-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 31 - 3 - الإثنين 11/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الواحد والثلاثون

3

تم النشر يوم الإثنين

11/12/2023



جلست تسنيم في كافتيريا المستشفى تريح اعصابها قليلاً، بعد أن اطمئن الجميع على حاله ليلى من الطبيب فالحسن الحظ جرحها لم يكن عميق ولم يتم قطع شريانها كلها بخطوره كما توقعوا، فالجرح كان بسيط ولم يؤدي الى خطوره كبيره! رفعت يداها تدلك كتفها لتفك تشنجاته لتتفاجا بناهد تتقدم نحوها، عقدت حاجبيها باهتمام قائله


= حضرتك محتاجه حاجه؟ ليلى كويسه


هزت ناهد رأسها برفض قائلة بود


= لا ما تقلقيش باباها معاها وانا زهقت من القعده فوق قلت انزل وشفتك قاعده في الكافتيريا هنا، قلت اجي اقعد معاكي لو متضايقه ممكن امشي .


أجابت هامسة علي الفور بصوت متحشرج


= اكيد لا طبعا اتفضلي .


جلست ناهد أمامها بالفعل، ابتسمت لها هاتفة


= هو انا بصراحه كنت بدور عليكي عشان عاوزه اتكلم معاكي كلمتين اول حاجه انا لازم اعتذر لك واشكرك كمان على كل حاجه حصلت ولازم كمان اعترف واقول انك بنت اصول وسالم عرف يختار، و وقفتي معانا كتير في ازمتنا لحد ما خلصت و كويس فعلا انك شورتي على سالم انه يبلغ على الولد ده وما يدوش الفلوس وسالم طمني الحمد لله لما عرفت ان الموضوع خلص و الولد اعترف بكل حاجه والقضيه اتقفلت وانتٍ كان معاكي حق كان لازم نعمل كده من الاول لان الولد ده كان بيهدد بنات كتير غير ليلى ويستغلهم.


تفاجات تسنيم من كلماتها الاخيره فهي لم تكن تعرف بان القضيه انتهت وذلك الشاب اعترف بكل شيء فسالم خبأ عنها تلك الجزئيه لكن لما؟ أضافت الأخري بخفوت شديد وهي تزدري ريقها 


= وعلى رايك زي ما قلت لي المره اللي فاتت واحده غيرك كانت ممكن تفضحنا بس انتٍ ما عملتيش كل ده، عشان انتٍ فعلا بنت اصول يا تسنيم واحنا اللي اذيناكي كتير .


تحرجت كثيرًا من حديثها رغم كونه طبيعي، إلا أنها لم تتوقع مدح ناهد لها رغم أنها من أبسط الأمور لها، وبأنامل مرتجفة مدت يدها نحوه كوب العصير أمامها الموضوعه فوق الطاوله، ثم أجابت قائله وهي راسمة على محياها ابتسامة مهذبة


= انا ما عملتش غير الواجب و الحمد لله ان الموضوع خلص.


أبتسمت لها بامتنان وهي تقول بنبرة متردد


= انا عارفه انك لسه مصممه على الطلاق، عشان يعني اللي حصل من سالم وأنه ما كانش بيصدق والعمايل اللي كانت بتعملها فيكي ليلي وحتى انا كمان ما سلمتيش مني ومش بلومك معاكي حق، و اديني حتى بعد ما اعتذرت لك قلت لي الموضوع مش متوقف على كده و ان في حاجات تانيه كتير حصلت وانتٍ مش قادره تسامحي .


صمتت تسنيم لبرهة مترددة في إجابتها، و أضافت الأخري قائله بنبرة متفهمه 


= من غير ما تقولي فاهمه عاوزه تقولي ايه انا لو كنت فعلا مكانك هعمل اكتر من كده وزياده

انا هقول لك كلمتين كده وهمشي مش هطول عليكي لانها في الاخر دي حاجه ترجعلك انتٍ لوحدك، بس نصيحه مني حاولي تراجعي نفسك تاني في موضوع الطلاق وحاولي كمان تبصي للمواضيع من زاويه تانيه 


تنهدت بعمق ثم تابعت باهتمام موضحة وجهه نظرها


= سالم اب لبنت وحيده وانا رغم أن كنت بتضايق منه زمان بس كنت بشوفه بنفسي أنه مقصرش معاها خالص وياما اداها من وقته ومجهوده كثير أوي وانتٍ بنفسك شفتي ده، سالم كانت ليلى بالنسبه له زي النجاح اللي بيبني ومستني يشوف انجازاته فيه بس للاسف هي خذلته وخذلتنا كلنا، واللي عامله ده رد فعل طبيعي واي حد كان مكانه كان هيعمل كده.. احنا كده للأسف بنصدق ولادنا مهما يقولوا لينا أي حاجة ومش بنحب نشوف زرعتنا اللي نحن تعبنا عليها ممكن تغلط و تقسي، لدرجه ممكن نيجي على اي حد حتى لو كان مين بالنسبه لينا، وانا مش بقول ان ده صح لا غلط واديني شفنا ليلى لما كنا بنفوتلها ايه اللي حصل 


أضافت ناهد قائلة بجدية تحمل التحذير


=بس انا عاوزه اعرفك كمان حاجه انتٍ بكره لما تخلفي ابنك او بنتك، هتعملي نفس اللي سالم عمله وزياده كمان، ومهما تقولي هاخد احتياطاتي غصب عنك هتلاقي نفسك بتعملي نفس التعامل والتصرف ده معاهم عشان دي طبيعه بشر وبعضنا كده للاسف عشان كده عاوزاكي تفكري مره ثانيه أخيرا.. عند أذنك.


رحلت وتركتها تسارع أفكارها حينما وجدتها بدأت تشرد في آخر كلمات باهتمام، ولابد أنها

وافقتها الرأي في تلك النقطة تحديدًا، ربما لو كانت مكان سالم ستتصرف نفس التصرفات بالفعل والتصديق الزائد نحوه طفلها، لكن هل ستستطيع التنازل والتسامح والعوده له .


❈-❈-❈


في منزل أيمن، قطبت ليان جبينها مهتمة وهي تستمع تفاصيل ما حدث مع تسنيم أخت زوجها، ثم أجابت قائله بجدية


= طب الست غلطت في ايه، ما معاها حق يا تسنيم.


نظرت تسنيم إليها بغيظ، لتتابع الأخري قائله باهتمام


= خلينا صراحه مع بعض انتٍ لو مكان سالم هتعملي كده و زياده، في ناس كده ما بتحبش تكذب ولادها في اي حاجه حتى لو متأكدين أنهم غلط 


زفرت تسنيم بإرهاق مرجعه رأسها للخلف وهي تجلس فوق المقعد تقول محذرة 


= بس ده مش صح يا ليان والدليل ليلي و اللي كانت بتعمله مع غيرها، انا فاهمه تقصدي إيه و ان المشاعر اللي جوانا ساعات غصب عننا بتتحكم فينا بس برده ده مش صح .  


هزت رأسها نافية وهي تقول بتوضيح جاد


= انا ما قلتش أنه صح، وانتٍ معاكي حق ان ده طبعا غلط وان اطفالنا زي المرايه لينا بيعكسوا تصرفاتنا اللي شايفينها فينا و إحنا اللي بنعلمهم الصح والغلط ايه فلازم يتعلموه مننا احنا.. بس بصي سيبك من حكايه سالم على جنب مع بنته وهما خلاص اتصالحوا وانتٍ عملتي اللي عليكي وزياده فخلينا فيكي انتٍ بقي .


عقدت ما بين حاجبيها باندهاش غريب، و

زاد تجهم تعبيراتها وهي توبخها وترد بتوتر ملحوظ


= وانا مالي يعني! ما أنا كويسه ولو قصدك اللي هيحصل بعد كده فانا همشي وانا قايله لهم الكلام ده من زمان وخصوصا سالم فما ليش دعوه بقى انهم بيحطوا امال جوه دماغهم . 


ضاقت نظرات ليان وهي تسألها باهتمام أكبر


= وانا ما ليش دعوه بيهم انا بتكلم عليكي، خليكي صريح معايا انتٍ لسه بتحبي وقبل ما تقولي عارفه ان الحب مش كفايه بس على حسب كلامك هم كلهم اتغيروا واتاسفوا لكٍ وعرفوه غلطهم وانك قد ايه كويسه ومش هتضريهم زي ما كانوا فاكرين حتى ليلي نفسها اللي كانت بتكرهك مشاعرها اتغيرت ناحيتك.. فإيه المانع انك تديهم فرصه تانيه


ضغطت على شفتيها بنفاذ صبر من الضغط المهلك الذي أصبحت تتعرض له من الجميع يومياً ومن كل الجهات، وهتفت بارهاق شديد


= ليان انا تعبت من كتر الضغط كلكم عليا في ايه خلاص كلكم بقيتوا شايفينه ملاك وانا الشريره اللي مش عاوزه تكمل سعاده العيله وارجع، مش كل حاجه حتى لو اتصلحت ينفع ترجع زي الاول انتم مش قادرين تفهموني .


إجابتها ليان قائله موضحه بجدية


= ولا انتٍ كمان قادره تفهمي نفسك يا تسنيم عاوزه ايه؟ عشان كده حاولي تفكري مره ثانيه يا ستي خدينا على قد عقلنا حتى وبعد كده اعملي اللي انتٍ عاوزاه، ومش هقول لك فكري في الطفل اللي جاي لا فكري في نفسك أهم! لأن بعد كده اختيارك هو اللي هينعكس على سلوك الطفل.


صدمت تسنيم من كلماتها وشعرت بالارتباك قليلاً ربما هي محقه هي لم تعد تعرف ماذا تريد بسبب كم الضغوطات والمواجهات التي بدأت تحدث حولها، هزت رأسها بقوة نافضة عن عقلها تسلله إليها وكأنه يتعمد اختراقها بصورته التي لا تفارق مخيلتها، بينما نكست ليان رأسها بألم وهي تتذكر مرضها وحالتها الميؤوس منها، وقالت بنبرة مرتجفة


= بس إحنا مش داخلين حرب يا تسنيم و فرص السعادة في الدنيا مش كتير فبلاش نضيع باقي عمرنا في أن إحنا نزعل ونغضب طالما قدامنا فرصه نرجع اللي راح ونتبسط .


الصفحة التالية