-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 1 - 2 - السبت 2/12/2023

  

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل الأول

2

تم النشر السبت

2/12/2023


أومأ أدهم بتفكير:

-هو أنا مش بطيق صاحبك لؤي بس لو اخته طلعت شاطرة أيه المشكلة خليها تيجي أجربها لما نشوف الدنيا معاها.

أتسعت إبتسامته وقال:

تمام يا حبيبي هقوله يجبها بكره تقابلها تسلملي يا غالي سلام يا أبو عمر.

إبتسم الآخر بحب :

سلام يا حبيبي خد بالك من نفسك .

❈-❈-❈

في غرفة أسيل تجلس أمام قفص العصافير الخاص بها وتتأملهم وتتحدث معهم كأنهم أشخاص يستمعوا لها ويتفاعلوا معها:

-تعرفوا أني بحبكم جدا بذات أنتي يا كوكي  وتنظر لها بإبتسامة ثم تنظر إلي الآخر :

-كوكو وأنت كمان يا سي كوكو بس بحبك بس مش ذي كوكي هههههه بس متزعلش أنا بحبها عشان بنات زي بعض هههههه.

دلفت تقي الغرفة وهي تضرب كف بكف تقي :

-عليه العوض يا بنتي بتكلمي العصافير يا مجنونة !

إبتسمت أسيل بمرح :

-أه إذا كان عجبك يا أختي عايزة أيه مني مش سبتيني وقعدتي ترسمي في الجنينة ؟

رمقتها تقي ساخرة:

-معلش يا سارة أنتي عارفة أني بحب أرسم في هدوء وأنتي ماشاء الله تتحسدى بهدوئك.

زفرت أسيل بحنق:

طيب يا أخت دافنشي عايزة أيه مني ؟

أتسعت عيني تقي بصدمة:

 حتي أنتي كمان هتقوليلي دافنشي ؟ مش عايزة حاجة يا أختي ده خالتو قالتلي أقولك أن الغدا جاهز تحت.

نهضت أسيل بلهفة وقالت:

يعني بقالك ساعة بترغي والأكل جاهز وأنا هموت من الجوع وسعي كده .

أزاحتها جانبا وركضت إلي الأسفل تاركة تقي تنظر في آثرها بصدمة:

- مجنونة وهتفضل طول عمرها مجنونة.

هبطت الدرج وصوت صراخها يعلوا :

-جعانة يا قوم الأكل فين هموت من الجوع.

ضحك أسر ساخراً :

-يا بنتي نفسي أفهم الأكل ده بيروح فين بس مش باين عليكي حاجة أنتي تأكلي وإحنا إلي بنتخن؟ 

رمقته أسيل شذرا:

-أنت بتحسدني يا رخم وأنا أقول نفسي مسدودة ليه ؟

أتسعت عينيه وعقب ساخراً:

-أه وأنا أقول بتخلصي الأكل وتسيبي الأطباق المفروض كنتي تأكلي الأطباق بالمرة كمان ؟

إنفجر الجميع ضاحكين أثر جملته وما كان منها سوي أنها أمسكت ثمرة من التفاح وقامت برميه بها ولكنه تلقفها بمهارة وبدأ يتناولها بنهم شديد وهو يخرج لها لسانه.

❈-❈-❈

تطلع والده إليه عدة مرات ظناً منه أنه يهزي أو يمزح ألتفت إلي وزجته التي نظرت له بحيرة هي الأخرى.

قلب بصره بينهم وتسأل بحذر :

-مالكم يا جماعة ساكتين ليه ؟ أيه رأيكم في إلي أنه قولته ؟

أتسعت عين والده وتسأل بعدم إستيعاب:

-رأينا في إلي أنت قولته ؟ أنت بتتكلم جد ولا بتهزر يا قاسم.

آخذ نفس عميق وألقي جملته دفعة واحدة:

-مش بهزر يا بابا بتكلم جد أنا بحب أسما وعايز أتجوزها.

عند هذا الحد ولم يستطيع والده الصمود أكثر من ذلك وصاح بولده بجنون:

-نعم يا أخويا بتحب مين ؟ وعايز تتجوز مين ؟ أنت أتجننت صح ؟ ما هو أنت بتهزر لا أنت مجنون ملهاش حل تالت بقي أبني أنا قاسم نور الدين يتجوز واحدة من الشارع ولا ليها أصل من فصل ؟ مش بعيد أصلا تكون بنت حرام.

أحمرت عيناه كالجمر وتحدث بعصبية شديدة:

-بابا كله إلا أسما سامعني كله إلا أسما هي مش واحدة من الشارع مش معني أنها يتيمة وأتربت في ملجأ يبقي من الشارع أو بنت حرام ليه حضرتك تحكم عليها كده من قبل ما تشوفها حضرتك لو شوفتها أنت وماما هتفهموا كلامي كويس أسما بتصلي وعارفة ربنا وكمان حافظة القرآن الكريم خات واحدة من إلي نعرفهم زيها كده ؟

رمقه والده بإستخفاف وعقب:

-بجد شوفتها بعينك بتصلي ؟ أشتغلت حضرتك محفظ قرآن وسمعتلها ؟ وعرفت منين متربية ولا لأ دي بنت ملاجئ يعني بنت حرام والدم بيجري في دمها دم نجس سامع نجس.

لم يستطيع أن يستمع لأكثر من ذلك نهض من مكانه ورفع كفه في وجه والده وردد بحزم:

-كفاية لغاية كده يا بابا مش هنتكلم في أعراض الناس أنا بحبها يا بابا وهتجوزها .

إستدار الرجل الي زوجته وصاح بعصبية:

-أيه ساكته ليه مش سامعة إبنك بيقول أيه ؟

أومأت بإيجاب وقالت:

-سامعة إلي بيتقال بس إبنك أكيد مش هيتجوز من غير رضانا.

ألتفتت الي ولدها واسترسلت بإيضاح:

-قاسم يا حبيبي أنت مش بتحب البنت دي هي مجرد بنت يتيمة شوفتها في زيارتك للملجأ وبتشفق عليها مش أكتر ولل مركزك ولا شغلك ولا أحنا ممكن يوافقوا علي الجوازة دي عايز تساعدها بفلوس ماشي أنت بتقول هتم السن القانوني وتخرج هاتها هنا تشتغل في البيت وتبقي تحت عنينا ويا سيدي إنك علي الجواز نشوف ليها أي واحد غلبان يرضي بيها ويتجوزها.

أرتسمت إبتسامة ساخرة علي محاياه وصقف بيده عدة مرات وسط تعجب والديه توقف فجأة وأسودت عيناه وغمغم بتحدي:

-أنا بحبها يا ماما وهتجوزها كمان سواء بإرداتكم أو غصب عنكم.

لم يكن رد والده سوي صفعة مدوية وقعت علي وجه قاسم تراجع آثرها الي الخلف عدة خطوات وشهقت والدته بفزع ونهضت تتفحص ولدها ولكنه تراجع إلي الخلف وأشار لها أن تتوقف وتحدث بإستنكار:

-بتضربني يا بابا ؟ بتضربني حضرتك معملتهاش وأنا عيل صغير بتعملها وأنا راجل عندي 30 سنة.

دمعت عيناه وأكمل بأسي:

-أنا معملتش حاجة غلط أنا حبيتها يا بابا زي ما أنت حبيت ماما.

قاطعه والده بعصبية:

-إخرس يا حيوان بتقارن أمك بالزبالة بتاعتك.

عاجله بعند وجدية:

-لا مش بقارنها بماما يا بابا وأسما هتجوزها.

تطلع له والده قليلاً وبعدها جلس مستنداً بظهره علي المقعد الوثير واضعاً ساق فوق ساق وتحدث بتحدي:

-عايز تتجوزها يا إبن أمك روح أتجوزها بس مفاتيح عربيتك هاخدها حسابك في البنك هيتقفل شغلك في الشركة هتترفد منه يعني هتبقي في الشارع روح بقي أتجوزها وأقعد معاها في الشارع الي جت منه.

حاولت زوجته التحدث وتهدئة الوضع بينهم الي أنا رمقها بتحذير:

-متدخليش أنتي يا وفاء.

تطلع إلي إبنه ساخرا وإبتسامة تشفي تلوح علي ثغره ظناً منه أنه إنتصر علي نجله ويستطيع إرجاعه عما ينوي إليه لكن فاجأه بوضع مفاتيح السيارة والمنزل أمامه علي الطاولة وكذلك أخرج محفظته الجلدية أخرج منها جيمع الأموال ووضعها بيد والده.

رفع يده لأعلي بإستسلام وقال:

-مفاتيح العربية والبيت في ايدك حتي الفلوس الي في جيبي بقت معاك شركتك رجلي مش هعتبها تاني بعد إذنكم.

إستدار بظهره متجهاً إلي الخارج لكن أوقفه صوت والدته المهزوز من البكاء:

-هتسيبنا عشانها يا قاسم ؟ هتعصي أبوك وأمك عشانها ؟

ألتفت لها والدموع في مقتليه ووضع قبضته علي قلبه وضرب عليه بقوة عدة مرات وهو يتحدث بآلم:

-مش بإيدي يا أمي أنا حبيتها بجد ومش هقدر أتخلي عنها.

صمت قليلاً وتطلع لهم بأمل وقال:

-أدوها فرصة واحدة يا ماما شوفوها طيب أنا واثق لما تعرفيها هتحبوها زي ما أنا حبيتها.

نظرت الي زوجها بترقب ولكنه أشاح بوجهه إلي الجهة الآخري ونهض قائلاً بلهجة لا تقبل النقاش:

-أنت إلي أخترت وتأكد لما تفوق لنفسك وتبعد عن البنت دي هتلاقي الباب مفتوح ليك دايماً.

تحرك والده عدة خطوات كي يصعد إلي غرفته لكن توقف فجأة واضعاً يده علي قلبه بآلم وسائر جسده يتشنج وفجأة سقط أرضاً.

شهقت زوجته بصدمة وركضت تجاهه هي وولدها الذي يناديه بهلع:

-بابا رد عليا يا حبيبي انت كويس ؟

لم يأتيه الرد فقد غاب عن الوعي نهض سريعاً يهاتف سيارة الإسعاف بينما والدته ما زالت تجثو جوار زوجها والدموع تتساقط من مقلتيها.

هاتف المشفي لإرسال سيارة الإسعاف وركض تجاه والده سريعاً يتفحصه.

رمقته والدته بعتاب وقالت بتوعد:

-لو أبوك حصله حاجة بسببك يا قاسم مش هسامحك طول عمري يا قاسم سامع مش هسامحك.



يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة