رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 29 - 4 الأربعاء 13/12/2023
قراءة رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل التاسع والعشرون
4
تم النشر يوم الأربعاء
13/12/2023
قابل صيحتها
بالضحك ساخرًا، حتى غضبت بالفعل، لتعطيه ظهرها، مما جعله يلطف كي يهادنها:
- انتي زعلتي؟
همس بصوته
يلامس اذنها بقربه، فردت بعتاب:
- ايوة زعلت
عشان انا دماغي تجيلة اصلًا من جلة النوم، وانت صاحي فايج وبتغلس كمان، طب استني
على ما الجسم ياخد كفايته في النوم.
ضحك بصوت
مكتوم ليعقب ردًا لها:
- يعني الجسم
ياخد كفايته في النوم، واليوم يروح علينا، ولا انت عايزانا نسافر المسا ؟
التفت له
عاقدة حاجبيها، لتسأله باستفهام:
- سفر ايه يا
عارف؟ مين اللي جال ان احنا مسافرين اصلا؟ وايه السبب؟
كانت هيئتها
توحي بالغباء التام، ولكنها كانت شهية بشكل موجع، حتى جعلته يتوقف متأملًا لها
بصمت دام لحظات، يشبع عينيه من رؤيتها، كي يصدق ان الحلم اصبح حقيقة، وان ما يراه
الاَن ليس دربًا من وهم صنعه عقله المريض بعشقها.
- يا عارف انا
بكلمك ساكت ليه؟
خرج صوتها
ليفيقه من سكرته، ولتجبره على الرد،
مفندًا كل سؤال بإجابته:
- مين اللي جال
ان احنا مسافرين؟ انا اللي جولت.
وعن المكان
المقصود السفر ليه؟ فدا مفاجأة انا محضراهالك.
ولو عن
السبب...... فدا عشان شهر العسل يا عسل
ولا انتي نسيتي ان النهاردة اول يوم في جوازنا بجد؟
ابتلعت بخجل
شديد، وقد ذكرها الاَن بما حدث ببنهما بالأمس، حينما بادرته هي طالبة قربه، وكأنه
قرأ أفكارها، دنى ليطبع قبلة أعلى جبينها، يخاطبها بحنان محفزًا:
- كدة بجى مدام
فوجتي وصحيتي لحبيبك، اجدر بجى اصبح براحتي، عشان تجومي وتتشطري، تفطري وتجهزي
نفسك.... صباح الفل يا عروستي، صباحية مباركة.
❈-❈-❈
والى سكينة
التي لم تكن مصدقة حتى الآن لرؤية حبة قلبها، ابن حبيبها الراحل:
- يا حبيب ستك
يا غالي، كبرت يا واد كدة في كام شهر وبجيت راجل .
ضحكت نادية
باضطراب تردد خلفها بما يشبه السخرية:
- بجى راجل
كمان؟! جولها الله يحظك يا ستي، بوس على يدها يا معتز، مدام هي شيفاك كبرت صح.
سمع منها
صغيرها، ليزعن بطاعة وحركات مسرحية أثارت الضحكات على افواه الثلاث نساء ، هي
وسكينة وجدته سليمة، التي لم تكن في حالتها الطبيعية على الإطلاق للترحيب بهم
جيدًا، حتى سألتها بفضول، بعدما ابتعدتا
قليلًا عن المرأة العجوز:
- ليه حساكي مش
مبسوطة بجيتنا؟ هو انتي زعلانة من حاجة؟
اجابتها على
الفور وبدون مواربة:
- ايوة زعلانة
يا نادية، ايه اللي خلاكي تيجي من غير ما
تديني خبر؟
اكتنفها حرج
شديد فلم تكن هذه الإجابة التي تتوقعها على الإطلاق حتى دافعت مبررة:
- جيت فجأة عشان
اشتاجتلك واشتاجت لجدتي سكينة اللي هتموت من الفرحة دلوك عشان شافت معتز، انتي
كمان موحشكيش؟
ردت سليمة
بحدة ولم تأبه:
- لاه يا نادية
موحشنيش عشان انا كل يوم بكلمه فيديو لو تفتكري، وبخلي سته سكينة كمان تشوفه في
التلفون وتكلمه، دا غير ان باجي بنفسي اشوفه كل اسبوع،
هذه المرة شكل
رد المرأة لها صدمة بالفعل، حتى اطرقت
رأسها تود الفرار من مكان غير مرحب بوجودها فيه،، يبدوا ان سليمة قد فهمت عليها،
فتابعت موضحة لها:
- يا بتي
افهميني وبلاش تتصرفي بطيبتك دي، انا ليا اسبابي اللي تخليني امنعك من الجية هنا،
زي ما بيدي انا ماشيتك من هنا، انا مطمنة عليكي انتي والود هناك، تبعيني وريحي جلبي .
واجهتها سائلة:
- اتبعك في ايه
طيب اكتر من كدة؟ ما انا بنفذ كل اللي بتجولي عليه، جات يعني على زيارة
النهاردة، ما البيت هادي اها، لا عيسى ولا
سند ولا حتى عماتي جاعدين.
- وانتي شايفة
المشكلة في دول وبس؟
طالعتها
باستفهام سائلة:
- امال في إيه
تاني كمان؟
ابتسامة
جانبية ساخرة ارتسمت على ثغر سليمة، خالية من أي مرح، بغموض غلف صفحة وجهها، زاد
من حيرة الأخرى، وقد يأست من الرد على سؤالها، لتجفل على تبدل ملامحها، بحدة تطل
من عينيها، نحو هذا الذي دلف اليهم:
- مسالخير يا
جدة، ما شاء الله، دا معتز باشا، مشرف النهاردة كمان.
ردت سكينة
بفرح غامر:
- شوفت يا مالك،
الباشا نور بيته النهاردة مع امه كمان.
سمع منها
وانتقلت عينيه نحو الكنبة التي جلست عليها الاثنتان:
- ايوة ما انا
خدت بالي اها، ازيك يا نادية، دا فعلا البيت رجع ينور بوجودكم، انتي سبتيه ليه بس؟
ردت بسذاجة
غافلة عن امتقاع وجه الأخرى بجوارها:
- الله يبارك
فيك يا مالك، انا نفسي والله ارجع لشجتي من تاني ، بس الظروف بجى.
- ظروف ايه؟
سألها، فردت
سليمة تسبقها:
- ظروف شخصية،
أخوها هو منعها من الجية هنا، مش عايزاها
تبجى طرف في اي مشكلة، ما انت عارف العرايك هنا في البيت مبتخلصش.
- عرايك ايه
تاني؟
همست بها
سائلة، قبل ان تزجرها سليمة بنظرة غاضبة اخرصتها، متمتمة بصوت بالكاد خرج من بين
شفاهاها:
- اسكتي خلاص،
متكلميش تاني.
ابتلعت تنصاع
للأمر، وشعور بعدم الارتياح يستبد بها،
توتر في الاجواء لا تعلم سببًا وجيهًا له، المرأة التي تعدها بمثابة والدتها،
تصدمها اليوم بتعاملها الجاف معها، ثم هيئتها الاَن، وقد صرفت نفسها عن الانتباه
لها، لتركز مع هذا الفتى، شقيق زوجها الراحل ، والذي صار يداعب صغيرها في حجر
جدته، وكأنها تراقبه وتترصد أفعاله، لا تدري لما هذا الارتياب؟
ومن جانبها
سليمة، فهي لم تكن غافلة، عن نظرات
التساؤل والحيرة التي ترمقها بها، تستجدي منها استفسارًا لن تبوح به ابدا، وعقلها
مشتت مع هذا الفتي، تعود بذاكراتها لمساء اليوم السابق.
حينما استيقظت في الثانية صباحًا على صوت
المنبه الذي تفعله يوميًا من اجل قيام الليل وقراءة القرآن حتى تلحق بصلاة الفجر.
فضلت سليمة
قبل القيام بكل ذلك ان تهبط الطابق السفلي من أجل الاطمئنان على زوجة عمها سكينة
اولًا، فهذا الأمر تفعله منذ مرض المرأة ورحيل ابناءها واولادهم للبلاد التي يقطنون بها،
بخطواتها
الرزينة مرت بالطرقة التي تؤدي الى غرفة نومها ولكنها وقبل ان تصل الى هناك، شعرت
بصوت حركة بالكاد تصدر من داخل غرفة المكتب الخاصة بعمها الراحل، حتى توقفت تنصت
قليلًا لربما كانت قطة بالداخل، ولكن مع
تذكرها لغلق جميع النوافذ بالإضافة لهذا الباب الذي تقف بجانبه، زاد التوجس داخلها، لتسرع على الفور تتناول
المفتاح الذي تعلم مكانه جيدا ، كي تفتح وترى ما يحدث، ولكن وبمجرد وضعه بغلق
الباب، على صوت كركبة، وبعدها صوت أعلى، لم تعلم مصدره، سوى عندما دلفت الغرفة، لتفاجأ
بالنافذة المفتوحة على مصراعيها،
ركضت تنظر
منها للخارج ولكنها لم ترى شيئًا على الإطلاق، بحثت بعيناها يمينًا ويسارًا ، ولم
تجد شيئًا ، حتى عادت تتأمل المحتويات القديمة المهجورة، وقد تأكدت لأثر العبث
ببعض الاشياء التي تحركت من مكانها، وصل
صوت نباح احد الكلاب في الشارع لتركض نحو النافذة مرة أخرى، فترى شبح الجسد
النحيف، قبل ان يختفي في الشارع الاَخر،
ولكنها عرفته، عرفته من ظهره،، ومع ذلك لن تخبر احد، تشعر بقرب اكتشاف
الحقيقية، لقد اقترب الوقت.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..