وأخوكي يا قلبي سبيهم هما لما يخلصوا شغلهم هيحددوا وقت.

تنهدت بضجر وقالت:

-طيب ماشي .

صمت قليلاً وتسألت:

-قاعدة لوحدك ليه تعالي انزلي معانا تحت.

أومأت بهدوء ونهضت برفقة إبنتها وهبطت برفقتها إلي الأسفل وذهبت إلي المطبخ لتري ما تفعله تمارا .

❈-❈-❈

في الحديقة تجلس تقي علي المقعد وتصب تركيزها علي اللوحة التي وممسكة بيدها الفرشاة شاردة في الصورة التي تود رسمها فجأة أتي أسر من خلفها وأخذ الفرشاة في غفلة منها.

أتسعت عيناها والتفتت له صارخة:

-حرام عليك يا أسر كده تقطع حبل أفكاري منك لله يا بعيد بقالي ساعة بجمع فيه.

تطلع لها قليلاً وأنفجر ضاحكاً:

قطعت أيه يا أختي هو أنا جيت جنبك وبعدين هو أيه ده إلي بتجمعيه  يا مجنونة ؟

زفرت تقي بنفاذ صبر:

 حبل أفكاري يا جاهل عشان أبدأ أرسم أش فهمك أنت في الرسم يا جاهل ؟

إبتسم أسر ساخراً وعقب :

تصدقي أنتي عندك حق أنا جاهل أني وافق بتكلم معاكي أصلا سلام يا دافنشي رايح أشقط موزة أحسن لي.

نهضت من مكانها وأمسكته من أذنه وصاحت مستنكرة:

-نعم نعم يا سي أسر رايح فين سمعني كده تاني؟

غمزها بخفة وقال:

-موزة أصل أنتي جثة فلازم أدور علي موزة سيبي بقي ودني هتكبر ومحدش هيبصلي .

شدتها بقوة مما جعله يصرخ بآلم:

-سبيني يا مجنونة سيبب.

تركته وتراجعت إلي الخلف وهي تضع يدها في خصرها بتشفي:

-أحسن بقت حمرا شكل الفرولاية يلا بقي شوف رايح فين.

رمقها شذرا وقال:

-ماشي يا تقي ماشي سلام.

ردت تقي برخامة:

-سلام يا بارد.

علي الطرف الآخر تقف تمارا تساعد خالتها في تحضير الغداء وهم يراقبون تقي وأسر من النافذة بإبتسامة عذبة.

إبتسمت تمارا وقالت:

-بصراحة يا خالتو أسر وتقي دول مجانين هيفضلوا ناكر ونكير طول عمرهم .

تنهدت عليا بأمل وقالت:

-عندك حق يا تمارا بس هما إلي عاملين للبيت حس ربنا يفرحنا بيهم هما وأسيل يااااارب.

رددت تمارا بتمني:

-يااارب يا خالتو.

❈-❈-❈

في إحدي الكافيهات المطلة علي النيل يجلس أسر مع صديقه المقرب لؤي يتناولوا القهوة و يتذكرون ذكرياتهم سويا.

رمقه أسر معاتبا:

-يعني يا واطي من ساعة ما أخدنا الأجازة ما شفتكش ولا مرة ولا مكالمة تليفون طيب تعالي زورني في البيت .

إبتسم لؤي ساخراً وعقب:

-أجي فين يا عم أسر هو أبوك وأمك بيطقوني أصلاً ؟ ولا أخوك إلي محسسني أني قتله قتيل ؟

عض أسر علي شفتيه بحرج:

يا أبني مين قالك كده ؟ بس أنت إلي هزارك تقيل وبتروح تضايق البنات.

مثل لؤي الحزن وقال:

-يعني أعمل أيه يا أسر أن بعتبرهم أهلي بعد موت أبويا وأمي إلي عايشة بره يبقي دي أخرتها يظنوا فيا أني ببص لبناتهم ؟

غير أسر مجري الحديث:

-يا بني هما بيحبوك وأحنا أهلك اسكت هضحك أخيراً أستاذ عوني السكرتير مشي .

ردد لؤي دون إهتمام:

-يا سيدي هتلاقيه يومين وجاي.

حرك أسر رأسه بلا:

-لا خلاص هيستقر في بلده ومش راجع تاني وأدهم بيدور على سكرتير بداله.

لمعت عين لؤي بلهفة:

-أخص عليك  يا أسر بتدوروا علي سكرتيرة وأختي نيڤين موجودة أنت ناسي أنها معاها إدارة أعمال وكمان لسه محضرة الدكتوراه وراجعة من بره ؟

اومأ أسر بتذكر :

-أه صحيح خلاص هقول لأدهم لو وافق تمام.

رد لؤي بسخرية:

-هو كل حاجة أدهم وأنتي فين يا بطة ؟

تحدث أسر بغيظ:

لؤي أنت عارف كويس أني مبحبش الأسلوب ده وبعدين أدهم إلي شايل الشغل من صغره بالتالي هو المسئول وياريت تبطل تريقة بقي.

رفع يده بإستسلام وقال:

-يا بني مش قصدي قصدي أنك تبقي معاه في كل حاجة وتخلي بالك من مالك الدنيا مش دايمة لحد.

رد أسر بإختصار:

-خلاص يا لؤي زي ما قولتلك هقول لأدهم وأرد عليك.

❈-❈-❈

في المساء عاد ادهم من عمله وجلس  في مكتبه يراجع بعض الأوراق بتركيز تام قاطعه طرق الباب ودخول أسر بمرحه المعتاد:

-ممكن أدخل؟

استدار أدهم بإبتسامة:

-ما أنت دخلت خلاص تعالي يا حبيبي .

اقترب شادي منه بوجه بشوش وجلس أمامه: 

خلصت شغلك ولا أنا معطلك عن حاجة ؟

أغلق ادهم الملف وقال:

-حتى لو ما خلصتش مش مهم الشغل عشان خاطرك.

تراجع أسر مازحاً:

- لأ يا خويا خلص شغلك وأنا مستنيك أنت عايز الحج سراج يولع فينا هههههههه !

ضحك أدهم بخفة وعقب:

-هههههه أطلع من دول وأدخل في الموضوع.

آخذ نفس عميق وتحدث بجدية:

-أنت كنت عايز سكرتير صح أنت طبعا عارف لؤي صاحبي أخته دارسة إدارة أعمال ولسه مخلصة دراستها وراجعة من بره.


تابع قراءة الفصل