-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 32 - 1 - الخميس 14/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثاني والثلاثون

1

تم النشر يوم الخميس

14/12/2023



بعد عدة أيام وقفت فريدة في شرفة منزل أبيها حيث جاءت بصحبة زوجها إلي أسرتها التي استقبلهما استقبالا حافل وسعد والدها و والدتها بزيارتها بشكل أسرى بالمزيد من الألفة لقلب فريدة ونزعت عنها الشعور بالغربة الذي يحيطها دائما كلما جاءت إليهم رغم أنه موطنها هنا من الأساس.


بعد فتره رحل بدر و وقفت تودعه داخل شرفه أبيها، أبتسم لها قليلاً قبل أن يرحل ليشرق وجهها بحب لكنها توقفت بحرج حين خرجت إحداهن لشرفة مجاورة وتركزت عينيها فوراً خروجها معها .


نظرت تلك الجاره بفضول نحوه بدر وهو يرحل من المنطقه بالكامل وتساءلت قائله باهتمام


= حمدالله على سلامتك يا فريدة عاملة إيه ؟ عاش من شافك.


أبتسمت فريدة بتكلف وأجابت باختصار 


= الحمدلله كويسة .


عادت الأخرى تتساءل بفضول بلا حدود


= هو ده جوزك صحيح؟ اصلك بقيلي كتير غايبه و الواحد ما بقاش يعرف ده الراجل رقم كام في حياتك؟ بس على كده عارف اللي فيها 


علت الدهشة قسمات وجهها، ونظرت إليها بتأفف لشعورها بتطفلها علي حياتها كعادتها لكنها لم تهتز هذه المرة وابتسمت ابتسامه صفراء متسائلة 


= وهي اللي فيها يا طنط 


اتسعت ابتسامة المرأة الصفراء مبررة فضولها المُلح


= يعني يا حبيبتي الحكايه بتاعه زمان اللي حصلت لك وسبتي خطيبك الاولاني بسببها، هو عارف وقابل على نفسه كده عادي و..


انزعجت فريدة من طريقتها في فرض نفسها، وكذلك في الحديث عن أمور كهذه، فقاطعتها  قائله بجدية


= وانتٍ مالك؟!. 


حدقت المراه فيها مدهوشه بصورة كبيرة، وهي تقول بحدة


= نعم بتقول ايه ؟. 


اتسعت ابتسامة فريدة المتهكمة وعاجلتها بصدمة أخرى هاتفة بصرامة


= لا حضرتك سمعتيني كويس ولا من غير حضرتك كمان ثاني مره ما تدخليش نفسك في حياه الناس طالما حاجه ما لكيش فيها، عشان ما تسمعيش كلام ما يعجبكيش .. يعرف بقى ما يعرفش دي حاجه تخصني لوحدي انا وهو 

بس، كفاية إن أنا اعرف أصله وأصله ده يغنيني عن رأى الناس اللي ملهاش لازمة .


نظرت لها المرأة بصدمة، فقد توقعت أن تتقبل 

نقدها وفضولها الزائد بشؤون حياتها كالعادة، لطالما سابقاً كانت تتساءل عن كل ما فيها وكانت تقابل تساؤلاتها الغير مرغوبة بصمت مطبق وأحيانا تضطر تجيب بانكسار، لكنها اليوم تغيرت كثيراً عن سابق ولم تدعي احد يتدخل فيما لا يعني .


رسمت على ثغرها ابتسامة أكثر استفزاز وهي تقول بتهكم واضح 


= عن أذنك يا طنط .


فتحت فمها الآخري بغيظ بينما اتجهت فريدة للداخل وقلبها يقفز فرحا بين ضلوعها فهي تشعر للمرة الأولى أنها انتقمت من الآخرين الذين طالما نالوا من كرامتها .


تقدمت للداخل لتجد اختها ريهام تجلس فوق المقعد وهي تقشر البرتقال، و الأطفال يلعبون حولها، نظرت نحوها شقيقتها وضحكت قائله بمداعبة


= ارجعك لورا ازاي يا زمن، كان فين الكلام ده ولا السان الطويل من بدري، بس تستاهل وليه لسانها طويل صحيح  


فهمت انها استمعت الى حديثها مع تلك المرأة،  

فردت عليها على مضض


= مش كده!. 


نظروا إلي بعض عده لحظات وسرعان ما

انفجرت ريهام ضاحكة من طريقتها الساخرة مع تلك المرأة الفضوليه، ولم تستطع فريدة أيضا ضبط نفسها، فواصلت ضحكاتها اللاهية معها، دلفت خيرية عليهم باستغراب وهي تتساءل بغرابة 


= مالكم يا بنات، عمالين تضحكوا على إيه ما تضحكونا معاكم .


لم يجيب أحد عليها، ومالت ريهام برأسها نحوها وابتسمت مازحًا بتحذير منخفض


= امك لو عرفت هتفضل تدينا درس في الاخلاق لحد بالليل، خصوصا انها كانت صاحبتها الجاره دي.. اياكي تفتحي بقك بقي !. 


كتم ابتسامتها بصعوبة وهي تهز رأسها بالإيجاب، ودقتت النظرات والأعين المتشابهة سعيدة بها رغم اختلاف الأسباب .


الصفحة التالية