رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 34 - 3 - الثلاثاء 19/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع والثلاثون
3
تم النشر يوم الثلاثاء
19/12/2023
لم يضحك أو يبتسم ولكن كل ما فعله وضع
كوب المياه جانبه وتسطح جانب زوجته لينظر اليها بعمق وقال بتذمر
= بقى المقروده دي اللي كانت بتغير عليا من الهوا الطاير هتسيبني وهتتجوز وهيبقى ليها واحد غيري تغير عليه، بقي أنا اقعد اربي واكبر ويجي غيري ياخدها علي الجاهز كده وهي كمان موافقه .. ما كانش العشم يا ليلى وانا اللي قلت هتفضل جنبي ومش هتسيبني .
قطبت تسنيم جبينها باستغراب كبير من حالته و اقتربت منه وهي تضحك بشده
= منظرك فظيع بجد يا سالم، ده انت اللي هتموت من الغيره عليها دلوقتي وهي لسه ما اتجوزتش! هو انا هعمل كده زيك لما لبني تيجي تتجوز أو سليم؟ احساس وحش كده ان ابنك او بنتك بعد ما تكبر وتربي فيهم يجي واحد غيرك ياخدهم ويحبوا نفس الحب اللي كانوا بيحبوا ليك .
حدق أمامه في الفراغ بنظرات ضائقة وأجاب بحيرة كبيرة
= هو الشعور دلوقتي فعلا وحش لدرجه ان انا نفسي اقوم واروح اخد منها عنوان اللي عاوز يتجوزها ده، عشان اروح لي وانزل في ضرب لحد ما يرجع في كلامه، بس لو سرحتي شويه وفكرتي انك هتشوفيها عروسه وتسلميها لعريسها وهيجي اليوم اللي تقول لك انها بقت حامل وانتٍ هتبقي جده.. مش هنكر انه احساس جميل اوي و هفرح أوي عشانها .
دست نفسها بين أحضانه وقرب رأسها إليه منحنيًا عليه ليطبع قبلة على جبينها شعرت بأنفاسها الحارة وهي تقول بنبرة هادئة
= لسه بدر يا سالم هي مش هتتجوز بكره على طول يعني ولا حاجه، اسال براحتك على العريس ولسه كمان في خطوبه وهي هتتعرف عليه.. وغير دراستها يعني كل الاحاسيس دي لسه شويه عليها .
زفر سالم بضيق قائلاً بتبرير مزعوج
= البيت شكله هيفضى علينا يا تسنيم وشويه كمان كده و سليم ولبنى هيقولوا لك عاوزين يتجوزوا هم كمان.. العمر بيجري بسرعه اوي .
غمزت تسنيم له مرددًة بمرح
= وماله خليه يجري هو احنا هنقدر نوقفه مثلا، واهو عشان نقضي كل تفاصيل حياتنا مع بعض من حب وخناق وتربيه أولاد واهو دلوقتي جوازهم كمان وقريب هنشوف احفادهم .
هز رأسه متفهمًا، وحرك ذراعيه برفق ليلامس كتفيها ثم وضع قبضتيه عليهما ليخفضهما حتى أمسك بكفيها، رفعهما إلى فمه، وانحنى برأسه عليهما ليقبلهما قبلة طويلة متعمقة بث فيها أشواقه هامس
= المهم نكون مع بعض في كل لحظه ذي دي وما تسيبنيش وما نبعدش عن بعض تاني .
اتسعت ابتسامتها وأنتهت جملته بعاصفة حبه القويه .. فأخذها لعالمه لتطير معه عاليا.. ومع كل لمسه من لمساته كانت تغرق في بحور عشقه.
❈-❈-❈
عندما علمت سيرين بزواج رسلان من مهره وحقيقتها لم تستطيع الصمود وذهبت اليهم حتى تمنع ذلك الارتباط، دق قلب مهرة بعنف حين قالت سيرين إلي ابن اختها
= ألا ترى فكره ان تتزوج من امراه مطلقه أساء إليك وإلى مركز والدك .
حاول رسلان الاحتفاظ بهدوءه المعتاد وهو يقول ببساطة
= لا، لانني أرى الاساءه الحقيقيه هي طريقه تفكيرك رغم تطور الزمن و المواقف.. أنا أحب مهرة وهي ايضا .. واي شيء اخر لا اريد التفكير بي .
شعرت سيرين أنه يضيق عليها الخناق وهي لا تريد تلك العلاقة بينهما بينما كان رسلان واثقا من كل خطوة ولا يخجل من الاعتراف بمشاعره، نظرت له بغضب شديد وقالت
= أظن بعد معرفتك بحقيقتها هذه علينا التفكير جيداً بهذا الأمر .. هذا مستحيل العادات والتقاليد حتى لا تسمح بذلك .
ربع رسلان يده أمام صدره وأجاب هاتفاً بصوت منفعل
= اعتقد انه انتهى زمن احترام الاراء طالما بهذا الشكل سادعس عليها بقدمي دون تردد .
صرخ به سراج بتحذير يحته على التزام الصمت ولا يتحدث بتلك الطريقه مع الأكبر منه بالعمر، غير أن رسلان كان بالفعل فقد صبره
= ماذا يا أبي؟ ماذا؟ لقد كنت صامتا منذ ذلك الحين سنين. وماذا كانت نتيجة هذا الصمت؟ لا شيء، لا يحبون التطور.. ولا يحبون أن يفهموا أن الوقت يمر وأننا يجب أن نتطور حتى نتغير من هذه العقليات وطريقة التفكير، ألا يجب أن يفهموا أن هذه التقاليد هي التي تسببت في معاناة فتاة صغيرة مثل مهرة كثيراً؟ العشائر والعادات والتقاليد رغم أننا تغلبنا عليها بيننا، إلا أنها للأسف إلى يومنا هذا لا تزال موجودة في كثير من الدول العربية وغيرها. أنا أتحدث إليكم الآن وربما هناك فتاة. في بلد الآن تموت بسبب عادات وتقاليد تافهة، وهناك أطفال يتم اغتصابهم وهناك العديد من الظواهر اللاإنسانية تحت ما يسمى التقاليد والعادات بالعشائر...
تابع حديثه قائلاً بلهجة صارمة
= لما لا نستبدل جمله عادات وتقاليد به شريعه الله هل يحدثنا في كتابه عن رفض زواج المطلقات مثلا؟؟ بالطبع لا؟ اذن هذه العادات والتقاليد من وحي بشر فاسدين ومن المفترض لا نسمع لهم .
نظرت مهرة له كثيراً بفخر واعتزاز، فمـا المـرأه بهذا المجتمع سـوي انسان محكوم عن الحريـه ومخنوق الرقبه تحت ايادي بعض البشر كل شيء لهم لا يجوز الا للرجل له كامل الحـق بـارتكاب ما تشائه روحه. ليتحدث سراج اخيرا
= سيرين لسنا نحن في هذا الجيل الذى يتقدم لخطبة فتاة بمجرد رؤيتها، كما أن الفتيات الآن لا يقبلن بهذا فى الغالب لابد من وجود حيزا للتعارف ورسلان ومهره لقد تعرفوا على بعضهم البعض هنا أمام عيني جيدًا بما فيه الكفاية.. وأنا واثق من تربية مهره واحترمها.. وفي النهاية، هذا هو قرارهم والآن أصبحوا بالغين.
شعرت سيرين بالضياع والتشتت من كلماتهم و شعرت أنها مهما قالت لم يسمعها احد لذلك لمت حالها ورحلت بينما نظر رسلان نحو مهرة بحب وهز رأسه مبتسماً بخفه ليطمنها .
❈-❈-❈
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية