-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 34 - 1 - الثلاثاء 19/12/2023

  

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الرابع والثلاثون

1

تم النشر يوم الثلاثاء

19/12/2023



بـعـد مـرور سـاعـه.


تحركت مهرة بخطوات بسيطة لتدخل غرفة والدتها فهي قد رأت السيد سراج في الاسفل واستاذنته بالصعود لها، كانت وفاء مستسلمة لبكائها الذي يحرك القلوب، محاولة التفكير سريعًا في سبب مقنع لتبرر ما فعلته وكيف اذيه طفلتها بدلاً من ان تقربها لها بأفعالها.


هتفت باسمها بصوت خافت لترفع وفاء راسها على الفور تنظر إليها بلهفة شديدة ونهضت بتردد بينما اقتربت الأخري خطوه نحوها وهي تنظر إليها بحنان وسرعان ما جذبتها الى احضانها بشده وبدأت تردد قائلة ببكاء حارق


=يا حبيبتي حقك عليا، انا اسفه انا كنت انانيه في حبي ليكي مش هنكر بس ما تبعديش عني وتسيبيني.. مش هضايقك تاني ولا هعمل اي حاجه تزعلك حتى لو عايزه تتجوزي رسلان أو غيره انا موافقه ومش هعترض ولا هفرق بينكم.. ومش هتعامل معاكي كأنك حق مشروع مش بني ادمه وليكي حق زي ما سراج كان بيقول لي و ينصحني دائماً بس انا 

ما كنتش بسمع لي .


أبتعدت عنها ببطء ومسحت دموعها بيدها برفق، لترد عليها بهدوء جاد


= هشش ما تعيطيش خلاص انا مش زعلانه منك على فكره.. آه اتضايقت مش هنكر و اتوجعت وحسيت احاسيس كتير وحشه لما حبيت بجد لاول مره في حياتي وما لقيتش اللي انا بحبه جنبي وبقيت طول الوقت بفكر في أفكار وحشه عنه وبقيت مقتنعه خلاص العيب مني وانا هفضل كده طول عمري مش هحب واتحب زي اي بنت .


لم تعلق عليها وفاء في البداية وواصلت بكائها المحترق شاعره بالذنب نحوها، ثم رفعت عينيها المتورمتين من كثرة البكاء نحوها قائله بندم


= ما تقوليش كده على نفسك انتٍ تستاهلي كل حاجه حلوه بس انا ما حسبتهاش كده، طول الوقت بقى عندي احساس بالخوف بطريقه مرعبه انك هتبعدي عني وهتنسيني ومش هشوفك تاني وانك لما تتجوزي وتتعلقي بغيري هتنسيني مع الوقت عشان انا مش امك الحقيقيه ومش هيبقى ليا حق عليكي . 


أسندت مهرة رأسها عليها وهي تضمها أكثر قبل أن تتحدث بجدية لطيفة


= الكلام ده غلط مش حقيقي، عارفه وأنا قاعده بره بفكر مع رسلان في كل حاجه حصلت لي من أول ما قابلتك واللي عملتيه دلوقتي؟ لقيت ان الحلو شفاعلك اكثر عندي من الوحش وانا ما ينفعش عشان غلطه واحده انسيلك جمايلك وقد ايه انتٍ جيتي لي في أكثر وقت محتاجه لك، عشان كده عاوزه الإحساس ده يختفي من جواكي و ما تخافيش انا عمري في حياتي ما هسيبك وابعد عنك.. انتٍ غصب عني وعن اي حد امي ومش عاوزاكي تفكري في حاجه غير كده 

  

تقطعت أنفاس وفاء وهي تردد متسائلة برجاء متأملة إياها بلهفة


= بجد، انا أمك صح وانتٍ مش هتبعدي عني مهما حصل!. 


هزت رأسها بالإيجاب علي الفور وهي تبتسم إليها بين دموعها حتى تطمنها، أحاطتها وفاء  بذراعيها أكثر تقربها منها، وهي تتنهد براحه كبيرة وتغمض عينيها تحاول بث الأمان داخلها بأنها لم ترحل وتتركها بالفعل، وأغمضت عينيها رافضة تركها من أحضانها.


❈-❈-❈


فتح أيمن عينيه في الصباح على صوت بكاء الصغير "زين" ونهض بخمول وكسل بعد ان رمقه الفراش جانبه الخالي بيأس، وتحرك نحو غرفة الصغير وفتح الباب واسرع نحوه يحمله علي الفور وهو يبتسم مغرق وجهه بقبلات عديده وتحدث بصوت منخفض محاوله تهدئته، يعبر عن مدي حبه له ثم قبله مجدداً .. وهو يقف يتأمل إياه بشرود و عينيه تلتمع بالحب فتلك الصغير زين كان نسخه مصغره من ليان والدته، فقد كان يمتلك ذات الشعر الاشقر الذهبي والأعين الزرقاء السماويه، لكنه خرج من شروده هذا وهو يتذكر والدته وبدأ يشعر بالحزن نوعاً ما متذكر ما حدث .

ثم التفت أيمن الي تلك الواقفه و اقتحمت الغرفه عليهم مراقبه اياهم بابتسامه مشرقه والسعاده تلتمع بعينيها، مرر يده بحنان فوق شعر إبنه، اقتربت ليان من طفلها زين فلا يزال رؤيتها لطفلها أمامها يبتسم ويضحك بسلام  بعد معجزه يجعل قلبها يرتجف داخل صدرها

= قلب ماما صحي.

حملته من بين ذراعيه زوجها، والطفل ابتسم بسعاده عند رؤيته لوالدته قبل ان يدفن رأسه بعنقها وهي حوطه مقبلاً اياه بحنان و شغف، هتف الآخر قائلاً بإبتسامة هادئة

= فضل يعيط كثير كنتي فين؟ 

قبلت طفلها بحنان مجدداً، وقالت مبررة

= كنت في الحمام باخد دش يا أيمن مش هيجرى حاجه يعني لما يصحيك بدري يوم وتخلي بالك منه، ما يستاهلش تصحى على وش القمر ده .

صمت لحظة لكنه فور ان وقعت عينيه علي بطنها وتذكر ليله أمس! تطلع فيها بوجه محتقن هاتفاً بتحذير و قد شحب وجهه

= كلامنا لسه مخلص بتاع امبارح يا ليان انا نهيت الحوار بسرعه عشان انتٍ جيتي قلت لي بالليل وكنت خلاص راجع من الشغل تعبان ومش فايق وانتٍ قاصده عشان ما اتكلمش معاكي .

إبتلعت ريقها بتوتر أثر نظرات العتاب الذي يرمقها بها، هامسه بتلعثم

= انا مش عارفه انت مكبر الموضوع ليه، يعني ايه اللي هيحصل، ولا هي حاجه بايدي قلت لك الموضوع حصل غصب عني .

انتفض أيمن في وقفته هاتف بغضب وقد اندلعت نيران بصدره شاعراً بالاختناق بداخله فور تخيله ما حدث قبل سنوات ومشاهد زوجته بين الحياه والموت راقده بالمشفى في غيبوبه وأنه من الممكن يشعر بكل ذلك مره ثانيه . 

= ليان ما تعصبنيش اكتر ويعني ايه حصل غصب عنك احنا اتفقنا بعد ما ولدتي زين وانتٍ وافقتي أن ما فيش خلفه ثاني وهتاخدي حذرك عشان ما يتكررش، وانتٍ تيجي بالليل تفاجئيني أن انتٍ حامل، وبلاش تحوري و تقولي غصب عنك عشان انا فاهم ان انتٍ من اول ما زين تم الثلاث سنين وانتٍ عماله تفكري تجيبيله أخ.. رغم أنك فتحتيني في الموضوع قبل كده وانا رفضت وحذرتك اياكي تعمليها من ورايا تاني 

تغضن وجه ليان بالحزن فور ادراكها مدي سوء فعلتها جعلت زوجها يعود ويفكر بتلك الذكريات السيئه في حياتهم لكن ما باليد حيله هي بالنهايه أم وتغلبها مشاعر الامومه دوماً، 
رفع عيناه نحوها بحده و صرامه وهي مازالت تحمل طفلها، ليضيف هاتفاً مستنكراً

= ايه يا ليان لحقتي بالسرعه دي تنسي اللي شفناه في ولاده زين! انا مش مستعد احس بنفس الشعور اللي حسيته تاني؟؟ ده انتٍ كنتي هتموتي لولا ساتر ربنا كتبلك عمر جديد وبشهاده الاطباء قالوا لك كده بنفسهم انهم كان عندهم امل ان انتٍ ما تقوميش اصلا.. من الغيبوبه اللي دخلتيها بعد ولادتك لحد ما الحمد لله في خلال شهر بدأتي تصحي و تستعيدي صحتك تاني وشالوا لك الورم .. ليه بقى مصممه تعيدي ده كله من تاني ايه لحقتي تنسي حالتي كانت عامله ازاي؟ وانا خلاص بقيت بحاول اعود نفسي ان انتٍ ممكن ما تقوميش تاني و مش عارف هعمل ايه بالطفل ده.. انا وهو من غيرك . 

احمر وجهها بخجل، وهمست بصوت مرتجف محاولاً تبرير الأمر

= والله فاكره كل ده من غير ما تقول و مستحيل هنسى حاجه زي كده وبحمد ربنا كل يوم في صلاتي انه اداني عمر جديد بس كمان فاكره أن الدكتور قال لنا بعد ما شلت الورم ان انا عندي فرصه اخلف ثاني وما فيش مشكله دلوقتي بشرط ان انا استنى سنتين على الاقل وانا دلوقتي استنيت ثلاث سنين.. فايه المشكله بقى لما اجيب طفل ثاني واخ لزين، انت اللي عامل قلق ومخوفني على الفاضي علي فكره .

أجابها بهدوء يعاكس النيران التي تشتعل داخله اثر عنادها من أهمالها لنفسها وعدم خوفها على روحها، لكن يظل بالاول والاخير يعرف جيد بانها تفعل كل ذلك لاجله حتى تعوضه على كل شيء حتى ولو على حساب نفسها

= يعني اهو اعترفتي بنفسك ان انتٍ قصده تحملي، مش عارف اعمل معاكي ايه يا ليان مصممه برده تنفذي اللي في دماغك وخلاص ده انا حتى بحاول محسسكيش ان انا نفسي في حاجه زي كده ولا بفتح معاكي موضوع ذي كده، انتٍ اللي عامله تتصرفي من دماغك ومصممه ان انا عاوز ولاد ثاني.. هقول لك ايه ما انتٍ كل مره بتحطيني قدام الامر الواقع وانا عليا أرضي .

هزت رأسها برفض بسرعه قائلة بصوت حزين للغاية

= والله أبدا يا حبيبي ما تقولش كده، بس انا شايفه كل اللي حواليا معاهم بدل العيل اثنين وثلاثه وخصوصا اللي قريبين منك وانا عارفه ومتاكده ان انت لو نفسك في حاجه زي كده عشان اللي حصل زمان مش هتقول، انا اسفه ما تزعلش مني مش قصدي اضايقك ولا اكسر لبك كلمه.. بس صدقني انا رحت كمان من حوالي شهرين للدكتور واتاكدت ان انا ما عنديش مشكله لو خلفت ثاني واللي حصل ده مش هيحصل تاني ان شاء الله .

هز رأسه باعتراض جاد، وقال بصرامة

= هنروح تاني يا ليان ونشوف ولو قال في مشكله هينزل وهتسمعي الكلام من غير حرف انا مش هصدقك تاني وبعد كده وقت الولاده اتصدم .

ارتسمت ابتسامه مشرقه فوق وجهها احاطت وجنته بيدها والاخري تسند بها طفلها هامسه بدلال محاوله تدارك الأمر

= أبدا انا خلاص حرمت، و المره دي بتكلم بجد وعشان تصدق ماشي روح معايا بنفسك وشوف .

أبتسم رغم عنه ابتسامه لطيفه قبل ان يجذبها بين ذراعيه محتضناً إياها بقوه مقبلاً أعلي رأسها وهو يهمس بأذنها بشغف

= اعمل ايه فيكي؟ للاسف بحبك يا ليو.

ارتفعت ليان علي اطراف اصابعها هامسه باذنه وكانت تزال تحمل طفلها بين ذراعيه 

=و انا بعشقك و بموت فيك يا قلب ليو! 


الصفحة التالية