رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 34 - 2 - الثلاثاء 19/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع والثلاثون
2
تم النشر يوم الثلاثاء
19/12/2023
بعد مرور أسبوع من عوده رسلان، تم الإتفاق بين سراج ووفاء على خطبتهم هذه المره دون اعتراض منها! وحاولت بشد الطرق ان تكفر وفاء على ذلك الذنب التي ارتكبته بحق مهره وهي الاخرى كانت تتعامل معها بطريقه عاديه ولم تحاسبها على ذلك فتظل بالنهايه الام الروحية لها وقد انقذتها من الضياع عندما احتوتها وتبنتها في منزلها ولم تنسى جميع مواقفها الجيده معها، لذلك لم تغضب منها كثيراً وحاولت تجاهل الأمر! خصوصا انها رأيتها بدأت تشعر بالندم بالفعل وتكفر عن ذنبها
بالإضافة أن رسلان أنهي دراسته بالكامل وعاد يعمل مع والده ثانيا، وقد تم الاتفاق بأن مهرة ستكمل دراستها حتى بعد الزواج وليس هناك مانع بذلك، خصوصا أن لم يتبقى الكثير لديها.
جلس رسلان أمامها لبرهة غير مصدق أنه عاد إليها من جديد وخلال فتره سيعلن خطوبتهم امام الجميع بدون خوفاً، سيل رهيب من المشاعر المتأججة تدفق في عروقه ليزيد من حبه بها، تنهد بحرارة كبيرة محتفظًا بالصمت الذي بدا مناسبًا وهم ينظرون الى بعض منذ ان خرجوا في نزهه، شعرت بما يختلج صدره من أحاسيس متنوعة، أهمها خفقان قلبه المتواصل الذي أكد لها حبه الشغوف بها، أبتسمت بارتياح مطمئنة أنه أصبح معها و زاد بريق عيناها وهي تسأله
= لماذا تحبيني يا رسلان؟
رفعت رأسها محدقة فيه بأعينها المتوهجة بوميض الحب، رمقها بنظرة متيمة مليئة بالكثير قبل أن يحرك شفتيه ناطقًا
= أنا لا أعرف، ربما لأنني مجنون.. أو ربما لأنك ملاكي
أضاف رسلان وعيناه تلمع بطريقة حنونه هو واقعاً بالحب حقا
= اذن اعلم هذا غريب، وقد تراني غريبا لكنني
اريد التعرف عليكي اكثر.. صحيح انني واقع
لكٍ وصدقيني لا ارغب في النجات من حبك ابدأ، و كل ما اريده هو ان اغرق اكثر واكثر
أبتسمت بألم و آسف لهذا الرجل اعترافه
بحبه لها أمامها كان سهلا بالنسبة له، لكنها شعرت بالحزن قليلا بأن والدتها هي من منعتهم من الاقتراب أكثر وفرقتهم عن بعض،
لكنها حاولت النسيان والاندماج معه الان وتعويض ما فات قائله بحماس
= ماذا تريد ان تعلم
أجاب قائلاً بهدوءٍ حانٍ
= ماهو لونك المفضل؟
صمتت للحظة واحدة تفكر ثم أجابته بصوت
خافت
= البنفسج! فقط كونه جريء وجميل لذلك يجذبني وجميع تدرجات الوانه احبها.
هز رأسه باستمتاع على حديثهما كأنه يريد تعويض كل لحظه قضاها بعيد عنها، وتسأل
باهتمام
= وما هو طبقك المفضل ؟
أجابته بنبرة عادية وهي تهز كتفيها
= لا أملك طبقا مفضل لكن لنقل انني احب النودلز ربما؟
همهم متحدث بسعادة وهو يومئ لها برأسه
= اجد صنعه سأغرقكٍ بي .
ابتسمت له وهي تبادله نظرات دافئة، فقالت مؤكدة بضحك
= وهل هناك شخص لا يجد صنع النودلز
كانت تتحدث مهرة بحماس طفوليه جعلت الآخر يبتسم، قد بدى له لوهلة وكأنها طفله رقيقه و ذو قلب صغير ابيض نقي. بريئه وجميله ايضا. أجابها بصوت واثق وقد تقوس فمه للجانب لتبرز ابتسامة مغترة عليه
= أول مرة، حدثنى قلبى انى سأتمكن إياه ذات يوم. لم اكن اعلم انك تحبينني لهذه الدرجه !. آه لو انني قد قرأت رساله اعترافك لاحبك لي لكنت ظليت ولم أرحل
ضغطت على شفتيها غير قادرة على الرد بشفافية عليه، فوالدتها مخطئة بكل المقاييس وتجاوزت حدود المقبول بكثير، هي غلفت الأجواء السعيدة بسحب الحزن الكثيفة عندك أمرت إياه بالرحيل، تقوس ثغرها بابتسامة باهتة قائلة بثقة
= متى فهمتَ لتفهم الان !. كنت وسابقى طوال حياتي ملك لقلبك.
صمت لحظة يراجع كلماتها التي قالتها علي اذنه منذ قليل، تثبت انها لم تعد صغيره ، انها نضجت وأصبحت قادره علي تفريق الامور من أهتمام وحب مزيف، هتف قائلاً بتنهيدة
= تلك الحياه التي اريد ان اعرضها عليكٍ يا مهرة ، مليئه بالالوان والدفئ والجمال والضوء فقط اعطيني فرصه، أنا افديك بروحي.. قسما بالله افديكي بروحي و على استعداد ان اموت لاجلك .. اذن اذا كان الأمر كذلك لما من البدايه لا تعترفي بحبك لي.
اصطبغ وجهها بحمرة عظيمة جعلتها تستشعر تلك السخونة المتدفقة من وجنتيها، ثم أبتسمت وهي تقول بنبرة جادة نوعًا ما
= تعلم في رواية يقال عندما انزل الله آدم وحواء على الارض دامت رحلة بحثهما عن بعضهما 40 سنة وفي اول لقاء هي أول من راته كان مستلقيا تحت شجرة فلم تذهب إليه بل هزت جذع الشجرة والتفت غير مبالية فانتبه لوجودها فذهب اليها وكان اول المبادرين، ومنذ ذلك الوقت جرت العادة ان يكون الرجل هو اول المبادرين في الخطبة وليست المرأة!!.
نظر نحوها قليلاً بإعجاب قائلاً بابتسامة عذبة
= حسنا فهمت وكنت بالفعل انا المبادر وانتٍ الثانيه .
بقيت أعينها متعلقة ببعض مستشعرة تلك الدقات العنيفة التي تكاد تخرج قلبها من موضعه، اعتدل متنحنحًا بخشونة وهو يقول
= مهره أرغب في معرفه ما الذي حدث معكٍ
في فتره غيابي عنك خلال تلك السنوات .
و أريدك أيضا ان تعلمي عني كل شيء ، كما في الحقيقة انا اعلم عنك العديدة من الاشياء حيث سألت والدي عنك وكان ينقل لي كل اخبارك.. لكن الم تريدي أن تخبريني بتلك الكلمه التي انتظرتها اكثر من ثلاث سنوات .
تلعثمت الحروف في جوفها، وخرجت الكلمات من بين شفتيها بارتعاش من الخجل وهي ترد لكن بلغتها العربيه
= بحبك .
ضغط على أسنانه بغيظ منها، وهو يقول بيأس جلي
= ما الامر مهره تحادثيني بلغتك تمزحي.. هل
سافهم شيئا كذلك.
ضحكت عليه باستمتاع وقالت بهدوء
= حسنا لا تغضب، أخبرتك انني سأعلمك اللغة العربية بأسرع وقت.. حسنا ستعلميني انت اللغه التركيه وانا اعلمك اللغه المصريه .. اتفقنا .
هز رأسه بعدم اعتراض، وأجابها بثبات
= اتفقنا بالتاكيد.. لكن الأهم أننا متفقين علي لغه واحده ونعرفها كل منا جيداً .
قطبت جبينها مدهوشة من جملته الغامضة تلك، ورددت متسائلة بنبرة مرتابة
= وما هي تلك اللغة .
حدق بها بنظرات طويلة متعمق بث فيها أشواقه، ارتجفت أوصالها من نظراته تلك، مشاعر غريبة انتابتها أحدثت فيها ارتباكًا محببًا إليها، ثم أسبل عيناه نحوها مجيب بصوت العشاق الهامس
= لغه العشاق مهرة !.
❈-❈-❈
بمنتصف الليل عاد سالم من العمل وهو يشعر بالارهاق الشديد، ذهب أولا يطمئن على ليلي والتوأم مثل كل مره ثم فتح الغرفه اندفعت زوجته ناحيته لتحتضنه بقوه شديده و هي
تستقبله بابتسامه عريضه لكي تزيل عنه التعب قبل سالم رأسها بحنان تارك نفسه لها لان علي يقين تام بان راحته معها هي وحدها، بينما هي لم تكتفي بفعل هذا بل وقفت تزيل عنه سترته ثم قميصه ولم تشعر بالخجل مما تفعل بل على العكس تماماً بدأت مره وراء مرة تشعر انها امرأته بحق وانها من حرمت نفسها من حقها فيه... هي تعلم انه يمنح بسخاء ولكن هي من ظلت صامته عن حقها تتقبل اي
شئ بهدوء.. إنما بعد تلك الأمور الكثيره التي حدثت في حياتهم قد عرفت قيمه حياتها مثل ما هو علم قيمتها بحياته .
كان يطالعها بنظرات صامته حتى أصبح لم
يتبقى إلا ازاله قميصه عن جسده بعدما فكت
ازراره، وهتفت بهدوء
= ادخل خد حمام دافي لحد ما اخرجلك
هدومك، وكمان هجيبلك الاكل اللي جهزته من بره .
تحرك بأنصياع نحو المرحاض، كان اعتقاده عن كون هذا الدفئ حلم مجرد خيال، فقد كان بين يديها يشعر بها معه و بدفئها بعيداً عن كل الألم التي شعر بها منذ بدايه فتره زواجهما والمشاكل التي مروا بها.. لكن استطاعوا ان يتجاوزون كل ذلك ويتعلمون من تجارب حياتهما ولا يكرروا اخطاءهم مرة ثانية.
بعد فتره خرج من المرحاض و بدأت تساعده في ارتداء ثيابه وبعدها جلسوا يتناولوا سوا، فهي تنتظره ولا تتناول مع الاولاد.. ليتناولون سوا وبنفس الوقت يبدأ يتحدث عن أمور العمل والشركه وهي أوقات تحل معه بعض الأمور وتساعده أيضاً كونها كانت تعمل معه بنفس المهنه، وانتهزت تسنيم الفرصه وهو هادئ المزاج واخبرته بما قالته لها ليلى عن ذلك العريس .
قطب جبينه مدهوش، وتلعثمت الحروف في جوفه، قائلاً بحده
= نعم يا اختي مين دي اللي جايلها عريس وانتٍ جبتهلها من انهي داهيه ده .
نهضت تسنيم وأجابت بامتعاض مرهق
= أولا وطي صوتك عشان الولاد ما يصحوش ثانياً مش انا اللي جبته ليها ده اخو واحده صاحبتها كان بيجيبها من الدرس وشافها اكتر من مره وحاول يتكلم معاها كتير بس هي رفضت طبعاً لحد ما طلب منها انه عاوز نمرتك عشان يكلمك و عاوز يخطبها.. بس هي برده قالت لي انها ما اديتهوش كلمه و جت الاول تستاذن .. بس بيني وبينك شكل بنتك معجبه بي بس ما تخافش شكلها اتعلمت من تجربه زمان وما حاولتش انها تكلمه خالص ممكن ده اللي خلاه يتمسك بيها اكتر ويطلب رقمك.
انفرج شفتاه للأسفل في صدمة، كما اتسعت حدقتيه مذهولا من قولها كأنه لم يتوقع أن يحدث حدث كذلك وتتزوج ابنته، ليردد بعدم تصديق
= هو انتٍ بتتكلمي بجد يا تسنيم.. ليلى بنتي أنا جي ليها عريس وهتتجوز!. طب إزاي
سألته زوجته عابثة باستمتاع
= مالك مستغرب كده ليه يا سالم؟؟ ايه ما توقعتهاش ولا عمرك ما فكرت في حاجه زي كده، ولا مش واخد بالك ان انت كبرت يا عجوز وعندك بنت عروسه وبقت على وش جواز .