رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 32 - 4 - الخميس 14/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني والثلاثون
4
تم النشر يوم الخميس
14/12/2023
وضعت سعاد طبق الفول فوق السفره وجلست تتناول بمفردها كعادتها بصمت مطبق حولها، فبدأت صحتها تتحسن كثيراً عن سابق وذلك بمساعده أشقاء زوجها المرحوم بعد ان ذهب وتركها أبنها دون أن يسال عنها واخذ اموال علاجها ايضا، حتى بعد سفره لم تعرف عنه شيء ولم يكلف نفسه يتصل بها ليطمئن عليها، فاصبح قلبه جاف وقاسي نحوها هكذا منذ خروجه من السجن، وبعد أن علموا اعمامه ما فعله حسام مع والدته بالطبع لم يتركوها دون مساعدة، ولولا وقفتهم معها ما كانت ما زالت حية الآن .
تعالت طرقات الباب فانتبهت له سعاد، لتنهض وضبطت حجابها على رأسها وهي تخطو نحو باب المنزل قائلة
= ثواني يا اللي بتخبط، أنا جاية أهو!
ارتفع حاجباها للأعلى حينما فتحته ورأت حسام أبنها أمامها، انفرجت شفتاها مرددة
= حسام!.
تسأل حسام بهدوء
= ازيك يا ماما وحشتيني .
اتسعت عيناها بذهول وسعادة بعودته اليها، و بدأت تبني معتقدات وتظن انه عاد الى رشده وندم على رحيله وأن تركها هنا، اقتربت منه خطوه حتى تحضنه باشتياق لكنها تجمدت مكانها حينما رأت امرأه ظهرت خلفه في عمر الخمسين عام وقد يبدو علي ملامحها بأنها اجنبيه... أدارت وجهها ناحيتها وحدقت في عينيها بتوتر كبير، ولاحظ حسام ملامح والدته ورأي علامات تؤكد استفسارها عن تلك المراه من؟ وماذا تفعل هنا معه!.
فرفع كف يده ليضعه على فكه، ورسم ابتسامة مصطنعة على ثغره وهو يضيف بمنتهي البساطة
= آه نسيت اعرفك دي ماريا مراتي.. قربي سلمي على حماتك يا ماريا ما تتكسفيش البيت بيتك .
هزت زوجته رأسها دون أن تعترض عليه و اقتربت تحضنها والاخري مازالت مصدومة و تتنفس بعمق حتى سكنت نسبيًا بعد استوعبها للامر.
❈-❈-❈
كان بدر يقف بداخل الورشه بمفرده، يلمع العده المعدنيه الخاصه بالعمل باهتمام وفي ذلك الأثناء اقتربت منه لوزه وهتفت بتردد وهي تضم كفيها معًا إلى بطنها بتوتر
= ازيك يا سي بدر اخبارك ايه .
نظر إلي مصدر الصوت وسرعان ما أشاح بوجهه بعيدًا وهو يرد باقتضاب
= لوزه! خير اللي فكرك بيا .
اقتربت خطوه سيره منه وهي تلاحظ وجه مزعوج، لتقول باستنكار حزين
= مالك قلبت وشك كده ليه؟ اول ما شفتني للدرجه دي ما بقتش طايقني ماشي، على العموم براحتك انا كنت جايه اقول لك كلمتين وماشيه علي طول، واحتمال تكون اخر مره كمان تشوفني عشان انا راجعه السعوديه تاني مع طليقي! قصدي بقى اللي هيبقى جوزي تاني اصل احنا ناويين نرجع لبعض ما بدهاش بقى طالما نصيبي مش لاقيه مع اللي نفسي فيه هنا .
هز رأسه بعدم مبالاة وهو يرد بجدية شديدة
= مبروك يا لوزه وبلاش تحسبيها كده ممكن يكون هو اللي نصيبك على الاقل ولادك مش هيتربوا بعيد عنك ولا مع واحده ثانيه حافظي بقى عليه المره دي .
لترفع رأسها عاليًا لترد كرامتها قائله بصوت متحشرج يخفق قلبها مع نبرتها أكثر
= ما انا قلت كده برده اشوف وشك بخير يا سي بدر .
التفتت لترحل لتجد في وجهها فريده! جمدت أنظارها المشتعلة عليها، فنظرت اليها الاخرى بغيرة وتابعت خطواتها لترحل، اقتربت زوجته منه وزاد فضولها لمعرفة ما كانت تريده منه، هاتفه بسخط
= هي البنت دي كانت هنا بتعمل ايه؟ ايه مش قادره على بعدك.. ايه اللي فكرها بيك تاني
فوقعت أنظاره عليها سريعًا، و دنا بدر منها هاتفًا بضيق
= اهدي يا فريده دي كانت جايه تقولي انها هترجع لطلقها ومسافره خلاص يعني مش هتشوفيها تاني .
لوحت له فريدة بيدها هاتفة بسخرية وغيرة
= يا سلام! طب و انت مالك هتتجوز ولا هتطلق جايه تعرفك ليه حاجه زي كده؟ أيوه فهمت الهانم جايه تعرفك عشان تجري عليها وتتحرك وتروح تطلبها مش كده بترمي يعني سكه .
زاد انزعاج زوجها من الحديث حول تلك الفتاه كثيرة، فرد بنفاذ صبر
= يا ستي ما ترمي ولا ما ترميش انا رديت عليها و قفلتها لها خالص، قلتلها مبروك و حافظي عليه يعني لو في دماغها حاجه بقى مش هتفيدها واهي هتسيبلنا البلد.. وأنتٍ سيبك منها كمان... بس ايه اللي رجعك بدري وجابك هنا على الورشه ما روحتيش البيت ليه في حاجه؟
وجدت صعوبة في ضبط انفعالاتها حينما رأت تلك الفتاه تقف مع زوجها، وهزت رأسها يتذكر قائلة بعبثٍ
= آه صح نسيت اصلي بتعكنن اول ما بشوف البنت دي ونظراتها ليك احسن انها هتمشي، ماما اديتني الغدا بتاعك وانا ماشيه فقلت اعدي عليك وناكل سوا ينفع ولا مشغول .
اقترب يجذب عربية الأطفال التي كانت تسحبها بالداخل، وعلق قائلاً بابتسامة عريضة
= ولو مشغوله افضلك مخصوص! دي الورشة هتنور تعالي جوه! حظك حلو عوض راح يجيب طلبات ومش راجع غير بعد ساعتين .. وكمان الأكل ريحته فايحه .
ابتسمت له وهي تبادله نظرات دافئة، ثم همست بحماس وهي ترمش بعينيها
= مش النهارده بعد ما مشيت اديت كلمتين لواحده ست كبيره كده، واحرجتها!
وضع الطاوله بينهما محدق فيها باستغراب شديد، فسألها بتعجب
= نعم لا مش فاهم قصدك ايه.
أخفضت نبرتها على الأخير وهي تجيبه بسعادة موضحة مقصدها
= لا ما تفهمش غلط، في واحده كده حاولت تدخل نفسها في اللي ما لهاش فيه وترمى عليا بالكلام وعليك بس انا عملت زي ما قلت لي وعرفت اوقفها عند حدها..بس فرحانه أوي.