رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 32 - 2 - الخميس 14/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني والثلاثون
2
تم النشر يوم الخميس
14/12/2023
مرت الأيام على نفس الوضع المتأزم بين ليان وايمن دون حل جذري، فاصبح الإثنان في وضع مُتلف الأعصاب! هو يزداد شك نحوها
ويراقبها بصمت وهي تزداد عنادًا بمرور الوقت.
حتى جاء أخيرا اليوم المنتظر فكان يراقبها طول هذه الفتره ومنتظر ان تذهب الى ذلك الشخص الذي تخونه معه! صعدت الى سياره تاكسي وهو كان خلفها يراقبها بسيارته حتى توقفت تحت بنايه وصعدت الى الأعلى و بسرعه هو لحقها دون ان تنتبه له! تفاجا بها دلفت الى منزل وقرا اليافطه من الخارج بانها عياده طبيب دكتور نساء لوهله حدثه حسه بانها ربما بريئه لكن أصر على تكمله الطريق خلفها ليعرف ما الذي تخفيه عنه.
دخل إلي الغرفة عليهما دون استئذان و اسرعت السكرتيره خلفه وهي تامرة بالتوقف لكنه لم يهتم اليها، وجد الإثنان بالداخل يجلسون بعيداً عن بعضهما وكان الأمر يبدو طبيعي جداً! ومع ذلك رسم قناع الجدية على وجهها و تلك الأخري لحقت به إلى الغرفه هاتفه بصوت منزعج
= يا استاذ ما ينفعش تدخل دي عياده كشف نساء، يا استاذ بقول لك ممنوع تدخل .
انعقد الطبيب ما بين حاجبيه باستغراب مرددًا
=ايه ده في ايه مين حضرتك وبتعمل ايه هنا .
شحب لون وجهها سريعًا من وجوده امامها وتراجعت خطوه للخلف رغم بقاء عينيها مثبتة عليه، وهمست بصوت مرتجف
= أيمن
علم الطبيب بأنه زوجها وأمر السكرتيره بالخروج، ازدردت ليان ريقها بخوف بائن، وقبل أن تفكر في الهرب من أمامه، قبض على ذراعها بيده شهقت بسبب نظراته المهددة بإحراقها حية الرعب لها، شعرت بقوة قبضته المعتصرة لذراعها، فتألمت وهي تجيبه بتلعثم
= آه.. أنا
اعتقدت انه منزعج لان علم بالحقيقه التي اخفتها عليه وأنها مريضة لكنه كان يتحدث عن خيانتها، وقبل أن تكمل جملتها للنهاية صاح بها بنبرة أجفلت جسدها
= أنتٍ ايه .. انطقي، ليه عملتي كده؟
شهقت مذعورة ولم تستطيع الرد، زادت قسوة نظراته، و هدر بانفعال قوي
= ما توقعتيش اني أعرف حاجه ذي كده صح؟ ولا اعرف انك بتقابلي البيه من ورايا! هو ده بقي اللي ضحكتي عليا وقلتيلي الدكتوره حولتك لي وانتٍ كدابه عشان انا رحت بنفسي للدكتوره هناك .. تعرفيه منين الكلب ده .
ارتسمت علامات الصدمة الممزوجة بالاندهاش على وجهيهما، فقد كان الطبيب يشعر بالصدمه من كلماته هو الآخر! وقالت بصوت صادم
= ايمن انت بتقول ايه، انت فاهم غلط .
تحدث الطبيب هاتفًا بحدة
= ما تحترم نفسك يا استاذ هو انت اصلا بتقول ايه.. انا مش فاهم منك حاجه، بس الظاهر ان انت فاهم الموضوع غلط وحصل لبس بالموضوع .
أرخى قبضته مضطرًا دافعًا إياها بغضب بعيدًا عنه، ثم استدار بجسدته ناحيته وتطلع نحوه باشمئزاز، وصاح بهم مهددًا بعدوانية مهلكة
= انت تخرس خالص مش عاوز اسمعلك صوت، ولا انتٍ كمان مش هسمع منكم مبررات عشان اي حاجه هتقولوها هتكون كذب، انا خلاص فهمت كل حاجه. هو ده اللي بتخونيني معاه ومتغيره معايا بسببه .
عاد برأسه مرة أخرى نحو ليان التي كانت تفرك ذراعها مخففة حدة الألم المسيطرة عليه وسرعان ما أخرج المسدسه ليرفعوا تجاههم، أتسعت عيناه الطبيب بذهول وهو يهتف بخوف
= انت بتعمل ايه يا استاذ نزل اللي في ايدك انت اتجننت، ما تقولي حاجه يا مدام ليان .
انتفضت في مكانها مذعورة من عدائيته المخيفة، وشهقت مرعوبة وهي تراه يرفع المسدس عليهما ومن الممكن فعلها باي لحظه!
هزت رأسها برفض قائلة بخوف شديد
= يا نهار ابيض نزل المسدس اللي في ايدك حالا وانا هشرحلك كل حاجه، انت فاهم غلط بلاش تهور .. ما تضيعش نفسك .
أبتسم أيمن بسخرية مريرة، متسائلاً بتشنج
= وانا لسه ما ضيعتش انا ضعت من اول ما اديتكٍ فرصه تانيه في حياتي و انتٍ ما حفظتيش عليها ورحتي خنتيني .
هتف الدكتور بنزق ودون تفكير
= بتخون مين؟ ما تبص حواليك دي عيادة دكتور نساء وتوليد ومراتك حامل يبقى شيء طبيعي جايلي اكشف عليها، ده انت حتى داخل علينا و كل واحد قاعد بعيد عن التاني مش متلبسين يعني.. لاخر مره بقول لك بلاش تتسرع ونزل اللي في ايدك ده عشان انت اللي هتندم صدقني .
هز رأسه برفض بإصرار، وهو يتحدث بصرامة أشد وقد أظلمت نظراته
= ما يمكن كنتم بتتفقوا على حاجه وهتتقابلوا بره، وبعدين هو انت هتعمل حاجه زي كده في مكان شغلك، بس العيب مش عليك العيب عليا أنا إللي صدقت واحده زيك تاني.. بس يا ترى مبرراتك المره دي؟ ما فيش طبعاً عشان أي اسباب مش هسمعلك والمره دي هموتك وهموت الكلب اللي وراكي .
ارتعش جسدها فزعًا منه، وجف حلقها تمامًا من مجرد التفكير فيما سيفعله وأنه سيقتل شخص بريئ ويضيع مستقبله! فهو لا يريد ان يسمعها ويصر انها حاولت خيانته مره ثانيه مع ذلك الطبيب والغضب عماه عن الحقيقه!
لذلك اندفعت بجسدها امامه وهتفت بصوت عالٍ بسرعه بتوسل
= أيمن انا عندي ورم حميده بالرحم.. ابوس ايدك نزل اللي في ايدك بسرعه وخليني افهمك بالدليل وبالمستندات ان كلامي انا صح .
تبلدت تعبيرات أيمن حينما عرف السبب الحقيقي وراء تصرفاتها الغامضة، وقد ارخي المسدس قليلاً وهو ينظر إليها بشك .
❈-❈-❈
تنهدت وفاء بتعب وهي تفكر في حاله صغيرتها ثم اتجهت ناحيه غرفه مهرة، فتحتها بهدوء شديد ثم دلفت بحذر وجدتها مُمده علي الفراش غافيه نائمه بهدوء إنحنت برأسها وطبعت قُبله مطوله علي جبينها ثم رفعت يدها تمررها من أعلي جبينها هـامسه بعمق
= ربنا يهديكٍ يا بنتي، وما يحرمنيش منك.
تحركت بعد ذلك بحذر وأدارت مقبض الباب واتجهت للخارج واغلقت الباب خلفها، وفي نفس اللحظه فتحت مهرة عيناها الثائره و تنفست بيأس من مشاعرها و عذابها وعذاب الآخرين حولها بسبب تقلبتها التي أصبحت فيها.
اعتدلت وجلست علي الفراش تنهدت بقوه وحزن وغضب منه هو بالأخص، ثم أمسكت هاتفها الموجود جانبها وفتحته متجهه الي تطبيق الصور والي مجلد صورهما معاً تحديداً، أصبحت تقلب الصور حتي وقفت عند صوره مُعينه، تلك الصوره التي أخذها لها قبل رحيله بعده أسابيع، وفي ذلك اليوم الذي أبلغها أنه أحبها! كبرت الصوره قليلا وركزت بصرها علي عيناه التي في تلك الصوره تشع سعاده جامده وفرحه عارمه، كيف له أن يكن سعيده كذلك معها ويهرب غداً ؟ كيف يعترف بحبها وبعدها يرحل دون مبرراً؟ ستجن حتماً ما سبب رحيله إذن ؟؟؟.
أغمضت عيناها و هبطت دمعة اشتياق.. لتتخيله أمامـها قلبها يريد القفز من موضعه سعيد لرؤيه، ذلك القلب اللعين الصغير الذي في حجم قبضه يدها يريد التمرد عليها وفعل ما يكره عقلها الآن وبقوه .. بدأت تبكي بشدة لا تعرف لما يحدث معها هكذا دوماً سعادتها لا تكمل! فكرت أن تتواصل معه عبر الهاتف لكنها تراجعت عند آخر لحظه؟ هو من رحل وتركها دون حديث يكفي التنازل عن كرامتها لاجله .
نظرت مهرة الي الفراغ بغموض وهي تنوي ان تنهي تلك المهزله، لتعود و تهتم بحياتها و دراستها حتى وإن كان رسلان لم يعد موجوداً في حياتها كما كان و رحل بلا عوده! فنظره الحب التي ظهرت حتي وإن كانت رغماً عنها جعلتها تقتن أن من كُسرها هو رسلان وكانت هي الاداه الساذجه لأتاح الفرصه له في كسرها.