-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 20 - 2 الأربعاء 13/12/20234

   قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل العشرون

2

تم النشر يوم الأربعاء


13/12/20234


كانت جليلة تجلس بوجه شاحب حزين خائفة مما سيحدث رمقتها مديحة بفرحة وغمغمت ببرود ماكر لتخدعها

 

:- خلاص يا جليلة أهدي محصلش حاجة لكل الزعل ده البت فعلًا محتاجة تتربى عشان أنتي دلعتيها زيادة عن اللازم واللي زي دي مينفعش معاه كده اللي عمله فاروق هو الصح.

 

اعترضت على حديثها بعدم رضا وأجابتها مردفة بهدوء حزين وتعكس نبرتها مدى القلق المتواجد داخلها لما سيحدث بين ابنها وزوجها

 

:- لـ.. لأ طبعا يا مديحة ده مش الصح حتى لو رنيم غلطانة بس اللي عمله فاروق هو كمان غلط وجواد ليه حق في اللي هيعمله دي مراته مهما حصل ومينفعش تتطرد بره بيته.

 

تفاجأت بفاروق من خلفها مغمغمًا بغضب حاد مشددًا فوق حديثه يصحح حديثها الأحمق كما يرى

 

:- بيتي ده مش بيته يا جليلة ده بيت فاروق الهواري وابنك اللي عاوز يعمله يعمله هو أنا هخاف ما تعدلي كلامك شوية.

 

لم تُعجب بحديثه وطريقته معها لكنها فضّلت الصمت حتى لا تجعل الأمر يزداد سوء في المنزل وفاروق سيزداد من عناده وغضبه فصمتت كما تفعل دومًا صمتت بضعف وضيق فكل ما يحدث لم يعجبها لكنها غير قادرة على تغيير شيء دوما تسعى لتغيير فاروق وطريقته الحادة الغاضبة لكنها فشلت في فعل ذلك..

 

ظلت رنيم في مكانها كما هي تبكي بضعف وقلة حيلة لا تجد مكان تذهب إليه الآن هي حقًا بلا مأوى، لكن ماذا ستفعل؟! كيف ستتخلص من كل ذلك؟! تشعر بظلمة وقسوة الحياة عليها دون أن تعلم السبب، دومًا تُسلب منها السعادة قبل أن تشعر بمذاقها، وكأن الحزن والوجع والقهر كُتبوا عليها طوال حياتها.

 

عاد جواد ليلًا بعد أن أنهى عمله حاول الإتصال برنيم عدة مرات لكنه لم يصل لشيء ولا أحد في المنزل يجيبه، كان يعلم أن هناك شيء حدث لم يعلمه، لكن قبل أن يفكر كثيرًا فما حدث تفاجأ برنيم التي تنتظره في الخارج بوجه باكي وحالة غير جيدة كان ينظر إليها ولا يعلم ما بها ولماذا تقف في الخارج.

 

انطلقت نحوه مسرعة ما أن رأته وألقت ذاتها داخل حضنه وارتفع صوت بكاءها وشهقاتها عاليًا وقد انهارت جميع حصونها وما بداخلها، لا تفعل شيء سوى البكاء تتمسك في قميصه بضراوة وتبكي لا تريد الخروج من داخل حضنه مكانها الوحيد الآمن المتأكدة أنه لن يحدث لها شيء سيء  وهي معه..

 

ظل يربت فوق ظهرها بحنان محاولًا تهدئتها حتى يفهم ما الذي حدث، متمتمًا بهدوء وحنان

 

:- أهدي بس وفهميني ايه اللي حصل وأنا هتصرف بس أهدي وبلاش عياط.

 

ظلت مستمرة في بكائها بضعف متمتمة بكلمة واحدة متعلثمة غير مفهومة

 

:- ا... أنا مـ... مش حـ... حرامية مش حرامية والله.

 

لم يكن يفهم لماذا تتمتم بتلك الكلمات؟! لكنه ظل يحاول تهدئتها مؤكدًا حديثها بهدوء

 

:- أهدي يا حبيبتي أهدي أنا عارف طبعا فهميني بس اللي حصل وأنتي ايه اللي طلعك بره كده

 

قصت عليه ماحدث بإيجاز ونبرة خافتة وهي ترتعش داخل أحضانه كان يستمع إليها بغضب غير مصدق ما تقوله، هل حقًا حدث لها ذلك على يد والده الذي لم يهتم بصورته أمام زوجته الآن، كان يقف بجسد متشنج غاضب وقد برزت عروقه أغمض عينيه بقوة ولازال يستمع إليها بقلب يحترق بغضب.

 

ظل صامت لعدة لحظات بعد أن انتهت من حديثها ثم تحدث بنبرة غاضبة حازمة مستنكر ما استمع إليه

 

:- أنا هتصرف هما إزاي يعملوا كده حقك هجيبه منهم كلهم أهدي وبلاش عياط.

 

شدد من احتضانه عليها بحنان ليجعلها تهدأ طالعته وتمتمت بخوف وضعف

 

:- هـ...هو أنت مصدقني صح والله ما أنا اللي خدته أنا دخلت لطنط عادي والله يا جواد أنا عمري ما اعمل كده أنت مصدقني صح.

 

اومأ برأسه أمامًا بهدوء يخبرها أنه يعلم كل ما تقوله يعلم أنها لن تفعل هكذا، سار بها نحو الداخل، كانت تسير بخطوات متعثرة بطيئة خائفة مما سيحدث...

 

دلف المنزل بوجه مكهفر غاضب، قبل أن يستكمل طريقه وجد فاروق يجلس في بهو المنزل بصحبة الجميع وكأنه ينتظر قدومه كانت تقف تتشبت في قميصه بخوف وقف فاروق قبالته مغمغمًا بغرور حاد مشيرٕا بسبابته نحو رنيم بطريقه مهينة ويرمقها بنظراته الغاضبة التي اخترقتها وجعلت خوفها يزداد

 

:- مين اللي دخل البت دي هنا تاني مش قولت متدخلش تاني غير لما تتربى وتعرف هي بتتعامل مع مين وتعرف مقامها كويس.

 

وقف جواد قبالته مقتربًا منه بغضب ونظراته مصوبة نحوه بعدم رضا معلن غضبه التام من فعل والده الذي دومًا يتجاهل وجوده

 

:- ليه عاوز تطلعني صغير ومصمم كمان رغم إن أنا بحترمك ليه بتعمل كده؟!

 

طالعه باستهزاء دون أن يعير حديثه اهتمام وغمغم بحدة غاضبة موجه حديثه نحو رنيم التي ترتعش بضعف وخوف

 

:- أنا مش قولتلك اللي زيك ميدخلش هنا تاني.

 

قبل أن ترد عليه صاح جواد بغضب بعدما فشل في السيطرة على ذاته أمام طريقة والده المقللة من شأنه كان يرمقه بنظرات غاضبة حادة بعدما برزت عروقه أمامه

 

:- أنا بكلمك رد عليا أنت ليه بتعمل كده عاوز ايه، ليه مصمم على اللي بتعمله عاوز توصل لإيه مش بتحترمني ليه المفروض أعمل ايه لما تمد ايدك على مراتي أنا مش هسكت أنت اتخطيت كل حاجة بعد اللي عملته ده.

 

ضحك فاروق بسخرية وأجابه ببرود ولا مبالاه

 

:- أنت عاوز ايه غلطت وبأدبها عشان تتعلم بعد كده ترد على فاروق الهواري واللي أنت واقف بتدافع عنها حرامية..

 

ضحك ببرود وتابع حديثه مجددًا بلهجة ساخرة مشيرًا نحوها باحتقار

 

:- مرات الظابط جواد الهواري حرامية وزعلان أني طردتها ده أنا المفروض احبسها.

 

أجابه الآخر غاضبًا معترض على حديثه بلهجة مشددة بحزم وقد توهجت عينيه لتظهر مدى الغضب المتواجد داخله

 

:- هي مش حرامية وأنا واثق فيها، رنيم متعملش كده وأنت ولا غيرك ليك الحق أنك تمد ايدك على مراتي مهما حصل مراتي محدش يحاسبها غيري.

 

مسكه فاروق من أطراف قميصه بغضب ورد على حديثه بحدة وعصبية شديدة

 

:- ما تفوق لنفسك يا جواد أنا أبوك أنا فاروق الهواري اعمل اللي يعجبني لا أنت ولا عشرة زيك يقدروا يعملولي حاجة ولا يقفوا قصادي.

 

رمقه جواد بنظرات حادة بعدما انتفخت اوداجه بغضب وصاح أمامه يرد على حديثه المتعجرف

 

:- لا أقدر طالما الموضوع يخص مراتي يبقى أقدر ده حقها مش حقي وإن كنت بسكت في اللي بتعمله معايا ده ميدكش الحق إنك تعمل كده في مراتي..

 

حاولت جليلة التدخل ممسكة بيد فاروق بضعف وتمتمت بنبرة باكية متوسلة إليه

 

:- فـ... فاروق خلاص خلاص عشان خاطري كفاية كده وغلاوتي عندك.

 

تطلعت نحو جواد وتابعت حديثها مجددًا محاولة إنهاء الأمر

 

:- جواد عشان خاطري يا حبيبي خلاص مش هتحصل تاني.

 

وجهت بصرها نحو رنيم الباكية وتحدثت بضعف

 

:- خلاص يا حبيبتي متزعليش حقك عليا واللي حصل والله ما هيتكرر تاني.

 

صاح فاروق بغضب بعد استماعه لحديثها الموجه لرنيم

 

:- أنتي بتعملي ايه اللي زي دي متتكلميش معاهم وهي مش هتفضل هنا دة آخر كلام عندي.

 

غمغم جواد يرد على حديثه بكبرياء متطلع أمامه بحدة

 

:- لا أنا ولا مراتي هنقعد هنا تاني كلامي دلوقتي مش عشان أقعد هنا أو لا كلامي في اللي عملته أنت مينفعش تمد ايدك على مراتي هي متجوزة راجل ولازم أجيب حقها.

 

لطمت جليلة فوق صدرها بقوة صارخة معترضة بعد استماعها لرد جواد

 

:- جواد يا حبيبي تمشي فين خلاص يا فاروق اسكت اللي حصل يا حبيبي مش هيتكرر تاني بس اهدى عشان خاطري

 

صاح بها فاروق بحدة لتصمت

 

:- جـلـيـلـة.... اسكتي خالص ومتدخليش.

 

تطلع نحو جواد ببرود مغمغمًا بلا مبالاه

 

:- لو عاوز تمشي أمشي ميهمنيش خد الحرامية وأمشي من هنا.

 

ضرب جواد المنضدة التي أمامه بعصبية وضيق مغمغمًا بحدة

 

:- مراتي مش حرامية وهمشي فعلا لا أنا ولا هي عاوزين نقعد في البيت ده.

 

وجه حديثه بهدوء نحو رنيم الواقفة تبكي بصمت لا تصدق ما تراه أمامها يقف أمام والده لأجلها لم يهتم بحديثه ويثق بها هي

 

:- اطلعي يا رنيم جهزي الحاجة بتاعتنا عشان نمشي. 

 

تمسكت جليلة به متمتمة بضعف وقد بدا التعب فوق وجهها محاولة التدخل لإنهاء قراره


الصفحة السابقة                             الصفحة التالية