رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 31 - 2 - الإثنين 11/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الواحد والثلاثون
2
تم النشر يوم الإثنين
11/12/2023
كان التوأم الصغار يلعبون على أرضية المنزل، وفوق الاريكه امامهم يجلس بدر و فريدة التي كانت كعادتها تقص عليه ما حدث في يومها مع عائلتها وظل الآخر يربت علي ظهرها بدعم ويحتضنها بقوه أكثر
= فرحان أنك اتصالحتي مع أهلك أخيراً و دي خطوه كويسه، ان شاء الله مع الوقت هتبتدي تتخطي الباقي.
تورد وجهها من دعمه الدائم لها، فحضوره القوي بمواقفه الرجولية المختلفة يؤثر عليها بشكل ملحوظ دائما، ناهيك عن اهتمامه الجارف لها، ضمها إلى صدره متابع بود
= انسي الماضي وركزي في اللي جاي!
هزت رأسها بتفهم، فلا حاجة بها للبقاء حبيسة أحزانها، عليها أن تمضي قدمًا في حياتها، شردت في حضن والدها التي اقتربت منه بكل ارادتها، واضطربت أنفاسها مرددًة بعدم تصديق
= انا مش مصدقه لحد دلوقتي ان انا عملتها أصلا وبعد كل اللي حصل منهم قدرت اتعامل عادي من تاني، بس على رايك ده اللي كان لازم يحصل كفايه انهم ندمانين على اللي حصل .
التفتت التفاتة صغيرة لتنظر له بطرف عينها وهي تضيف بصوت ذو مغزى
= بدر أنا عارفة إني كنت حمل كبير عليكي وساعات كنت يعني بضايقك و بنكد عليك بسبب مشاكلي، وانت.. استحملت مني حاجات محدش يقبلها على نفسه!
ابتسم لها بدر الذي ظل مرابطًا بجوارها علي الأريكة وهو يجيبها
= ولا يهمك!
تنفست بعمق لتضبط مشاعرها الثائرة وأضافت بامتنان
= وفي كل مرة كنت بأقع فيها في مشكلة، كنت .. بتقف معايا وعمرك ما سبتني
تفهم سبب كلماتها الحزينة، و وضع يده برفق على كتفها قائلا بحنو
= عشان اللي بيحب حد بيحبه زي ما هو كده! وأنا حبيتك كده.
تحركت مستديرة نحوه بخجل وتفاجات من كلمته التي لأول مرة يقولها، فعمق الآخر نظراته أكثر نحوها و قلبها كان يزداد من نبضاته وقالت بتوتر
= هو انت بجد بتحبني اصلك عمرك ما قلتها ليا بالكلام .
تنهد واجاب بنبرة عاشقة صادرة من فؤاد ذاق لوعة الحب
= شفتي انتٍ قلتي ايه يعني عارفه ومتاكده ان انا بحبك بس بعبر بطريقه تانيه، والافعال دي عرفتك ان انا بحبك من غير ما اقول.. و علي العموم ولو كان نفسك تسمعيها فانا بحبك يا بنت عابد!
هبطت دمعه من عينيها وهي تتطلع به ثم ارتمت بين ذراعيه وهي تُتمتم بحب صادق
=انا مش عارفه اقولك ايه ..انت اجمل واحن راجل في الدنيا ..ربنا يخليك ليا.
ولم يرد سوي وهو يضمها اليه بقوة هاتفاً
= يكفيني الفرحه اللي بشوفها في عنيكي
أبتعدت عنه ببطء ترمش بعينيها، وشردت في نظراته المتأملة لخلجاتها، شعرت بصدقه بيقينه بحفاظه على وعده الذي لن يحنثه أبدًا، فهمست بابتسامة باهتة
= انا مش عارفه عملت ايه في حياتي عشان اتجوز حد زيك .
طالعها بدر مبتسماً، وهتف قائلاً يمزح
= عملتي ذنوب كتير .. وادبستي فيا، انا و البنات اللي مطلعين عينك ليل ونهار دول .
ضحكت بشدة عليه ثم أردفت بإبتسامة عريضة
= اذا كان كده انتوا احلى تدبيسه في حياتي حصلت .
أبتسم بحب وإنحني يقبل جبينها بقوه وهبط ليُقبل شفتيها بعذوبه وكادت أن تندمج معه إلا أنها تسمرت موضعها وهي تستمع الي كلمه جعلت الدماء تقف في عروقها
= ما.ما .
أبعدت بسرعه بدر عنها ونظرت إلي الصغار بالاخص ملك بلهفه عندما استمعت ذلك اللقب الذي جعل قلبها يرقص بفرحه شديده هامسه بلهفه
= بدر انت سمعت اللي انا سمعته ملك قالت لي يا ماما؟؟
نظر بدر بإبتسامة عريضة وهو يراقبها تركض وحملت الصغيرة، وهي تردد بعدم تصديق
= انتٍ قلتلي ماما مش كده..؟! يا حبيبتي أنا ماما .
ضحكت بفرحه ومالت برأسها تقبلها ثم أخذت الصغيرة الأخري ملاك من بين يديه وأمطرت بوابل من القبلات عليهم، نظرت إلي بدر الذي يتابعها بسعادة، ثم عادت النظر اليهم وقالت وهي تحمل الاثنان بين ذراعيها بحب
= ربنا يقدرني و اسعدكم دائما يارب .
❈-❈-❈
عندما مر الليل توجهت دلال منذ الصباح الباكر إلى منزل ليان، تفاجأت بها الأخري أمامها منذ الصباح الباكر على غير العاده صحيح العلاقه بينهما الى حد ما بدأت تعود لكن ليس كما كانت منذ البدايه الصحيحه، لتنظر دلال لابنتها بقلق
= ليان هو انتٍ بخير يا حبيبتي فيكي حاجه
أرتعش جسد ليان المرتجف وكاد أن يتوقف عقلها عن التفكير أحقا تتسال عن احوالها فحسب! لم تأتى لتوبيخها أو لفتح الدفاتر القديمه وتعايرها بما فعلته؟ ظلت تحدق بها لتتساءل مرة أخرى
= انتٍ مش بتردي عليا ليه؟ يا حبيبتي طمنيني عليكي، بقيت الفتره اللي فاتت اشوف كوابيس وحشه عنك وحاسه انك مش كويسه او مخبيه عني حاجه .. حتى ابوكي بنفسه زارني في المنام وقال لي روحي اطمني على بنتك
هز رأسها بشرود وهي تقول بنبرة باهته
= لا خالص انا كويسه ما تقلقيش عليا
أقتربت لتجلس جانبها وبدأت تمسد على ذراعها وهى تبتسم بهدوء ليزداد تعجب ليان منها لتتنهد وهى تشعر بحيرة ابنتها
= عارفه ان انتٍ مستغربه وليكي حق انا كنت الفتره اللي فاتت بعيد عنك و المفروض حتى لو غلطتي اكون انا اول واحده افهمك الصح بدل ما اكون ضدك وفي صف اللي بيكرهوكي .
هزت رأسها بعدم استيعاب وهي تقول غير مصدقة
= ماما انتٍ بتقولي ايه .
وضعت كفها على خدها بحنان قائلة بإبتسامة حزينة
= بقول ان انا كمان غلطت في حقك وجه الوقت ان احنا نصلح اللي فات ونقرب من بعض، ما حدش عارف بكره مخبلنا ايه ولا مين ممكن يفارق التاني وهو زعلان منه .
دمعت عيناها بتأثر كم كانت بحاجة لأمها بذلك الوقت بالاخص وهي تشعر بانها ستفارق الحياه، احتاجتها كثيراً على مدار تلك السنوات لكنها أبدا لم تكن هنا لأجلها.. ضمتها امها بحنان لأول مرة منذ سنوات طويلة، صحيح لم تكن جانبها منذ البدايه لكن هى هنا الآن و تخبرها بندمها وهذا يكفى .
ربما لو كانت في ظروف آخري ولم تعرف بحقيقه مرضها لكانت عاتبتها ورفضت الصلح من الأساس أيضا، لكن عندما يشعر الإنسان بقيمه حياته يعلم أيضا بقيمه البشر حوله ..
ستبدأ الايام القادمة فيها أن تتقرب من والدتها بحذر فالفجوة بينهما كبيرة ومحاولة تجاوزها دفعة واحدة سيؤدى إلى نتيجة سلبية قد تكون أسوأ من الفجوة نفسها، لذلك هي منحتها الفرصه ومنحتها الوقت الكافي ايضا .