-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 29 - 1 - الجمعة 1/12/2023

  

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل التاسع والعشرون

1

تم النشر يوم الجمعة

1/12/2023

 (ارتجاف)



 في النادي تجلس قبالته في صمت تنتظر حديثه فبعدما قرأت رسالته التي تحمل الكثير من التهديد حسمت أمرها وهاتفته لتخبره بأنها ستقابله بعد ساعة في النادي.

 وها هي ذي تجلس برفقته زفرت بنفاذ صبر عندما وجدته ما زال صامتا

 فتنحنحت كي تستعيد جديتها هاتفة بصرامة: أوعى تفتكر أني جيت عشان خفت من تهديدك لا أنا جيت أحط النقط على الحروف.


 رمقها باستخفاف ولم يعقب.

 مما زادها عصبية فاستطردت: أنت سامعني ولا إيه بالظبط؟ 


رسم قناع اللامبالاة على وجهه ثم أجاب باستفزاز: وأنا ما جتش هنا وطلبت اقبلك عشان اسمع الكلمتين اللي ما لهمش لازمة اللي أنتي بتقوليهم دول يا فريدة. 


صكت على أسنانها بقوة حتى كادت أن تهشمها ثم هتفت من بين أسنانها: أولا اسمي مدام فريدة ثانيا أنا هسألك سؤال واحد بس وعيزاك تجاوب عليه فيروز صبري هي اللي بتلعب معايا اللعبة القـ ذرة دي مش كده وهي اللي على تواصل معاك صحيح!


 أخرج علبة سجائره من جيب سترته ثم أخرج منها واحدة وأشعلها بقداحته بعد أن وضعها في فمه وأخذ نفس طويل منها ثم نفسه في وجهها هاتفا ببرود: والله أنا مش محتاج مساعدة من حد أنتي اللي ساعدتيني في الأول ودخلتيني حياتك ومش بمزاجك أنك تنهي اللعبة دي يا مدام.


 فاض الكيل من حديثه الهادئ معها فضربت الطاولة بيدها مما خلفت صوتا عاليا وصرخت في وجهه: ودلوقتي أنا مش محتاجة وبقول لك اطلع من حياتي يا حازم ما عنديش استعداد أني أخسر جوزي وبنتي عشان أي حد سامعني أي حد.


 ابتسم باصفرار ثم رمقها بنظرات مبهمة ورد بفظاظة: أولا صوتك ما يعلاش ثانيا خيوط لعبتك بقت  في أيدي أنا مش أنتي يا فريدة هانم 

 عايزك تعرفي وتسمعيني كويس خروج من حياتك مش هاخرج وأدهم صبري هتطلقي منه برضاكي أو غصب عنك لأني أنا ما عنديش استعداد أخسرك أنتي عشمتيني وخليتي بيا وده آخر كلام عندي.

 آه نسيت أقول لك حاجة قبل ما امشي في كده كام صورة حد ابن حلال لقطهم لنا مع بعض وأحنا قاعدين دلوقتي عشان كده فكري كويس قبل ما تاخدي أي قرار ممكن يدمرك يله باي باي يا حلوة.


 تركها وانصرف تاركا إياها تعض على أناملها ندما وتذرف الدموع بغزارة.


❈-❈-❈


فور ما استمعت لحديثه قررت أن تستدير إليه وتستفهم ماذا يريد منها إلا أن قلبها وعقلها لم يطاوعوها

فكلم بصرت نظرته الشهـ وانية تلك شعرت بقشعريرة تسري في جسـ دها وتجتاحها حالة من الغثيان لذا تساءلت بصوت مرتـ جف: أتفضل قول عايز مني إيه؟


أطلق ضحكة عالية ثم أجاب: هقولك طبعا عايز منك إيه بس مش تبصي لي الأول.


هزت رأسها نفيا 

مما جعله يتحرك باتجاهها ثم استدار ليقف قبالتها.

اشيحت بعينيها عنه وفتحت فاتها لتكرر سؤالها إلا أنه باغتها هاتفا: أقول لك يا حلوة أنا عايز منك إيه بصراحة كده أنتي عجياني وعايزك. 


فتحت عينيها على مصراعيها وكذلك فغرت فاهها بعدم تصديق فماذا يقول ذلك الأبـ له  حاولت أن تبحث على كلمات مناسبة للرد على ذلك الحقـ ير إلا أن عقلها لم يسعفها فظلت على حالتها تلك


فاستطرد: ما لك مستغربة كده ليه ده أنا حتى هبسطك خالص وتقدري تسألي ناريمان طليقة جوزك وهي أكتر واحدة تقول لك انبسطت معايا قد إيه. 


استطاعت أن تستفيق من تلك الحالة التي أصابتها ولم تشعر بنفسها إلا وهي تبثق في وجهه بقوة ومن ثم رفعت يدها وصفعته بكل ما واتت من غل هاتفة بغضب: أنت إنسان وسـ خ وما عندكش ضمير ولا أخلاق ويلا غور من هنا قبل ما أقلع اللي في رجلي واقطعه على دماغك يا عديم الشـ رف. 


ألقط كلماتها دفعة واحدة ثم مرت من جواره وهي تطوي الأرض من تحت قدمها من شدة الغضب 

تاركة إياه يشيعها بنظرات غاضبة واضع يده مكان صفعتها ويهز رأسه بعدم تصديق فلأول مرة يتجرأ أحد على صفعه ومن من؟

من تلك الصغيرة!

رغما عنه ابتسم ابتسامة خفيفة وغمغم بإصرار عجيب: لا قطة وبتعرفي تخربشي ماشي يا حلوة خليني معاكي للآخر. 


بينما هي بعد ما أغلقت الباب من خلفها جلست فوق الأرضية وأسندت ظهرها عليه ثم قبضت يدها كي توقف ارتجـ افها واستغفرت ربها

 بقيت مكانها لوقت ليس بالقليل ثم استقامت واقفة صاعدة للأعلى تحتمي بكنف زوجها الحبيب.


❈-❈-❈


عند منتصف النهار

تسير برفقته وهي تشاهد القرية بانبهار شديد والتي انجزها يوسف في وقت قياسي 

فهو الذي صممها بصورة احترافية كما أنه أشرف على بنائها مما جعلها تحفة فنية.

رغما عنه شرد بكل تفاصيلها كم كانت جميلة فابتسامتها زادتها جمالا وإشراقا. 

استدارت إليه فتشابكت نظراتهما وخفقت قلوبهما بقوة وكأنهما في سباق للجري

ظل يتبادلان النظرات لوقت لا يعرفان مداه حتى استفاقا على صوت رنين هاتفها فابعدت عينيها عنه بصعوبة فتحت حقيبة يدها مخرجة هاتفها ضغطت زر الإيجاب هاتفة برقة: آدم عامل ايه؟


صمتط تستمع حديثه على الطرف الآخر.


أما عن يوسف فكان يشتعل غيظا وغيرة لم يكن يتخيل أنه يحبها لهذه الدرجة كان يعتقد بأنه عندما يرتبط بأخرى سينساها على الفور لكن هيهات لم يحدث ذلك بل لم يزيده البعد إلا لوعة وعشقا.

تجهم وجهه عندما أبصرها تبتسم على حديث ذلك السمج بالنسبة له.

انتظرها ريثما تنتهي من مكالمتها وقبل أن تتحدث إليه باغتها بسؤال: مين ده؟


 قطبت حاجبيها بدهشة ثم هتفت بفظاظة: نعم بتسأل ليه؟


 اجابها دون مقدمات: عادي بسأل يعني هو ده اللي كان بيرقص معاكي في الفرح مش كده؟


 أومأت له بالموافقة. 

فتابع بحدة لم يستطع السيطرة عليها: وعايز منك ايه بقى؟


 اغطاظت من تدخله في حياتها فيكفيها ما تعانيه بسببه إذ هتفت بكبرياء: والله حياتي الشخصية ما تخصكش يا باش مهندس وأظن انت بقيت مرتبط بواحدة تانية والواحدة دي تبقى صاحبة عمري عشان كده يا ريت ما تتدخلش في حياتي تاني ويلا اتفضل خلينا نشوف شغلنا. 


قبض على يده بقوة وراح يغمغم بكلمات لم تستطع سماعها ثم تابعها وهو يشعر بشعور لم يحسب له حساب من قبل وهو شعور الغيرة والغضب عندما يقترب منها شخصا غيره.



❈-❈-❈


يتجولون في المحلات المختلفة يبتاعون أشياء كثيرة ستحتاجها فرحة في عرسها.

 تقدمتهما والدتها فاستغل إيهاب الفرصة واقترب منها ممسكا يدها

فرمقته بحدة ثم جذبتها بعنف هامسة بصوت خافت: انت اتجننت ازاي تمسك إيدي كده!


 على الرغم من إعجابه بأخلاقها العالية إلا أنه اغتاظ من طريقة حديثها معه فسألها بصوت جاهد أن يكون طبيعيا: وايه المشكلة يا فرحة انتي خطيبتي!


 ابتسمت بغضب مغمغمة: والله أديك انت قلت خطيبتك مش مراتك وما يصحش إنك تلمسني غير بعد ما نتجوز مش كده ولا ايه؟


 أطرق رأسه أرضا ولم يعقب فهي محقة كل الحق في كل حرف تفوهت به.

 تأملته بسخرية ثم أشاحت ببصرها عنه وهي تتقدمه للداخل 

لكنها توقفت مكانها عندما استمعت إلى صوته الجاد يقول: انا آسف يا فرحة انتي عندك حق صدقيني مش هتتكرر تاني.


 استدارت إليه ومنحته ابتسامة جاهدت في رسمها مغمغمة: ما فيش حاجة يا إيهاب يلا عشان ما نتوهش من ماما.


 أومأ لها بابتسامة وسار بجوارها تاركا إياها تسبح في أفكارها.

 فلطالما سمحت لحسام أن يمسك يدها ويتحدث معها بكلمات غير لائقة لما تحرمها على خطيبها الآن يا الله كم هي منافقة تسمح للغريب بالاقتراب منها بينما القريب تحرم عليه حتى قول كلمة.

 غامت عينيها بحزن عظيم عندما تذكرت حبيبها الذي تخلى عنها مرارا وتكرارا وهي بغبائها ما زالت تحبه وتعشقه.

 يا الله كم أن هذا القلب غريب يركض ويشتاق لمن يعذبه ويبتعد عن من يحبه.


❈-❈-❈


أغلقت الهاتف وهي تبتسم بانتصار فلقد فعل ذلك الوغـ د ما طلبته منه بالحرف الواحد

هبطت الدرج وهي تدندن بسعادة منادية طفلتها التي كانت تلهو في الحديقة برفقة الخادمة وسرعان ما اتت عشق إليها وهي تضحك بسعادة: مامي تعالي العبي معانا.


أجابتها وهي تقرص وجنتها بلطف: معلش يا حبيبة مامي انا بس رايحة مشوار وراجعة بس كنت عايزاكي في كلمة كده.


أومأت لها الصغيرة 

فامسكت بيدها وأجلستها فوق أقرب أريكة ثم جلست بجوارها هاتفة بمكر لم تلاحظه الصغيرة: انتي بتحبي مين يلعب معاكي يا عشق؟


أجابتها ببراءة: بحب ثمس أوي يا مامي بتلعب معايا كل الألعاب اللي بحبها حتى المكعبات والبازيل.


اتسعت ابتسامة ناريمان الشيطانية وهتفت: بجد شكلها لزيزة اوي شمس دي. 


أومأت لها عشق في صمت

فتابعت ناريمان: طب ايه رأيك لو تعزميها تيجي تقضي يوم هنا وبالمرة تلعب معاكي.


هللت الصغيرة بسعادة مردفة بفرحة: بجد يا مامي؟


أومأت لها ناريمان وما زالت ترسم تلك الابتسامة على وجهها ثم غمغمت بأسف: بس ممكن بابي ما يوافقش أصل زي ما انتي عارفة هو مش بيحب مامي خالص يا عشق.


 هتفت الصغيرة مقاطعة: لا يا مامي انا هتحايل عليه وهو هيوافق لما اقله إن ما حدس هيدايق ثمس.


 ضحكت ناريمان بصخب على حديث ابنتها فيبدو أنها سترس ذكائها ولباقتها في الحديث فدنت منها وقبـ لت وجنتها بقوة ثم هبت واقفة: يبقى اتفقنا أول ما ارجع من المشوار اللي انا رايحاه هخليكي تكلميها يلا روحي كملي لعب بقى وانا هرجع كمان شوية عشان نتغدى سوا.


 سارت للخارج وهي تدندن بسعادة وتمني النفس بأن يوافق مراد على طلب تلك الصغيرة كي يتثنى لها تنفيذ مخططها.

تابع قراءة الفصل