-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 29 - 3 الأربعاء 13/12/2023


   قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل التاسع والعشرون

3

تم النشر يوم الأربعاء

13/12/2023 


-والنبي، امال اللي بتعمله دا اسمه ايه؟

ودت لو تستطيع الرد بها عليه، ولكنها كالعادة لم تجد بدا من التغاضي، لتردف باستسلام:

- ماشي يا غازي بيه، ولا يهمك، تحب ابعت التلفون لجدتي تكلمها بنفسك وتطمن؟

 

- يا ستي ما انا هطمن واكلمها، المهم خلينا في الأصول الأول، انت ازيك وعاملة ايه؟..... يا ناادية؟

 

- تاني برضوا ناادية، والمد اللي مش فاهماه في الأسم.

غمغمت بها داخلها، قبل ان تجبر نفسها على الرد بزوق لا يخلوا من جدية:

 

- زينة والحمد لله يا غازي بيه، تشكر ع السؤال .

- تشكري انتي يا غالية،  على فكرة جدتي بتشكر فيكي جوي، بتقولي انك زينة وحتى نفسك في الاكل زين، دي  هتجنن على طبق المحشي اللي باعتيهولها الصبح، تعرفي يا ناادية، انا من الوصف وشكرها فيه، نفسي انفتحت جوي وهموت وانا كمان ادوجه من ايديكي .

 

- ايه هو اللي تدوجه من يدي يا غازي بيه؟

هتفت بها  غير مستوعبة لجرأته، ولكنه كالعادة لحق ليردف لها مصححًا:

 

- يا ناادية انا بتكلم ع الاكل ودا شيء عادي يعني،  ميروحش ظنك لحاجة عفشة.

بهتت صامتة عن الرد،  تجزم ان هذا الرجل ليس له حل، دائمًا ما يغلبها بمراوغته وتلاعبه بالكلمات.

 

- ناادية

- ايييوة

تفوهت بها حانقة لتصلها النبرة المتسلية:

- انا كنت بنده بس لما عوجتي عليا وانت ساكتة، هو انتي كنتي سرحانة في حاجة!

 

--

 

توففت قابضة على طبق المسليات بين يديها بحرج يكتسحها، بداخلها رغبة قوية لتنضم معه في المشاهدة على الشاشة العملاقة للتلفاز،

طالعت هيئته، وقد كان جالسًا بنصف نومه باسترخاء ، فاردًا ساقيه بطولها حتى اعلى الطاولة الصغيرة، وهذه الملابس البيتية الأنيقة الذي يرتديها دائما، لا تنكر أنها تعجيها

مندمجًا في أحداث الفيلم الأجنبي، او هو قاصد ذلك لا تعلم

 

ولكنها مصرة على التقدم والتقرب اليه، لن يثنيها شيء هذه المرة .

ابتعلت تُجسر نفسها وتتقدم حتى جلست تجاوره على الاَريكة، لينهض بالتبعية هو منتبهًا لها، فقالت بارتباك :

 

- انا جولت اتفرج معاك، بصراحة مش جايني نوم.....

ااا، تحب تتسلى معايا؟ .

لم يجيبها بل زادها حرجًا بهذه النظرات المتفحصة والتي كانت تمر عليها بتقيم وجرأة، من بداية وجهها المزين بإتقان زاد من فتنتها، وشعرها المُتماوج حوله، ثم هذه البيجامة الخفيفة، ذات الربع كوم ، وبنطالها القصير لأعلى الركبة المرمرية، والتي شدت عليها بالقماش بفعل غريزي كي تخفيها، تهربًا من نظرته المكشوفة نحوها.

لترتفع ابصاره اليها قائلًا باقتضاب قبل ان يعود لنفس الوضع السابق:

- براحتك طبعًا.

 

لعقت شفتيها تريد المتابعة بفتح أي حديث ولكنه لا يعطيها فرصة بجموده، حتى يأست لتقرر المشاهدة معه بصمت الى أن يحين وقت الكلام ، تركت من يدها الطبق على الطاولة القريبة، لتضع همها في تناول حبات الكاجو التي ملئت كفها بها، وما ان همت لترفع ابصارها حتى توقفت الحبة في فمها بصدمة، بما تراه على الشاشة، لتنقل بنظرها نحوه فوجدته مندمجًا في المشاهدة وكأنه شيء عادي بالنسبة له،

 

أطرقت رأسها نحو الأرض بخجل حتى تنتهي هذه القبلة التي تجمع البطل والبطلة، غافلة عن ابتسامة خبيثة من خلفها شقت ثغره في مراقبتها، لتزداد اتساعًا حينما رفعت رأسها مرة أخرى، لتصعق بالمشهد الذي تطور لأكثر من الجرأة، شهقت لتنهض بفزع من جواره ولكنه أوقفها بأن جذبها اليه من مرفقيها، يطالعها بمكر قائلًا:

 

- رايحة فين؟ مش جولتي عايزة تتفرجي؟

تلجلجت بأنفاس متلاحقة تجيبه:

- ما انت ما انت مخلي على قناة جليلة أدب، هي ازاي القنوات تعرض الحاجات دي؟ قنوات ايه دي بالظبط؟

 

رد يجيبها بابتسامة مستترة، مستمتعًا بلون التفاح الذي انتشر على وجنتيها التي التهبت بالسخونة:

- دي قنوات أجنبية لمنصة منفتحة، والحاجات دي عادي، وأجل من العادي كمان عليها.

 

- يا مري وأجل من العادي كمان؟ طب سيبني، اروح اتفرج ع الشاشة اللي في اؤضتي، انا معنديش الحاجات دي.

 

قالتها وهي تجاهد لنزع مرفقيها عن قبضته، ولكنه زاد بتشبثه بها ليذهلها بقوله:.

- بس انا عايزك تتفرجي، دا فيلم رومانسي، وكل الحاجات اللي بين البطل والبطلة دي يعتبر شرعية.

 

رددت من خلفه بعدم فهم :

- شرعية كيف يعني؟ لا هما متجوزين صح؟

نفى بهزة خفيفة من رأسه، ثم خرج صوته بإغواء:

- لأ بس هما بيمثلوا انهم هما كدة فعلا، يعني مثلا دي.....

 

نزع يده عنها ليلف ذراعه حول خصرها ويقربها اليه حتى ارتطمت بصدره:

- دي تعتبر حاجة طبيعية بين الراجل ومراته، ومراته لازم تهدى على فكرة، مينفعش ترتجف كدة بين درعاته.

 

افتر فاهاها لتطالعه متسعة العينان بتشتت، فتابع يرفع يده الحرة، ليمرر ابهامه على شفتيها ، والتي تركزت ابصاره عليهم قبل ان يدنو ويلتقمهم بتمهل، حتى سحب استجابه منها ، ليتعمق بقبلته مشددًا بضمها اليه، حتى اذا انتهى اخيرًا، يبعدها بمسافة قصيرة حتى يتمكن من التطلع الى وجهها، وقد اختبئت عينيها خلف جدار أجفانها التي أسبلتهم عنه، بأنفاس لاهثة لا تقوى على النظر اليه،

 

اطبق على طرف ذقنها باصبعيه يرفع وجهها اليه هامسًا بخفوت:

- تحبي تعرفي بيعملوا ايه تاني كمان.

نظرت اليه متمتمة بغباء:

- ها!

بزغت ابتسامة بثغره، توسعت حتى اظهرت اسنانه البيضاء في الأمام، لتزيد من حرجها، ولكنها اليوم مقررة انهاء الأمر، لذلك لم تجد مفرًا من التجرأ لتبادره هو الفعل.

 

ابتلعت لتجسر نفسها وتقترب لاثمة بشفتيها على فمه لتطبع قبلة صغيرة، على قدر بساطتها، ولكنها الهبت مشاعره، ليُطالعها بوجه تجهم باستفهام لها، وقد تذكر الاَن، عدم ارتجافها كالسابق بين يديه، والاَن تصفعه بهذه الوداعة، ونظرة كافية بإغوائها؛ ان تُذهب عقله بلا رجعة، تحمل بداخلها دعوة صريحة، وهو ليس بالاحمق؛ حتى يضيع فرصته، أو عدم تلقفها على الفور، ابدًا.

 

وبدون أي استفسارات أو مقدمات أخرى، وجد نفسه يكتسحها بقبلاته، والعجيب انها كانت تستجيب له،  لتثير جنونه بها، ويأخذها بأول جولات عشقه لها، منهيًا بذلك عهدًا طويلًا من الصبر والانتظار، ولتبدأ الاَن مرحلة أخرى، مهما كانت بها الصعاب، ولكنها لن تكون أبدًا بمرار السابق، مرحلة جديدة يميزها العسل، حتى وان اوجعه قرص النحل.

 

--

 

في اليوم التالي

 

استيقظت من نومها في الصباح الباكر،  على اثر لمسات ومداعبات لم تتوقف سوى بعدما يأست من توقفه، لتزوم بحنق:

- يوووه، حرام عليك بجى عايزة انام .

 

قالتها تشد الغطاء عليها، تهم بالتقلب للناحية الأخرى، ولكنه منعها بجذب الغطاء مشددًا:

- اصحى بجى، هجعد اليوم كله اصحي فيكي ؟

اجبرها بصيحته لأن تفتح أجفانها تبصره بغيظ شديد، مرددة:

 

- طب وتصحيني ليه والشمس لسة محطتش نورها ع الأرض؟ انت لحجت امتى تنام اساسًا ،عشان تصحى؟..

تبسم مرددًا خلفها بتساؤل واندهاش:

- وانتي ايه عرفك ان الشمس لسة محطش نورها؟ دا انتي فتحتي عينك بالعافية، تشوفي خلجتي والطلعة البهية.

 

ردت بنزق رافضة الاستسلام للإستيقاظ:

- مش محتاجة زكاوة، شمس الصبحية اول ما بتنزل بتنشر ضيها على جزاز البلكون المجفول ، وبتنور الأوضة،.....

 

توقفت ولم تجد منه ردًا، مما جعلها تضطر لفتح أجفانها مرة أخرى ورؤيته، ولكنها تفاجأت بأنظاره التي كانت منصبة، على أسفل رقبتها، لتستدرك انحصار الغطاء عنها، وهذه البرودة الطفيفة التي كانت تشعر بها على بشرتها، لتعرف سببها الاَن فقط

فصدر صوت شهقتها بفزع وهي تسحب الملاءة لأعلى، لتثير ابتسامة متسلية على شفتيه ساهمت في ازدياد سخطها ، لتصيح به:

 

- عايز ايه يا عارف؟


الصفحة السابقة                              الصفحة التالية