-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 28 - 2 الأحد 10/12/2023

  

   قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثامن والعشرون

2

تم النشر يوم الأحد

10/12/2023



بالصياح العالي، يردد بسخطه وعقله ما زال حتى الآن، رافض التصديق:


- لعبة، عليا النعمة لعبة وواد أخوك بيعملها علينا يا بوي ، وانا مش هسكت، عليا النعمة ما هسكت. 


زفر سعيد يشيح بوجهه للناحية الآخرى، يحجم نفسه بصعوبة عن توبيخه، وقد ضاق به وضجر بعدم احتمال، لتعلق رئيسة ردًا له:

- لعبة بجى ولا مش لعبة، ما خلاص يا ناجي، يعني هي اللي خلجها مخجلش غيرها؟ ما تصحى لنفسك بجى يا ولدي،  بنات الحلال كتير. 


احتج معارضًا يردد:

- لا ياما مخجلش غيرها، نادية دونًا عن الحريم كلها مخلجش غيرها، يعني تضيع مني مرتين، مرة ياخدها واد الدهشوري والمرة التانية ياخدها غازي.... غازي يا بوي اللي خد مكانتك، وجدي كبره عليك من وهو عيل ولا يسوى....... 


اثار بقوله الغضب الشديد لوالده، ليحدجه بأعين نارية، وقد ضغط بمكره على منطقة الضعف به، فلم يكتفي، ليوصل صب نيرانيه نحو الجهة الأخرى، تلك التي وجمت صامتة من وقت سماعها بالخبر، وكأنها لم تستوعب بعد:


- ساكتة ليه يا ست فتنة؟ مش الكلام ده برضوا يخصك؟ ولا صاحبنا مكانش جوزك ولا ابو بناتك؟ ما تردي، ولا هو لسانك دا ميطلجش غير في التفاهات؟


استطاع بكلماته السامة، ان يخرجها من صمتها ، لتعلق بكبرياء وعنجهبة كرد لكرامتها:

- وانا هيهمني في إيه؟ ما انت جولت بنفسك، كان جوزي، يغور في داهية هو وهي، انا من الاول كنت عارفة ان دا هيحصل، هي مسهوكة وسهتانة، وهو مايملاش عينه غير التراب، عشان بس تعرفوا ان هي كانت سبب الخراب عليا .


صرخت بها رئيسة ردًا لها، وقد فاض بها منها:

- لا يا فننة، محدش خرب عليكي غير جلة عجلك, جلة عجلك اللي مخلياكي تكابري دلوك، وبتنكري انك متأثرة باللي حصل، دا بدل ما تفكري في حل يرجعك ليه؟


هتف ناجي يسبق شقيقته بلهفة سائلًا:

- حل ايه ياما؟ لو في حاجة توجف اللي حاصل دا جولي.


ردت رئيسة وقد التفت انظار الجميع نحوها بانتباه:

- الحل ان ناخد البنات حجة يا ناجي، أبوك يكلم عمك يامن وناس من كبارات العيلة، عشان نضغطوا عليه يرجعها، اهم حاجة العمار يا ولدي. 


تدخل سعيد يدلي بدلوه، يضحض الأمل الاَخير لابنه:

- ايوه يا اختي، بس دا لو حصل وغازي جبل يرجعها،  برضوا مش هيلغي جوازو من بت هريدي، يعني بنتك لو رجعت، هتعيش مع ضرة....  


- دا على جثتي. 

صاحت بها فتنة مقاطعة الجميع، لتردف بتعالي مقصود:.

- بجى انا... فتنة سعيد الدهشان.... اعيش مع ضرة!....

ليه ان شاء الله؟ وانا ايه اللي يجبرني، مش هو عايز يتجوزها، يغور بيها، ع الاجل تبجى خدامة لبناتي،  لكن انا بكرة اتجوز سيد سيده.


بصقت كلماتها وذهبت من امامهم، ليظلوا لعدد من الوقت، مطالعين أثرها وكأن على روؤسهم الطير، حتى استوعبت رئيسة اخيرا لتغمغم بغضب:

- ما حد هيجيب مناخيرك الأرض غير كبرك يا بتي، ربنا يسترها عليكي. 


❈-❈-❈


دلفت بغرفتها تصفق الباب بقوة في غلقه خلفها، ونيران تسري بداخلها، لقد فعلتها هذه الماكرة الساهية فعلتها،  في البداية تحظى بحبيب مراهقتها، لتعيش اعوامًا محلقة معه في عالم العشق والسعادة معه، قبل ان يرحل، لتأتي الاَن، وتستولي على مكانتها كزوجة لكبير العائلة، حتى وان كان لا يستحق،  ولكنها فازت عليها في هذه الجولة ايضًا، تبًا لها وبهذه الهيئة التي تدعي بها الطيبة والاستكانة، وهي ملعونة تخطط وتصل لما تريد بدون أدنى أي جهة منها .


زمجرة غاضبة خرجت منها ، تضرب الأرض بقدميها ، حتى تحركت لتخطو نحو الشرفة لتتطلع منها نحو الطريق والسيارات،، تحسب المتبقي لها من اشهر العدة، حتى تخرج للحياة التي تنتظرها،  لتُري الجميع من هي فتنة، هي المرأة التي تستحق الأفضل، لأنها الأجمل.  


قطعت فجأة سيل افكارها منتبهة لهذا الوسيم الذي رأته منذ ساعات يسير امام منزلها مع هذا المدعو بسيوني،،والذي يصحبه الاَن في العودة ايضًا، تبسمت تطالعه بتركيز،  وقد عرفت بهويته من ابنتها بعدما سألتها عنه ، عقب انتهائها من الشجار مع طليقها غازي، والذي اتضح لها انه شريكه المذكور منذ سنوات، ويدعي .


- يوسف 

تمتمت بالأسم بصوت واضح، وكأنها تحفظ الاسم وصاحبه. 


❈-❈-❈


قطبت باستغراب تُرهف السمع  لصوت ضحكاته العالية، وبعض التعليقات التي كانت تصلها داخل المطبخ، وهي 

  تخرج من البراد بعض قطع الفواكه المختلفة، لتقوم بغسلها جيدًا قبل ان تضعها في الطبق، ثم تخرج بها اليه، بعدما بدلت ملابسها لأخرى، تلبية لرغبته، فلم تتخلى عن تحفظها، في ربط حزام المئزر الذي كان يعلوا المنامة جيدًا، لتخفي عُريها، يكفي انها قصيرة وتظهر ركبتيها وسيقانها، 


مطلقة شعرها الذي يتحرك مع خطواتها وكأنه يسير معها او يتراقص بشقاوة، هذا ما شعر به اثناء تحديقه بها وهي تخطو بملوكية لتجلس على الكرسي المقابل له، امسكت بثمرة التفاح لتقطيعها لشرائح، في انتظار

انتهاءه من المكالمة والتي انجزها سريعًا ليعطيها انتباهه بالكامل، يتأمل كل تفصيلة بها بجرأة تخجلها، ومع ذلك تجاهد حتى تندمج وتعتاد:


- شيفاك بتضحك ومبسوط يعني؟

قالتها بارتباك انتبه اليه، نتيجة طبيعية لابصاره التي كانت تمشطها من الأعلى للأسفل بتأني، حتى رفق بها يجيبها متذكرًا فحوى المكالمة:


- بضحك عشان اخوكي، اللي كنا جلجانين عليه، لا يعمل مصيبة ويكبر الموضوع بجنانه، ونسينا انه الكبير، دا لمها بمنتهى السهولة، لا وكمان جابه لمصلحته. 


- جابه مصلحة! حلها كيف غازي؟

تبسم باتساع يجيب عن سؤالها:

- حل الأمر مع عزب، وخلاه يعلن خبر خطوبته على نادية جدام الكل.


- خطوبته كمان! وه.

صدرت منها باندهاش شديد جعلها تفتح فاهاها للحظات ، حتى رددت خلفه بعدم استيعاب، لتخرج منها الكلمات بعفوية انستها ارتباكها:

- احلف، يخرب عجلك يا غازي، معجولة عملها بجد؟ 


اومأ يغمز بطرف عيناه مندمجًا معها:

- اخوكي مش سهل، دا النسخة التانية من الدهشان الكبير، ودي مش حاجة هينة ولا عادية بالنسباله، عشان يسيبها كدة من غير ما يمسك فرصته.


خبئت ابتسامتها مع تركيزها في فحوى كلماته:

- هو لدرجادي كان بيحبها؟ انا كان جلبي حاسس والله، ما هو غازي دا من النوع اللي ميعرفش يخبي بيبان عليه، وحبيبي كان مظلوم في جوازته من واحدة مكنتش بتحبه، كان رابطه البنات وجابرينه يكمل معاها،  لحد ما فاص بيه منها، 


كانت تتحدث شاردة وهو ظل صامتًا يستمع لها بإنصات جيد، حتى انتبهت لترفع أبصارها إليه، وهذا السكون المريب منه، فتحمحمت تعود لاضطرابها، ارجعت الشعيرات المتمردة منها للخلف،  لا تقوى على مواجهة ثاقبتيه التي تخترقها وكأنه يغوص في أعماقها، لا تعرف لما بزبد الأمر عليها صعوبة، 


لا ترى ابتسامته الخبيثة، في مراقبتها، فتكلم يخاطبها بمشاكسة:

- روح هو انتي جايبة التفاح دا لنفسك وبس؟ ولا انتي شيفاني يعني مليش نفس.... للحاجات الحلوة دي. 


حانت منه نظرة وقحة في الاخيرة جعلتها تخرج عن صمتها:

- في ايه يا عارف؟ ما انت لو عايز جول، هو انا منعتك.....

قاطعها مرددًا ببرائة والمكر يلوح في عينيه بوضوح تام:

- منعتيني عن ايه؟ انا جصدي على التفاح على فكرة، ماتعرفيش انا نفسي مفتوحة عليه كد ايه؟


افتر فاهاها ثم اغلقته على الفور،  وقد عجزت في البحث عن رد مناسب له، يتلاعب بها، وهي الغبية دائمًا ما تقع في الفخ.

زفرت بقلة حيلة، لتقرب منه شريحة من طبقها ، اطبق على كفها ليرفعها  ويقربها من فمه، يقضمها كاملة، ثم لوك يمضغ فيها بتأني،  وما زالت كفها محجوزة بقبضته،  

ثم حطت شفتيه على بشرتها ليلثمها بقبلة طويلة متعمقة، ليردف اخيرًا:

- تسلم ايدك. 

اومأت رأسها بارتباك، تحاول نزع يدها وقد ظنته اكتفى وانتهى، ولكنها فاجئها بأن جذبها حتى ارتطمت بصدره،  لتجد نفسها محاصرة بين ذراعيه، حاولت كبت اجفالها، والاسترخاء حتى لا ينفر منها، تُعد نفسها للقادم، فزاد بتقريبها حتى اصبح لا يفصل وجهها عن وجهه سوى سنتميترات، تختلط انفاسها بأنفاسه، وعلى عكس ما توقعته من تقبيلها، مال يتمتم امام شفتيها بهمس متحشرج:


- بحبك يا روح، اكتر من نفسي، واكتر حتى من رغبتي فيكي.


رفعت عينيها اليه، تطالعه باستفسار،  متناسية خجلها، قابلها بابتسامة حانية، ثم قبلها اعلى جفن عينيها، ليضمها بعد ذلك بقوة كادت ان تعصر عظامها،  يتمتم بلوعة من داخله:


- انا لسة صابر ونفسي طويل،  ومسيري هوصل.


❈-❈-❈


في اليوم التالي 


خرج عزب من منزله، ليستقل السيارة النصف نقل خاصته ، التي يصطفها بالقرب منه، في طريقه نحو عمله، وقبل ان يصل اليها، تفاجأ بمن يتصدر بجسده يقطع عليه طريقه،


- افندم بتقطع عليا السكة وتفاجئني بطلتك البهية، عايز ايه يا غالي؟

تفوه بها بلهجة لا تخلو من تهكم،  قابلها الاَخر  بغضب يعنفه:


- وكمان ليك عين تتمسخر وتتمهزج يا خاين يا جليل الأصل. 


- خاين وجليل الاصل!

ردد بها من خلفه، ليتخصر بحنق متعاظم في الرد عليه:

- لكن انت واعي لنفسك والكلام اللي بتهلفط بيه دا يا ناجي؟ ولا تكون شاربلك كاسين مع صاحبتك الخوجاية، اعديها لو كان كدة، ليس على المريض حرج.....


- مريض يا خاين.

هتف بالاَخيرة يقاطعه، ليقبض بكفيه على ياقة جلبابه ليتابع بهياجه:

- ايوة خاين يا عزب لما تنيمني في العسل شهور، وبعدها تفوجني بجلم شديد زي ده تبجى خاين،  غازي من امتى خطب اختك ياد. 


صرخ بالاَخيرة، قبل ان يجفله عزب بنفض كفيه عنه بغضب شديد يردف بتحدي :.


- خطبها امبارح وانا وافقت، عشان اجفل خشم واحد زيك ، بتتهمني بجلة الأصل والخيانة،  واللي عملته انت تسميه ايه؟ وانت عايز تستفرض بيها في غيابي،  فاكرها هينة ليك ولا لغيرك ياك؟ ولا فاكرني انا خرونج، عشان اجبل بواحد واطي زيك .


- انا واطي يا عزب؟

صاح بها بصدمة، وعدم تصديق، فواصل الاخر بتحدي:

- ايوة واطي يا ناجي، وانا ابجى جليل عجل ولو فضلت على شراكتي معاك، من دلوك اعتبر كل شغل ما بينا انتهى، انت في حالك وانا في حالي، خلصت يا ناجي .


لم يستوعب الاَخير الرفض، حتى صار يردد بكلماته بعدم تصديق:

- خلصت! خلصت يا عزب، وبتجولها في وشي، دا انت جلبك بجي جامد جوي على كدة .


تبسم غامزًا بطرف عيناه ليغيظه:

- وماله لما يبطى جلبي جامد؟ مش هناسب غازي الدهشان،  وسع ياللا، وسع من جدامي،


صدح بالاخيرة يدفعه بقوة عن طربقه، ليستكمل حتى وصل يستقلها ويتحرك بها مغادرًا من امامه بعدم اكتراث، ليصرخ ناجي مرددًا بالسباب وافظع الشتائم:


- والله وبجيلك حس يا كلب، والله وجه عليك الوجت عشان تتحداني،  انا هرببك يا عزب انا هربيك


الصفحة التالية