رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 20 - 1 الأربعاء 13/12/20234
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل العشرون
1
تم النشر يوم الأربعاء
13/12/20234
وقفت رنيم
تتطلع نحو القلادة بصدمة غير مصدقة ما تراه أمامها فهو قد أخرجها من بين ثيابها
أمام الجميع لكنها لم تفعلها هي بالطبع لن يصل بها الأمر إلى هذا الحد مهما حدث
لها.
استمعت إلى
صوت فاروق الجهوري الحاد متسائل زوجته وعينيه مثبتة نحوها بضراوة كأنه سينقض عليها
ويقتلها بعد اكتشافه لفعلتها كما يري
:- مش ده العقد بتاعك يا جليلة اللي كان ضايع يعني
أروى مبتكدبش البت دي هي اللي خدته
اجتازته
وتوجهت بجانب جليلة بأعين باكية ولازالت تحت تأثير الصدمة وتمتمت بضعف محاولة
الدفاع عن ذاتها وإنكار حديثه عنها
:-
والله يا طـ... طنط مخدتش حاجة والله ماخدته أنا جيت آه الاوضة زي ما بيقولوا بس
عشان أتكلم معاكي لما ملقتكيش خرجت على طول والله ما عملت حاجة أنا أول مرة اشوف
العقد دلوقتي
ربتت جليلة
فوق كتفها بحنان لتجعلها تهدأ لكن قبل أن تردف بحرف وجدت فاروق يجذبها بقوة لتقف
أمامه صائحًا بها بحدة ولهجة حازمة جعلتها ترتعب مما سيفعله معها
:-
أنتي تخرسي خالص اللي زيك منسمعش صوته وكلامك معايا أنا مش جليلة، هي متعرفش
تتعامل مع حرامية زيك الأشكال دول أنا اللي بتعامل معاها.
ابتلعت تلك
الغصة القوية التي تشكلت داخلها لإهانته لها وحاولت التحدث بنبرة متلعثمة خائفة
لتنفي ما يتفوه به وقد تحولت ملامح وجهها تعكس مدى الخوف المتواجد داخلها جسدها
يرتعش بتوتر
:-
أ... أنا مش حرامية ومسرقتش حاجة والله ماخدته ومعرفش هو جه هنا إزاي معرفش والله.
صاح بها بحدة
ودفعها بقوة إلى الخلف مما جعلها تسقط أرضًا
:-
أنتي تخرسي خالص متخلقش اللي يرد عليا العقد وطالع قدام الكل من وسط حاجتك وهدومك
يعني مخبياه بعد ما سرقتيه..
بكت بشدة
بعدما رأت الجميع يؤكد حديثه وتفشل في الدفاع عن ذاتها لم تجد حل سوى أن تحضر جواد
لينهي كل ما يحدث، أسرعت متوجهة بجسد مرتعش متمسكة بهاتفها أمام الجميع وتمتمت
بخوف
:-
ا... أنا معرفش حاجة أنا هتصل بجواد معرفش ده جه إزاي بس أنا والله ماسرقته والله
ماخدت حاجة.
شعر فاروق
بالدماء تغلي بداخله وغضبه منها يزداد ظنًا من أنها تهدده بمهاتفتها بجواد فجذب
الهاتف من يدها بعصبية ألقاه أرضًا بقوة وغمغم بحدة غاضبة مشددًا فوق حديثه
:-
عاوزة جواد يعمل ايه مع واحدة حرامية زيك عاوزاه يجي يقف قصادنا عشانك زي ما بيعمل
كل مرة بس المرة دي أنتي حرامية مش ظالمينك زي ماحصل قبل كده أنتي سرقتي أمه
وتلاقيكي بتسرقيه هو كمان
طالعته بصدمة
فأسرعت جليلة مقتربة منه وتدخلت بتوتر لإنهاء الأمر بعدما رأت مدى الغضب المتواجد
به والشرر المتطاير نحوها عالمة أنه فقد سيطرته على ذاته بعدما تملك الغضب منه
:-
فاروق اهدى عشان خاطري خلاص محصلش حاجة ممكن اتاخد بالغلط عادي خلاص مفيش حاجة.
ردت رنيم على
حديثه المهين لها بغضب بعدما علمت هي الأخرى أن الصمت لن يعود عليها بالنفع بل
سيجعله يستغل صمتها مستكمل إهانتها
:-
أنا مش حرامية وعمري ما سرقت حاجة من طنط أما حاجات جواد فده جوزي وحقي محدش له
أنه يتدخل طالما جواد متكلمش ووالله العقد بتاع طنط أنا ماخدته ومعرفش جه هنا
ازاي..
استشاط غضبًا
بعد استماعه لحديثها ودفع جليلة التي كانت تقف في المنتصف بينهما ثم جذبها من
ذراعها بقوة صائحًا بها بغضب
:-
اخرسي خالص أنتي واقفة تردي عليا فوقي لنفسك مبقاش اللي زيك هو اللي يتكلم أنتي
واقفة قدام فاروق الهواري اللي يقدر يمحيكي من على وش الدنيا كلها.
لم تصمت بعد
حديثه هي الأخرى مقررة التحرر من مخاوفها لتسترد كرامتها التي تُهان دومًا فتمتمت
ترد عليه بحدة هي الأخرى
:-
أبعد عني أنا مش عاوزة أتكلم معاك وأي كلام عاوز تقولهولي يبقى مع جواد غير كده
محدش ليه دعوة بيا أنا كنت محترمة حضرتك عشان خاطر جواد بس بعد اللي حصل لأ خلاص
أنا قولت للكل أن العقد ده معرفش عنه حاجة أنت اللي مش مصدق أعمل اللي يعجبك.
لم يقدر أن
يبقى صامتًا بعد حديثها الذي تجاوز جميع حدوده لم يستطع أحد في تلك العائلة أن يرد
عليه وها هي الآن فعلتها تقف ترد عليه متبجحة كما يرى، تخطت جميع الحواجز
والقوانين الخاصة به وبتلك العائلة قوانينه التي قام هو بفرضها على الجميع، دومًا
لا أحد يناقشه في أي قرار يتخذه لم يشعر بذاته سوى وهو يرفع يده عاليًا ويهوى بها
فوق وجنتها بغضب صائحًا بها بحدة حازمة متوعدًا لها
:-
شكلك لسه لغاية دلوقتي متعرفيش مين هو فاروق الهواري ويقدر يعمل ايه وجه الوقت
اللي تعرفيه بقى محدش هينقذك من ايدي عشان تتجرأي وتردي عليا ولا حتى جواد نفسه.
كانت تطالعه
بصدمة واضعة يدها فوق وجنتها حيثُ صفعها، كيف استطاع أن يفعلها لم تتخيل أن يصل به
الأمر إلى هنا، ألجمت الصدمة لسانها تمامًا ولم تستطع أن تتحدث وترد عن حديثه
المباغت للجميع.
شهقت جليلة
بعدما رأت فعلته الغير متوقعة، وطالعته بصدمة هي الأخر وقد هوى قلبها بداخلها
خوفًا مما سيحدث بينه اليوم وبين جواد عالمة جيدًا أنه لم يصمت بعد ما حدث لزوجته،
لكن قبل أن تتحدث باغتها فاروق بفعلته وهو يقوم بجذب رنيم بقوة من ذراعها خلفه
متمتمًا بحديث غاضب حاد
:-
ملكيش مكان في البيت ده من دلوقتي أنتي هتطلعي بره اللي زيك ميقعدش هنا وأنا بنفسي
اللي همشيكي.
بكت رنيم بضعف
وخوف بعدما رأت تحوله الشديد وإصراره لطردها خارج المنزل بمفردها، أسرعت جليلة
خلفه بخطوات واسعة لتلاحقه متمتمة باسمه مترجية إياه بضعف وحزن
:-
فاروق.... فاروق استنى عشان خاطري خلاص كفاية كده سيبها يافاروق سيبها مينفعش.
لم يبالي
بهتافها وتوسلاتها له بأن يتركها سار مستكملًا طريقه ولازال يجرها خلفه ثم دفعها
بقوة فسقطت أرضًا طالعها بازدراء وكأنه يخبرها بنظراته ان ذلك المكان هو المستحق
لأمثالها حتى تظل متذكرة مكانها الحقيقي بالنسبة له، أغمضت عينيها باكية بضعف بعد
فهمها لنظراته وإهانتها الدائمة منه ومن جميع العائلة
استمعت إليه
يتحدث إلى الحراس الواقفين يشاهدون مايحدث بصدمة وعدم تصديق
:-
اللي هيتدخل ويساعدها يعتبر نفسه مطرود من هنا.
أسرعت جليلة
تقترب منها لتساعدها لكن استوقفها قبضة فاروق فوق ذراعها بقوة يمنعها من فعل ما
تريده ويجذبها معه إلى الداخل بخطوات غاضبة مغمغمًا بغضب حازم
:-ملكيش
دعوة أنتي يا جليلة ابعدي عن الأشكال دي.
همهمت معترضة
على أفعاله بعد شعورها بالحزن لما فعله بها وخوفها من رد فعل جواد التي مهما فعلت
وحاولت معه لن يصمت تلك المرة تعلم أن الأمر في منزلها سيزداد سوء
:-
فاروق مينفعش نسيب البنت بره أنت بتقول ايه دي مرات ابنك اعتبرها زي سما
لم يهتم
بحديثها بل صاح بها بحدة مشددة ليجعلها تصمت
:-
جليلة قولت خلاص البت دي مش هتدخل تاني ولا عمرها هتكون زي بنتك أنتي بتقارني ايه
بإيه دي ولا حاجة مجرد واحدة متسواش وغلطت فيا لازم تتأدب الكلام خلص على كده
قبل أن ترد
عليه وتدافع عن رنيم وجدته يسير من أمامها بغضب وجسد متشنج ثم التفت نحوها مرة
أخرى وتابع بنبرة تحذير حادة
:-
إياكي تطلعي برة للبت دي فاهمة يا جليلة.
طالعته بعدم
رضا محركة رأسها نافية بيأس من إصراره لتنفيذ ما يريده فعاد حديثه مرة أخرى بغضب
:-
فـاهـمـة اللي قولته يا جليلة مفيش خروج للبت دي.
أجابته مردفة
بضعف وقلة حيلة عالمة أنها إذا خالفت حديثه سيفعل شيء أكبر مما فعله والأمر يزداد
سوء عما به فلم تجد سوى أن تنفذ طلبه عنوة عنها
:-
حـ... حاضر يا فاروق خلاص.
في الخارج
كانت مديحة تقف مع ابنتها وكل منهما يرمق رنيم بنظرات شامتة فرحين لما حدث لها،
تمتمت مديحة تحدثها بمكر وشماتة بعد اقترابها منها وعينيها تلتمع بالفرحة
:-
هي دي أخرة اللي زيك في عيلة الهواري أنتي اللي حلمتي مع جواد فاكراه هيقدر يعملك
حاجة فينه بقى وأنتي بتطردي كدة.
ضحكت أروى
باستمتاع لكل ما يحدث أمامها وكأنها تشاهد مسرحية ممتعة ترمقها بشماتة سعيدة لما
حدث لها وسارت بخطوات شامخة مغرورة أغمضت رنيم عينيها بحزن وأعين باكية تود الصراخ
تريده تريد جواد مسرعًا لا تعلم كيف سيفعلها لكنها تريده بجانبها هي تواجه تلك
العائلة بمفردها وهي غير قادرة عليهم.
تحاملت على
ذاتها ونهضت بعد أن توجه الجميع إلى الداخل تود أن تتصل به لتخبره ما حدث له،
تريده بجانبها الآن لكنها لم تجد هاتفها بعد أن ألقاه، وقفت تتطلع نحو الحراس
الذين يقفون حولها كانت ستطلب منهم المساعدة لكنها تذكرت تهديده لها عالمة أن مهما
حدث لن يخالفوا حديثه بسبب صرامته مع الجميع وخوفهم منه..