رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الخاتمة - 2 - السبت 23/12/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الخاتمة
2
تم النشر يوم السبت
23/12/2023
رغم زواج مهرة من حب حياتها لكن لم تيأس من دفعها لمتابعة حياتها كما تمنت وسعت لتحقيق احلامها، وتابعت حياتها بالفعل وقد ساندها رسلان كثيراً فى دراستها طول سنوات زواجهما وهى بروية تطور من نفسها وها هي الآن تقف أمامه علي المنصه وبيدها شهادة تخرجها بينما يقف زوجها على مسافة منها وقد زين ثغره بابتسامة واسعة، وفي الوقت ذاته كان يلتقط سراج بضع صور لها بواسطة الكاميرا الفوتوغرافية وبجانبه وفاء تمسح دموعها وهي تبتسم بسعاده و شعرت الآن بأنها قد وفت وكفت برعايه طفلتها بعد أن شاهدت حفله تخرجها وشعرت بالفخر الشديد تجاهها.
أما عن احساس مهرة في تلك اللحظة! كانت تشعر بأن المكان كله لا يسعها من شدة سعادتها، شعرت بأن قدمها لا تمس الأرض بل أنها تُحلق في المكان، مزيج من الشعور بالإنتصار..الفخر.. التوتر. السعادة.. واخيرا الامان.. بوجود زوجها جانبها، بالإضافة إلى نظراته الخاطفة لها باهتمامه بالتفاصيل صغيرة، وحرصه على إحترام فكرها و رغبتها بما تريدة ولا تنسي بالطبع احترامه لماضيها وما رأته بدونه...
أما الآن هي تمتلك عائله مكونه من اب وام و زوج وكل ذلك يشعر قلبها بالدفء... والفخر! لكونها كانت سابقاً طفله بأسي وأصبحت الآن لها كيان .
اقتربت منها وفاء عندما هبطت من علي المنصه واترمت بأحضانها تنهدت براحه متذكرة ماذا فعلت بها بالماضي وهي سامحتها رغم معاناتها كأنها ترد لها الدين، كيف تكون بهذا النقاء وتلك الطيبة! لكنها ظلت تطلق لها عبارات الاعتذار التي أستطاع عقلها صوغها بلسان يرتجف بمشاعرها الشاكرة.. و حمدت ربها أنها مازالت معهم جميعًا، لقد حصلت على عفوهم..وشكلت لها بأعينهم صورة جديدة.. أكثر ودًا وحبًا.. فهي أبنتها منذ اللحظة الأولى، وهم عائلتها الجميلة!
❈-❈-❈
يقولون إن النهايات السعيدة هي للقصص التي لم تنتهي بعد،اخالفك الرأي عزيزي.. فالنهايات السعيدة تأتي حينما نتخلص من العقبات في حياتنا.. تلك العقبات التي تقف كـ حجر عثرة في طريقنا والمرء بنفسه هو من يقرر متي يتخلص من تلك العقبات .
بـعـد مـرور سنـة أو أكـثر ...
في منزل عابد ألتف جميع الأحفاد ومن بينهما كان التوأم بنات بدر! گ فرقة مدربة.. مرددين بأصواتهم البريئة بعض الأغاني الطفوليه الحديثة التي ارتبطت بأذهان الجميع بذلك اليوم تحديدا، تجمع العيله..!
فقط خصصوا يوم الاجازه ان يجتمعوا هنا بالمنزل، وكان من ضمنهم ريهام وعادل زوجها وأولاده! فاخيرا عادت الى زوجها بعد أن املت عليه شروطه التي اضطر أن ينفذها على مضض لأنه يعلم جيد بانه قد افتراء بحقها، في البدايه لا ينكر بأنه حاول أن يتساير معها بالشروط وبعد أن يتزوجوا وتعود اليه يسحب منها كل ما اخذته كما تعود ولكن تفاجأ بقوتها التي اكتسبتها بدعم فريده وقد تغيرت بشده عن ريهام القديمه والفضل يعود الى افعاله!
أوصد بدر الورشة خلفه واضعًا مفاتيحه في جيب بنطاله، ثم توجه بعدها إلى منزل حماه حيث اللقاء الأسبوعي لتجمع أفراد العائلة معًا، وهو كان مرحب بذلك بشده لقد وجد عائله له بعد أن كان يتيم هو و بناته! وصل الى المنزل ليجد أمام الباب بالخارج أبنته الصغيرة ملاك تلهي مع الصغار ومع أولاد ريهام اخت زوجته! فهم أصبحوا الآن في مقام اولاد خاله، فاقترب منها عابثًا بخصلات شعرها وهو يقول بصيغة آمرة
= ما تلعبيش بعيد يا حبيبتي عشان ما توهيش، وشويه كده واطلعوا عشان الغدا .
رد عليه الصغير ببراءة إبن ريهام
= خالتو فريده اكلتنا احنا الأول عشان نلعب براحتنا، وما تخافش عليها يا عم بدر انا هنا الكبير و واقف معاهم عشان اخلي بالي منهم
أبتسم بدر بشده وأجاب بنبرة مداعبة
= ماشي يا عم الكبير، تشكر!.
أكمل بعدها صعوده على الدرج حتى بلغ باب المنزل وقبل ان يطرق الباب فتحت له خيريه وهي تقول بعتاب
= ايه يا بدر كل ده؟ حتى اليوم الوحيد اللي بنتجمع فيه لازم تشتغل يا ابني ريح شويه
هتف الآخر قائلاً بنبرة تبرير
= معلش حقك عليا، بس كان عندي شغل مستعجل وما عرفتش اقول لا .
هزت رأسها متفهمة، ثم أردفت بإبتسامة هادئة
= طب ادخل لاحسن انا وعمك عابد مذنبينهم جوه ومش مخليين حد يمد أيده على الاكل غير لما تيجي، عشان ناكل كلنا سوا .
ضحك بخفة ولج إلى الداخل مستنشقًا رائحة الطعام الشهية التي تعبق الأجواء، وتعالي بنفس الوقت بالمنزل من الأصوات المتداخلة للحديث النسائي، وعلى جانب لمح أبنته الثانيه ملك تجلس فوق قدم عابد جدها و تتلوه خلفه بعض الآيات القرآنية لحفظها، أتسعت ابتسامته بسعادة على ذلك المنظر وهو يشعر بأنه قد حظي بنعم كثيرة وراء تلك الزوجه وأسرتها أيضا.
هتف بنبرة عالية ليلفت الأنظار إلى وجوده
= سلامو عليكم .
رد بعض الجميع والبعض الآخر كان مشغول، وكانت فريدة بالداخل تقطع مكونات طبق سلطة الغداء، لكن عندما استمعت الى صوت زوجها تحركت له بلهفه وهي تردف بضيق
= اتاخرت اوي كل ده، افتكرتك مش هتيجي
رد عليها غامزا لها بطرف عينه وهو يطالعها بنظراته العاشقة
= وانا اقدر برده طالما وعدتك يا قمر.. بس مالك محلوه كده ليه؟ هو الطبيخ بيحلي أوي كده.
عضت على شفتها السفلى بحياء من غزلاً المتواريًا واستمر قليلاً في مداعبة أذنها بكلماته الساحرة، حتى أخرجتهما أختها من لحظتهما الخاصة صائحة بجدية
= يالا يا جماعة، الاكل اتحط على السفره.
خلال لحظات اجتمع جميع أفراد العائلة، جلس عابد في المقام الأول وهو يحمل على قدمه ملك فهي متعلقه به بشده وهو أيضًا واحيانا يشعر بانها تشبه فريدة أبنته في صغرها، وربما لذلك السبب تعلق بها وبسبب براءتها؛ وجانبه جلست خيريه التي بدأت تضع الطعام الى كل شخص بحب، وإلى اليمين كانت تجلس ريهام وزوجها وإلي اليسار فريدة التي كانت تختلس النظرات بين حين وأخر إلي زوجها بدر وهو لاحظ ذلك وابتسم بشدة نحوها، لتخفض رأسها علي الفور بعد أن تبسمت له بحياء وبدأت تاكل بهدوء.
بينما كانت داخلها تغمرها فرحه، فأخيرًا تلك العيله الحقيقيه والسند يتجمع معها، وذلك يشعرها بإحساس الدفء وشعور السكينة يحتل أوصالها.. لتحمد الله سرًا علي عودة علاقة قوية هادئة بين عائلتها ثانيًا.. الآن فقط شعرت بالاكتمال والراحه وسادت أجواء البهجة من جديد في حياتها بعد مشقه وعذاب..!
❈-❈-❈
كان رسلان و مهرة يسيرون بالشوارع في نزهه حيث خلال الفترة الماضية انشغل كلا منهما في حياته ولم يعدوا يلتقون ببعض كثيراً.. مهره و انشغلت بالعمل الخاص بها فقد تم تعيينها معيده في أحد الجامعات وهو في عمله الذي أصبح كثير فوالده بدأ يترك له بعض المسؤوليه الشديده حتى يتعود..
لذلك اتفقوا أن يخرجوا هذا اليوم للتنزه و الاستمتاع، أصرت عليه شراء قمصان متشابهه لهما ارتداء هو قميص أبيض كخاصتها و سروال وهي استبدلته ببنطال و بالطبع لم تنسي حجابها الاسود.. نظر لها مطولاً وقال بإعجاب
= يعجبني هذا المظهر.
أبتسمت له وهي تبادله نظرات دافئة، وقالت بنبرة مازحًا
= وانت لا تعجبني هيا بنا فنحن تأخرنا بالفعل وانا متحمسة الى جعلك مفلسا
ضحك بخفه وبعدها تحركوا أمام البحر وهو بهدوء تحرك يشابك يداها بخاصته يتماشى معها على الشاطئ، فرك مقدمة رأسه قائلاً
باقتراح
=ربما علينا بناء بيت خاص بنـا، لأنعم بهذه
الراحه معكٍ... ما رايك.
أومــأت برأسها بالإيجاب وهي ترد بحماس
= فكرة جيدة، لكن لا تخبر أمي، فسوف تنزعج وتعتقد أننا ربما سنبقى هناك إلى الأبد ولن نعود أبدًا.
هز رسلان رأسه مؤيدها الرأي مرددًا بابتسامة عذبة
= ربما يفكر والدي أيضًا في ذلك، وأنا في الأساس لا أريد أن أتركهم. لقد اعتدت على حياتنا هناك، لكن لا مانع في قضاء بعض الوقت الخاص والاستمتاع بالخصوصية معآ.
هزت رأسها بالإيجاب وشعرت بأنه محق بالفعل هي وجدت نفسها و زادت ثقتها مع تلك العائلة ولا تريد الإبتعاد عنهم، تحركت مهرة تجاه الشاطئ تاركه إياه بالخلف! وبدأت تلعب وتلهي مثل الطفله الصغيره وتضرب بقدمها بالمياه وبدأت تتعالي ضحكتها بسعادة غامرة وهي تدور حول نفسها وخلعت حذائها بعيد و دخلت داخل الماء قليلا، وكان هو يقف بعيد يراقبها بنظرات مليئة بالحب والحنان ثم جلس بعيد عنها وتركها تفعل ما تريد .. بعد فتره اقترب منها بخطوات بسيطة و وقف أمامها لتهز رأسها له بمعني هل يريد الانضمام معها داخل المياة؟ لكن نطق رسلان بهدوء تام
= انا جئت من أجل شئ آخر
وقبل أن تسأل مهرة ما هو الشئ الآخر؟ شهقت بتفاجئ قبل أن تجد نفسها بين ذراعيه وهو يحملها بهدوء، وقال موضحاً
= لقد حان موعد الرحيل، حبي.
أخفضت رأسها متجنبة النظر إليه وقد شعرت بسخونة طفيفة في وجنتيها، وهي تراقب خطوات زوجها وهو يحملها تجاه السياره، فقالت متنحنحة بخجل
= لماذا لم تخبرني؟ لم أكن أرفض.
وضعها بهدوء داخل السيارة دون اغلاق الباب قبل أن يسحب بعض المناديل الورقية من عبوه السياره يجفف بها اقدام زوجته، وتحدث وهو ينظر لها بحنو كبيره
= الرمال سوف تعلق داخل قدمك المبتله ولن
تشعري بالراحة وقتها، هكذا أفضل.
صمتت مهرة وهي تراقب رسلان الذي تحرك مرة أخرى وأخذ حذائها ليساعدها في ارتداءه حاولت مهره بسرعه أن تمنعه، لكن رفض ذلك وبإصرار بدأ ربط الحذاء وعندما انتهى تطلع بوجهها، رسم إبتسامة راضية علي ثغرة قائلاً بجدية
= ما أفعله لا يقلل مني مهرة، هذا ما يفعله الرجال بحق الاعتناء بأزواجهم في اي مكان واي وقت، وهذا لا يعني أني ليس رجل كما يقول البعض احيانا.. فالرجل الحقيقي الذي يساعد زوجته في ارتداء الحذاء أو أي شيء تحتاجه.
ارتسمت علامات الذهول على وجه مهرة و تبدلت في لمح البصر إلى فرحة غامرة، لم تستطع التعبير عن مشاعرها لكنها كان كمن بلغت عنان السماء بحديثه ذلك، أبتسمت و نهضت تقف بعد أن ارتدت الحذاء ووقفت جانب السيارة وهو ذهب ليلقي المناديل في سله القمامه.
بينما فجاه شعرت بدوران هاجمها وأصبحت غير قادرة على التحكم في خطواتها أو حتى في اتزانها، ترنح جسدها وشعرت أن الأرض تميد بها، فقدت السيطرة على كل شيء من حولها، وفجأة ظلام دامس سيطر على أعينها لتسقط بعدها فاقدة للوعي.
تحرك من مكانه مذعورًا حينما سمع صوت الارتطام القوي خلفه و ركض بلا تردد نحوها ليجد زوجته تفترش الأرض الصلبة بجسدها، جثى على ركبتيه أمامها هاتفًا بتوجس
= مهرة، ما الذي حدث... مهره استيقظي يا الهي؟