-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - الخاتمة - 3 - السبت 23/12/2023

 

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الخاتمة

3

تم النشر يوم السبت

23/12/2023


لم تستجيب لمحاولاته وأدرك أنها مغشي عليها، مرر ذراعيه خلف ظهرها وأسفل ركبتيها ليحملها، ثم نهض بها متجهًا نحو السيارة أسندها بحذر على المقعد وبسرعه تحرك بها الى منزلهم، لطمت وفاء على صدرها وهي تشهق مفزوعة عندما فتحت الباب لهما 


= مهرة، إيه اللي حصل مالها؟ 


هز رأسه بعدم معرفة وتنحنت للجانب لتسمح له بالمرور والصعود على الدرجات التي تؤدي لغرفتهم الواسعة بذلك المنزل، التقى بوالده في طريقه نحو الداخل، وسأله بقلق شديد وأجاب أنه لا يعرف فجاه سقطت مغشي عليها؟ أشار له أن يذهب لغرفته وهو سيتصل بطبيب العائله.


بعد مرور وقت، لم تتوقف وفاء عن إطلاق الزغاريد فور تأكيد الطبيب الذي فحص ابنتها وأكد خبر حملها، انتفض رسلان بذعر ولم يفهم ما الذي يحدث بينما والده أبتسم على الفور  بعد أن فهم الأمر! وأخبر ابنه لما وفاء تطلق تلك أصوات الفرح التي لا يفهمها..  


لم يصدق رسلان أذنيه، سيرزق من تلك القزمه الصغيره طفل.. ستنجب له طفل أو طفله صغيره مثلها.. بعد إنتظار طويلة لعلاقتهم التي مرت بعده تجارب سيئه، رزقه الله بنعمة عظيمة من نعمه، بكي متأثرًا لسماعه ذلك الخبر المفرح، واحتضنه والده قائلاً بفرحه


= تهانينا يا حبيبي، سأصبح جدً أخيرًا


بعد مرور وقت لاحق، احتضن رسلان زوجته بشده وبدأ يقبلها عده قبل متفرقه بفرحه و سعاده، بينما هي كانت جامده المشاعر قليل نظرت إليه بوجه خائف فقالت بوجع حقيقي


= رسلان انا خائفة قليلاً إلا استطيع ان اقدم لذلك الطفل الدفئ والحنان ، لأنني لم احصل عليه يوماً.. لذلك انا خائفة قليلاً


نظر لها متفهم حالتها، و وضع يده على ذراعها ليمسح عليه برفق وهو يقول بحذر


=من اخبرك أن فاقد الشيء لا يعطي؟ بالعكس فاقد الشيء اكثر شخص يعطي، الحب حبيبتي.. و الحنان و الدافئ الذي يتوسط هذا القلب سيكون كله لأطفالنا انا اعلم جيداً انك ستحبيهم.. وستقدمي لهم كل شيء حتى يكونوا بخير.. أليس كذلك حبيبتي.


أحست مهرة بالفخر لكونها تزوجت هذا الرجل وكيف يدافع عنها معيدًا لها ثقتها بنفسها أكثر عليها، فتشكل على ثغره ابتسامة سعيدة مكمل حديثه العقلاني


= اليوم انتٍ قدمتي لي العالم كله بالنسبة لي مهرة، اتعلمي حين علمت بحملك كان قلبي ينبض بشدة حتى انني شعرت به يكاد يغادر جسدي من شدة سعادتي و انا أتخيل انك ستنجيبٍ قطعه مني ومنك وتتحرك امامي، لقد شعرت أنني أملك العالم فقط بالتفكير بالأمر


التمعت عيناها بالدموع، ليس حزنا بل فرحاً

احتضنته مرددة جمل الحمد والشكر لله الذي أنعم عليهم بتلك الأشخاص بحياتها ولم يخذلها وأنها ظنت فيه خيراً وكان عند حسن ظنها عانت و تحملت تألفت و صبرت وها هي الآن تأخذ جزاء صبرها، أخذت تشهق بالبكاء فمسح لها دموعها بإبهامه تحركت أعينها الباكية نحوه وهي تقول بتأثر


= هل تتذكر ذلك الحديث حينما قلت.. انني لم احظي بعائله قط، الان فقط قد شعرت بانني امتلكت عائله كبيره قريبه مني.. ومني أيضا  


شعر بالارتياح لتجاوبها معه، وتسائل بابتسامة هادئة 


= بعد أن نمتلك هذا الطفل، ما الهدية التي ستقدميها له؟


حدقت فيه بنظرات فارغة تفكر مليًا فيما قاله، بينما طالعها هو بنظرات عميقة محاولاً سبر أغوار عقلها، لوت ثغرها بابتسامة واثقة وهي تقطع حاجز الصمت المؤقت 


= أجمل هدية بالنسبة لي سأقدمها الى اطفالي هي عدم جعلهم يحتاجون لزيارة طبيب نفسي 


وأضافت مرددة بتفاؤل ممتن


= سأحاول.. سأحاول ان اقدم لهما كل شيء وسأحميهما بكل ما استطعت.


❈-❈-❈


وأخيرا اضاءه الأنوار في تلك القاعه الكبرى، و بدأت مراسم حفل زفاف ليلى! وبعد أن تم عقد القرآن تعالت الزغاريد وأصوات الأغاني بداخل القاعه تعبير عن الفرحه السعيده التي أصبحت فيها الناس مع الاجواء.. تسابق العريس مع ليلى زوجته والاصدقاء في رقص و إظهار حماسه بليلة العمر، وزادت الأجواء حماسة مع انفعالهم المندمج بالأغاني المحمسة.


بينما وسط تلك الأجواء السعيده كان يقف سالم جانب ينظر الى أبنته بصمت؟ لم يعرف هل من المفترض أن يفرح بأنه انتهى من رسالته في الحياه تجاه أبنته وها هي اليوم سلمها الى عريسها.. أم يحزن لانها ستفارقه، حقا لا يصدق هل هي تلك الصغيره التي تربت وكبرت على يده الآن أمامه ترقص مع عريسها 

هل العمر مر بسرعه هكذا دون أن يشعر؟؟ و غدر به. 


هز رأسه بسرعه يمسح دمعه فرت رغم عنه و صرف عن ذهنه التفكير في أمور لا تصلح الآن فعليه أن يفرح، جاءت زوجته من الخلف و مسحت علي كتفه باهتمام ونظر اليها وحمحم قائلاً بتوتر


= إيه الأخبار؟


حاولت عدم احراجه واجابته قائله بنبرة هادئة


= اطمن يا سالم، كل حاجة تمام


أشارت برأسها قائله وهي تتابع بأعينها ليلي كيف ترقص بسعادة وسط حشاد الجميع 


= شايف أصحاب ليلى مولعين الفرح ازاي وهي مبسوطه معاهم، الكل فرحان بيها واحنا كمان صح .


رمقها سالم بنظرات ممعنة، وهمس لها بامتنان شديد


= معاكي حق.. مش هنكر فرحان بيها أكيد.. ربنا يسعدها.


لوت ثغرها بإبتسامة عابثة وهي تنظر إلى بعيد ثم هتفت بلهفه


=بص هناك، شايف من جي؟ أدهم إللي صلح عربيتي من كام سنه.. فاكر!.  


رفع حاجبيه للأعلى بتهكم ، وسألها بإندهاش 


=والله، ومالك مهتمة أوي كده؟!


مطت شفتها السفلى قائلة باهتمام زائف


= عادي أصله شخص محترم، و إنسان كله زوق.


عبس بتعابير وجهه وهتف قائلاً بغيرة حاده


= يا سلام! طب اتلمي وأياكي تتحركي من مكانك جنبي 


رمقته بنظرات ماكرة، وإستشعرت تأثير كلماتها عليه، ولكنها تمالكت نفسها كي لا تضحك، و همست له بعتاب


=مايصحش يا سالم، ده ضيفنا، ومايعرفش حد إلا احنا


جز علي أسنانه بغضب شديد وقال بحده


= ما ان شاء الله ما عرف حد هو انا كنت عزمته أصلا على فرح بنتي، تلاقي انتٍ إللي  عزمتيه ومش فاهم فرحانه أوي بيه.. هو جاي هنا يعمل إيه وعرفك أصلا بعد كل السنين دي ازاي 


هزت كتفها ببساطة قائله بتسلية


= ما عرفنيش ولا انا عرفته ما فيش حد اصلا  جي، انا قلت اشتغلك شويه كده عشان اشوف غيرتك عليا بدل ما انت مركز مع بنتك وبس حتى وهي بتتجوز وتسيبك .


فغر شفتيه غير مصدق ما تفعله، وأردف سالم مستنكراً وهو يرمقها بنظرات شبه معاتبة 


= ده انتٍ مشكله، ده أنا كنت لسه هدور عليه و هرح اتخانق معاه بسببك، ماشي يا تسنيم بتعمليها فيا وبعدين ما خلاص البيت هيفضى علينا ومش هيبقى ليا غيرك اغير عليه.. عاوزه ايه اكثر من كده.


في ذلك الأثناء عُزفت موسيقى هادئة بالقاعة و ساحرة فسلطت تسنيم أنظارها على تلك الفرقة الموسيقية التي تجلس في أحد الأركان وليلى وزوجها بدوا يتميلون بالرقص مع بعضها البعض وسط الساحه وتورد وجهها خجلاً عندما قبلها عريسها.. فقالت تسنيم بتلهف وهي تراقب ردة فعله بدقة 


= تعالى نرقص زيهم! وما تسدش نفسي وتقول كبرنا على الحاجات دي لاحسن اسيبك و اروح ادور على غيرك ارقص معاه .


أحمر وجه بغيظ يعرف أنها تريد آثاره أعصابه لا أكثر، لذلك رد عليها بثقة غامزاً لها 


= ترقصي مع مين طب اعمليها كده وشوفي هعمل ايه.. و بعدين مين ده اللي كبر! طب تعالي وانا اوريكي اللي كبر بقى هيعمل ايه


سحبها سالم إلي ساحه الرقص بالفعل وبدا ينضم مع ابنته وزوجها، أتسعت تسنيم عينيها ، وحركت رأسها للخلف قليلاً لتجد عينيه ترمقها بنظرات رومانسية قبل أن يلف يده حول خصرها ويتمايلوا على الموسيقى الهادئه.. أبتسمت تسنيم بسعادة وخجل حين غمزت لها ليلى بطرف عينيها بمشاكسه .


الصفحة التالية