-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 32 - 3 - الخميس 14/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثاني والثلاثون

3

تم النشر يوم الخميس

14/12/2023



انهارت ليان باكية حزنًا بعد معرفة زوجها بما كانت تخفيه عنه، كان امامها يسير بعدم سيطرة على اعصابه التي تحرقة بقوه من الداخل، وهو لا يصدق حتى الآن ما عرفه عنها! وحقيقه مرضها وبسبب ذلك كاد أن يرتكب جريمة للتو، صاح بها بنفاذ صبر وقد قست ملامحه كليًا


= عارفه انا عاوز اعمل فيكي ايه دلوقتي؟ انتٍ ازاي تخبي عني حاجه زي كده؟ كنتي هتكوني مبسوطه اوي لو كنت عملت فيكي حاجه انتٍ والدكتور ده ولا رصاصه طلعت مني فيكم .


برقت عيناها بذعر شديد غير مصدقة عبارته التي اخترقت أذنيها، و رددت بذهول


=انت بتقول ايه؟ هو انت كنت جايب المسدس ده فعلا عشان تضربنا؟؟ و كنت هتموتني كده عادي بجد، هو انت كنت فاكرني بخونك بجد يا أيمن بعد كل اللي حصل؟ 


سريعًا ما تحولت قسمات أيمن للشدة، ونظراته للعدائية والشراسة، ليكز على أسنانه هاتفًا بحنق


=امال جايبه معايا عشان اهزر؟ وبعدين اياكي تفتحي بقك بكلمه في الموضوع ده بالذات ولا تعاتبيني عشان انتٍ السبب مش انا، ما تحطي نفسك مكاني عاوزاني اعمل لك ايه وانتٍ حالك بقى غريب وبتخبي عني حاجات ولما ادخل عليكي تقفلي التليفون على طول؟ ده غير الدكتوره اللي رحتلها ولقيتها موجوده عادي وما سافرتش ذي ما قولتي، هي دي عمايل واحده مش عاوزه جوزها يشك فيها.


ابتلت رقبتها بعبراتها الغزيرة بعد أن انخرطت في البكاء مجددًا معاتبة نفسها علي غبائها و تهور زوجها الذي كاد أن يضيع مستقبلة بسببها فهو محق بالفعل تصرفاتها كانت مريبة بحق! 

وضعت يدها على كف يده الموضوع على مسند الأريكة لتحتضنه براحتها هامسة برجاء رقيق وهي مسبلة لعينيها


= معاك حق بس انا ما توقعتش الأمر توصل لكده وانك ممكن تشك فيا من تاني، الحمد لله ان ربنا سترها و ما حصلش حاجه .


سحب يده من كفها مديرًا وجهه للناحية الأخرى، وهو يهز رأسه باستنكار متعجبًا من كلماتها وكان الأمر بسيط وهتف بصلابة متعصبة


= ما حصلش حاجه بجد؟؟ هو حتى لو

ما طلعش اللي في دماغي صح فانتٍ ما غلطتيش! يعني إيه تكوني عيانه بمرض زي ده وما اعرفش وبتخبي عني عشان ما اطلبش منك تنزلي اللي في بطنك زي ما قلتلك الدكتوره اللي سبتيها .


شعرت بالذنب لفشلها معه، ولمعت عيناها بالعبرات وبدأت تنوح لقلة حيلتها، و ذلك الحزن الجسيم الذي انعكس على تعبيراتها  فتوسلته قائله بصعوبة بالغة


= انا مش هنزل ابني يا ايمن اوعى تعمل زيها، حرام عليكم مش بعد ما عشمت نفسي بيه مش هقدر اعمل كده.. عارفه ان الدكتور اللي رحتله برده قال لي نفس الكلام بس برده مش هنزله .. حرام عليكوا ده حته مني .


تحرك بثبات نحوها وهزها بعنف كبير صارخًا بها بنبرته الغاضبة وهو يشير بيده الأخري


= وهو ابنك لوحدك؟؟ اقول بس عليكي ايه ليه بتحطينا في الموقف ده، المشكله حتى الدكتور قال لنا ان انتٍ وصلتي خلاص للشهر الخامس وصعب ينزل دلوقتي حتى لو حاولت اقنعك، مبسوطه انتٍ دلوقتي انتٍ حتي ما فكرتيش في نفسك لو جرى ليكي حاجه انا هيكون ايه موقفي واللي هعمله ولا هعرف أتصرف ازاي .


تفاجأت برفضه الصارم للمسألة برمتها،أغمضت عينيها للحظة قبل أن تفتحهما وتقول بتنهيدة عميقة


= انا اسفه، جايز فعلا اكون انانيه ان انا ما خليتكش تعرف حاجه زي كده، و اشاركك في القرار معايا بس ما كنتش هقدر .


زاد حنقه منها وحزنه، فرد عليها بغضب


= ولا انا كمان هقدر، وانتٍ عارفه ده كويس ومع ذلك برده نفذتي اللي في دماغك، يعني انتٍ مش انانيه وبس لا كمان كذابه.. وما فكرتيش غير في نفسك.. وما همكيش اللي حواليكي وقررتي ونفذتي من غير رأي جوزك .


أجهشت بالبكاء الحارق مغمضة عينيها بقوة وهي ترد 


= طب اهدي عشان خاطري واكيد هنلاقي حل للموضوع غير أني انزله.


رأت وجهه المتجهم أمامها وأعينه المحتقنة تطالعها بنظراتٍ محتدة للغاية، ازدردت ريقها بتوتر وهدر بها بقوة متصلبة


= اهدي إيه وزفت ايه دلوقتي؟ انتٍ داخله تعملي عمليه ويا عالم هتطلعي منها ولا لأ عاوزاه يكون موقفي عامل ازاي؟ ليه يا ليان ليه بجد حطيتنا في الموقف ده وضيعتي فرصه كان ممكن نصلحها بانك تنزليه  .


استدارت للجانب مولية ظهرها له وهي تئن بحسرة، زادت شهقاتها مع انهمار دموعها و ردت موضحة بنبرة مستعطفة


= خفت! خفت ما خلفش تاني بعدها واحرمك واحرم نفسي من الاولاد، زي ما انا خايفه برده دلوقتي ان انا اسيبك واسيبه واحتمال ما اشوفكمش تاني .. أنا عارفه باللي أنت حاسه بس ربنا ما يوعدك كمان باللي انا حاسه، واد إيه صعب احسس انك ما تشوفش ابنك رغم أنه جواك وبتحس بحركته .


استمع إلى صوتها المتالم وهو يقف مكانه فاعتصر قلبه ألمًا عليها، ليقف مكانه محاولاً ضبط انفعالاته تجاهها، هو مزعوج لتلك الحالة التي وصلت إليها وغضب بشده بانها كذبت عليه واخفت أمر خطير كذلك، ومن المحتمل يؤدي الى فقدان حياتها بالاضافه انه يشعر بالضيق من نفسه لانه فكر بها بطريقه سيئه، لكن لا ينكر بأنها بحاجه الى دعم خيراً من ان يفكر بكل ذلك فالامر اصبح معقد ولا يسمح الى التفكير بخيارات أخرى، وخصوصا عندما استمع الى مخاوفها تأثر وقلبه تألم عليها بشده، رسم بصعوبة ابتسامة باهتة على ثغره وهو يقول باقتضاب


= طب ما تعيطيش خلاص!. 


رفعت وجهها لتنظر إليه وقد اعتلى ثغرها ابتسامة متفائلة، مسحت دمعاتها العالقة في أهدابها بظهر كفها، ومدت كلتا يديها لتمسك بكفيه بلهفه قائلة بأمل 


= تعالي نخلي عندنا أمل في ربنا، مش الدكتور قال لنا ممكن وقت ما اخلف يشيل الورم و اكون عندي فرصه اعيش وهو كمان يكون بخير.. خلينا نتمسك بالفرصه دي . 


أخفض نظراته ليحدق في كفها الممسك بيده، شعر بلمساتها الرقيقة التي تذيب جبال الثلج في داخله، بتلك الحماسة المتدفقة في عروقه النابضة، سيطر على مشاعره الطامعة في تذوق طعم الحب معها قائلاً بيأس حزين


= هو انتٍ سبتلنا فرصه ثانيه، هقول ايه! 


نظرت إليه بامتنان حقيقي، وقالت بابتسامة عريضة قد تشكلت على ثغرها


= ربنا يخليك ليا! أنا بأحبك أوي


ضغط على يديها بأصابعه، وابتسم لها وسط حزنه قائلاً بقلق 


= وأنا أكتر يا حبيبتي!


❈-❈-❈


يوماً آخراً مر عليها بعد أن عادت الى منزلها مجدداً عادت وحيداً، أصبحت لا تفعل شيء غير العمل في حياتها كي تنهي ما تشعر به تلك اللعنه! لعنه حبه لذا كانت منشغله بعملها لتلك الدرجه، بدت تشعر بالفراق والخساره! لكن لا لا هي لم ولـن تخسـر سـتحاول بشتي الطرق أن تصلح ما أفسدته سـابقاً في حياتها .


جلست تسنيم فوق المقعد بعد عودتها من العمل، وضعت يدها موضع قلبها كإنها تطلب منه أن يهدأ قليلا فـهي رحلت ولم تعد تراه الا قليلا جدا فلما يدق بذلك العنف، أخذت نفسٍ عميق زفرته علي مهل وقامت بهدوء وأخذت حقيبتها الصغيرة و دلفت غرفتها، تنهدت بعنف شديد ولكنها في قراره نفسها رغم عشقها وتألمها في البعد تنوي الانفصال قريباً .


وضعت حقيبتها علي الفراش و جلست علي السرير وجهها محتقن بحمره الغيظ والغضب الشديد، أخذت الدواء من حقيبتها وأخذته ثم وضعته مره آخري في الحقيبه، كانت تعتقد أن الإنفصال سيريحها لكن افكارها دائماً تعصف بها وتتعبها دون جدوى.


وقفت أمام المرآة تطلع على نفسها، لكن نظره الالم تحتل مكانه أكبر رغم أنها ليس الشخصية الهزيلة إطلاقاً ولكنها فقط تريد التخفيف عن حالها وتمحي الضعف الشديد التي تشعر به.


قامت بتبديل ملابسها وجلست علي الفراش تسترجع كلمات ليلي التي ترن في اذنها بقوه عن احتياجها لها واحتياج سالم ايضا، وتذكرت أيضا حديث ليان بأنها أصبحت لا تعرف ماذا تريد؟ تنهدت بحزن جم علي حالها ثم دعت الله بتضرع أن يريح لها قلبها المتعب. 


دلفت الي المرحاض المرفق وصكت الباب خلفها جيداً مرت دقائق وخرجت واتجهت نحو الفراش هي تحتاج الي النوم الآن، أو تهرب به من التفكير بعلاقتها هي و سالم، وقبل ان تقترب من الفراش لتنام استمعت الى صوت هاتفها يرن.


التفتت وبحثت عن هاتفها في الحقيبه الصغيره وعندما وجدته فتحت الهاتف وأجابت، لتسمع صرخة ليلي تهتف بإهتياج 


= الحقيني يا أبله تسنيم، أحمد هرب من السجن وجالي البيت وانا لوحدي... تعالي بسرعه وما تتصليش بالبوليس عشان انا اتصلت، وهتلاقيني حبسه نفسي في اوضه بابا .. الله يخليكي اوعي تتاخري أنا خايفه يعمل فيا حاجه .


شعرت تسنيم بالصدمه وعقلها عاجزاً عن التفكير! ولكن بسرعه تحركت تبحث عن جاكيت ترتدي فوق ملابس المنزل واخذت مفاتيح سيارتها وهبطت الى الاسفل لتذهب إليها سريعاً دون تفكير بالأمر، تريد أن تلحقها قبل ان يفعل بها شيء وياذيها ذلك الحقير المتهور، وصلت الى المنزل وتفاجات بالباب مفتوح وما زاد خوفها أكثر عليها وبدأت تهتف باسمها بلهفه شديده وخوفاً


= ليلى انتٍ فين.. ليلى .


لم يأتيها رد مطلقاً، و تذكرت انها أخبرتها بانها موجوده في غرفه سالم وبسرعه تحركت إلي الداخل و إبتلعت ريقها بتوتر ورعب متوجسة وأخذت تلتف حول نفسها بسرعه تبحث عنها لكن لم تجدها، وقبل أن تخرج وتبحث عنها في مكان آخر، تجمدت بصدمه مكانها عندما وجدت سالم يخرج من باب المرحاض وهو يلف البشكير حول جسده، تراجعت خطوه للخلف فازداد الشك جليا بقلبها وقالت بسرعه شديده 


= سالم!. 


رفع سالم رأسه يتطلع إليها بصدمه لم تختلف عنها شيء، هاتفاً بتعجب


= تسنيم! انتٍ بتعملي ايه هنا .


وفي نفس اللحظه تفاجأ الاثنين بأن الباب يغلق عليهما من الخارج .! 


الصفحة التالية