رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 11 - 3 - الأحد 17/12/2023
قراءة رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وهام بها عشقًا
الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا الخولي
الفصل الحادي عشر
3
تم النشر بتاريخ الأحد
17/12/2023
ها هو ذا يقيد أخيها في ذلك الجزع ويجلده أمامها بكل قسوة وجبروت وأخيها يكتم صرخاته كي لا يعذبها بعذابه
كانت تبكي وتتوسل لكن لمن؟
لمن انتزعت من قلوبهم الرحمة؟
وقع نظرها على طفلها الذي وقف في شرفته يشاهد ما يحدث فتغمض عينيها بضياع حزنًا وألمًا عليه.
سقط أخيها مغشيًا عليه فأمر حامد رجاله بألقاءه على الطريق للذئاب
أما هي فتقدم منها وعينيها تطلق حممًا جعلها ترتد للخلف بخوف
حتى اصتدمت في الجدار خلفها وقال بهدر
_ بقى تهربي مني وتروحي تتحامي في اعدائي
سقطت صفعة على وجهها جعلها تصرخ وهي تسقط أرضًا
مال عليها يجذبها من شعرها ليقرب وجهها إليه وقال بفحيح أشد من فحيح الأفعى
_ أني حامد الهواري تخليني اطاطي قدام ابن النعماني؟
ضرب رأسها في الحائط خلفها وصاح بها
_ وديني لخليكي تتمني الموت ومطليش
صاح باسم احد رجاله الذي اسرع إليه
_ نعم يابيه
صاح به آمرًا
_ افتح البوابة واخفي من قدامها
اوما الرجل بطاعة واسرع بالذهاب ليفتح البوابة والتي يطلق عليها غرفة التعذيب
ستدخلها إذاً ولن تخرج منها على قيد الحياة
أغمضت عينيها بألم شديد فلا مفر لها من ذلك العذاب لكنها ستهرب منه بطريقتها
جذبها من شعرها ليذهب بها لكنها اوقفته برجاء
_ ارجوك خليني اشوف ابني الاول
لم يسمع لها فعادت تترجاه
_ ارجوك انا عارفة إن اللي بيدخل البوابة دي مابيخرجش منها سيبني اودع ابني الأول
استطاعت الافلات منه وذهبت إلى غرفة طفلها كي تودعه الوداع الأخير
ثم ذهبت إلى غرفتها لتقوم بتنفيذ ما لم تفكر به من قبل
تقدمت من الخزانة وسحبت حبل كبير والذي كان يقيدها به كثيرًا حينما تخطئ.
الليلة عليها انهاء ذلك العذاب الذي كتب عليها
فأخذت المقعد وذهبت به إلى وجهتها ووقفت عليه وقامت بربط الحبل جيدًا في تلك ((النجفة)) ثم لفته باحكام حول عنقها في هدوء تام ودون تردد ازاحت المقعد بإصرار لينتهي عمرها في تلك اللحظة
عودة للحاضر
وقفت في شرفتها تنظر إلى القمر الذي يحتضن الجميع بضياءه وينثر على المحبين دفئه
لكن هي لا يزيدها إلا وحده ومرارة لتلك الحياة التي لم ترى فيها ما يسرها.
تذكرت حديث تلك المرأة التي اخبرتها كل شئ قبل وفاتها منذ أن تركت والدتها الملجأ وجاءت البلدة للعمل كخادمة في منزل كامل.
جالت تلك التفاصيل بخيالها وكأنها تعاد أمامها.
رفعت يدها إلى عنقها تتحسس تلك القلادة وتساءلت
ماذا إن علم بأمرها؟
انتبهت على صوت سيارات كثيرة في الأسفل
فأسرعت بالنظر من شرفتها لتجد والدها يترجل من سيارته ومعه عدد كبير من الرجال
انقبض قلبها بخوف حتى إنها ارتدت للخلف عندما تقابلت عيناها بعين والدها
فقامت باغلاق النافذة جيدًا حتى تتخلص من نظراته لكن مازالت تشعر بها تخترقه
انتفضت بفزع عندما دفع مهران الباب ودلف وعلى وجهه غضب شديد وتحدث بقوة
_ دلوقت الحاج سلام هياچي عشان ياخد رأيك ويتأكد إنك چيتي بإرادتك
عايزة ترچعي معاهم أني مش همنعك ولو قتلو.كي اني مليش صالح
إنما رايدة تكوني في الامان تنفذلي اللي هقوله بالحرف، قولتي ايه؟
نظرت إليه بحيرة، فذلك القاسي لا يختلف كثيرًا عنهم
فتخرج من نفق مظلم لتدخل في نفق أكثر ظلام
_ قلتي ايه؟
قالها بحدة اجفلتها ولا تعرف ماذا تفعل
هل ترفض وتعود إلى جحيمها؟ أم توافق وتعيش في جحيم أخر اشد صرامة
❈-❈-❈
_ انت بتقول أيه؟يعني ايه القضية اترفضت؟
_ يافندم القضايا اللي زي دي احنا مش بنقدر نقدمها في القسم لإن في ضباط كتيرة بترفض حاجة زي دي، فاضطريت اقدمها في المحكمة، بس هما قدموا اثباتات إنه لا يملك أي شئ وكل حاجة مكتوبة باسم ابنه جمال.
ازداد حنقه منهم وقال بسخط
_ يعني مفيش حل تاني؟
_ للأسف مفيش حل تاني
أغلق منصور الهاتف بغضب شديد وكاد أن يطيح به لولا دلوف سمر التي ما أن رأت حالته أيقنت من تنفيذه للدعوى
تقدمت منه وعقلها يرفض تصديق ذلك فسألته بشك
_ في ايه يامنصور؟
ازاح بيده كل الاشياء الموضوعة على الطاولة بغضب شديد وصاح بحقد
_ كتب كل حاجة باسم جمال وحرمني أنا.
هزت راسها بعدم استيعاب وغمغمت بحصرة
_ يعني نفذت اللي في دماغك؟
وضع منصور رأسه بين يديه يحاول استيعاب ما يحدث فقد خسر حقًا تلك المرة كل شئ
_ سيبيني لوحدي دلوقت مش عايز اشوف حد.
نظرت إليه بتهكم وقالت باستياء
_ هسيبك لوحدك لأن اللي زيك محدش يآمن على نفسه معاه، اللي يخسر آدميته و يعمل كدة في أبوه يبقى سهل أوي عنده يرمي اللي قدامه للطوفان عشان ينجى هو، بعد النهاردة مفيش أي حاجة هتجمعنا عشان تبقى خسرت مالك وعيلتك وقبلهم خسرت نفسك وآدميتك
هزت راسها بخزي
_ حقيقي انا مش مصدومة فيك بس بكرة هتندم ندم عمرك كله وهتستجدي حنانهم ومش هتلاقيه
انا خارجة من حياتك وخلى احلامك بالفلوس تعوضك عننا
نزعت خاتمها وألقته في وجهه وخرجت من الغرفة
فيدمر هو كل ما تطوله يداه وكأن اصابه ضرب من الجنون، فلم تبالي له وأخذت حقائبها ورحلت من ذلك المنزل.
❈-❈-❈
جلس في غرفته الجديدة والتي انزوى فيها بعيدًا عنها ربما بتلك الطريقة يستطيع نسيانها
لكن كيف ذلك وعينيها لا تفارق مخيلته لحظةً واحدة
نهر نفسه بحدة
فعشقها أصبح محرمٌ عليه
لم يرها منذ الصباح وتمنى أن تظل كذلك بعيدةً عن عينيه
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن عندما جائت والدته تخبره عن إصرار عمه على تناول العشاء معهم
كان مازال يعاني من ذلك البرد الذي اتعبه حقًا فتمتم برفض وهو يعتدل في رقدته
_ معلش ياأمي قوليله إني تعبان ومش هقدر اتحرك
تنهدت بحزن عميق على حال ابنها وقالت بتعاطف
_ ياابني ده حال هيطول، هتفضل كدة لحد أمتى
هز رأسه بيأس
_ مش عارف ياأمي، ولولا غياب ماجد كان زماني مهمل البلد عشان اقدر انساها
_ وانت فاكر انك هتقدر تنساها بهروبك؟
كنت انا قدرت انسى أبوك بعد موته، صدقيني ياسليم الحب لما بيدخل في القلب بيبقى صعب خروجه.
نظر إلى والدته وسألها بوجل
_ هي حلتها ايه مع عمي؟
هزت راسها بحزن
_ مش عارفة ايه حكاية عمك معها الصبح حكم عليها تنزل تعمل الفطار معايا وحتى الغدا وكل ما اقولها ارتاحي يطلب منها اى حاجة عشان يتعبها وخلاص
تنهد بيأس
_ هو قدري وقدرها كدة ولازمن نتحمله
صدقيني افضل حل إني اخليني بعيد
_ بعيد عن مين ياسليم
كان هذا صوت عمه الذي دلف الغرفة وعلى وجهه علمات استفهام…
يتبع..