-->

رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 20 - 3 الأربعاء 13/12/20234

   قراءة لهيب الروح كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية لهيب الروح

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل العشرون

3

تم النشر يوم الأربعاء


13/12/20234


الصفحة السابقة


:- جواد تمشي ايه يا حبيبي والله اللي حصل ما هيتكرر تاني محدش هيكلم رنيم كلمة بس أهدى بس أنا مقدرش أبعد عنك.

 

لم ينكر حزنه على والدته وخوفه عليها عالمًا طريقة والده القاسية الحادة بعض الأحيان معها أغمض عينيه بضيق واحتضنها بحنان مردفًا بإصرار بعد شعوره بإهانة زوجته

 

:- ولا أنا اقدر هاجيلك على طول متقلقيش أنا عمري ما أبعد عنك بس مينفعش نقعد هنا أنا ورنيم بعد اللي حصل.

 

تابع حديثه متطلع نحو رنيم التي لازالت واقفة كما هي في مكانها

 

:- يلا يا رنيم اطلعي جهزي حاجتنا عشان نلحق نمشي.

 

رمقه فاروق بغيظ شاعرًا بالضيق كونه اختار زوجته وفضلها عليه وعلى والدته، لم يتخيل يومًا أن يترك المنزل نهائيًا لكنه ظل كما هو يقف بشموخ وبرود يظهر اللا مبالاه فوق ملامحه وغمغم بكبرياء وعند

 

:- اطلعي يا سما معاها عشان تتأكدي أنها بتاخد حاجتها بس مش حاجات تانية..

 

ابتلعت رنيم تلك الغصة القوية التي تشكلت داخلها من إهانته لها، شعر بها جواد هو الآخر وانفلتت مشاعره فاقدًا السيطرة على ذاته بعد حديث والده الذي جعله يستشاط غضبًا ملقيًا كل ما كان أمامه أرضًا صائحًا بغضب وتوعد

 

:- أنت بتقول ايه اللي بتقوله ده جنان أنا مراتي متعملش كده دي أحسن من الكل أنت اللي هتفضل كده زي ما أنتَ عاوز ايه هسيبلك البيت كله وأمشي كفاية لغاية هنا خلاص.

 

توجه نحو رنيم يحتضنها بحنان شاعرًا بالحزن لأجلها مشدد من احتضانه لها كأنه يخبرها أنه يشعر بها، مستنكر أفعال والده التي تجعله يشعر بالخجل..

 

كانت مديحة تقف تشاهد كل ذلك بتسلية وكأنها ترى مسرحية أمامها، تستمع إلى إهانة رنيم بابتسامة واسعة تزداد اتساعًا بعدما تستمع إلى شهقاتها الباكية وترى دموعها التي تسيل بلا توقف..

 

كانت أروى مثلها تقف فرحة تشاهد نتائج فعلتها الماكرة التي فعلتها بصمت دون علم أحد، لم تنكر إنزعاجها من طريقة جواد الحادة لأجلها طريقته التي تثبت حبه الشديد لها، لأول مرة لم يهتم لحديث والدته ويفعل كل ذلك لأجلها، حقدها يزداد ضد رنيم لكنها تقف ترى دموعها باستمتاع متوعدة لها أكثر، مقررة أن تفعل المستحيل لتجعله يتركها، ستحصل في النهاية على جواد وتفوز عليها..

 

لم تتحمل جليلة كل ما يحدث، ترى الأمر يزداد سوء بين زوجها وابنها وذلك آخر ما تريده، كانت تشعر بالدوار يلتف بها دون أن تستمع إلى شيء مما يدور، لا تفهم ما يحدث لها لكنها شعرت بغيمة سوداء حلت أمام عينيها وسقطت أرضًا غير شاعرة بما يدور حولها.

 

صرخت سما بصدمة وخوف متمتمة بنبرة باكية بعد رؤيتها لوالدتها الساقطة أرضًا

 

:- جـ... جواد الحق ماما عشان خاطري.

 

تطلع الجميع نحوها بخوف لكن فاروق كان أول مَن اندفع نحوها يحملها برعب وقد تحولت ملامحه سريعًا بعد رؤيته لها ساقطة أرضًا.

 

توجه بها سريعًا نحو غرفتهما شاعرًا بقلبه يتوقف من فرط خوفه عليها أسرع جواد يتصل على الطبيب الخاص بها الذي آتى مسرعًا، كان يشعر هو الآخر بالقلق والخوف على والدته، وقفت رنيم بجانبه بعدما شعرت بما يدور داخله وخاصة أن كل ما حدث كان بسببها، تمتمت بتوتر وهدوء

 

:- متقلقش يا جواد هتبقى كويسة والله متزعلش هتطمن عليها حقك عليا أنا السبب في ده كله

 

لم يشعر بذاته سوى وهو يحتضنها بضراوة مشددًا عليها يعبر لها بفعلته عن مدى احتياجه لها في ذلك الوقت، أجابها بصوت أجش حزين

 

:- متقوليش كده مفيش حاجة وهي بإذن الله هتبقى كويسة هنتطمن عليها.

 

تركها وتوجه نحو شقيقته التي تقف تبكي بشدة احتضنها بحنان مغمغمًا به محاولًا أن يجعلها تهدأ قليلًا

 

:- كفاية عياط يا سما متقلقيش هي هتبقي كويسة.

 

مسح دموعها بحنان فابتسمت من بين دموعها وأجابته بنبرة حزينة باكية

 

:- جـ... جواد متمشيش وتسيبنا عشان خاطري أنا وماما والله ما هنخلي بابا يعمل حاجة تاني بس عشان خاطري بلاش ماما مش هتقدر تستحمل ولا أنا.

 

تطلع نحو رنيم وهو عاجز عن رفض طلب شقيقته المُحقة فهمت نظراته جيدًا ولم تقوى هي الأخرى على الرفض فأومأت لها أمامًا بصمت، أجاب شقيقته بحنان وهدوء

 

:- متقلقيش مش همشي خلاص أنا مقدرش ابعد عنك أنتي وماما.

 

شعرت أروى بالغيظ بعد فشل مخططها التي لم تستفد منه بعد كل ما فعلته عاد الأمر مرة أخرى لما كان عليه، بينما مديحة كانت تشعر بالنيران متأهبة من قلبها بعد رؤيتها لخوف فاروق الشديد الذي تحول بعد سقوط جليلة، غضبه وكل شيء كان يشعر به اختفى ليحل محله الخوف والقلق عليها مؤكدًا لها بحبه الشديد لجليلة بالرغم من جميع أفعاله..

 

ذهب الطبيب بعد أن أخبر فاروق بحالتها مؤكدًا ابتعادها عن أي ضغط وأي شي من الممكن أن يؤثر عليها بالسلب..

 

كاد جواد يدلف ليطمئن عليها لكن استوقفه فاروق الذي منعه بغضب يرى أن مرضها كان بسببه

 

:- أنت عاوز ايه مش قولت إنك هتمشي وتسيبها وعملت فيها كده أمشي وسيبها يلا واقف عاوز ايه منها ليه عاوز تدخلها.

 

لم يهتم بحديثه مسيطرًا على ذاته لأجل والدته وأجابه بهدوء وجدية

 

:- أنا هدخل اتطمن عليها أكيد مش هسيب أمي وهي تعبانة كده

 

تمتمت سما بتوتر لتنهي الأمر

 

:- خـ... خلاص يا بابا عشان ماما متزعلش..

 

دلف جواد لوالدته يطمئن عليها بينما رنيم فعادت مرة أخرى إلى غرفتها بضيق، كانت تود الذهاب من ذلك المنزل لكنها شعرت بتمسكه بوجوده مع والدته خاصة احتياجها له وحزنها على ابتعاده عنها..

 

ظل يتحدث معها ثم خرج بعدما وجد والده يدلف ليطمئن عليها هو الآخر، سار متجه نحو غرفته  وجدها جالسة تبكي بضعف فاحتضنها بحنان مغمغمًا بأسف

 

:- حقك عليا متزعليش والله هنمشي بس شوية عشان ماما تكون اتحسنت.

 

احتضنته بضراوة وتمتمت بهدوء من بين شهقاتها

 

:- لـ... لا خلاص عادي كفاية اللي عملته تحت عشاني المهم طنط جليلة تبقى كويسة.

 

التقط كفها بحنان طابعًا قبلة رقيقة فوقه ومسح دموعها بحنان مردفًا بمرح

 

:- مبحبكيش تعيطي عاوز أشوف عيونك الحلوة دول.

 

ابتسمت بخجل من بين دموعها فالتقط شفتيها في قبلة عاشقة مردفًا بعشق

 

:- الواحد بيموت فيكي أنتي وعيونك دول.

 

ضحكت بخجل ودفنت وجهها في عنقه متمتمة بخفوت

 

:- بس بقى كفاية كده أنت عارف أن أنا بتكسف.

 

ظل يتحدث معها بمرح ليجعلها تخرج عن حالة الحزن المسيطرة عليها وهو حزين لرؤيتها بتلك الهيئة الشاحبة..

 

--

 

بعد مرور عدة أيام..

 

كانت تجلس رنيم ممسكة هاتفها الجديد تتطلع إلى رسالة التهديد التي تصل إليها يوميًا شعرت بالضيق أغمضت عينيها بضعف وارتشعت يدها لا تعلم ماذا تفعل هي لن تستطع أن تجمع له المال الذي يطلبه تشعر أنها تائهة لا تعلم ماذا تفعل أتعترف لجواد أفضل؟!

 

لكنها تخشى رد فعله عندما يعلم بالطبع سيكذبها لن يصدق ما ستقوله  لن يصدق دافعها لتفكيرها في شيء مثل هذا الأمر بأكمله مُخفى عنه.

 

قلبها يرتعش بداخلها مهما حاولت أن تدعي القوة، تلعن ذاتها على فكرتها الحمقاء التي تدفع ثمنها الآن، ذلك الشخص لن يتركهها سوى عندما يحصل على المال الذي يريده وهي لم تمتلك شئ فكيف ستحضره له؟! وكيف ستتخلص من آذاه الملاحق لها باستمرار اطلقت تنهيدة حارة بضعف محاولة إلتقاط أنفاسها بصعوبة..

 

أغمضت عينيها باكية بضعف وجسدها يرتعش لا تعلم ماذا تفعل، لكنها فجأة شعرت بالتعب يجتاح جسدها، أغلقت عينيها بتعب ملتقطة أنفاسها بصعوبة متمسكة بالفراش لتجلس فوقه لكنها لم تشعر بشيء آخر حولها وقد غابت عن وعيها تمامًا.. 

 

 

--

 

في نفس الوقت علم جواد أن هناك شخص ما يريد مقابلته، فأعطى الإذن له أن يدلف.

 

وقف محسن يطالعه مقررًا تنفيذ خطته للحصول على المال متغلبًا على خوفه من الأمر.

 

قطب جواد جبينه بدهشة عندما رآه متعجبًا من وجوده وسأله بخشونة وجدية حازمة

 

:- أنت!! أنت عاوز ايه؟! مش أنت..

 

قبل أن يستكمل سؤاله غمغم محسن يجيبه بجراءة مبتسمًا بمكر

 

:- أنا محسن مش صاحب أخوها زي ما كدبت وقالتلك أنا من طرف عصام اللي قتلته هي وجه وقت الحقيقة تبان..



.. يُتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد  للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة