-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 31 - 4 - الإثنين 11/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الواحد والثلاثون

4

تم النشر يوم الإثنين

11/12/2023



بعـد يومـان، بدأت تشعر ليان بتعب شديد و خمول في جسدها و أعصابها مُرتخيه بقوه فهي منذ الأمس وهي بهذه الحاله وقد حذرها الطبيب المعالج لها بانها ستشعر بهذه التقلبات نتيجه مرضها، لكنها حاولت ان تتمسك حتى لا يلاحظ زوجها شيء عليها ويعرف ما تخفي عنه، حتى أنها غيرت الطبيبه التي كانت تتعامل معها هي وأيمن سابقاً وذهبت الى طبيب آخر حتى لا يتواصل معها أيمن بالمرة ويعرف حقيقه مرضها، و عندما جاء إليها أيمن فوجدته يقترب منها قائلاً بقلق 


= مـالك يا حبيبتي شكلك تعبانه أوي...؟!


هزت راسها بتعب شديد دون النظر إليه و حاولت ان تبتسم قائله


= لا أبداً ما فيش حاجه ارهاق شويه من الحمل عادي، والدكتوره سبق وقالت لي هتحسي بالاعراض دي عادي 


جلست ومازالت لا تنظر إليه فتنهد بقوه وقال

باعتراض


=هو ايه اللي عادي انا حاسس ان الموضوع ابتدى يزيد عندك قومي البسي وتعالي نروح للدكتوره ونسالها اللي فيكي


عضت على شفتها السفلى قائلة بصوت خافت


= يا أيمن انا كويسه صدقني اكيد لو حاسه ان انا مش قادره و ان اللي فيه مش عادي هطلب منك ان اروح اكشف، ما تقلقش عليا


زفر بضيق، ونظر إليها بحاجبان معقودان ثم قال بتساؤل 


= انا مش عارف ليه مصممه ما تروحيش طب انا هتصل بالدكتوره ونقول لها اعراضك وهي تقول لنا مالك وتطمنا .


نظرت اليه سريعاً ثم قالت بتلعثم حاد 


= لأ لأ، استنى ما تتصلش بيها أصل الـ آآ انا بصراحه غيرت الدكتوره اللي بتعامل معاها وبقيت بتعامل مع دكتور ثاني وهو كويس 


أتسعت عينيه بدهشة وهو يتسائل بغرابة حادة


= نعم؟ يعني ايه غيرتي الدكتوره وده من امتى وليه ما تقوليش حاجه زي كده وليه اصلا غيرتيها ما كانت كويسه معاكي .


زفرت بإختناق ثم حاولت استجماع نفسها وتحدثت بتوتر شديد


= مش انا اللي غيرتها بالمعنى هي اللي جالها سفر بره فجاه و ودت بعض الكشوف إللي عندها للدكتور ثاني وقالت لي انه كويس وهو اللي هيتابع معاكي، ومتهيالي يعني قريبها .


نظر إليها أيمن بحاجب مرفوع قائلا بخشونة 


= طب ليه ما قلتليش حاجه زي كده مش المفروض ان انا اعرف كل حاجه عنك برده! 


شغلت نفسها بالهاتف وأجابت وقلبها مضطرب فتخشي أن يعرف إنها تكذب عليه


= نسيت يا حبيبي هو انا بقى فيا دماغ الايام دي وانت شايف بنفسك اللي انا فيه، بس انت معاك حق كان لازم اقول لك فعلا حقك عليا


صمت لحظة وهو يراقبها بأعين مشتعلة بالضيق وذلك اشعرها بالارتباك اكثر، ثم حمحم قائلاً بجدية أكبر


= ويا ترى بتتعاملي مع الدكتور ده من امتى وكنتي بتروحي لي لوحدك على كده، هو اسمه ايه وسنه قد ايه أصلا؟ طب قولي لي إسمه بالكامل وانا اسال عنه واعرف هو كويس فعلا ولا لأ.. و المره الجايه كمان هروح معاكي وانتٍ بتكشفي عشان لو...


شعرت بدقات قلبها تتعالي بقوه من القلق ومن حاصرة لها ولكنها فجاه نهضت بحده وصاحت بعصبية دون مبرر


= ايه يا أيمن ما تحبسني أحسن هو لازم اقول لك كل تقاريره وانا رايحه وانا جايه؟ دي ما بقتش عيشه مش لازم كل حاجه تعرفها قلت لك هو كويس وخلاص.. هو انا عيله صغيره يعني مش عارفه هو وحش ولا لأ ولا هاتوه لو رحت لوحدي مثلاً.. انت بقيت غريب اوي الأيام دي بصراحه .


رحلت من امامه و فعلت ذلك بتعمد حتى لا يكشفها وقلبت الترابيزه تجاه، لكن الآخر توقف يراقبها بشك أكبر .


❈-❈-❈


تناول سالم من أحد الممرضات فنجان قهوه و

أسنده على حافة السور بالمستشفى، وشرد مجددًا في الفراغ، وفي تلك اللحظة أقتربت تسنيم منه و تفرست في ملامحه ضيق واضح عليه، هي تعلم ما يجيش في صدر زوجها من أماني وأحلام يتمنى حصولها على أرض الواقع، لكن شتان بين الحلم والحقيقة، تنهدت بعمق متسائلة باهتمام


= أخبار ليلي إيه دلوقتي، بتتابع معاها مع الدكتور النفساني زي ما قلت لك .


هز رأسه دون أن يستدير قائلاً بهدوء


= ايوه الحمد لله ما تقلقش مش ههمل فيها تاني، واديني بحاول كمان اتجاهل اللي حصل

وبعد ما تخرج من هنا ان شاء الله هترجع تروح للدكتور من تاني وتبدأ جلسات علاجها وانا معاها


أردفت تسنيم قائلة بحذر


= انا عرفت ان انت خلاص خلصت من القضيه بتاعتها والولد اعترف بكل حاجه حصلت مش كده؟ ليه ما عرفتنيش حاجه زي كده، انا أكيد كنت هفرحلها و أفرحلك


حدق في عيني زوجته مباشرة، بدا على وجهه الهدوء الذي يسبق العاصفة، انتظر لثانيتين قبل أن يجيبها بصدق يأس


=عارف و متاكد من كده زي ما انا متاكد كمان ان انتٍ بعد المشكله ما تخلص قلت لي انك هتمشي وتسيبيني من تاني وهتطلبي الطلاق، عشان كده ما رضيتش اعرفك وقلت احاول اكسب وقت ممكن يعني ترضي ترجعي.


صمت وأخذ يستنشق الهواء الطلق لافظًا إياه بحرقة واضحة عليه، و أضاف بلا تأخير


= بس للاسف شكلي فشلت .! 


أشارت له بيدها محذرة، وهو ترد بجدية شديدة


= الموضوع مش بايدي بجد يا سالم، هي الحياه مش بيدينا وقت ما نعوز نرجعها و نصلح اخطانا ينفع ولا بايدنا نرجع اللي راحه من أمور حصلت فيها ومواقف لسه بندفع ثمنها .


التفت ناحيتها لتتحول نظراته للحدة وهو يردد بعتاب


= افهم من كده انك خلاص قررتي .


فاختصرت في حديثها مضطرة وهي ترد


= انا مكرره من زمان يا سالم و قلت لك قراري 

ما بحبش ادي حد أمل على الفاضي! بس انت اللي كنت مصمم تدي لنفسك الامل ده وان احنا علاقتنا تنفع تاني، صدقني انا فاهمه ان انت اتغيرت ودي حاجه كويسه ليك بس مش ليا .. او بمعنى اوضح ما بقاش ينفع احنا الاتنين مع بعض من تاني .


أخرج زفيرًا قويًا من صدره وهو يرد عليها 

بخيبة أمل كبيرة


= مش لاقي حاجه تاني اقولها لك ولا اعملها عشان اخليكي تغيري قرارك، و مش موضوع كرامتي وان انا زهقت بس بجد مش عارف اعمل لك ايه تاني وانا لسه مش عاوز اخسرك بس في نفس الوقت مش هضغط عليكي بالعافيه انتٍ حره برده.. بس انا عمري ما هنساكي بجد يا تسنيم حتى لو فشلنا في جوازنا في حاجات كويسه اتعلمتها منك و بسببك خليتيني افتح عيني عليها، يعني انا مش خسران برده زي ما كنت فاكر .


توقفت للحظة لتلتقط أنفاسها، ثم بعدها حاولت أن تبتسم لتزيل اي مشاحنات بينهما وتحدثت بأمل طفيف


= طب حلو دي حاجه كويسه، وانا كمان على فكره ما خسرتش يعني أوي في حاجه اتعلمتها في حياتي معاك.. وما تقعدش تلوم نفسك بقى خلاص اللي حصل حصل وانا كمان بقيت مقتنعه ان انت ما غلطتش أوي او اللي انت عملته كان رد فعل طبيعي و انا حتى نفسي لو مكانك كنت هدافع مع بنتي او ابني بالطريقه دي .


حاول رسم ابتسامة بصعوبة بالغة، وعلق قائلاً بسخرية


= طب كويس اديني اهو بنحاول ننهيها بنهايه أخلاق زي ما بيقولوا، بس إيه تفتكري ممكن ننفع نكون اصحاب طالما فشلنا ازواج . 


ردت عليه تسنيم بإيماءة موافقة إياه الرأي


= متهيالي ان احنا غصبن عننا احنا الاتنين لازم نحافظ على علاقتنا أصلا ببعض، عشان الطفل اللي بينا ونحاول نفصل بين اللي حصل حاجه وحياتنا بعد ما يجي حاجه ثانيه.. و الاهتمام يكون اكبر عشان ما نقصرش معاه في حاجه 


نكس رأسه حرجًا منها، ووضع يده على شعره عابثًا به وهو يرد بصوت مختنق


= معاكي حق، طب بما ان خلاص عاوزه الترتيبات تكون امتى اقصد الطلاق وحقوقك .


رمشت بعينيها عده مرات مرتبكة، وأجابت قائله بتوضيح جاد


= بالنسبه لحقوقي مش هنختلف وانا عارفه و متاكده انك مش هتظلمني، وبالنسبه للانفصال بقول ان افضل يحصل بعد ما اخلف عشان اصلا حتي لو حصل دلوقتي في شهور عده هتفضل مستمره لحد ما اخلف .. وكمان انا مش عاوزه احرمك من فكره انك تيجي معايا عند الدكتور وتتابع فتره حملي وده اكيد مش هيحصل واحنا ما فيش بينا صفه تربطنا ببعض .


ارتشف ما تبقى من قهوته جرعة واحدة ليتابع تحديقه الشارد في الفراغ مفكرًا بتأنٍ في اقترحها، ربما حقًا الحل معها، ثم أبتسم ابتسامة باهتة وأجابها بتشنج طفيف


= تمام اتفقنا، و شكراً انك هتخليني اشاركك الحاجات دي.


إبتلعت ريقها بتوتر وبدأت أنفاسها تثقل من ذلك الموقف العصيب، وهمست بصوت مرتجف 


= لا عادي ده حقك طبعاً، مع السلامه خلي بالك من نفسك ومن بنتك .


أومــأ لها بعينيه يحلمون رجاء واضحة، وهو يجيبها بصوت حزين للغاية


= مع السلامه يا تسنيم خلي بالك من نفسك انتٍ كمان .


نظر الي ملامحها الشاحبه بحزن شديد، وقلبه يؤلمه بقوه علي قدر غضبه علي قدر عشقه! يعشقها بقوه لكن لا يدري ماذا يفعل في هذا العشق الذي يألم قلبه ويشطره بعنف بدون رحمه، فهكذا بالنهايه أصبح حال كل منهم يدير ظهره للاخر كالغرباء .


الصفحة التالية